الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2006, 04:53 PM   #[1]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي سيرة أولاد شكرالله ... ( قصة وطن ) ... رواية تحت الطبع ....

(1)



لم يكن هنالك .. أحداً .. يستطيع ردعه ..

تعودوا على أن يمتثلوا .. لأمره .. وعودوه ..

يقال أنه ورث ذلك عن جده .. يقال أن ذلك الجد .. كان يحكم مابين النيلين .. الابيض .. والأزرق ..

حتى حدود سنار جنوباً ... ويقول بعضهم .. أن ملكه .. لم يتجاوز .. جبل الأولياء ..

لا أهمية لذلك .. ذلك عهد قد ولى .. ومملكة .. قد بادت ..

كان جباراً .. مثله فحسب ..

أما جدتي .. التي كانت تمت له .. بصلة القرابة .. كانت تقول .. أنه كان صالحاً .. ورعاً ... ولياً ..

من أولياء الله ... ورث ذلك .. عن جده الأكبر .. الذي درس بالأزهر الشريف .. وصار مفتياً بمصر ..

ثم هاجر جنوباً حتى توتي .. وتزوج أبنة الشيخ .. حمد ود أمريوم .. فأولدها جدهم الأكبر .. الذي

أرتحل بها جنوباً .. فأسس الخلاوى .. وأقام المساجد ... ودرس على يده ... جمع من علماء

الشرق والغرب .. وكانت عزوته .. ومكانته .. دينية وروحية .. حتى حولها أبناءها من بعده .. ملكاً

عضوضاً ... ففسدوا وأفسدو .. مابناه .. الأولون ... فأصابتهم .. لعنة .. إلى يوم الدين ...

.كان أسمهم( الفتاياب) .. .. فصاروا الفرتاكاب ... وهذه لجدهم الأصغر .. الذي فرق طلاب العلم ..

وجمع من حوله ... طالبي الدنيا ..

كان الحي ... عند .. الشروق ...

كغيره من أحياء الدنيا ..

يصيح الديك .. تبدأ بعده الدواب .. في مناجاة بعضها .. تلك المناجاة .. الحزينة ..

بعدها .. يبدأ العمل .. تأخذ الحياة دورتها .. الرتيبة .. لاشئ .. يستغرب ..

بعد المغيب .. يغرق الحي .. في ظلمة .. داكنة .. تتراقص .. أما الجميع .. خيالات ..

ورؤى .. تصيب الحي .. لعنة .. سوداء ..

لا صوت إلا لماجن أوعربيد ...

لا تمتد ..الأيادي .. إلا ضاربة .. أو صافعة .. ولا تمد الأرجل .. إلا ركلاً .. أو هرولة ً ..

من اللاشئ .. أو المجهول .. أو ربما .. من .. عدوءٍ .. تراه رأي عين ..

تشرق الشمس من جديد ...

يعود كل شئ .. إلى أصله .. ومرجعه ..ينسى .. الجميع .. ماكان .. بالأمس ...

لا أحد يحصي الخسائر ..

فكأنما الجراح تلتئم .. وحدها ..

ولكأنما الأعراض لم تهتك .. ولا الحرمات .. قد أنتهكت ..

كان الأغراب فقط .. يلحظون ذلك ..

فكأنما على أين القوم غشاوة ..

تجيئهم نهاراً .. تقسم أنك .. لم ترى .. ولم تسمع .. أكرم .. وأنبل خلقاً .. من القوم ..

تجيئهم ليلاً .. وإن كنت .. من .. أسعفهم حظهم .. وخرجوا .. على أرجلهم .. من غير سؤ ..

تقسم على أن القوم .. من عجينة الشياطين ...

يحسبك السامع .. إما مبالغٌ .. أو مجنون ..




كان هو .. قمة هذا الجنون ..

كما أنه أيضاً .. قمة .. تلك الحفاوة .. وذلك النبل ...

كان مسيطراً .. على الأمر ..

نهاره .. في شأن .. ولليله .. شئون ...

حتى ذلك النهار ..

جاءه .. الفتى .. وهو مستلقياً ..على بطنه .. كعادته .. تحت تلك السيالة ..

كانت ( سكينه ) .. كعادتها أيضاً .. نهاراً .. على عضده .. في غمدها .. الذي صنع من جلد ..

جاموسةً .. ربما أخطأت طريقها .. إليهم ..

وقف الفتى .. على مقربة .. منه .. ثم خاطبه .. في أدب شابه .. التردد :

( خالي أديني سكينك أسنها .. ليك .. أنا ماشي سوق الجبل ) ..

لم ينظر إليه .. لم يرفع رأسه .. لم ينقلب على ظهره ..

كان بين النوم واليقظة .. أجفانه .. ثقيلة .. ورأسه عارٍ .. وقعت عمامته على الأرض ..

كان خائراً .. لا يقوى على رفعها ...


.....يداه .. ممدودتان على الأرض .. على جانبي ( العنقريب )

الصغير ..لا يقوى على رفعهما ..

أومأ للفتي .. إيماءة .. دلت على الرضا .. وكأنه .. يأمره .. بأن يمد يده ويستلها من غمدها ..

تردد الفتى قليلاً ..

إستجمع شجاعته .. مد يده .. ببطئ .. وأخذها ..


وقف مكانه .. لا يحرك .. ساكناً .. حتى سمع شخيره وتأكد أنه عاد .. يغط في نومه العميق ...

إقترب منه ..

ولمعت سكينه .. تحت أشعة شمس النهار ...

وجز عنقه .. من الخلف ..

وسال الدم نهاراً ..

للمرة الأولى .....









كانت ليلة ... لفها ظلام ... من نوع آخر ..

ليلة .. لم يشربوا فيها .. خمراً .. ولم يهتكوا عرضاً ... ليلة خلت من العنف ...

إلتفوا .. حول جثته ... مزعورين ... بعثوا لأهله .. في القوز ...

أقسموا لخاله شيخ القوز .. أنهم .. وجدوه هكذا ... وأنهم مافعلوها .. ولا يجرؤون ...

أقسم خاله على أنه .. لن يدفن .. ولن تضمه باطن الأرض .. قبل أن يسبقه من فعلها .. إليها ..


أوقدوا .. سراجهم .. ودقت نحاسهم ... وراح خاله .. يرقص العرضة .. كان في كامل عدته

وعتاده .. ثوبه .. وملفحته .. وسيفه .. ودرعه .. ركب فرسه .. وجال بين القوم ..

نزل عن صهوته .. ودار بينهم .. يضع سيفه على عنق .. هذا .. فيتملكه الزعر ..

ينظر إلى آخر .. يكاد يطير عقله .. جزعاً ..

ما أرعبها من ليلة ...

إخواته .. النائحات ... أقسمن .. أن يقطعن من فعلها بأسنانهن ..

وخارج الحي ..كان رجال الشرطة .. يترقبون في حذر .. فهم أيضاً .. لا يجرؤن على التدخل ..



لم يفتقد الفتى أحد ... ولم تحم حوله شبهة ... فليس الفعل فعل صبية ..

أطل فجر ذلك اليوم ..

ولم يزل جثمانه .. مسجى ..

وعنقريبه .. الصغير .. في مكانه .. تحت السيالة ...

وماجفت ..

دماءه بعد ..






خيم الظلام .. على الغابة التي تحيط .. بالحي ...

جثمت هذه الليلة الليلاء .. بأحداثها .. الدامية .. على صدورهم .. كأنها .. دهراً ...

كلهم .. يتساءل .. من سيدفع ثمن هذه الفعلة ...

كانوا يعلمون .. أن( آل شكرالله ).. لا يهمهم .. لو أفنو الحي عن بكرة أبيه ...

المهم .. أن أحدهم قتل .. مقتل أحدهم .. يعني أنهم .. لم يعودوا كما كانوا ..

أو .. أن الأمور .. في طريقها .. إلى التغيير ..

الحياة بأكملها .. تغيرت .. وتبدلت .. لأن يداً .. تجرأت .. وأمتدت .. لتقتل أحدهم ..

هناك .. قرب السيالة .. حيث وقعت الواقعة ... جلس كبير ( أولاد سالم ) وهم أصهارهم .. وأنسباءهم ..

وشركاءهم .. في الحي ...

ولكنهم ... أيضاً ... أول من .. ستشير إليه أصابع الإتهام ...

تذكر.. حين .. كان شكرالله الكبير بينهم .. أرجعته .. ذاكرته .. نصف قرن من الزمان ....

عاد .. بالذاكرة إلى يوم ... مقتل .. أحد الضباط الإنجليز ... على يد شكرالله الكبير ...

كيف أنه .. وقف شامخاً ... وصاح في وجه المفتش الإنجليزي ..

( كتلتو وبروح ... في ديتو ) ...

أهتزت أنحاء .. الخرطوم .. أجمعها .. يوم سجنه .. ثار أهله .. في الجبل .. وفي قبة الكلاكلة ..

وفي القوز .. والسجانة ... وتوتي والجريف ... والفتيحاب .. وحي العرب ... حتى .. العجيجة ...

جمع أهلهم .. في النيل .. الأبيض .. ومدني .. وضواحيها .. حتى شكابة .. الناظر عبدالله ودشاع

الدين .. جمعوا المال والرجال ...وأصطفت خيلهم ودروعهم ... وسنوا رماحهم ..

وأمتشقوا سيوفهم ...

كانوا يومها .. أهل القاتل .. فكيف وهم اليوم أهل القتيل ...؟؟

كانوا يومها .. المعتدين .. فكيف وهم اليوم .. معتدى عليهم ..؟؟

كانوا .. من أراق الدماء ... كيف وهم اليوم أولياء .. الدم .. ؟؟

تذكر .. يوم .. أخذ .. شكرالله الكبير ... من بيته .. الذي كان يتوسط .. الخرطوم ..

حوشه الذي كان .. يسمى حوش البقر ... لما كانت تضمه حظيرته .. من أعداد .. كبيرة .من

الماشية .. تعد ثروة بحسابات هذه الأيام ...

يوم ترحيل شكرالله الكبير .. إلى السجن العمومي ... خرجوا في موكبهم .. ذاك .. وطافوا شوارع

الخرطوم .. كانت مقدمة ركبهم .. عند سرايا .. أولادشداد ..أقصى شرق الخرطوم ومؤخرته ..

عند بيت العمدة كرم الله ..في أقصى غربها .. عند مسجد جدهم الأكبر .. الشيخ أرباب العقائد ..

يومها .. اودعوه السجن العمومي ... دخل السجن .. وعبده ( النصيح ) .. يحمل فروته .. وإبريقه ..

وآنية طعامه .. إعترض مأمور السجن .. على دخول العبد مع سيده .. إلا أنه سرعان .. ما أنصاع

للأمر .. وسط صياحهم وزمجرتهم ...

جلس ... في باحة .. السجن العمومي .. وضع كرسيه ليتوسط الباحة .. وعبده النصيح .. يجلس

القرفصاء .. تحت أقدامه ...

جاء أحد الضباط .. على صهوة حصانه .. وجده عل هذه الحالة ..

أنتهره قائلاً :

إنتي مين .. قاعدة هنا تعملي شنو .. ليش مافيش شغل ...؟؟؟

نظر له .. شكرالله الكبير .. نظرته تلك .. التي تذيب الحجر ...

وأنتهره قائلاً :

أمش شوف لك شغلة .. ياخواجة ....؟؟

غضب الضابط .. وأستغرب لوقاحة الرجل .. وصاح في وجهه :

إنتي .. ياوزل .. لازم شيلي جردل .. بتاع حمام .. تعملي نضافة ؟؟

كانت المراحيض في تلك الإيام .. تفرق عبر جرادل .. توضع تحتها .. ؟؟؟

إستشاط شكرالله غضباً ورد على الرجل بأبيات من الشعر :

الجردل ده ماحقي ... حقي المشنقة والمدفع أب ثكلي ..

وحالف باليمين ... أعز بنات أهلي ...

والتي .. سار .. بها .. بعدها كل ركب ... وصارت إحدى قصائد .. البطولة .. والحماسة ...

ولكن ظروفاً تاريخية .. لاحقة .. جعلتها .. تحرف ..من :

الجردل ده ماحقي .. إلى الجري ده ماحقي ...

الضابط .. يومها صاح في وجهها :

شكرالله .. راجل مش كويس ..

شكرالله .. لازوم .. خوف حكومة .. إنجليز .. لازوم .. شوية إحترام قانون ..

أنتهره شكرالله قائلاً في عنجهية :

أمش غور كده ولا كدي .. يا أغلف ...


قطع هذه الخواطر .. وتلك الذكريات ... صوت أحد إبناء إخوة القتيل :

الجنا السواها .. عرفناهو ...

والليلة .. مافي زولاً من أهلو ... بمرق علي رجليهو ..؟؟

فضج الجمع ..

وسال الدم من جديد ...



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 05:08 PM   #[2]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

أخي كمال
يظهر أننا موعودون بقلم مميز وكاتب كبير
قصة مشوقة وممتعة
أعشق الحكايا الشعبية ...
أرجو أن تواصل النشر..
مودتي

خالد



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 05:23 PM   #[3]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج
أخي كمال
يظهر أننا موعودون بقلم مميز وكاتب كبير
قصة مشوقة وممتعة
أعشق الحكايا الشعبية ...
أرجو أن تواصل النشر..
مودتي

خالد

الحبيب خالد الحاج ...

محبتي وأمتناني .. وأنا .. مثلك .. في عشق الحكايا ..

لكنني .. أفضل .. الحكايا حين تكون بحثاً عن الحقيقة ,,

( سيرة أولاد شكرالله ) ... قصة وطن ...

تصدر الشهر المقبل عن مركز الخليج للدعاية والإعلان والتسويق .. بدولة قطر ..

الطابعون .. مطابع قطر الوطنية ..

أردت نشرها .. هنا .. لأنها .. تخصنا جميعاً ... هي حكايتي .. أنا ..

وحكايتك .. أنت ... حكاية وطن .. فيها مافيها .. من .. وضع الملح الجرح ... ومن مرارة الحقيقة ..

حين تضيع .. بين .. قوم .. أمسكوا بتلابيب .. وطن .. حتى مزقوه ...

ستغضب الكثيرين ..


حسبي أني كتبتها .. بصدق ...

وبمحبة ...

لكم ..

وللوطن ..

دم بخير ..



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 05:32 PM   #[4]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(2)


أخذت بيده .. أساعده .. على .. صعود الدرج ..

لم يكن .. أكثر .. من ستة خطوات .. تصبح بعدها داخل .. الفناء الكبير ..

ضرب بعصاه الأرض .. وقال .. كأنه .. يخاطب .. المجهول ..

: أنا .. جيت ... أكتر من سبعين سنة .. لكن .. الطريق ياهو الطريق ...

كل شئ إتغير .. لكن .. ريحتكم .. لسا .. مالية المكان .. ومحبتكم في قلوبنا زي نار أولاد

المجذوب ... ما بتموت .....

ثم تنهد .. وجلس على الأرض ..

وأردف بصوتٍ تعمده خافتاً : الله يرحمك .. يا(بت البدري )..

الله يرحمك .. يا (أم كلتوم .).. الله يرحمكم جميعاً ...

كان معي .. ولكنه ليس .. معي ..

مذ حطت .. أقدامه .. هذا المكان .. تغير .. كأنه .. ليس جدي الذي أعرفه ..

إنتصبت قامته ..

وأختفت .. هذه الهالات .. السوداء حول عينيه ..

كأنه فجأة نفض عنه .. غبار .. السنين ..

عاد شاباً .. قوياً .. متقد الذهن .. حاضر الذاكرة ...

سألته :

على من تترحم .. ياجدي ..( بت البدري .). منو .. و(كلتوم) .. شنو .. بعدين ياجدي .. إنت ..

واقف بدون عصاية .. وشكلك .. مختلف .. مالك ياجدي ...؟؟

رد دون أن يلتفت إلي... بصره هنالك .. عند نقطة .. لا أتبينها :

(بت البدري )... دي ما ياها .. أمي ..

و(أم كلتوم) .. دي كانت .. مرتي ...

ماتت .. هنا في الحوش ده ...

:جدي إنت .. عيان ولا شنو .. ماتت وين .. ماتت هنا في نص السينما .. كنت بتحضروا في

فيلم ..؟؟

رد غاضباً .. :

فيلم شنو يا مسخوت ده كان بيتنا .. هنا ... هنا كان حوش شكرالله ... حوش البقر ...


كتمت ضحكة ساخرة كادت أن تخرج .. رغماً عني .. ورددت :

جدي الله يهديك .. أرح البيت ... دي سينما كلوزيوم ... من قمنا .. مافي حاجة غيرا هنا ..

ومن قمنا .. بنعرف بيتنا .. هناك ..

أرجعت الأمر .. إلى تقدمه في السن .. وضعف ذاكرته ..

أخذته .. إلى بيته ..

ظل صامتاً ... طوال الطريق ..

كان .. ساهماً ... واجماً ...

يحدق .. في .. لا شئ ..



.........................................




ورثوا عنه ... الكثير ...

أراضي .. وبيوت .. ومزارع ... وعنجهية .. وكبرياء ...

كانوا يترفعون .. عن كل شئ ... يتعالون .. على الجميع ..

لم يحبوا .. أن يزرعوا أرضهم .. ويفلحونها .. كغيرهم ..

لجأ .. كبيرهم .. إلى جيرانهم .. من عرب غرب النيل ..

كانت أرضهم غرب النيل .. صحراء جرداء ...

ضربوا بفوؤسهم ... سنينا عددا .. لم تعطهم .. غير الفقر .. والقحط .. والحاجة ...

أقطعهم .. شكرالله الكبير .. أرضاً ... يعمرونها .. مقابل .. بضعة قروش ..

لم يصرح لهم .. ببناء البيوت .. من الحجر .. والطين اللبن ..

لم يرد لهم .. إستقراراً ...

ولكن الله .. أراد ...

سنوات .. عديدة .. مرت .. عل تواجدهم .. هناك ..

تطور بهم الأمر ..

إمتدت .. مساكنهم .. التي أنشأؤها من القش .. والحصير ...

تطورت .. في غفلة .. منهم .. إلى بيوت ..

إمتدت .. البيوت .. وكبرت .. وتشعبت ..

وصارت .. حياً ..

ثم ..

أحياءً ...

إخضرت أرضهم .. وعملوا .. بالتجارة .. والصناعة ..

وصار لهم .. سوقهم الخاص ...

يتوسط ..

حيهم ...

صار لهم مسجدهم .. الخاص .. يؤمونه .. في الجمعة .. والأعياد..

بنوا المدارس ..

والشفخانة ..

قويت شوكتهم ..

وصارت لهم .. جزور ...

كل هذا ..

وأولاد شكرالله ... من غربة .. إلى غربة ...

صراع .. وأحقاد ..

وكبرياء ..

لم يعد .. يدعمها ..

ملك ..أو سطوة ..

تعايشو ا.. معهم .. زاوجوهم ...

صار .. كبيرهم .. يجلس كتفاً .. بكتف ...

مع كبير ... أولاد شكرالله ...

لا يهمهم .. إن كان .. لا يزال متغطرساً ...

عنيداً ... متعالياً ...

طالما .. أن أرضهم .. تخضر ... وتجارتهم .. تذدهر ..

وحيهم يتوسع ..

وأحلامهم ...

تتحقق ...



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 05:54 PM   #[5]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(3)


جلسوا كعادتهم .. كل مساء ...

مرزوق .. وحمد أبحجل ... ويحي الفلاتي ... شركاء الغربة .. وحشة الليل .. الذي لا تسمع فيه

سوى ... هذه .. الضحكات المتقطعة الماجنة ... أو ذلك الصراخ ... المضمخ بألم .. يرجعه كل ..

سامع .. إلى مشتهاه .. ويفسره .. حسب حالته النفسية ..


قطع صمتهم صوت يحي الفلاتي :

إنتو .. يا أخوانا .. قضية أولاد سالم مع الجماعة .. حصل فيها شنو ... الوليد هرب ولفقولوا التهمة ..

ولا سواها بالجد ..


ساد الصمت برهة .. كأنها .. عام .. من الزمان ... قبل أن يستدرك ... يحي :

البنية .. مرة ود منصور .. كأنوا الأرض إنشقت وبلعتا ... ياربي صحي .. هربت مع الجنا ..؟؟


رد عليه حمد أب حجل :

والله علمها عند الله ... لكن البنية ... ماها بنية .. عيشة لي قدام ... على الحرام قاعدة مع

ودمنصور ... بدون نفس .. والله عفيت منها كان هربت ... مع الجنا ..


قاطعهم .. مرزوق .. متهكماً :

بالله شوف الفلاتي.. والسنجك .. طلعلهم لسان ... يا أخونا .. ما تسكتوا .. وتشوفوا أكل

عيشكم ..مالكم .. ومال البلد .. وحكاويها .. والله بتدوروا .. تسوا نفسكم .. من أهلا ..

هي أصحوا .. إحنا غربا ... وناس معيشة ساكت .. وأهلنا قالوا .. زمان .. ياغريب كون أديب ..

رد عليه أبحجل غاضباً :

يا خوي .. عشرة سنين .. في البكان ده ... ولسا غربا .. كنا معاهم .. في الخير والشر ..

بنينالم .. وعمرنالم .. وبقينا .. منهم وفيهم .. برضوا لسا تقول غربا .. حرم .. العارفنو نحنا عن ..

البلد دي .. الناظر شكر الله ماهو عارفو ...

ضحك يحي الفلاتي .. وطأطأ .. قائلاً :

هوي يا السنجك .. كمان بقيت تجيب سيرة الناظر شكرالله ذاتو ... يا خوي أنا ما ني قنعان من

رويحتي ... والجماعة .. متلقين حجج .. وعديمين عشرة .. على الحرام يقلبوا علينا .. زي

المابعرفونا ... ودعتكم الله ...

لم يكد يكمل جملته .. حتى .. غادرهم .. وأبتلعته الظلمة ..

إلا أن حمد أب حجل صاح مخاطباً له :


والله فلاتي جد ... أمشي يا لرهو الخواف ... إنشا الله .. يظبطوك معاها .. عامل فيها في حالك ..

وكل يوم .. مع( بت رحمة) .. هاك يا ودودا ... وكلاماً دقاق .. البنية التقول .. الفلاتي سوالا شئ ..

على الحرام تجيهو .. التقول مسحورة ..

ثم ألتفت لرفيقه مرزوق :

والله .. يامرزوق ياخوي ... قت ليهو ... سوي لي شي .. لي( بت الإمام) ... خلها تعشقني ..

باقي هي بايرة ما لاقية اللي يعبرا ... أعرسا .. وأسكن معاها في حوش أبوها الكبير ده ..

يبقالي مع ناس البلد .. نسب .. و وليداتي .. يبقالم أصل وفصل .. وورث في أرض شكرالله ..

الما لاقية اليزرعا دي ...

نهض مرزوق .. وهو يهمهم :

لا حول ولا قوة إلا بالله ... والله جنس كلامكم .. ده يودي في داهية ..

وتبع .. يحي .. تاركاً أبحجل .. لأحلامه .. وآماله ..


...........................


كانوا .. ثلاثتهم .. غرباء عن المكان ... لا يمتون إلى أهله بصلة القربى أو النسب .. جمعتهم ..

صفة الغريب .. التي يطلقها أهل البلد .. على الوافدين عليهم ..

كان( يحي الفلاتي) .. الفقير .. معلم القرآن ..

و(حمد أبوحجل ).. الشايقي .. البناء .. الذي يعمل على بناء البيوت من الطوب اللبن .. ويبرع في

ذلك ..

و(مرزوق ).. الصعيدي .. ( صاحب الكير ) .. الذي .. يمتهن .. صناعة الأواني .. وصيانتها ..

ثم أنه .. حلاق .. يقص شعر البشر والدواب .. على حد سواء ...

جمعتهم .. غربتهم ... ووحد بينهم .. فقرهم ... وآخى بينهم .. هم .. العيش .. مع قوم ٍ ...

لا يرون فيهم .. سوى أنهم فلاتي فقير ... وحلبي نافخ كير ... وسنجك .. بناء ...


عزلتهم عن أهل الحي ... جعلت من ثلاثتهم .. أصدقاء .. مقربين .. وشركاء .. سكنى ..

ومأكل .. ومشرب .. وندماء ليل ..

كان القوم .. دائماً .. ما يتجاهلون وجودهم بينهم .. إلا عند الحاجة ..

لا يدعونهم .. إلى أفراحهم ...

ولا يحفلون .. بحضورهم .. معزين .. أو مواسين ...

كانت عزلتهم ... وغربتهم ... أمر محتوم ... لكنها .. لم تكن .. أمر مدبراً .. أو متفقاً عليه ..

كان القوم ... هكذا ... هكذا ولدوا ... وهكذا عاشو ..


(يحي) و(مرزوق )و(حمد أب حجل )... ثلاثية .. ذات خطوط .. متوهمة .. لا يحبون رؤيتها ..

إلا عند قضاء حواجهم ...

جمعوا مالاً ... لا بأس به ...

وبنوا بيوتاً ... من الحجر .. والطوب اللبن ... إمتلكوا الحمير .. والماشية ...

أجروا .. أرضاً .. وفلحوها .. وأخضرت .. وأثمرت ..

حصدوا .. وباعوا .. ولبسوا .. الدمور ... وأكلوا لحم الضأن ...

وناموا على فرش من القطن .. (عناقريب) .. عالية ... منسوجة .. من السعف .. الملون ...

إلا أنهم .. مازالو ... غرباء .. منبوزون ...

إنقطعت صلاتهم .. بمواطنهم ... ألأصلية .. لم يعد (يحي) .. يذكر .. ديار الفلاتة ..

لم يعد .. (مرزوق) .. يحن إلى أرض الصعيد ...

إنقطعت أخبار .. (حمد أب حجل) .. عن أهله ... فأنقطعوا عنه ...

أرادوا أن .. تكون لهم .. هنا .. جزوراً .. وأهلاً ... وعشيرةً ...

لا يحفلون بالماضي ...

فهنا .. غدهم .. ومستقبلهم ...

ماضيهم .. لم يحمل سوى .. مآسي .. وعاناة .. وشظف عيش ...


كل ليلة .. كدحوا فيها .. هنا ... وكسبوا عيشهم ..

ناموا بعدها ..

وعلى أجفانهم .... أحلام كأحلام أهل البلد ...

وكل يوم .. يمر ... تتذايد فيه .. ثرواتهم ... وتخضر أراضيهم ... و تتوسع أعمالهم ...

كان بمثابة .. جزعاً آخر .. يتعمق في هذه الأرض ... وتتشبث بها .. جزروه ...

وأهل الحي ... في شغل عنهم ..

فهم في أعينهم .. غرباء .. وأبناء سبيل .. لا شك .. يشدون الرحال ...



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 06:18 PM   #[6]
wadosman
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الاخ كمااال..
كيفك يا زول...؟؟؟
بلا خبر كدا...
الف مرحب بيك فى بيت سودانياات..

كل التحااايا....



wadosman غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 10:02 PM   #[7]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wadosman
الاخ كمااال..
كيفك يا زول...؟؟؟
بلا خبر كدا...
الف مرحب بيك فى بيت سودانياات..

كل التحااايا....

صديقي الجميل .. ودعثمان ..

توقيعك هنا .. يلجمني سعادةً ..

محبتي وأمتناني ...



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 10:04 PM   #[8]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

سردك ممتع ،

واصل يا أستاذ كمال،

في انتظار المزيد

سوف نبدي ملاحظاتنا عندما تقول لينا : إنشمطت و إنقمطت.



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 10:19 PM   #[9]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(4)



جاءهم ... يحمل مخلاته بيمينه .. حافياً .. متوشحاً .. ثوبه المتسخ ..

أمامه تتراقص أحلامه .. ويطارده من خلفه .. ماضياً .. مأساوياً .. حزيناً .. عنوانه .. الفقر ..

والظلم .. وقلة الحيلة ...

ودنياً .. نهش برد لياليها .. لحمه .. وبالكاد .. ترك عظمه .. لحر أيامها ... يتلذذ ... في مابقي ..

من حطام ..

كل ما يملك .. كان حفظه .. لكتاب الله .. وصوت عزب .. يردد به آياته .. وعجمة لسانه ..

تقودك .. إلى هناك .. حيث ولد ونشأ .. إلى ديار الفولاني .. في غرب إفريقيا ...

كان حلمه .. كغيره .. من أبناء عشيرته .. حجة .. يكسب بعدها لقباً .. يوازي الباشوية .. في

حوض النيل .. وسلطنة .. آل عثمان ..

حط رحاله .. بينهم .. هناك .. عند ملتقي النيلين ...

وجد منهم .. كرماً .. ومروة .. وحسن ضيافة ... لم يكدره .. سوى تلك النظرة الإستعلائية ..

التي .. فهم مردها .. إلى أصله الفولاني ...

أستقر به المقام بينهم .. يحفظ أبناءهم القرآن .. والتجويد .. مقابل بضعة قروش ..

أقطعوه .. أرضاً .. وبنوا له .. منزلاً من الطوب اللبن .. وهيأوا له .. باحةً .. للدرس ..

كان .. كبيرهم .. يجله ويحترمه ..

لكنه .. ظل .. في نظرهم .. الفلاتي .. الذي .. لا يرقى .. لأنسابهم .. التي .. بها .. يفاخرون ..

بين الناس ...

لم يكن .. يلقى . .. ذلك التقدير .. وتلك .. النظرة .. الآدمية .. التي .. لا يقف أمامها .. أصل ..

ولا تنتقص .. عجمته .. منها زراعاً .. إلا حين تأتيه .. هي .. بقامتها القصيرة .. وجسمها المكتنز ..

وجهها البيضاوي ...

كانت .. تعاني مرضاً .. نفسياً ...

وفي أعرافهم .. أن .. المرض النفسي .. هو مرض (فقرا )..والفقرا في عرف أهل السودان ..

هم أولياء الله الصالحين .. من المتصوفة .. وحفظة القرآن ... و يطلق عليهم هذا الإسم ..

لذهدهم .. وإعراضهم عن الدنيا .. ومباهجها ..




كان هذا .. هو خيطه .. الأول .. الذي .. قاده إليها .....



قرأ لها القرآن ..

أرقاها .. كل ليلة .. رقية ً ..

تأتيه كل يوم .. بضعة دقائق .. وتغادره .. في عجل ..

لكنها .. لا تبرح خياله ..


(*)


غريبُ .. أمر هؤلاء القوم ..

عجيب أمرها هذه البلدة .. لايرضي أهلها .. شئ ...

هللوا حين أطاحوا .. بعبود ... وقالوا فيه مالم يقله مالك في الخمر ... ثم عادوا .. يتراكضون

خلفه في الأسواق .. هاتفين .. له .. ( ضيعناك وضعنا .. معاك ) ..

حتى مقتل الشيخ .. الذي حملوه وزره .. راحوا .. يختلقون له .. الأسباب ..

أهو سحر .. الماضي ..

أم أنها قسوة الحاضر ...

ثم لم يلبثوا ... وخرجوا .. وراء .. جنرال .. آخر .. أطاح بديمقراطيتهم المزعومة ..

أمر مقتل الشيخ ... كأمر ديمقراطيتهم ..

يطفوا على السطح .. ليتصدر الأحداث .. ساعةً .. ثم مايلبث .. يعود لأصله ..

أحاديث مجالس ..

وهرطقة ألسن ... ؟

الحياة لا تحفل بالتفاصيل ...تمر أحداثهاعلى من عايشها.. وفيها مافيها .. من قسوة .. وعنت ..

تحسب فيها .. الثواني .. كأنها .. اليالي .. الطوال .. وتمر لياليها .. كأنها .. أعوام ..

لكنها سرعان .. ماتصبح .. في عرف الماضي .. وعلى أفواه الرواة .. بضعة كلمات .. تختزل المآسي .. وتنسج من

أحرف الكلام .. عقداً .. من زمان ..

الماضي .. هذه الكلمة الساحرة ...

الماضي .. دائماً مايكون .. أجمل مافي حياتنا .. رغم أننا قد .. نعيش حاضراً ... جميلاً

ذاهياً...

ربما .. نكون موعودون ... بغدٍ .. أذهى .. وأجمل ..

إلا أننا .. دائماً مانحن ..إلى ذلك البعد الثالث ..

نتنهد .. حسرةً ..ونذكره .. وفي حلوقنا .. ذلك المرار ..

ربما لأنه ..ذلك البعد الذي لا نملك ...

أنفسنا ..دائماً ..ما تذهد في مانملك ...

وتهفو إلى ماهو .. قد أستحال .. وصعُب ...


(*)



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 10:25 PM   #[10]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز بركة ساكن
سردك ممتع ،

واصل يا أستاذ كمال،

في انتظار المزيد

سوف نبدي ملاحظاتنا عندما تقول لينا : إنشمطت و إنقمطت.

الرائع عبد العزيز ...

قبل أن أشكر فضل .. زيارتكم الكريمة ..

دعني .. أشكرك .. على ما أهديت من جمال ..

قرأتك .. كثيراً ..

وأمتعتني .. بما رويت ..

خطك .. في ممارسة .. أدب الواقع .. تعريةً .. وتشريحاً .. وعيناً نقادةًً ..

يجبرني .. على متابعتك ..

دم بخير ..



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 10:39 PM   #[11]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(5)

رفضه أهلها .. لأن أمه جارية .. ولأنه .. عالم في حكم الأميين ... فهو بلا شهادة .. , تعضض

ذلك العلم ..

كانوا يعلمون أنه كأبيه .. في العربية .. والفقه .. والفلك .. لا يجاريهما أحد .. إلا أنها تخرجت

من الجامعة .. وهي سليلة .. بت عريق .. ممن يفخرون بأصولهم التركية .. في مصر

والسودان ..

ورفضها أبوها .. أيضاً .. لأن أهلها في نظره .. مجرد حلب ( غجر ) ... لا أصل لهم ..

جاء بهم الزمان .. وأعجبهم المكان ...

غريبُ أمر هذا البلد .. أهله .. يحظون بكل شئ .. مما يحلم به غيرهم ... إلا أنهم يصرون على

إفساده ... أراضيهم الواسعة .. آلت إلى بوار .. أصولهم الطيبة .. إختلطت .. بأنساب .. كثيرة ..

لا ترقى لأنسابهم ... يقتتلون فيما بينهم .. والعدو .. يتربص بهم .. يرقبهم عن قرب ..

أحاطت ببلدتهم .. ثلاثة أحزمة .. على شكل مستعمرات ... ينزح أهلها للبد .. قبل شروق

الشمس....

يفترشون .. الأسواق .. يبيعون .. كل شئ ...

حتى إذا غربت الشمس ... بدأت هجرتهم العكسية .. في كل إتجاه ... إلا قلب البلد ...

يتناسلون في مستعمراتهم ... كالقمل والذباب ... يعلمون أولادهم ... في مدارس البلد ..

ويحرصون على ذلك .... تارة تراهم .. مسالمين ... وتارة .. كأنهم في إنتظار ساعة الصفر ..

يغيبون في الأعياد ... فتبدو .. البلدة كأنها .. هي .. تلك التي .. كانت .. على أيام شكر الله

الكبير ..


(*)


خيم الصمت .. علي المكان ... إنشغل كل منهم .. بما في يده ... كأنه يبرر .. شروده ..

وإلتزامه .. الصمت .. على غير عادتهم حين .. يجمعم .. شاطئ النهر ..

(حمد أبحجل) ... ينظف شباكه التي .. علقت به .. بعض .. حشائش النهر .. وطميه .. الذي يأتي ..

كل عام .. في نفس الموعد .. حاملاً معه .. أشواق .. مياه .. الهضبة الإثيوبية .. وأخبار ..

خريفها ... الذي .. ينزر خيراً .. وشراً ..

مرزوق .. راح .. ينظف مقصه العتيق ... مستخدماً .. رمال الشاطئ .. حتى .. لمعت أنصاله ..

وبدا كأنه .. يعده .. لزبح .. بهيمة .. وليس لقص شعر .. إنسان ..

أما ..( يحي الفلاتي) .. فقد أنشغل عنهم .. بقراءة بعض آيات القرآن ... ربما .. يتحجج .. بها .. عن

التحدث معهم .. وأحتمال .. سخريتهم .. على أمره .. وأمر( بت رحمة ).. التي صارت زوجاً ..

له .. وأماً .. لأابناءه ... ومازال أهلها .. يعاملونه .. كأنه .. عبدُ .. لهم ...

قطع ذلك الصمت صوت (يحي الصغير ).. إبن (حمد أبحجل )... وهو .. يجري نحوهم صائحاً ..

ملوحاً بيديه .. كأنه يحمل .. خبراً خطيراً .. ربما ... أخرجهم من عزلتهم .. ليعيدهم .. إلى ..

صخبهم .. ومشاحناتهم .. فأي كان الخبر .. لابد أنهم سينقسمون حوله .. كعادتهم ..

سينتظر( ابحجل ).. حتى يبدي ..( يحي الفلاتي) رأيه .. ليأخذ .. جانب المعارضة ..

بينما .. سيرفض .. (مرزوق )... رأيهما .. كعادته .. لا يقبل .. بشئ .. دائماً .. مايجيد الرفض ..

والمعارضة ...

وما كاد الفتى يقترب منهم .. حتى رمى بما في جعبته ... صائحاً :

(نميري) ... شالوا .. خلاص .. البلد .. بدأت عهد .. جديد .. ديمقراطية .. حرية .. برلمان منتخب ..

أحزاب حرة .. و..

قاطعه .. (يحي الفلاتي ):... ياولد( نميري) شنو البمشي على الحرام .. خمسة إنقلابات .. ويرجع

تاني .. زي( الكديس) .. عندو عشرة أرواح ..

سرعان ما حدد (أبحجل) موقفه ... من الأمر ... معارضاً لرأي( يحي )بالطبع...

: يابهيمة ... المرة دي إنتفاضة شعبية .. يعني .. الشعب كلوا .. مش خمسة ولا ستة عساكر ..

على الطلاق .. مايشمها .. تاني ...

لم يخيب .. (مرزوق) ظنهم .. وحافظ .. على طبيعة الأشياء .. حين .. صاح في وجوههم ..

نميري) .. راح ولا جا .. الأحزاب حكمت .. ولا ماحكمت .. إنتو يا سجمانين .. صالحكم شنو .,.

إنتو بالكتير .. متفرجين .. إتخلقتوا .. عشان تتفرجوا .. وبس ..

تخير .. (الصغير يحي) .. موقعاً لجلوسه .. يتوسط ثلاثتهم .. فكأنما .. يعبر حين حيرته .. في

أمرهم ...

ثم ... راح .. يتنقل بينهم .. بأعينه الصغيرة .. الحائرة ..

وعلى وجهه .. يلوح .. سؤال ..



(*)

:إنت يا أبوي .. أخير حكم (عبود ).. ولا (نميري ).. ولا (الأحزاب )..؟؟؟

رمى الفتي .. كل أوراق حيرته .. هكذا .. بوجههم .. دون مقدمات ... وكأنما .. تعمد إرباكهم ..

رد أباه وهو .. يحتمي بشباكه .. المتسخة .. وفي .. كلماته .. ذلك المرار :

ياولدي .. أنا في زمن (عبود ).. سنجك بنا ... وفي زمن( نميري) .. سنجك بنا .. وفي زمن الأحزاب

مافي شئ إتغير .. برضو ياني .. نفس السنجك البنا ..أسأل عمك( يحي )....

وكأنما .. أنتظر( يحي الفلاتي ) دوره ... فقال .. دون أن يعطي للفتى فرصة التعليق :

أنا في زمن (عبود) .. عب .. وفي زمن .. (نميري ).. عب ... وفي زمن الأحزاب ... ياني ..

نفس العب ... كدي أسأل حكيم الزمان .. عمك( مرزوق ).. ده .. يمكن .. يفيدك ..

أما (مرزوق ).. فقد .. إتفق معهم على غير عادته ..

فقال :

وأنا شرحو .. ياني .. (مرزوق الحلبي) .. حلاق الحمير .. ونافخ الكير .. الثورات والديمقراطيات ..

كلها .. ما زحزتني .. من مكاني ..

مر عليهم ..( ود منصور) .. على حماره العجوز .. ألقى عليهم السلام ..

قبل أن يبادر أحدهم .. برد تحيته .. صاح فيه الفتى :

يا (ود منصور ).. أخير (عبود ).. ولا( نميري) .. ولا الأحزاب ...

رد( ود منصور) ..دون أن يلتفت إليه ... ودون أن يتوقف ..

: أخير .. الإنجليز ...



وراح .. يضرب ... على ظهر حماره .. بقسوة .. كأنه .. يعجل في الإبتعاد ..



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 11:03 PM   #[12]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(6)


(ودمنصور) .. ومنذ أختفاء زوجته ... الذي تذامن .. مع حادثة القتل .. وإتهام أهل البلد لها .. بهروبها

مع الفتى حفيد .. (ودسالم) .. وهو .. في شرود دائم .. يطوف البلد على ظهر حماره .. معظم

النهار .. توقف عن العمل .. آلت أرضه إلى بوار .. وشقيت أمه .. وأخواته .. عملاً بالزراعة .. ورعي ..

مابقي من بهائمهم ...

كلما حدثه أحد .. عن زوجته .. أو عن الفتى .. يضحك في بلاهة .. لكن عينيه تلمعان .. كأنه

يقول : أنتم لا تعلمون شيئاً ..

لم يعد .. يخاف( أولاد شكرالله ).. ولم يعد .. يعمل لهم .. حساباً .. كما في السابق ...

جاءهم .. فحياهم وجلس ... دون أن يدعوه أحدهم ..


إستغربوا مشاركته لهم اليوم .. سمرهم .. وجلستهم .. التي أعتادوها زماناً ربما يفوق عمره ..

لم يجالسهم قبله أحداً من أهل البلد ...

ترى لماذا كسر (ود منصور) هذا الحصار وهذه العزلة التي فرضت عليهم ..

صمتوا جميعهم .. إتكأ( ودمنصور) .. على بردعة حماره .. بعد أن ألقاها على الأرض بجانبهم ..

سألهم : عندكم تمباك ؟؟

أجابه (يحي الفلاتي )بأن رمى بعلبة التمباك أماه .

إلتقطها (ود منصور) وهو يغمغم :

(فلاتي) بسف التمباك .. عجايبك يابلد ..

أعادها له بعد أن ملأ فمه منها .. ثم بصق .. وقال في صوت لم يألفوه منذ إختفاء زوجته :

كل شئ بقى ماعندو طعم .. الأكل .. الشراب .. الفرح .. الحزن .. حتى التمباك ..

إتغير التمباك .. ولا روؤسنا هي اللي إتغيرت ...

إنتبهوا .. فجأة لأنهم .. يشاطرونه ذلك الإحساس .. فكأنه يتحدث بألسنتهم جميعاً ..

سأله( أب حجل ):

إت يا ( ياود منصور ).. ماتواخذني .. ساكت ليك زمن .. لا بتجالس الناس .. ولا عندك شغلة في زول

على الحرام .. فاكرنك .. مودر .. لكن كلامك ده مو كلام مجانين ..

ضحك (ودمنصور) وتمدد على ظهره .. ووضع يديه خلف رأسه وشبكهما .. .. وقال وهو يتجه

ببصره .. نحو السماء :

(مجنون منو يا السنجك .. أنا ماني مجنون .. أنا ..ولا بلاش .. ) ثم صمت .. وظل يحدق في الأفق

رد اب حجل وكأنه يحثه على الكلام :


لا لا .. يا (ودمنصور) .. إتكلم .. بلاش ليه .. إحنا أخوانك .. أفتح لينا صدرك .. إنضم .. ماتكتم جواك

بتتشقا يازول..

فجأة هب( ودمنصور) واقفاً وصاح في وجهه :

أنا مابنشقا .. أنا كنت بنشق .. لو ما خنقتها بيديني .. دي .. لما قطعت النفس ..

أنا كنت بنشق .. لو مادفنتها .. بيدين دي .. ودفنت معاها .. عاري .. وفضيحتي ..

أنا (ودمنصور ).. جدي( شكرالله) .. الكان .. سيد البلد دي من حدود مصر .. لي يوغندا ..

كل الناس كانوا عبيدنا .. مافي راجلاً رفع عينوا فينا .. خمسمية سنة .. نحنا .. مالكين الناس ..

تجي واحدة .. زي دي .. عاوزة .. تخت راسي في التراب ....

قام نحوه (مرزوق) وهو يربت على كتفه :

إستهدا بالله يا (ود منصور ).. أقعد .. مالك آزول .. صلي على النبي ..

أجلسه .. في مكانه .. و هو يتحدث إلى( أب حجل) :

السنجك ... الله يقطعك .. مالك على الراجل .. (ود منصور ) ده .. سنين .. ماشفناهو نطق ..

ولا هاج متل الهيجة ..

رد( أب حجل) :

مالك يا (مرزوق) .. الراجل ماهو .. مجنون .. الراجل شايل جواهو .. بلاوي .. قلنا .. نخليهو يفضفض

يمكن يرتاح .. إمكن يرجع (ود منصور) بتاع زمان ..

رمقه( مرزوق ) بنظرته تلك .. التي .. يستخدم فيها حاجبيه الكثيفين .. للتأكيد على غضبه :

يازول إنتا غشيم .. (ود منصور ) ده .. الحكما غلبوا فيه .. قالوا خلوه ده ممسوس ..

(يحي الفلاتي) ده قرا لو .. القرآن كلوا .. سبع مرات فوق راسو ده .. ما سوالوا شي ..

بتدور .. تعالجوا إت .. يامعولق ..



(*)



أشار إليه جدي قائلاً :.. هذا (ودمنصور) .. كنا يومها نتجول في سوق السجانة .. ثم ربت على

كتفي وأضاف : إلحقوا بدور أكلمو ...


سألته و أنا أتنقل بنظري بين زحام المارة : ياجدي .. حا أعرف ليك (ودمنصور) بتاعك ده كيف .. في

الزحمة ده .. ؟؟

أجابني وهو يسرع الخطى : هداك .. ابو جلابية بيضا .. ده ..

وما أكثر الجلابيب البيض في سوق السجانة .. حرت في أمره .. ولما رأى مني إنصرافاً عن تلبية

رغبته في اللحاق بالرجل .. سارع هو .. للحاق به .. وسرعان ماغاب عن ناظري ..


لحقت به وأنا ألهث .. وجدته .. يحادث رجلاً .. أشيب الفودين .. قوي البنية .. على وجهه .. جمود

كالذي تراه علىوجوه الموتى .. لا تستطيع أن تميز .. من إنفعالاته شيئاً ..

عانقه جدي .. و طفقا ينظران إلى بعضهما .. دون كلام .. بعدها .. تصافحا وتفرقا ..

سألته : ده منو ياجدي ؟؟

أجابني : دون أن ينظر في وجهي : إيه .. دنيا .. ده (ودمنصور) .. سنين طويلة مافي حد شافوا ..

كان مسجون .. قتل مرتو ودفنا .. جنب ضريح (شكرالله الكبير) .. أياميها .. إتهموا بيها وليد من عيال( أولاد

سالم) ... قالوا هربت معاهو .. أتاريهو (ود منصور) قتلا ودفنا ... وبعدها .. بقى زي المجنون .. هايم

على وشو ... سجنوهوا خمسة سنين ... بعدها أختفى ..

ثم واصل كأنه يحدث نفسه :


الله يرحما .. كانت مرة .. سمحة .. كانت غريبة .. من ناس بحري .. عرسا .. وجابا البلد .. تمت

معاهو سنة .. وبعدها .. أختفت .. يوم كتلة .. عمي ... كانت أيام عجيبة ... آآه يازمن ..

أجلسني بجواره .. على مسطبة .. أمام .. بيته في السجانة .. ثم بدأ كعادته .. في الإستمتاع ..

بالحديث عن زمانٍ مضى .. وقومُ غابرون .. وحكايا .. كأنها ألف ليلة وليلة .. أظنها من نسج خياله ..

كنت أسمعها .. ولا أصدق منها شيئاً .. لكني أحفظها .. عن ظهر قلب .. لماذا؟؟ لست أدري ..

ربما لأنني .. أثق .. في رجاحة عقله .. وربما كنت في دواخلي أصدقه .. فهو رغم كبر سنه ..

ليس من من أدركهم .. الخرف ..

حكايا جدي .. كانت دائماً ماتشدني .. بعض رفاقي .. حين أقصها عليهم .. كانوا يتهمونني بالكذب

أنا الذي كنت أصدقه .. دون أدني ريبة ..

أعادني إلى أيامهم التي .. كتب على أن أعيشها معهم .. بأثر رجعي .. موتى وأحياء .. وأساطير

وأفراح ومآسي ... أبطالها .. جميعاً .. لم يرني أحدهم .. لكنني أكثر الناس معرفة بهم ..


(*)



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-11-2006, 11:19 PM   #[13]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(7)


لم يكن أولاد شكرالله .. راضون ... عن تزويج قريبهم ..( رحمة) .. إبنته .. من (يحيى الفلاتي) .. بل أنهم

لم يتصوروا يوماً .. أنهم سيصاهرون .. رجلاً .. مثله ..

في ليلة .. مولد إبنه (عمر ).. ركض( يحي الفلاتي) .. نحو .. (ود منصور) .. يسأله أن يوصله للمشفى ..

هو وزوجته( بت رحمة) .. فقد جاءها المخاض .. ونصحته قابلة .. البلد .. أن يسرعوا بها للمشفى ... كانت السيارت

تلك .. الأيام .. تعد على الأصابع ... كان( ودمنصور) .. يمتلك سيارة ( لوري ) ..

كان الوقت متأخراً قليلاً ... طرق باب (ودمنصور) .. ذلك الليل .. جاءه (ودمنصور) .. والنوم .. على أجفانه .. يرسم ..

خطوطاً .. من الضجر .. سأله :

في شنو .. يا(يحي) .. خير ؟؟ وضغط على أحرف كلماته تلك .. كأنه .. يقول له :

.. ماذا تريد .. في هذا الوقت ... ؟؟

رد (يحي) جزعاً بت رحمة) .. متضايقة .. بندور نوديها الإسبتالية ...

رد (ودمنصور) متهكماً :

الإستبالية .. بالليل ده .. هي بتدور تجيب لك ( على الكرار ) .. ماتخليها للصباح .. ؟؟

رغم أنه .. لبس .. ثيابه .. و أوصلهم .. إلا أن نفس( يحى ).. مازال بها شيئاً .. من .. الغل ..

تجاه .. (ودمنصور) ..

بعدها روى( يحى) لصديقيه (مرزوق) و( أب حجل ) .. ماكان من أمره مع( ود منصور )...

قال( مرزوق) .. :

الراجل .. معزور .. ماشيلوا في نص الليل ..

رد يحى : يعني .. أخلي الولية .. تموت .. هي قالولك .. عرسناه بالساهل .. عليك أمان الله

أنا .. من يوم عرستها .. بطلت أحلف بالطلاق .. والبحلف بالطلاق .. مابصاحبوا حتى ..

ضحك .. (أب حجل) .. وتدخل قائلاً :

شوف يا(يحى) يا أخوي .. أنا أديك الخلاصة .. في تلاتة حاجات في البلد دي مابتتغير .. ؟؟

رد (مرزوق ):

يلا .. إتفسح فينا .. يابتاع .. الطين ؟؟

تجاهله .. (أب حجل) .. وواصل موجهاً حديثه ليحي :

شوف يايحي .. يا أخوي .. الزيي .. ده .. عربي .. والزيك ده .. عب .. والزي مرزوق أخوي ده

حلبي ... دي الخلاصة .. أها .. شن قولك ...

نظرا إليه في .. أساً ..فقد أصاب .. كبد الحقيقة ..!



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 04:46 AM   #[14]
رهف
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كمااااال..


تتسع المراحب لقدومك..و هلة حروف قلمك..

و مرحبا بك هنا..هكذا من غير ميعاااااد..



التوقيع: [align=center]عشنا فى دنيا الصبابة.. و السعادة فتحنا بابها

بهجة الدنيا و شبابها.....و إبتساماتك حبابها


[/align]
رهف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2006, 12:52 PM   #[15]
كمال علي الزين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهف
كمااااال..


تتسع المراحب لقدومك..و هلة حروف قلمك..

و مرحبا بك هنا..هكذا من غير ميعاااااد..

الغالية رهف ..

من غير ميعاد .. هكذا .. نحن دائماً .. نكسب اللحظات ..

جمالها ..

من غير ميعاد ..

جمال اللقيا .. الأجمل .. بلا إنتظار ..

وسؤال الدوش .. ( لما تغيب عن الميعاد ) ..

أظن أن حضوري هنا .. من غير ميعاد ..

( مابطال ) ..

في إنتظار .. ظهور( سالي عمر عثمان ) ..

تحت أي مسمى .. كان ..


محبتي وأمتناني ..



كمال علي الزين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:18 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.