الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-05-2013, 04:08 PM   #[1]
عبدالله إبراهيم يوسف
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية عبدالله إبراهيم يوسف
 
افتراضي رحلة مؤثرة إلى جبال النوبة


على الرغم من أن والدتي ترعرعت بجبال النوبة، وقد تزوج بعض أخوالي من قبائل جبال النوبة، فما كنت أظن يوما أنني سأزورها بغرض الدعوة إلى الله. وقد كان ذلك سنة 2002م
فقد اتصل بي بعض الإخوة الدعاة ممن سبقني في رحلات أخرى لنزورها وقد ذكر لي طيبة أهلها، وحسن عشرتهم، فوافقت بشرط أن نمر بالدويم لأنه كان لي فيها غرض مستعجل
وكان أن ركبنا سيارته اللاندكروزر مع بعض الإخوة الدعاة، فلما وصلنا إلى قرية رأس الفيل استقبلنا أحد إخواننا الدعاة
الأفاضل وهو كما يقال يوضع على الجرح فيبرأ فيه دماثة النوبة وتواضعهم. والرجل أمة وحده، أسأل الله أن يثبته ويعظم له أجرا.
فجلسنا معهم أياما تجلت فيها معاني الأخوة الإسلامية الحقة، التي ما تدنست بعفن الساسة والسياسة، اطلعنا فيها على مشاريعه الدعوية والاجتماعية، فلكم تألمنا أن مثلهم لا يجدون من المسلمين عونًا ولا دعاءً. ولحم الضأن يرمى للكلاب!!
ثم انطلقنا إلى غيرها من القرى بحيث كنا كل يوم في قرية فأذكر منها: (كرقل)، و(كاركو)، و(كيقة تيميرو) التي دخلناها خطأ وقد ضللنا الطريق، ويا له من ضلال كالهدى، فكنا في طريقنا لا نلوي على شيء وفجأة دخلناها قبل المغرب بكثير، ولا نعرف حتى اسمها، فتوجهنا إلى المسجد حيث كان مغلقا بالطبع وجلسنا بالخارج فإذا بالقوم يأتون واحدا واحدا ويسلمون علينا، وكأننا في بيوتهم، فوالله ما زلت أشعر بدفء استقبالهم وعظيم ترحيبهم. كرمٌ طبيعي غير متكلف، وبهدوء، فلما صلينا المغرب إذا بالمسجد قد امتلأ وجلسوا وكأنهم تلاميذ مما أشعرنا بعظم المسؤولية وألجأونا إلى التواضع، وأن نعرف قدرنا
فلما تكلم أحد إخواننا وأصله من دارفور عن العقيدة والتوحيد استمع القوم بفطرة ثاقبة وأدب جم، حتى أن بعضهم قال: ((نحن ما عندنا لا فكي لا شيخ، عندنا الله بس)) فلما صلينا العشاء فإذا بالجرادل تتطاقش، جردل حليب، وجردل ملاح ،وغيرها من الجرادل!!
فوالله كان من أمرأ الطعام، وألذ المقام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونصحونا بالمبيت لأننا لا نعرف الطريق، ثم انطلقنا في الصباح إلى غيرها من القرى وليعذرني أهلنا هناك لأني نسيت أسماء قراهم، ولهم العتبى، ولكن كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (( إن كان لا يعلمهم عمر، فالله يعلمهم ))
ثم وصلنا إلى (شفر)، وما أدراك ما شفر، ويقال لها: (عد الفرسان) فنعم القوم هم، فقد أمطرونا بالذبائح، التي ذبحت فينا كل كبر، وأخرجت منا كل عٌجْب، فيا عجبا للقوم!! انضباط، وسلوك، وأدب، والتزام، حتى في كرجاكات المياه. فقد جعلوا واحدة للنساء، وأخرى للرجال.
وقد هالني كثرة النساء المنقبات، بتلك البقعة المنسية من الأرض ((وما كان ربك نسيا))
يجلسون على الأرض وهم -بإذن الله- فوق السماء، أسأل الله أن يجمعنا بهم في الدنيا قبل الآخرة.
وقد كانت المحاضرات عندهم تتجاوز نصف الليل، وهذا في القرى من العجائب، فما يتحرك منهم رجل ولا امرأة
فإلى الله المشتكى من غربة الزمان، ومفارقة الإخوان!!
وقد كان محدثهم أحد إخواننا الدناقلة وقد وجد بعض الكلمات المتشابهة في اللغتين، كـ(توت) وغيرها من الكلمات، وكانوا ينقلون عن أجدادهم أنهم فروا من دنقلة أيام الفتح الإسلامي، فقال لهم أخونا مداعبا: فهاقد لحق بكم الإسلام في جبال النوبة! فكانوا يضحكون ضحكات ألذ ما تسمع من ضاحك ومبتسم.
وقد أطلق أحد إخواننا الدعاة نكتة حول القوم، وبالمناسبة هو دنقلاوي، قال: ناس جبال النوبة بيسمعوا ويطبقوا، وأهلنا الدناقلة بيقعدوا يسمعوا وبيمشوا، أما الجعليين لا بيقعدوا لا بيطبقوا!!!!
ولا نحتاج أن نذكر الناس بأنها نكتة المقصود بها التعرف على طباع الناس، وكانت نتيجة تأثر بأجواء جبال النوبة العجيبة،
فليتق الله قوم سعوا بالفتنة هنا وهناك، وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي.
وقد رزنا الدلنج حفظها الله من كل سوء، والتقينا بمسؤول الشؤون الدينية فيها، فرحب بنا، وقال لنا ممازحا: نحن بندرشو، وانتو دققوا !!
رحم الله الجميع، وجمع أمتنا بخير وعلى خير وإلى خير.



عبدالله إبراهيم يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2013, 01:41 PM   #[2]
عبدالله إبراهيم يوسف
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية عبدالله إبراهيم يوسف
 
افتراضي


نسبة لأن ذاكرتي ضعيفة -نسأل الله العافية- أحاول جاهدا أن أذكر المزيد
وقد أستعين بأولئك الإخوة من كان منهم حيا، فقد توفي بعضهم - رحمه الله.
وقد أخفي بعض التفاصيل لأني لا أدري ما يجري على الواقع هناك، حتى لا يتضرر بعض أهلنا هناك
فما أذكره أن أحد إخواننا النوبة كان له خلوة بها مئات الأولاد والبنات،
يفترشون التراب في أرض خراب، يدرسون القرآن والعربية، وقد ضيعهم من حكم باسم القرآن وانتسب إلى العرب
ألا إن أكرمكم عند الله أتقاكم،
لا يرجون إلا الله، وقد ضيعهم من صاح فينا (هي لله ، هي لله)!
وقد علمت أن طلابه تشردوا بعد أن جاء كثيرا منهم دعم الإفرنج، من كينيا وغيرها من البلاد في صورة دفاتر وكراسات
فمالهم ولصاحبنا؟ الذي يركب دراجته بالساعات لكي يصل إلى الدلنج ليأتي منها ببعض ما تجود به أيدي الدعاة
وكنا قد زرنا بعض زعماء النوبة بمنطقة (...) وتحته آلاف الأتباع، فلما علم أننا لا نتبع لجهة حكومية ولا رسمية، استبشر بنا، وقال: مية المية!
فأهديناه بضع شوالات من العيش هي جهد المقل، قدمناها بحياء ووجل، تحكي عجز أمتنا، وضياعها في كل محل
فوالله كنت أعجب وأنا خارج من بعض المساجد المترفة بالعاصمة، فإذا بشباب يحملون صناديق تقول: ساعدوا إخوانكم بفلسطين، فوالله ثم والله ثم والله لأهلنا في النوبة أولى بها من فلسطين
لا أقولها عصبية لهم، فأنا رباطابي أصلا وفصلا، ولهم أحب إلي من حماس دينا ودنيا
ولقد رأيت فيهم من الإخلاص والنبل والأدب ما لم أره في كثير من العرب والأعراب
حكى لي أخ منهم عن انتقاد (عربية) تلبس قصير الثياب لحجاب (نوباوية) قائلة: انت لابسة كدي مالك؟ (خلقاني) ديل ما أخير؟!!
ولقد سمعت من أخينا (...) النوباوي كيف أن بعض المليشيات العربية قتلت أهلهم في نهار رمضان، وهم صيام، وقد كانوا من خيرة الأنام : أهل دين وسنة
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ومعرفتي بالنوبة قديمة حيث كنت أزور الحارة 14 بأم بدة، أيام العشوائي، قبل 25 سنة
حيث كنت أزور معهد (فاعلم) الذي أنشئ أصلا لتعليم الإنجليزية، أنشأه أخونا النوباوي النجمقاوي وشيخنا الأديب الأريب: (الأمين بحر) فكان يدعوني لتدريس النساء، وكن بالمئات، فإذا خرجن امتلأ الشارع بالجلابيب النوباوية، وكن ما بين أميّة وجامعية
وكان منظرهن كما قالت الشاعرة الجاهلية جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه:
تَمْشِي النُّسُورُ إليهِ وهي لاهِية مشي العذارى عليهن الجلابِيبُ
وأذكر أن ذلك الزعيم النوباوي في الجبال هدّد مسؤولا (خواجة) تبع الأمم المتحدة في نفس الجلسة تلك قائلا: ((لو بنيتوا أي كنيسة هنا أنا بملاها نار))!!! وهذا يدل على غيرته على الإسلام، وإن كان أسلوبه شديدا، فمن دعم هذا؟ وأين هو؟
وأذكر أن بعض إخواننا المتهورين -رحمه الله - حكى لي في رحلة أخرى أنه قال للضابط السوداني المترجم: قول للخواجة دا يطلع من البلد دي، ولا يدفع الجزية!!
والضابط المترجم قال ليه ما بترجمها دي!! انت عايز تجيب لينا كفوة
رحمه الله وتجاوز عنه فقد قتل في مالي قبل أشهر
أرجو أن يمن الله علي بتذكر بقية الرحلة



عبدالله إبراهيم يوسف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2013, 01:54 PM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

السلام عليكم اخي عبدالله
لقد أخذتنا معك خلال رحلتك البهية الى أحبابنا هناك في تلك الارض الطيبة بِسَمتها واهلها...
اللغة رصينة والسياق يسوق القارئ سوقا الى مآلاتك التي تود
سأكون من المتابعين لرحلتك الميمونة هذه
أما هذه:
اقتباس:
وقد كان محدثهم أحد إخواننا الدناقلة وقد وجد بعض الكلمات المتشابهة في اللغتين، كـ(توت) وغيرها من الكلمات، وكانوا ينقلون عن أجدادهم أنهم فروا من دنقلة أيام الفتح الإسلامي، فقال لهم أخونا مداعبا: فهاقد لحق بكم الإسلام في جبال النوبة! فكانوا يضحكون ضحكات ألذ ما تسمع من ضاحك ومبتسم.
فهي حقيقة سمعتها من العديد ممن زاروا غربنا الحبيب من اهلنا الدناقلة وأجمعوا بالتشارك في العديد من الالفاظ والكلمات وحتى الأعداد الحسابية...
اراك قد أبنت ذلك وقد لطّفتَه باسلوبك المرح الجميل
مودتي



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:02 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.