تدخل من بوابة الجامعة فينفض السامر الفوضوي من حولك و تختفي أصوات الباعة المتجولين و أصوات أبواق السيارات. الطريق الرئيس في مدخل الجامعة جميل و أنيق و نظيف تحفه الزهور من كل جانب و على طول الطريق تقف شجرات باسقات جميلات تتمايل مع رياح أسيوط كما الحسناوات ، و تلك الأشجار الباسقات تأبى إلا أن تكون مرتعاً خصباً للعصافير، فتأتيك أصواتها ألحاناً شجية و موسيقى من إبداع. تنقشع عنك ضوضاء البشر، و تستقبلك الجامعة بأصوات العصافير و وريقات الأشجار و الزهور التي لا تبرح تتساقط مابرح الهواء يعبث بأغصان أشجارها.
تخرج من عبث الإنسان إلى إبداع الواحد الخلاق. تدخل الجامعة مودعاً خلفك الكثير من مظاهر التلوث و العبث الإنساني الفوضوي و تستقبلك إبداعات جميلة، نسقها الإنسان، نعم، و لكنها خلق الخالق الخلاق. كل شيء هاهنا بديع. الأشجار ، الشجيرات ، الزهور ، العصافير ، حتى الإنسان داخل جامعة أسيوط له إبداع و إيقاع آخرين.
و جامعة أسيوط هي الجامعة الأجمل و الأروع على الإطلاق، في كل ربوع مصر، و هي جامعة صعبة المراس ، أنشئت في أكتوبر عام 1957ولها شعار جميل يتكون من درع يتوسطه قرص الشمس، شعار أخناتون، رمزاً لمصر الفرعونية ، يسكب الضوء علي اسم جامعة أسيوط المكتوب بالخط الكوفي، رمزاً للعهد العربي.
و أسيوط هي أكبر مدن الصعيد المصري و أطلق عليها اسم (سوت) المشتق من كلمة (سأوت) التي تعني (حارس) باللغة الهيروغليفية أي حارس الحدود لمصر العليا (الصعيد)عندما انضمت إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس الغزاة . وأثناء حكم البطالمة لمصر أطلق على أسيوط اسم (ليكو بوليس) أي (مدينة الذئب) نسبة إلى معبودها (اوب واوت) وقد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط بين أقاليم مصر الفرعونية ولكونها مركزاً رئيساً للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية وبداية درب الأربعين الذي يصل إلى السودان وبعد الفتح الإسلامي لمصر نقل العرب اسم المدينة الفرعوني ونطقوه (سيوط) ثم أضافوا همزة القطع فصارت أسيوط.
و أسيوط هي التي أنجبت الإمام جلال الدين السيوطي و سيد قطب والكاتب والأديب مصطفى لطفي المنفلوطي و شاعر النيل حافظ إبراهيم والكاتب يوسف السباعي وعمر مكرم بطل أول ثورة شعبية مصرية في العصر الحديث. و الرئيس الراحل جمال عبد الناصر و الشيخ محمد حسن الباقوري شيخ الأزهر الأسبق و مبدعين آخرين كثر، لهذا كان لابد لأسيوط من رمز أجمل ما يكون الجمال و أروع ما تكون الروعة، فكان ذلكم الرمز الجميل الرائع هو جامعة أسيوط.
هاشم