الأحباء هنا
وصاحب الدار العزيز جمال.
ومن بعد نخُص شاعرنا فخيم الشِعر والعبارة:
عالم عباس، ونقول له:
لا أعرف كيف أغرى الدار أهل الشِعر فنثر الشاعر عالم عباس
وجده وعلوم القص القُرآني بعِبره ، واللغــة بطيبها الفوَّاح من بعد مُجالسة حميمة ،
وفلسفة تركب سفائن عليها الطنافس حِلية .
كما تفضلت شاعرنا تخرُج الرؤى من شرنقة الأسرة ثم العشيرة ثم المنطقة والوطن
ثم الوطن الإنساني الأعم . غيرنا من المُتصوفة يترفقون بكل الكائنات الحية ،
ويُصادقون حتى النبات وهو يتنفس ويطرَب ويحِس .
إن الإنسانية كنـز يتعين الاستمساك بقلائده الناعمة ، وكيف لا .
أذكر لك عزيزنا موقفاً غريباً و يحمل تناقضاً ظاهرياً
ولكن الحُكم لكم جميعاً إذ أن هذا ما حدث، وساقتني مشاعري ولا غير:
أعددتُ مُنبهاً في تمام الخامسة صباحاً للاستماع لخطاب بوش الابن وهو يتقبل ترشيح الحزب الجمهوري له في قاعة أعدت في نيويورك. أُعجوبة في الرياش، سينمائية العرض الثابت والمُتحرك. كنت بصدد الاستماع لقائد بيزنطة الجديدة، الذي لا يُنضد اللغة أو حتى لا يقول خيراً للكلاب التي تُطعمه مما تجوِّع منه شعوبها. فتحت التلفاز
( سي ان ان ) واستمعت. دخل ملك بيزنطة دخول احتفالات الأوسكار. مشى على البساط مِشية الأباطرة. وقف في المنصة بدون ورقة يقرأ منها وتعجبت حينها، ثم بطل العجب بعد أن عرفت الحقيقة. بالطبع عرفنا من بعد تلك الليلة أن بلور خفي في المنصة كان يساعده يُمنة ويُسرى وهو آخر الأمر كان يقرأ، ومن خلف العرض في الكواليس بالطبع أناس للدعم ! ،
ونحن والمُشاهدون كانوا يعتقدون أن الرجل قد تفتحت عبقريته الشكسبيرية الناصعة وتحدث بلُغة فارهة وولد خطيباً من جديد، سبحان من يُحي العِظام وهي رميم. نسي الإمبراطور العراق وأهله ومصائب الأجساد الراحلة عن الدُنيا في صناديق ملفوفة بسلوفان العلم الأمريكي .
استمعت وفي نفسي أن أتربص بأخطاء اللغة وأن أنفُث كل الغضب الدفين ضد من استرخصوا الإنسان وهم يستحلبون العطف الإنساني لأجلهم، ولكنني تعجبت من النضار المبهرج وانهزم مقصُودي. كان مدخله استعطاف الذين يسمعون وهو يحكي كيف هبط إلى أنقاض مبنى التجارة العالمي يتفقد. يحكي كيف أمسك يده رجل أشيب وقال له:
ـ لقد فقدت ابني ألإطفائي، وقد قفز قفزاً إلى سيارة الطوارئ يرغب المُشاركة في الإنقاذ ولقي حتفه.
وسرد حزمة من المواقف الإنسانية بلغة إنجليزية مُنضدة، وطفر الدمع من الجميع،
( بما فيهم أنا ) .
بدأتُ غاضباً من سيد من سادات القهر في هذه الدُنيا ، ولكن الآن تحول الغضب إلى دعم لمشاعر من ماتوا ظلماً، ولكنني أصبحت ضحية ألم لما ألمَّ بالأبرياء ، وباللغة الفارهة التي كتبتها سيدة عالمة في سيكولوجية المُخاطبة الاستشارية التي تدعم سيد البيت الأبيض ، ومن خلفها جيش من الدعم وكم هائل من ساعات البروفة لترويض رئيس ، خفيض الجاذبية لولا الصناعة المُتطورة في صُنع الرؤساء من لا شيء ! .
نرجع بكم لموضوعنا:
رغم الكم الهائل من مشاعر الغُبن على فعائل الإدارة التي غزت العراق،
فقد أسرتني مواقف إنسانية، وتنازعت نفسي، فكُنت تحت استجرار إيحائي ضحية موقف، وكنتُ متصالحاً مع نفسي:
وكما قال شاعرنا جماع:
لكَ إجلالي على مر الزمان.. أيها الإنسان في كل مكان
عبد الله الشقليني
14/05/2006 م
|