[rams]http://www.youtube.com/watch?v=fSsC0p27plQ&feature=related[/rams]
الحبيب بابكر والأحباء في خرزة القلب :
آنسات وسيدات و سادة " سوانيات "
( الجَّرحُو نوسَر بي وغوَّر في الضمير )
*
أهلاً بكم في حِرز وجداننا " سودانيات " ، بكم كنت ، وفي مرابعكم قضينا وسنقضي أجمل أيامنا . كلما رأيت أيقونة " سودانيات " تدافعت الذكرى وحلّ الكرب ، ونكأت الجراح مكان غرز الطبيب كي نشفى .
نعلم أنها حال الدنيا ، ونعرف أن من نبهنا إلى الشاعر "حميد " هو " خالد الحاج " . وأثمرت نخيل الأحزان الرُطَب .
إنني لست بعيداً عنكم ، وأنا هذه الأيام في "غربة داخل غربة " . هذا هو جانب البُعاد ، والآخر أن الزمان الممنوح لنا لنكتب عسير ، والاجتماعيات تأخذ من وقتنا ، و " حاجات تانية حامياني " .
*
كتب الشاعر المغروز في بطن المحبة " حميد " :
تِتْلافَاهُو الرِّيح .. وْتَفِنُّو ..
وَرَا الأحلامْ
الجَفَّتْ وُ رهْفَتْ
رهْفَتْ وُ خَفَّتْ
خَفَّتْ وُ طَارتْ
طَارَتْ وُ رَفَّتْ..
رُوحَكْ فوقْ ..
الغُنيَةْ اتْلَّفَتْ
بى بْشِكيرْ الصَبُرْ اندَفَّتْ
*
اختلطت علينا المشاعر ونحن نقرأ حديث القلب ، وأعْشَت عيوننا الأحزان الكبار . حين هوت أشجار مثمرة كانت تُجمِّل حياتنا بالغناء وبالشعر ، وبالحداثة في الثقافة والفن والاجتماع . غول أكبر من أن توصفه الكتابة . ونعرف أن الرحيل يحوم على الناس كل يوم وكل ساعة . لا يترك أحد وكلنا سنغادر وربما على عجل . وحدهم المبدعون يشبهون الذين تربّوا تحت ظلال محبتنا ، ولم تُغيّر الأيام روحهم السمحة . تُقرِّب لنا البعيد ، وتُبعِد عنا شرور أن ننكفئ على الذات .
*
الأحباء
من أين أبدأ ؟ بل أين أقف؟ .
ربما في ربوة عالية ، وريح تعوي ، وسماء حمراء من دم المعارك التي نشبت بين الأرض والسماء ، وراح من موتاها الفقراء !.من أين لنا خبز الأكرمين وأعراس الفرح التي نشهد عندها " بوشَّة حَريمْ و نِعمَة كريم " ، فكل الأبجديات أضحت منغلقة ، وأقفال الفأل قد ضيعت مفاتيحها الأيام وهي تطوي الأحباء في بحر الغياب .
سأعود لكم ، بالقدر الذي تسمح به أن يؤاخي الحزن الكتابة وأن يمتلئ مصباحنا من زيت وجوهكم تضيء لنا الطريق الذي يتعين أن نسير مع الذين وَجَفت قلوبنا عند كل خاطرة كتبناها معاً ، أو نشيداً صنعنا خبزه معاً ، أو ساعة نجوى اشتركنا المقيل تحت شجرتها . أو عند مجلس قهوة اصطناعية تحت ظل شجرة في السماوات الدنيا وشربنا زاد الأحبة ،و جلسنا قرب الخيمة وعلى " العنقريب الكرَّابو راخي " ، هنا في سماوات " سودانيات " حيث ملتقانا . ألف سلام عليكم ، وأنتم بألف خير .
( أنا ما اتغيرتَ.. بسَ كتمتَ عذابي جوّة الضلوع )
عبد الله الشقليني
28 مارس 2012م