الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-2007, 12:56 PM   #[1]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي ملائكة الفِكر و شياطين و الشِعر




ملائكة الفِكر و شياطين الشِعر

... صديقتي الحبيبة , خضراء وارفة , شهباء , تصفو حين يغشاها النسيم , أترنم تحتها و أغني بصمتي الطويل , تراودني براءة الأطفال و فضولهم , يتعب جسدي من الحركة و أنا ساكن ٌ , صامت ٌ كمثل حركة العروس و هي في كرسيها ليلة زفافها , ربما تزورها قبائل الملائكة , و تتعاطف سحريا مع الكون و جزيئاته ,
و تدرك الكون بمثقاب خلية و مسبار شعيرة تتصفحه كمثل متصفح النسيج العالمي. فهي صامته و أنا صامت و لكننا نحكي لبعضنا و نبث أشجاننا , و لكن يأتيني النسيم باردا ً لا أعرف كيف اعبر عن فرحي فأعرف ان الله قد رضي عني فأسكنني ذات جنة سفلية من التراب و الطين, كان موج الغبطة و السرور يحرك حاجزي لينحسر للقلب كي يتمدد و للرئة كي تستوعب تسارع الدم و الهواء. كنت لا أرى بعيني و لا أحس بجسدي , تركت دفاتري و أقلامي دونما أذكر كيف , فدثر الصمت المكان , و زادت هواجس الفكر و الشعر, تقطر الوجد أشواقا ً , تبدلت ملامحي و جسدي إلى دمية معبرة , فنطق السحر بعد عسر يسير و تلى على الأفق غمام العاشقين , و العينان تنظران من بعيد إلى عالم الصلصال تفوح رائحته أحيانا تقطع علي ّ متابعة النقاء , يتجادلون مع الطين و الصلصال , و تندلع ألهبة الأرض فتطبخ الصلصال , و لكن سرعان ما تنحسر عيناي عن أسوار الطبيعة , تعود مرة أخرى لخلق ٍ صامت , تتجاذبه عوالم السحر اللامرئية , أذوب في لحظات عشق ٍ لا أعرف ما مداها , و مروج حس ٍ لا أعلم منتهاها , بدأت أسمع أجراس الفكر البعيدة
ما بين الطيوف و الواقع , متشحة بثوب وَجَدتْ فيه الرياح مسكنها , و غياب لا يعي معه الجسد قشرة الأرض , و ممالك ككون سليمان تأتمر له و تنتهي , تخافه و تحبه , تتحول ظلال الشجيرات من حولي و أعوادها كأعواد سحرة موسى , تتلقفها نظراتي , فبهت العالم الذي كنت أتبوأه بين صلصالي و دمي , وفجأة تعبدت إلى ذهني و مخيلتي طرقات و قناطر سحرية حَمَلتْها لي بوادر النسائم المسائية , عندما انحرفت الشمس إلى خلف شفق ذاك اليوم , كان الهبوط إلى حيث الجسد , فحينها سمعت و رأيت ضجة العصافير الجميلة الرقيقة , ما أجملها من ضجة تسلمني إلى حيث كنت أهيم , فلم تكن ببعيدة عن أحوالي . و مرة أخرى جاءتني خيوط حناجر عذبة , تتشح بها ذؤابة النسيم , و ترقص لها أدُمة القشرة و هي تتصدرها مياه الجداول , أصوات السلسبيل تختلط فيها أصوات الصادقين من النساء و الرجال , و طقوس الغرف تجلب لي همس الروح لحاسة الشم . أسمع طرقات الأنامل على حافة جلد (الطار) و كثير من الناس قد فارقوا ممالك الطين و مسالكها متجهين صوب (المادح) عبقري الصوت , الذي يشبهه الناس بكل الأصوات العبقرية و بينما أنا كذلك و أنا على أعتاب أن أفارق الهيام , لسعتني نملة صغيرة , ففارقت روحي صويحباتها , خَلعَتْ أثواب الطهر لتخرج للناس بثوب الخديعة. و لكنني انتفضت من الخوف , حشرة صغيرة و لكن لسعتها سامة , حاولت أن اخرج هربا منها من مقامي تحت ظل شجرة (الكِتِر) و لكنها بكل شر مستطير شدت قميصي من الخلف , نظرت خلفي وجدتها شوكة لعينة , فتراها فعلت بقميصي ما فعلته امرأة العزيز بيوسف , لم ترحمني عيون الناظرين و لا نظرات الحكام. فانا عندهم مجرم أمارس الذكر تحت هذه الشجيرة , و لكنهم لم يسجنوني كما فعلوا بيوسف بين قطبان أربعة , بل سجنوني بنظرات الرجال و النساء , فأعادوني إلى ملة الشعر و الكتابة , و حينها فقط تلمست القلم و الورق و نظرت للناس فوجدتهم يتبعونني بنظرات فائقة الدهشة , و عندها فقط ضحكت ضحكة طويلة و تيقنت أنها مؤامرة بين النملة و الشيطان , أسلمتني إلى أحضانه , لأكتب شعرا يرقص هو على حواشيه , و بعد ميلاد القصيدة أحسست بجسدي كعصف مأكول , أو كامرأة ما تزال تحت تأثير المخاض تتسارع ضربات قلبها و هي لا تستطيع إن تنظر لوليدها و هي مغشي عليها , فانفض سامري , فتبدلت نظراتي للناس من حولي و الأشياء , اكتحلت عيناي بدهشة كدهشة بلقيس ببلاط سليمان و أنا انظر لقصيدتي و كأنها لا تشبه مدارك الملائكة و لا منازلهم , و لكنني أعيد قراءتها كلما حنت روحي لذكر الملائكة , هربا من حصون الشيطان و أسواره الشائكة , و لكنني في كل مرة أقع تحت قبضته عندما اكتب قصيدة أخرى , و دائما ترحل بي طيور سليمان و حشراته و جنه من حصن الملائكة إلى دكة الطين و النار.


أحمد يوسف حمد النيل – الرياض
8/7/2007م



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد يوسف حمد النيل ; 14-07-2007 الساعة 12:57 PM.
أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-07-2007, 08:52 AM   #[2]
محمد زين
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

و بعد ميلاد القصيدة أحسست بجسدي كعصف مأكول , أو كامرأة ما تزال تحت تأثير المخاض تتسارع ضربات قلبها و هي لا تستطيع إن تنظر لوليدها و هي مغشي عليها , فانفض سامري , فتبدلت نظراتي للناس من حولي و الأشياء




أحمد..
قلب الشاعر لا يموت..

من الملهمة..من الذاكرة..من كل شئ حوله يأخذه الى الكتابة

أحمد..
لا تبخل علينا وانثر علينا هذه الروائع..واعلم اني معجب..

يا لجمال حروفك.

يا فرحتي أنا بفرصة التعليق.

فرحة الحُـوار بحديث خصه به شيخه.

ود عمي

فتك بعافية



محمد زين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 18-07-2007, 05:52 PM   #[3]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

حبيبنا الذي يُطلُ من كهف الإبداع ... :
الكاتب أحمد يوسف حمد النيل

خطوة ثم أخرى ..
لم تزل تنمو صورتك في الذاكرة ، فأنت بكتابك الباسق ،
وعناقيدكَ حلوة المذاق ..تكبُر في وجداننا كل يوم ،
ولا نعرف ماذا نكتُب في حق التأمُل ..
ونعلم أننا في حاجة لمعبدٍ كمعبدِك : الصفاء
لنقف على الغرفة التي تجلس وسطها ، وحوائطها التي لا حدود لمُنتهاها ...

إن شياطين الانفلات تصنع فينا الكثير الخَطِر .

****

تذكرت هنا من القص القرآني :
وسيطرة النبي سليمان على الكائنات والجن :

(1)

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ }سبأ12


من تفسير الجلالين

12 - سخرنا (ولسليمان الريح) وقراءة الرفع بتقدير تسخير (غدوها) مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال (شهر ورواحها) سيرها من الزوال إلى الغروب (شهر) أي مسيرته (وأسلنا) أذبنا (له عين القطر) أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن) بأمر (ربه ومن يزغ) يعدل (منهم عن أمرنا) له بطاعته (نذقه من عذاب السعير) النار في الآخرة وقيل في الدنيا بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه .


(2)

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14

من تفسير الجلالين :

14 - (فلما قضينا عليه) على سليمان (الموت) أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الإرضة عصاه فخر ميتا (ما دلهم على موته إلا دابة الأرض) مصدر ارضيت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الإرضة (تأكل منسأته) بالهمزة وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها (فلما خر) ميتا (تبينت الجن) انكشف لهم (أن) مخففة أنهم (لو كانوا يعلمون الغيب) ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان (ما لبثوا في العذاب المهين) العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الارضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا.


: كيف يكون الجن وهو مأمور بإذعان للعمل بين يدي سليمان ، ثم يُساءلون عن علمهم الغيب أو عدم علمهم ، ولم يُترك لهم حظ من الفرار من عبوديتهم للنبي سليمان .


شكراً كل هذا الإبداع ، هذا يستحق سِفراً سيدي .
وسنعود



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 18-07-2007 الساعة 05:53 PM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-07-2007, 04:49 PM   #[4]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي سلامات ابن العم


لك السلام و التحية ابن العم محمد زين
فانا أتشرف أولا ً بدخولكم في حجر خاطري الغامض
و انتم تسعدون بالقراءة لما أكتب
فاعدكم بالكتابة
و لك الشكر محمد زين



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19-07-2007, 04:58 PM   #[5]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي سيدي و صديقي


سيدي و صديقي الجميل / الشقليني

لم أكن أعرف مقدار ما أكتب و جماله إلا عند مرورك على ما أكتب
و ريشتك البنفسجة تلون مواضع البياض فتجعل منها لوحة ذات أبعاد صوفية و عقلية و روحية.

... لك التحية و انت تزداد بهاءا و جمالا على ما كنت عليه , تنضاف لذاكرتي ملامح شخصيتك و جسدك و روحك فيها ما فيها من اللحون و الميلوديات الخضر التي ترفرف على صوان آذاننا , فتحيلنا الى ما نحن عليه فيما نكتب.

... لك الود و انت من يشاركنا العشق الإلهي و تسبح معنا في فيوض السحر و الأناشيد تملأ الأمكنة , وصفاء الذات ينسكب , كلمات عذبة لا نعلم ما مدى موسقتها أو حرفيتها الا عندما نغوص في دواخلها.

لك الود أيها الصديق الشقليني



أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:56 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.