حكايتى مع عطبرة المدينة السامقة الصيت . . الباسقة المعانى

09-06-2016, 07:24 PM

كنا فى زيارة لصوفيا . . بداية الثمانيات . . السودانيون الذين
قابلناهم حينها اغلبهم قضوا فترة فى كادوقلى . . وفى استعادتهم
المتكررة لذكرياتهم فيها . . قررنا انا وهشام محمد على ان نقضى
فترة الشدة فى المدينة الجميلة . . الطيبة . . المرحة . . الكريمة .
نفذ هشام ما اتفقنا عليه وقضى عاما فى كادوقلى . . اما انا فقد
قادتنى اقدار . . غريبة . . لعطبرة . .
عشت فيها اثنى عشر عاما واربعة اشهر . . وكبرت اسرتى
الصغيرة وازدادت كما وكيفا بعزة وامين والاف .. .
اواصل ان شاء الله

عكــود · 09-06-2016, 08:30 PM

سلام يا عايد وتصوم وتفطر على خير ..

ده يوم سعيد الإتفكّ ساجورك من الكتابة.
أعرف عشقك للأمكنة، وأعرف أن ليس لديك، في العشق، منطقة وسطى، وأعرف ماذا تعني عطبرة بالنسبة لك.
أن تأتيها وضرعك "محيّن" بالمحبّة والجمال، وهواء إبحارك في دروب الحياة العملية "صلاح"، لا بدّ أن إبحارك في دروبها .. أسواقها .. نكهة قهوتها .. مجتمعها .. نواديها .. حياة العمال فيها .. إيقاع خطاهم .. عجلاتها .. صرير عجلات قطاراتها .. ورشها وعطبراويها؛ كل تلك اللوحات والأصوات والروائح لا بد أنّها وضعت بصماتها فيك ورسخت في الوجدان. رغم طول مدة الغياب عن كل ذلك، إلاّ أنّه يظل مثل الوشم القديم، لا يزعجك وجوده، بل تسعدك "قردنته".

أبحر بنا يا صاحب، فكلّنا يتملّكنا عشق المكان ويسكننا عشق الإنسان.

تحياتي

09-06-2016, 10:26 PM

الحبيب عكود
تكتب هنا وهناك وبما لديك من شاحنات للحياة تمتلئ بطارية
حياتنا . . تتذكر الغجر فى رومانيا . . كانوا يجادلونا فى
ما نراه بطالة ويرونه حياة . . يقول لى احدهم نحن لا نعمل
. . العمل للجياد . . نحن نستمتع فقط بحياتنا . . نحب . .
ونمارس الحب . .
العمل ايضا فيه متعة . . بعضهم يجد نفسه . . يحس بحياته
فى عمله . . لكن العمل الذى يعطل حياتك ويجعلك غير
قادر على الاستمتاع بها لا جدوى منه . .
الناس فى السودان مرهقون . . التعب . . وشحوب الوجه
والالم الذى يطفو على سطح الاحاديث والونسات . هى
السمات السائدة الان . .
الجانب الايجابى ان الحياة نفسها توفر لك من يمسك بيدك
ليقيك من عثرات الطريق . . ويبث فيك الامل بغد اجمل
وحياة أفضل . . وانت بلا شك واحد منهم . .

10-06-2016, 07:08 AM

العلاقة ما بين الفكرة والارث الابداعي المكتسب والموهوب هي التي تشكل مفازات الدهشة والتنوع عند قبيلة الكتاب الرومان ....ومتى ما (سخو) و متى ما اشتكى اليراع في اياديهم من(هيموفيليا) التحبير وحانت ساعات المخاض الادبي فكل مسامنا أذن ... تسجيل حضور متسربل بمحفزات حسن الانصات والمتابعة ...وفي حضرة ..جنابك .. يطيب الجلوس

تحياتي

10-06-2016, 08:01 AM

الحبيب الدفعة حضيرى
منذ ان دفعت باب سودانيات الموارب وانا امتع نفسى بدهشة
الدوش . . وكأننى اليس فى بلاد العجائب . . كل شئ جديد
ومبهر . . وجذاب . .
اليت على نفسى ان اتعلم منكم . . واستفيد من جلوسى بينكم
. . ولا زلت على موقفى رغم ظروف السودان الصعبة . .
شكرا لكم وانتم تزينون سودانيات بالجميل وتزينونى بوجودكم
ومشاركتكم . .

10-06-2016, 08:12 AM

ولدت الاف بعطبرة . . لكن ثلاثتهم تعلقوا بها . . واحتاجوا لوقت
طويل ليتأقلموا على الحياة فى العاصمة . .
رغم ما يقال عن البيوت التى تحبها منذ اللحظة التى تفتح لك ابوابها
وعن البيوت الاخرى التى لا تحبها حتى ولو كنت تملكها . . الا اننى
بدءا لم احب عطبرة . . ربما للوعد القديم الذى اعطيته لكادوقلى .
وربما للسكن الجاف بالميز وانا حديث عهد بالزواج . . وربما لاننى
كنت اظنها محطة عابرة فى طريق حياتى . .
جئت لعطبرة ولم اخلع عنى رداء امدرمان . . لم اترك ذاكرتى خلفى
. . . ذهبت محملا بالمدينة التى سكنتها . . وسكنتنى . . احببتها . .
واحبتنى . .

10-06-2016, 09:16 PM

بعد عام جاءت زوجتى لنسكن فى منزل زميلنا
محمد عبد الهادى والذى ترك لنا المنزل باثاثه
واغراضه وسكن فى ميز الاطباء . . سكنا عاما
فى الحصايا جنوب وكان مربوعا واحدا يفصلنا
عن الشرقى . . سكنا بعدها فى . . بيت الحكومة
. . بيت السكة حديد . . عندها كنت قد تحولت لاحد
ابناء المدينة وعشاقها المسكونين باوجاعها
وهمومها . .
دخلت معظم بيوت المدينة . . بيوت الاطباء والضباط
ومدراء الادارات بالسكة الحديد . .والموظفين . .
والعمال . . والجنود . . والتجار . والخضرجية
والجزاربن . . واصحاب القهاوى . . والمطاعم
والمخابز . .
ترددت على دار الرياضة . . ونادى المريخ . .
واندية اخرى كثيرة . . وعلى ( الزوايا ) . .
معزبا وفى يدى عمود الاكل . . ترددت على
مكاتب الامن زائرا او مطلوبا . . واستضافنى
سجن عطبرة . . وسعدت فيه بمقابلة رجال
عظام قضيت معهم وقتا اعده من اجمل اوقات
حياتى . .

10-06-2016, 09:32 PM

وبذلك التكرار الجذاب وجدت نفسى فجأة وكأننى عرفت عطبرة فى
زمن ما . . كانت على بساطتها ( محملة بتلك الشحنة العاطفية التى
تنجرف بك الى زاتك . . حتى لكأنها تخترقك او تشطرك . . وتدرك
انك عبرت مسافة . . لا تدرى اعبرتها فى لحظة . . ام ساعات . . .
ام شهور . . ولكنك تدرك بانك قد تجاوزت عالم الحلم الى عالم
الحقيقة . . ) وان عطبرة حينما فتحت لك ابواب بيوتها . . كانت قد
فتحت لك قلبها . . وانك ولاسباب خاصة بك توهمت بدءا انك غريب
عنها . . وان تلك البيوت معتمة ومغلقة على اسرارها . . ومن ثم
تفاجئك الفة الامكنة . . فتستأنف حياة بدأتها فى مدينة اخرى . .
أشياء تؤمى اليك انك تعرفها . . لحظات تتوهم انك عشتها . . . .
وبعد عودتى لامدرمان . . بعد اثنى عشر عاما واربعة شهور
كنت اكتب بصحيفة المشاهد عمودا بعنوان . . مساء الخير عطبرة
. . صباح الخير ام درمان . .

ناصر يوسف · 11-06-2016, 02:06 AM

برضو الواحد يحجز بنبرو هني ياخ

الي حين عودة

11-06-2016, 11:24 AM

الحبيب ناصر
التقينا فى احياء ذكرى الراحل المقيم خالد الحاج . . كانت
اول مرة اسعد فيها بلقاءك على ارض الواقع . . عرفتك
من اول وهلة . . هو ناصر . . لا شك فى ذلك . . بسمتك
الفريدة . . حركتك الدؤوبة بين الحضور وانت توزع لهم . .
بسمة تعقبها كلمة . . وكلمة تعقبها ضحكة مجلجلة . .
تتحرك وتشيع بين الناس الاحساس بالحماس والالفة
والمودة . .
لك حبى ايها الحبيب

imported_هيثم علي الشفيع · 11-06-2016, 01:06 PM

{ "أتبرة" الطيبة
كيفك ؟؟...بعد غيبة
غربة و رمي جمرات
رجّالتك االهيبة
نسوانك الحُرّات
قالن لي قولة تسُر
تمسح زمان الضُر
... كل البلاد أم دُرْ...
والمهدي حي ما مات}

- أو كما قال (رسول القصائد) "حميّد" -

تعرف يا أستاذ عايد !!؟؟:-
علاقتي الفيزيائية بعطبرة لم تتجاوز الأسبوعين
{ فترة تدريبية أثناء الدراسة بورش السكة حديد}
لكنني أحسست تجاهها بألفة و مودة من عاش 15 عاماً وليس 15 يوماً
سمعت عنها اساطير تكفي لمجلدات
قرأت عنها و عن طيبة أهلها الكثير - وما شاهدته بأم عيني كان أكثر-
زاملت منها شباب و شابات عكسوا لي خيوط إشعاعها اللانهائي
ف
أحببتها...

واصل في تداعيك
ف(قد) أعود لأشاركك بعضاً مما علق بذاكرتي
من فترتي القصيرة هناك.

إحترامي والتقدير

11-06-2016, 07:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم علي الشفيع

{ "أتبرة" الطيبة
كيفك ؟؟...بعد غيبة
غربة و رمي جمرات
رجّالتك االهيبة
نسوانك الحُرّات
قالن لي قولة تسُر
تمسح زمان الضُر
... كل البلاد أم دُرْ...
والمهدي حي ما مات}

- أو كما قال (رسول القصائد) "حميّد" -

تعرف يا أستاذ عايد !!؟؟:-
علاقتي الفيزيائية بعطبرة لم تتجاوز الأسبوعين
{ فترة تدريبية أثناء الدراسة بورش السكة حديد}
لكنني أحسست تجاهها بألفة و مودة من عاش 15 عاماً وليس 15 يوماً
سمعت عنها اساطير تكفي لمجلدات
قرأت عنها و عن طيبة أهلها الكثير - وما شاهدته بأم عيني كان أكثر-
زاملت منها شباب و شابات عكسوا لي خيوط إشعاعها اللانهائي
ف
أحببتها...

واصل في تداعيك
ف(قد) أعود لأشاركك بعضاً مما علق بذاكرتي
من فترتي القصيرة هناك.

إحترامي والتقدير

الاستاذ الجميل هيثم على الشفيع
اسعد الله اوقاتك
وانا سعيد بحضورك ومشاركتك وكما قلت
خمسة عشر يوم فى عطبرة وكأنها خمسة
عشر عاما . . الزملاء كانوا يسألوننى عن
سر (عطنتى )فى عطبرة . . لم يتعرفوا
على انسانها النادر الفريد . . من هنا
لعلهم كانوا محقين وهم يسألوننى . .
استاذنا الجميل هيثم . . ارجوك ان تعود
وتستعيد ذكرياتك فى المدينة النبيلة
ولك شكرى وتقديرى

11-06-2016, 07:28 PM

حميد الانسان . . فى امسية شعرية فى مدينة العمال والسكة الحديد قدم فيها
من درره للجماهير الغفيرة التى ازدحمت حول شعره تلك الامسية . . بعد الامسية الشعرية ذهبنا وحميد فى معيتنا لمنزل د على خيراوى بحى السودنة
. . كنا مجموعة من الاطباء . . سيد احمد الخطيب . . صلاح برسى . . شمس الدين حسين . . وصديق لنا من رواد ميز الاطباء . . وشخصى بالاضافة لصاحب الدار د على خيراوى . .
فى حديقة المنزل فائقة الجمال . . كان حميد نجم تلك الجلسة . . مركز الدائرة
ومحور الانتباه . . تركناه على سجيته . . وتحدثنا فى امور شتى . . وتفرقنا بعد ان تناولنا وجبة العشاء . . كان حميد مرتاحا طيلة الجلسة وكنا نحن سعداء
بوجوده بيننا . . اصطحبه د صلاح برسى ليوصله لاقارب له . . وعدنا انا وشمس الدين للميز . . كان يتملكنى ذلك الاحساس العجيب . . داهمنى فى الامسية
الشعرية وازداد وتمدد داخلى فى جلسة السمر تلك . .

11-06-2016, 08:42 PM

لعله العام 88 او لعله بدايات العام 89 . . المكان عطبرة
تلك المدينة الغريبة . . العجيبة . . المدينة التى انسانها
البسيط اعمق وابعد نظرا واصدق قراءةا لكل حدث . . منفصلا
كان . . ام فى جماعة . . من كل الاحزاب والتنظيمات . .
كنا فى ليلة شعرية للانسان حميد . . .
كان صوت حميد يتعالى رويدا . . رويدا . . الصمت يلف الحضور
. . . الانظار كلها متجهة لحميد . . . وصوت حميد الحبيب يتعالى
. . والصمت لا يلف الحضور وحدهم . ..ولكنه يتمدد ليبسط سلطانه
على عطبرة كلها . . الداخلة . . المربعات . .امبكول . . الموردة . .
الفكى مدنى . . حى السوق . . المزاد . . الشرقى . . حى المطار
. . تصمت مكنات العربات عن الهدير . . القطارات تتوقف ومعها
المناورات . . البيوت سماءاتها مفتوحة لاستقبال صوت حميد .
حميد ينتقل من قراءة لاخرى . . والظلام يغطى المدينة وضوء
ساطع ينبعث من عند حميد . . ارخت المدينة اذنيها لتسمع
حميد . . مثلها فعلت الحيوانات والاشجار . . والبيوت القديمة
. . وبيوت السكة الحديد . .
وانا مستغرق فى الظلام وصوت حميد يسمو ويتسامى . . رفعت
رأسى . . نظرت للسماء . . سحبا داكنة اقرب للسواد تتجمع
مسرعة . . كأنها فى عجلة من امرها . . غطت السحب السماء
فازداد الظلام قتامة . .برق برقا . . سمعت دوى الرعد وصخبه
. . شممت رائحة المطر حين يسالم التراب . . رائحة تراب . .
ورائحة طين طازج . . ورائحة العشب المبلل بماء المطر. .
كانت لحظة او لعلها احظات قلائل . . وعاد كل شئ كما كان
عندماا جلسنا اول مرة . .نظرت للسماء . . كانت فائقة الصفاء
. . ليس ثمة رعد . او برق . . ملابسنا والارص جافة لم تبللها امطار
. . انقشع الظلام فجأة فاذا بالضوء يغمر المكان . ..
ما حدث كنت ولا زلت احسه حقيقيا تماما . . ولا زلت اتذكره بنفس
الحدة والقوة . . ومكانه فى ذاكرة الاحداث مع احداث الواقع وليس
مع احداث الحلم والخيال .
رحم الله حميدا . . فقد كان انسانا

12-06-2016, 10:12 AM

هنالك مدن لا تستطيع ان تكتب فيها كلمة واحدة . . حرفا واحدا . . مهما سكنتها
ومهما كانت جميلة . . وهنالك عطبرة والتى كتبوها - حبا - شعراء وكتاب وما بين هذا وذاك . . وامين عبد المجيد يكتب حبا فى كتاب عبود عثمان نصر . . .
نقوش عطبراوية . . . رحمهما الله وغفر لهما وجازاهما بقدر ما قدما لمدينتهما
عطبرة ولبلدهما السودان . . يلخص امين حياتها وتاريخها ب. . اتبرا محطة كل اهل السودان . . ويقول عن نشأتها انها تعود للقرن السابع عشر . . بينما يعتقد اخرون انها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بكثير . .
اما عن سكانها فيقول يزعم بعض المحققين فى تاريخ بلادنا ان المحس اول من سكن مدينة عطبرة . . اما الرباطاب فكانوا من اقدم القبائل التى وردت المنطقة
. . ويذكر بعض المؤرخين ان اصول اهل المدينة من اعمال الجعليين . . رغما عن ان غالبية سكانها من الشايقية . . وقد سكنها ايضا وبتغلغل واسع اهلنا من النوبة . . ايضا سكن اتبرا انماط عديدة من اهل دارفور ومن كردفان ومن جنوب السودان . . وثمة فئة اخرى من سكان المدينة كان لهم دورهم المشهود فى مسيرتها وهم اخواننا من الجالية المصرية . . خصوصا طائفة الاقباط ( اقباط عطبرة ) . . .
والمهم من وجهة نظر امين ان المصاهرات الواسعة بين الاسر العطبراوية قد مزجت التشكيلات القبلية بما يمكن ان يسمى ب ( القبيلة العطبراوية ) .

09-06-2016, 07:24 PM	#[1]
عايد عبد الحفيظ Guest	حكايتى مع عطبرة المدينة السامقة الصيت . . الباسقة المعانى كنا فى زيارة لصوفيا . . بداية الثمانيات . . السودانيون الذين قابلناهم حينها اغلبهم قضوا فترة فى كادوقلى . . وفى استعادتهم المتكررة لذكرياتهم فيها . . قررنا انا وهشام محمد على ان نقضى فترة الشدة فى المدينة الجميلة . . الطيبة . . المرحة . . الكريمة . نفذ هشام ما اتفقنا عليه وقضى عاما فى كادوقلى . . اما انا فقد قادتنى اقدار . . غريبة . . لعطبرة . . عشت فيها اثنى عشر عاما واربعة اشهر . . وكبرت اسرتى الصغيرة وازدادت كما وكيفا بعزة وامين والاف .. . اواصل ان شاء الله
عايد عبد الحفيظ Guest

09-06-2016, 08:30 PM	#[2]
عكــود Administrator	سلام يا عايد وتصوم وتفطر على خير .. ده يوم سعيد الإتفكّ ساجورك من الكتابة. أعرف عشقك للأمكنة، وأعرف أن ليس لديك، في العشق، منطقة وسطى، وأعرف ماذا تعني عطبرة بالنسبة لك. أن تأتيها وضرعك "محيّن" بالمحبّة والجمال، وهواء إبحارك في دروب الحياة العملية "صلاح"، لا بدّ أن إبحارك في دروبها .. أسواقها .. نكهة قهوتها .. مجتمعها .. نواديها .. حياة العمال فيها .. إيقاع خطاهم .. عجلاتها .. صرير عجلات قطاراتها .. ورشها وعطبراويها؛ كل تلك اللوحات والأصوات والروائح لا بد أنّها وضعت بصماتها فيك ورسخت في الوجدان. رغم طول مدة الغياب عن كل ذلك، إلاّ أنّه يظل مثل الوشم القديم، لا يزعجك وجوده، بل تسعدك "قردنته". أبحر بنا يا صاحب، فكلّنا يتملّكنا عشق المكان ويسكننا عشق الإنسان. تحياتي
عكــود Administrator	التوقيع: ما زاد النزل من دمع عن سرسار .. وما زال سقف الحُزُن محقون؛ لا كبّت سباليقو .. ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه، واتفشّت سماواتو.

09-06-2016, 10:26 PM	#[3]
عايد عبد الحفيظ Guest	الحبيب عكود تكتب هنا وهناك وبما لديك من شاحنات للحياة تمتلئ بطارية حياتنا . . تتذكر الغجر فى رومانيا . . كانوا يجادلونا فى ما نراه بطالة ويرونه حياة . . يقول لى احدهم نحن لا نعمل . . العمل للجياد . . نحن نستمتع فقط بحياتنا . . نحب . . ونمارس الحب . . العمل ايضا فيه متعة . . بعضهم يجد نفسه . . يحس بحياته فى عمله . . لكن العمل الذى يعطل حياتك ويجعلك غير قادر على الاستمتاع بها لا جدوى منه . . الناس فى السودان مرهقون . . التعب . . وشحوب الوجه والالم الذى يطفو على سطح الاحاديث والونسات . هى السمات السائدة الان . . الجانب الايجابى ان الحياة نفسها توفر لك من يمسك بيدك ليقيك من عثرات الطريق . . ويبث فيك الامل بغد اجمل وحياة أفضل . . وانت بلا شك واحد منهم . .
عايد عبد الحفيظ Guest

10-06-2016, 07:08 AM	#[4]
عبد المنعم حضيري Guest	العلاقة ما بين الفكرة والارث الابداعي المكتسب والموهوب هي التي تشكل مفازات الدهشة والتنوع عند قبيلة الكتاب الرومان ....ومتى ما (سخو) و متى ما اشتكى اليراع في اياديهم من(هيموفيليا) التحبير وحانت ساعات المخاض الادبي فكل مسامنا أذن ... تسجيل حضور متسربل بمحفزات حسن الانصات والمتابعة ...وفي حضرة ..جنابك .. يطيب الجلوس تحياتي
عبد المنعم حضيري Guest

10-06-2016, 08:01 AM	#[5]
عايد عبد الحفيظ Guest	الحبيب الدفعة حضيرى منذ ان دفعت باب سودانيات الموارب وانا امتع نفسى بدهشة الدوش . . وكأننى اليس فى بلاد العجائب . . كل شئ جديد ومبهر . . وجذاب . . اليت على نفسى ان اتعلم منكم . . واستفيد من جلوسى بينكم . . ولا زلت على موقفى رغم ظروف السودان الصعبة . . شكرا لكم وانتم تزينون سودانيات بالجميل وتزينونى بوجودكم ومشاركتكم . .
عايد عبد الحفيظ Guest

10-06-2016, 08:12 AM	#[6]
عايد عبد الحفيظ Guest	ولدت الاف بعطبرة . . لكن ثلاثتهم تعلقوا بها . . واحتاجوا لوقت طويل ليتأقلموا على الحياة فى العاصمة . . رغم ما يقال عن البيوت التى تحبها منذ اللحظة التى تفتح لك ابوابها وعن البيوت الاخرى التى لا تحبها حتى ولو كنت تملكها . . الا اننى بدءا لم احب عطبرة . . ربما للوعد القديم الذى اعطيته لكادوقلى . وربما للسكن الجاف بالميز وانا حديث عهد بالزواج . . وربما لاننى كنت اظنها محطة عابرة فى طريق حياتى . . جئت لعطبرة ولم اخلع عنى رداء امدرمان . . لم اترك ذاكرتى خلفى . . . ذهبت محملا بالمدينة التى سكنتها . . وسكنتنى . . احببتها . . واحبتنى . .
عايد عبد الحفيظ Guest

10-06-2016, 09:16 PM	#[7]
عايد عبد الحفيظ Guest	بعد عام جاءت زوجتى لنسكن فى منزل زميلنا محمد عبد الهادى والذى ترك لنا المنزل باثاثه واغراضه وسكن فى ميز الاطباء . . سكنا عاما فى الحصايا جنوب وكان مربوعا واحدا يفصلنا عن الشرقى . . سكنا بعدها فى . . بيت الحكومة . . بيت السكة حديد . . عندها كنت قد تحولت لاحد ابناء المدينة وعشاقها المسكونين باوجاعها وهمومها . . دخلت معظم بيوت المدينة . . بيوت الاطباء والضباط ومدراء الادارات بالسكة الحديد . .والموظفين . . والعمال . . والجنود . . والتجار . والخضرجية والجزاربن . . واصحاب القهاوى . . والمطاعم والمخابز . . ترددت على دار الرياضة . . ونادى المريخ . . واندية اخرى كثيرة . . وعلى ( الزوايا ) . . معزبا وفى يدى عمود الاكل . . ترددت على مكاتب الامن زائرا او مطلوبا . . واستضافنى سجن عطبرة . . وسعدت فيه بمقابلة رجال عظام قضيت معهم وقتا اعده من اجمل اوقات حياتى . .
عايد عبد الحفيظ Guest

10-06-2016, 09:32 PM	#[8]
عايد عبد الحفيظ Guest	وبذلك التكرار الجذاب وجدت نفسى فجأة وكأننى عرفت عطبرة فى زمن ما . . كانت على بساطتها ( محملة بتلك الشحنة العاطفية التى تنجرف بك الى زاتك . . حتى لكأنها تخترقك او تشطرك . . وتدرك انك عبرت مسافة . . لا تدرى اعبرتها فى لحظة . . ام ساعات . . . ام شهور . . ولكنك تدرك بانك قد تجاوزت عالم الحلم الى عالم الحقيقة . . ) وان عطبرة حينما فتحت لك ابواب بيوتها . . كانت قد فتحت لك قلبها . . وانك ولاسباب خاصة بك توهمت بدءا انك غريب عنها . . وان تلك البيوت معتمة ومغلقة على اسرارها . . ومن ثم تفاجئك الفة الامكنة . . فتستأنف حياة بدأتها فى مدينة اخرى . . أشياء تؤمى اليك انك تعرفها . . لحظات تتوهم انك عشتها . . . . وبعد عودتى لامدرمان . . بعد اثنى عشر عاما واربعة شهور كنت اكتب بصحيفة المشاهد عمودا بعنوان . . مساء الخير عطبرة . . صباح الخير ام درمان . .
عايد عبد الحفيظ Guest

11-06-2016, 02:06 AM	#[9]
ناصر يوسف :: كــاتب نشــط::	برضو الواحد يحجز بنبرو هني ياخ الي حين عودة
ناصر يوسف :: كــاتب نشــط::	التوقيع: ما بال أمتنا العبوس قد ضل راعيها الجَلَوس .. الجُلوس زي الأم ما ظلت تعوس يدها تفتش عن ملاليم الفلوس والمال يمشيها الهويني بين جلباب المجوس من التيوس النجوس

11-06-2016, 11:24 AM	#[10]
عايد عبد الحفيظ Guest	الحبيب ناصر التقينا فى احياء ذكرى الراحل المقيم خالد الحاج . . كانت اول مرة اسعد فيها بلقاءك على ارض الواقع . . عرفتك من اول وهلة . . هو ناصر . . لا شك فى ذلك . . بسمتك الفريدة . . حركتك الدؤوبة بين الحضور وانت توزع لهم . . بسمة تعقبها كلمة . . وكلمة تعقبها ضحكة مجلجلة . . تتحرك وتشيع بين الناس الاحساس بالحماس والالفة والمودة . . لك حبى ايها الحبيب
عايد عبد الحفيظ Guest

11-06-2016, 01:06 PM	#[11]
imported_هيثم علي الشفيع :: كــاتب نشــط::	{ "أتبرة" الطيبة كيفك ؟؟...بعد غيبة غربة و رمي جمرات رجّالتك االهيبة نسوانك الحُرّات قالن لي قولة تسُر تمسح زمان الضُر ... كل البلاد أم دُرْ... والمهدي حي ما مات} - أو كما قال (رسول القصائد) "حميّد" - تعرف يا أستاذ عايد !!؟؟:- علاقتي الفيزيائية بعطبرة لم تتجاوز الأسبوعين { فترة تدريبية أثناء الدراسة بورش السكة حديد} لكنني أحسست تجاهها بألفة و مودة من عاش 15 عاماً وليس 15 يوماً سمعت عنها اساطير تكفي لمجلدات قرأت عنها و عن طيبة أهلها الكثير - وما شاهدته بأم عيني كان أكثر- زاملت منها شباب و شابات عكسوا لي خيوط إشعاعها اللانهائي ف أحببتها... واصل في تداعيك ف(قد) أعود لأشاركك بعضاً مما علق بذاكرتي من فترتي القصيرة هناك. إحترامي والتقدير
imported_هيثم علي الشفيع :: كــاتب نشــط::	التوقيع: والدنيا موية وسط حريق تصبح كُرَبْ.....تتمسى ضيقْ (حمــــيّـد)

11-06-2016, 07:28 PM	#[13]
عايد عبد الحفيظ Guest	حميد الانسان . . فى امسية شعرية فى مدينة العمال والسكة الحديد قدم فيها من درره للجماهير الغفيرة التى ازدحمت حول شعره تلك الامسية . . بعد الامسية الشعرية ذهبنا وحميد فى معيتنا لمنزل د على خيراوى بحى السودنة . . كنا مجموعة من الاطباء . . سيد احمد الخطيب . . صلاح برسى . . شمس الدين حسين . . وصديق لنا من رواد ميز الاطباء . . وشخصى بالاضافة لصاحب الدار د على خيراوى . . فى حديقة المنزل فائقة الجمال . . كان حميد نجم تلك الجلسة . . مركز الدائرة ومحور الانتباه . . تركناه على سجيته . . وتحدثنا فى امور شتى . . وتفرقنا بعد ان تناولنا وجبة العشاء . . كان حميد مرتاحا طيلة الجلسة وكنا نحن سعداء بوجوده بيننا . . اصطحبه د صلاح برسى ليوصله لاقارب له . . وعدنا انا وشمس الدين للميز . . كان يتملكنى ذلك الاحساس العجيب . . داهمنى فى الامسية الشعرية وازداد وتمدد داخلى فى جلسة السمر تلك . .
عايد عبد الحفيظ Guest

11-06-2016, 08:42 PM	#[14]
عايد عبد الحفيظ Guest	لعله العام 88 او لعله بدايات العام 89 . . المكان عطبرة تلك المدينة الغريبة . . العجيبة . . المدينة التى انسانها البسيط اعمق وابعد نظرا واصدق قراءةا لكل حدث . . منفصلا كان . . ام فى جماعة . . من كل الاحزاب والتنظيمات . . كنا فى ليلة شعرية للانسان حميد . . . كان صوت حميد يتعالى رويدا . . رويدا . . الصمت يلف الحضور . . . الانظار كلها متجهة لحميد . . . وصوت حميد الحبيب يتعالى . . والصمت لا يلف الحضور وحدهم . ..ولكنه يتمدد ليبسط سلطانه على عطبرة كلها . . الداخلة . . المربعات . .امبكول . . الموردة . . الفكى مدنى . . حى السوق . . المزاد . . الشرقى . . حى المطار . . تصمت مكنات العربات عن الهدير . . القطارات تتوقف ومعها المناورات . . البيوت سماءاتها مفتوحة لاستقبال صوت حميد . حميد ينتقل من قراءة لاخرى . . والظلام يغطى المدينة وضوء ساطع ينبعث من عند حميد . . ارخت المدينة اذنيها لتسمع حميد . . مثلها فعلت الحيوانات والاشجار . . والبيوت القديمة . . وبيوت السكة الحديد . . وانا مستغرق فى الظلام وصوت حميد يسمو ويتسامى . . رفعت رأسى . . نظرت للسماء . . سحبا داكنة اقرب للسواد تتجمع مسرعة . . كأنها فى عجلة من امرها . . غطت السحب السماء فازداد الظلام قتامة . .برق برقا . . سمعت دوى الرعد وصخبه . . شممت رائحة المطر حين يسالم التراب . . رائحة تراب . . ورائحة طين طازج . . ورائحة العشب المبلل بماء المطر. . كانت لحظة او لعلها احظات قلائل . . وعاد كل شئ كما كان عندماا جلسنا اول مرة . .نظرت للسماء . . كانت فائقة الصفاء . . ليس ثمة رعد . او برق . . ملابسنا والارص جافة لم تبللها امطار . . انقشع الظلام فجأة فاذا بالضوء يغمر المكان . .. ما حدث كنت ولا زلت احسه حقيقيا تماما . . ولا زلت اتذكره بنفس الحدة والقوة . . ومكانه فى ذاكرة الاحداث مع احداث الواقع وليس مع احداث الحلم والخيال . رحم الله حميدا . . فقد كان انسانا
عايد عبد الحفيظ Guest

12-06-2016, 10:12 AM	#[15]
عايد عبد الحفيظ Guest	هنالك مدن لا تستطيع ان تكتب فيها كلمة واحدة . . حرفا واحدا . . مهما سكنتها ومهما كانت جميلة . . وهنالك عطبرة والتى كتبوها - حبا - شعراء وكتاب وما بين هذا وذاك . . وامين عبد المجيد يكتب حبا فى كتاب عبود عثمان نصر . . . نقوش عطبراوية . . . رحمهما الله وغفر لهما وجازاهما بقدر ما قدما لمدينتهما عطبرة ولبلدهما السودان . . يلخص امين حياتها وتاريخها ب. . اتبرا محطة كل اهل السودان . . ويقول عن نشأتها انها تعود للقرن السابع عشر . . بينما يعتقد اخرون انها كانت موجودة قبل ذلك التاريخ بكثير . . اما عن سكانها فيقول يزعم بعض المحققين فى تاريخ بلادنا ان المحس اول من سكن مدينة عطبرة . . اما الرباطاب فكانوا من اقدم القبائل التى وردت المنطقة . . ويذكر بعض المؤرخين ان اصول اهل المدينة من اعمال الجعليين . . رغما عن ان غالبية سكانها من الشايقية . . وقد سكنها ايضا وبتغلغل واسع اهلنا من النوبة . . ايضا سكن اتبرا انماط عديدة من اهل دارفور ومن كردفان ومن جنوب السودان . . وثمة فئة اخرى من سكان المدينة كان لهم دورهم المشهود فى مسيرتها وهم اخواننا من الجالية المصرية . . خصوصا طائفة الاقباط ( اقباط عطبرة ) . . . والمهم من وجهة نظر امين ان المصاهرات الواسعة بين الاسر العطبراوية قد مزجت التشكيلات القبلية بما يمكن ان يسمى ب ( القبيلة العطبراوية ) .
عايد عبد الحفيظ Guest