كتب الأخ محمد العباس في قروب رابطة خريجي مروي الثانوية، التالي عن عطبرة:
مساء الخيرات والبركات على الجميع وشكرا حبيبنا العليش على الاتيان بعطبرة وذكرياتها وشكرا لكاتبه ولقد ذكرني هذا المقال أياما قضيتها بعطبرة . زرت عطبرة وانا طالب بالجامعة وقعدت فيها أسبوع كامل في حي الموردة . زرت المستشفى والسكة حديد فوجدتها تمشي كما مؤشر الساعة . الناس في كامل الهندام والمواقع نظيفة ومرتبة . رجال يرتدون نظارات نظر ترى في نظراتهم الجدية واحترام العمل . دخلت كورة بين الامير والامل فوجدتني اصيح منفعلا مع الصائحين وبقيت طوال زمن المباراة واقفا . انتقلت لي عدوى التشجيع منذ ساعات الصباح الاولى . تنتقل بعد المباراة مع ناس اصروا ان يمتلىء كوب اليوم بالمتعة فدلفوا لمحلات الباسطة والبسبوسة والحليب الوارد من نواحي العبيدية وبربر . ضربة النهاية فيلم هندي يردد فيه الرواد أغنية لايفهمون معناها ولكنهم يطربون لوقع موسيقاها ورقصات أبطال الفيلم . تمتلىء شوارع عطبرة منذ الفجر بالعجلات التي تسابق الزمن فالقطارات ومواعيدها التي لاتخونها علمتهم الانضباط في كل شىء . قهاوي عطبرة على تواضع أثاثها وقدم كراسيها تجد بها ناس مثقفاتية يكلموك في كل شيء . فمن وارسو الى باندونج ومن جيفارا الى تيتو . من الازهري الى النميري وفي كل هذا حديث العارف الحاذق القاريء . يتحدثون في الفن فتخالهم دارسين موسيقى والحان . ينقبون في الشعر ويتفاخرون بالفيتوري وبازرعة وأبو صلاح . يحدثوك في الكورة عن عوض الحاج وعن قاقارين والأسيد كأنهم محللين رياضة . يتأبطون الأيام والصحافة وآخر ساعة والدوحة في رواحهم ومكتباتهم تذخر بكل جديد في عالم الفكر والأدب . ياااااااه يالها من مدينة ويالهم من ناس عمروها وسعوا في دروبها وزينوا طرقاتها . قال لي حسن البطري عليه الرحمة مرة " أخال بيوت عطبرة كلها تحتفظ بأصداء أصوات من رحلوا لذلك فإنني ابحث عنهم بين الجدر والحيطان والأزقة .
|