يقول النفري (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة) وتلك لعمري اكثر مقولة ماسورة احتفى بها الناس…
ببساطة الوجود الإنساني على قدر امتلاكك للعبارات ح تكون رؤيتك، اي ان هنالك علاقة طردية بين (العبارة والرؤية) فكلما امتلك عدد من العبارات اي امتلكت قدرة على الترميز وبالتالي خلق وجود خاص بك واللي هو (الرؤية بتاعتك)….
ما عندك عبارة ح تكون الرؤية زيرو، عندك عدد اتنين عبارة ح تكون رؤية بنفس مقدار عدد العبارتين اللي عندك…
الذي دفعني لنقد مقولة (النفري) الماسورة أعلاه سبب رغبتي لنقد الفلسفة المثالية التي ورط فيها أفلاطون العالم، حيث ان الفلسفة المثالية تقوم على مبدا ان الوجود يتكون من واقع وعقل، وان الواقع موجود بنسق محدد في اعلى قمم القيم المثالية وعلى العقل ان يرتقي ويصعد للوصول لتلك القمم…
بينما في حقيقة الأمر ان الوجود اساسا هو صنيعة العقل بحسب ماعونه اللغوي والنظام الرمزي لديه!
وعودا إلى عبارة النفري، فالعبارة لا تضيق ولكن بتضيع بحسب الخلعة التي ينخلع بها الانسان من رؤيته تلك التي شافها بحسب نظامه الرمزي، والخلعة دي بطبيعة الحال أفقدته القدرة على التعبير من ماعونه اللغوي.
كمثال لمن تشوف ليك بت سمحة شديد وفجاءة تلقى نفسك اتحولت إلى قعر زير وبقيت تنقط كلك، وتحاول تجيب اي عبارة علشان تقولها فتتلعثم وتضطر الى اللجوء للغة الجسد فتقعد تطقطق في اصابعينك كدلالة على عجزك اللغوي كما الكلب الذي يهوزز ضنبه كلغة جسد…
والذي حدث هنا موش العبارة ضاقت نتيجة للبقاقة الواقفة قدامك والتي تعتبر أوسع مراحل اتساع الرؤية لمن روحك وسعت معاها!
هنا ما ضاقت العبارة ولكنها ضاعت وسط ركام الكبابي التي اتطاقشت بداخلك وتكسرت.
لان العبارة اساسا موجودة بداخلك وهي التي صنعت نظامك الرمزي الذي جعل رؤيتك للبنت القدامك انها (الموت الأحمر) بينما في حقيقة الأمر نفس البنت عند أمها وأخوانها اقبح مخلوقات الله في الارض حسب نظامهم الرمزي لرؤية ابنتها وأختهم!
|
