نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-2005, 07:27 AM   #[1]
abu qusai
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي الراحل المهندس / أرباب محي الدين العربي في حديث الذكريات

حملت صحيفة الميدان لسان حال الحزب الشيوعي السوداني في عددها رقم 2007 الصادر في اكتوبر المنصرم نعيا من فرع الحزب بمدينة عطبره للمهندس أرباب محي الدين العربي أحد أبناء مدينة عطبره ومن أوائل أعضاء الحزب الشيوعي ، ضرب المثل الحي طول حياته في النضال والجسارة . عمل بهيئة السكة حديد حتى وصل مدير الإقليم الشمالي فكان مثلا رائعا للاستقامة وعفة اليد .

كان أرباب محي الدين العربي واحد من الدعامات الأربع الذين أسسوا وأرسوا دعائم العمل النقابي وهم قاسم أمين، الشفيع احمد الشيخ، إبراهيم زكريا وأرباب العربي . وقد كانت لنا جلسة مع الأرباب قبل عامين حفلت بتداعي خصب لذكرياته في العمل النقابي والحزبي والتي قد تكون قيمة بعضها في تاريخيتها وإسهامها في توثيق جزء عزيز من هذا التاريخ المعاصر والبعض الآخر، وهذا هو المهم، والذي لازال يؤكد راهنيته يكمن في الدروس والعبر التي يمكن أن نستقيها من هذا السرد الرائع، مثل حديثه وأرائه عن أساليب العمل في الحزب الشيوعي والسلبيات التي عاقت عمل الحزب بين الجماهير وساهمت في صفويته وضمور جماهيريته، كذلك المواقف العظيمة التي ارتبطت ببعض ممن جاء ذكره هنا. وللقراء أن يتأملوا-مثالاً لذلك- موقف هذا المدير النبيل الذي رفض تصنيف موظفيه حسب اتجاهاتهم السياسية ودافع عنهم باعتبار كفاءتهم في العمل ولم يثنه النقل إلى إقليم آخر- ولسخرية القدر مع من كان يفترض أن يكون الضحية- أن يقول لأرباب: (الشغل.. شغل وبعد الساعة اتنين إن شاء الله تقلبها) ولهم أن يقارنوا بينه وبين مواقف زمن الفصل والتشريد وقانون الصالح العام سيئ الصيت. ومن محاسن الصدف اننا قد قمنا بتسجيل تلك الجلسة التاريخية ، و إلى هذه الذكريات.
يقول الأربابأساس العمل النقابي والسياسي في عطبرة بدأ فردياً، ثم تبلور فيما بعد إلى عمل نقابي وتنظيم سياسي. فقد بدأ فردياً منذ أن كان قاسم والشفيع وإبراهيم زكريا طلاباً بمدرسة الصنائع بعطبرة) ويواصل أرباب قائلاً ولد هؤلاء الثلاثة قادةً تزعموا العمل الطلابي في المظاهرات و الاضرابات ثم انتقلوا للعمل بالسكة الحديد بعطبرة بعد تخرجهم، وكدأبهم تزعموا العمل وسط العمال وبفضل نضالهم ووعيهم، بزغ فجر هيئة شؤون العمال عام 1947م، إلا أنهم لم يتولوا قيادتها بل اختاروا لقيادتها كبار السن نسبة لأنهم كانوا شباباً في ذلك الوقت، فكان أن تولى قيادتها سليمان موسى. في نفس الوقت تأسست بعطبرة أول نواة للحزب الشيوعي حيث تولى قاسم أمين مسؤوليتها السياسية وإبراهيم زكريا المسؤولية التنظيمية وأرباب قيادة العمل الجماهيري، أما الشفيع – والحديث لازال للأرباب- فلا اذكر ماذا كانت مهامه) كانت أول كتب ماركسية نقرؤها البيان الشيوعي، المادية الجدلية والاقتصاد محرك التاريخ والذي كان له القدح المعلى في تبلور فهمنا ووعينا السياسي. كان أول المحترفين الذين أرسلهم مركز الحزب لعطبرة مصطفى السيد وإبراهيم حاج محمد وبعد فترة وجيزة وصلتنا برقية يقول نصها" ابننا عبد الغفار متوجه إليكم" ذهبنا لاستقباله فأتضح انه عبد الخالق محجوب الذي صاغ فيما بعد بمساعدة مصطفى السيد مطالب الحركة العمالية لأول مرة. بفضل العمل اليومي الدؤوب و الصبور الذي قاده الأربعة وسط التجمعات العمالية وقيادات الأندية الرياضية والاجتماعية –الثقافية نمى الحزب وشب عملاقاً بعطبرة بتطبيقٍ خلاقٍ لمبدأ "من الجماهير والى الجماهير وحيث الجماهير" يواصل أرباب قائلا:ً(كنا نهتم بالنوع وليس الكم، لذلك كان التثقيف وقراءة الكتب الماركسية إلزامياً وضرورياً فكانت كل العضوية مؤهلة فكرياً وثقافياً وتنظيمياً وبفضل ذلك كنا في وحدة (الداخلة) مثلاً نكتشف الاتجاهات اليمينية واليسارية في وقتٍ مبكرٍ ويحكى ان جاءهم الجنيد علي عمر وبعد نقاشٍ مستفيض استطاع ان يشخِّص علي محمد بشير العضو النشط آنذاك حينما قـال هذا الزميل يحمل بذرة الفكر اليميني داخل الحزب). وقد أثبتت الأيام صحة ما أشار إليه فيما بعد. كذلك الاتجاهات اليسارية المتطرفة وقد تمثلت في زميل محترف مسئول عن العمل التنظيمي كنا نجده في قيادة المظاهرات وهو محمد محمد خير الذي لقبناه بالأستاذ "حماس" وقد انشق هذا الزميل فيما بعد ليؤسس فيما بعد مع نفرٍ آخر ما سمي (القيادة الثورية).
عند سودنة الوظائف في فترة الحكم الذاتي كان الزملاء هم أكثر الكوادر المؤهلة لتولي المناصب القيادية من الإنجليز ولكن الاتجاهات المناوئة لنا كانت عديدة، وكذلك الإنجليز فقد كانت معارضتهم لنا قوية من منطلق ان هؤلاء يساريون وفي اجتماعٍ لهذا الغرض، دافع موظف اسمه محمد وصفي عن الزملاء خاصةًُ أرباب العربي وبسبب هذا الدفاع عن أرباب المؤهل تم نقل وصفي مديراً إلى كسلا وتعيين أرباب مساعداً له إبعاداً له (أرباب) عن عطبرة بسبب نشاطه السياسي، وإحراجاً لمن دافع عنه. وقد قال له محمد وصفي الذي صار فيما بعد قريباً جداً منه )الشغل .. شغل وبعد الساعة اتنين ان شاء الله تقلبها!!). يواصل أرباب العربي حديث الذكريات ويقولبعد قرار نقلي سافرت للخرطوم لإبلاغ المركز بالقرار فقابلت التيجاني الطيب الذي رفض مغادرتي عطبرة مهما كان وطلب مني ان أستقيل واحترف العمل الحزبي ولكني لم أوافق نسبة لأنني كنت متزوجاً حديثاً فحولني لعبد الخالق الذي وافق بكل بساطة على نقلي إلى كسلا. بمجرد وصولي إلى كسلا تم سحب الجزولي سعيد؟ (الذي كان مسئولاً عنها وتوليت قيادة العمل الحزبي بعده).
وعن عدم خلق قيادات شابة تتولى قيادة العمل النقابي من بعد المؤسسين (القيادات التاريخية) الشيء الذي يعتبر قصوراً في عمل الحزب، يقول: ( لم يكن هنالك قصور، بل كان الحزب يعد الكوادر ويؤهلها ولكن، وبما ان عطبرة هي البوتقة التي تصهر وتصقل القيادات الحزبية والنقابية، تنبهت لذلك القوى الرجعية الحاكمة في عهد الحكم الوطني، فكان النقل والتشريد والفصل والقمع والسجن والملاحقة المستمرة لهم. ويواصل قائلاًلو كان للإنجليز محمدة فهي أنهم لم يكونوا يعتقلون أو يفصلون بالشبهة بل كانوا يقدمون من يجدون عنده دليلاً مادياً للمحاكمة، عكس الحكم الوطني بعد الاستقلال. وأتذكر حديث عبد الخالق-والحديث لازال للأرباب- عندما استشعر فرحتنا بعد الاستقلال معتقدين بان معاناتنا انتهت بعد رحيل الإنجليز فقال لنا لقد خرجتم من النضال البسيط إلى النضال المركب). السبب الثاني هو تسلط الأنظمة القهرية والدكتاتورية، ولخلق كادر قيادي جماهيري لا بد من توفر الجو الديمقراطي وحرية التعبير والتنظيم والحركة، أما ظروف العمل السري فمن الصعب أن تعد كادراً قيادياً جماهيرياً.

وللحديث بقية .



abu qusai غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 10:24 AM   #[2]
abu qusai
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

قطع الأرباب حديث التاريخ لبرهة ريثما يعود إليه لعقد مقارنات بين الأمس و اليوم حيث واصل حديثه الممتع قائلاً إن العلاقات الاجتماعية في محيط الزملاء ضعيفة وكان الإهمال نصيب تلك الكوادر من الرعيل الأول التي أقعدها عامل السن والضعف والمرض فانقطع عطاؤها.واستدل محدثنا على ذلك بحديث دار بينه والمرحوم محمد سعيد معروف الذي لم تنقطع صلته به حتى وفاته. يقول: قال لي محمد سعيد معروفيا أرباب ناس الجبهة أحسن من جماعتنا. ناس الجبهة لا يتخلوا عن ناسهم مهما كانوا، كلٌ حسب قدراته حتى وان كانت قدراته محصورة في الإدلاء بصوته في الانتخابات. أما جماعتنا عاوزين من فتحي يكون عطاؤه زي عطاؤه أيام كان سكرتير لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم) وفتحي المعني- والحديث لأرباب- كان سكرتيراً عندما كان معروف رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وكلاهما كانا في الحزب. يقول الأرباب موضحاُ لماذا يقول معروف (جماعتنا) رغم انه ترك الحزب إن معروفاً رغم ابتعاده ووقوعه في أحضان الأنظمة الرجعية ظل محتفظاً بفكره الماركسي وماضيه السياسي بدواخله).
تحدث أرباب بعد ذلك حديثاً مطولاً حول حال الحزب اليوم وعدم تحوله إلى حزب جماهيري حتى الآن ويتساءل: (لماذا؟ وفيم الحذر؟ ولماذا العمل السري المطلق؟ صوت الحزب ورأيه لا يصل الجماهير في أي قضية عكس أيام زمان بل إن رأي الحزب يصل مقصوراً على المطبوعات الحزبية السرية والتي تكون محصورة في العضوية وليس كل العضوية وهذا قصور.إن الحزب غني بالكوادر المؤهلة والقادرة على الكتابة، لماذا لا ينتشرون ويتوزعون في الصحف الصادرة للكتابة فيها وعكس رأي الحزب وخطه السياسي من خلال كتاباتهم؟ لماذا لا يحدث هذا؟ لا يعجبني مثلاً –والحديث لازال للأرباب- عمود محجوب عثمان في جريدة الأيام فهو ضعيف ولا يعكس رأي الحزب رغم انه عضو قيادي وقامة صحفية متميزة، إن مقالات محجوب محمد صالح –وهو ديمقراطي-أكثر تعبيراً عنا من مقالات عثمان. وتعليقاً على كتابات علي محمد بشير في جريدة الحرية قال الأربابعلي انتهازي حاقد حقداً شديداً على الحزب الشيوعي، ويجب أن لا يترك حديثه يمر دون رد، ويجب أن يتولى الرد الناس الذين عاصروه ولهم القدرة على ذلك ولابد أن يرد عليه هاشم السعيد).



abu qusai غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2005, 10:27 AM   #[3]
abu qusai
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

يبدي الأرباب رأيه في منهج تعامل الحزب وعضويته مع من ابتعد عنه لأسباب فكرية بقولهنحن لا نصبر على من يجنحون بعيداً ويأتون بأفكارٍ غريبة فبدلاً من فتح الحوار معهم وإدارة الصراع الفكري في جو من التسامح، نناصبهم العداء ونجاهر به ولا نترك لهم فرصةً للرجوع فيبتعدوا عنا ويقعون في أحضان القوى المعادية لنا مثل محمد الحسن احمد وهذا تفريطُ في الكوادر).
يقول الأرباب: ( إن العمل الجماهيري ضعيف وفاروق كدودة وحده لا يكفي ولتخفيف العبء على السكرتير العام اقترح عودة التيجاني وفاروق لقيادة العمل الجماهيري). وعن الاهتمام بالمسنين من الزملاء وإشراكهم في العمل يقولعندما بدأنا كنا نفتقر لهذا العنصر. كلنا كنا شباباً وفي أعمار متقاربة فكان ينظر إلينا كأولاد صغار-شباب متهورين لذلك كنا نحاول أن نغطي هذه الثغرة بتقديم الوحيد الذي يكبرنا أمامنا في كل عمل وهو الزميل محجوب علي وكان يلقب حينذاك بالنقابي العجوز. وهنا أتذكر كبج أيام كان مسئولاً عن عطبرة في تعامله مع الزملاء الذين ابتعثوا للخارج لفترات طويلة، وبعد عودتهم كانوا قد انقطعوا تنظيمياً فكان كبج لا يتركهم بل يكلف كل واحدٍ منهم بتقديم محاضرتين في الشهر على الأقل. فما أحوجنا لمثل هذا العمل الآن).
عن كتابات كمال الجزولي حول ضرورة التصدي لخصومنا الذين يستغلون الدين سلاحاً فكرياً ضدنا وليس قانونياً وسياسياً كما حدث أيام حل الحزب، يقولهذه المسالة صعبة جداً لأن بعضاً منا كان السبب في ذلك في كثيرٍ من الأحيان، من ذلك عدم ممارسة الشعائر و عدم الصيام والتدخين أمام الناس وفي الشارع في نهار رمضان ... كل ذلك قوَّى وأثار هذه الأسلحة ضدنا. ولكن في نفس الوقت كنا نحاول إصلاح ما خربناه كالاحتفال بليلة الهجرة وكما أجمل قاسم أمين يوماً: (كنا نشرِّط ونرقِّع).



abu qusai غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:51 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.