وقد تم تجييش نحو10 آلاف جزائري ـ ليسوا من مشجعي كرة القدم ـ جاءوا إلي السودان بهدف واحد هو الانتقام من المصريين, وعلي الرغم من حيطة الأمن السوداني بتجريد الوافدين إليه من الأسلحة البيضاء التي كانت في حوزتهم بعد ان نما إلي علم الأمن السوداني من وسائل إعلام عدة أن سلاح الجماهير الجزائرية في هذه' الحرب' سيكون الخناجر والسيوف, إلا ان السوق السودانية فور وصولهم إلي الخرطوم قد اختفي منها كل أنواع' السكاكين' بعد أن نزلوا إليه لشراء كل ما يعوزونه في هذه المهمة لدرجة ارتفاع أثمانها في اليومين الأخيرين إلي خمسة أضعاف بعد أن ندرت في السوق, حيث ارتفع سعر السكين متوسط الحجم من خمسة جنيهات سودانية إلي25 جنيها, قبل أن تحتفي تماما.
والمشاهد عن قرب لنوعية المشجعين الجزائريين الذين قدموا إلي الخرطوم ليتأكد أنهم بالفعل كما أشارت بعض وسائل إعلامهم أنهم من نوعية' خاصة', وهنا لا يمكن أن نتجاهل ما بثته الـ' بي بي سي' من أن الطائرات الحربية حاملة الجنود هي التي نقلت المشجعين' المفترضين' إلي الخرطوم!.
هذه' المليشيات بدأت أعمالها ليلة المباراة, وكانت علي درجة عالية من الوعي خلال المباراة, وانتشرت بعد المباراة في شوارع الخرطوم المؤدية إلي المطار وتحديدا تلك التي سلكها الجمهور المصري بأتوبيساتهم للعودة إلي بلادهم, علي الرغم من الاتفاق الأمني المسبق بألا يخرج جمهور الفريق الفائز من ملعب المباراة إلا بعد أن يتمكن جمهور الفريق الخاسر من مغادرة المطار أو علي الأقل الوصول آمنا إليه رغم تباعد صالتي السفر اللتين تم إعدادهما تفاديا لحدوث اي احتكاك بين الجمهورين.
عملية الهجوم علي كل من هو مصري علي مدي ليلتين, لم تكن كل ما في الأمر, ولكنها بدأت منذ انتهاء مباراة القاهرة, حيث نزلت مجموعات جزائرية في الشارع السوداني في اليوم التالي لمباراة السبت الماضي ـ حسب مصادر سودانية مهمة ـ واستهدفت الأحياء التي يسكنها من لا يجدون عملا, وقدموا لهم العلم الجزائري, وحاولوا إقناعهم بأن الجماهير المصرية شجعت وآزرت منتخب تشاد في لقائه مع المنتخب السوداني في التصفيات الأولي بعد ان تم نقل اللقاء إلي القاهرة نظرا لتوتر العلاقات بين البلدين في ذلك الوقت, وهو اللقاء الذي انتهي بخسارة السودان.
.
|