الديك المطاط :وقصته قيل انه هنالك رجل سوداني انتهازي ( مستنكح) يسمى حسن كان له ديك عجوز هرم .. وفي يوم من الايام قرر ان يدعوا ضيوف مهمين له مصلحة معهم على العشاء في بيته... ولانه مستهبل يريد ان تكون لهذه الدعوة قيمة معنوية عالية مع تكلفة قليلة لذلك اقترح لزوجته ان يذبحوا الديك العجوز وتقديمه محمرا على طبق من المعكرونة ( من غير بشمله) حتى يكون منظر صينية العشاء التي سيتوسطها الديك بمنظره الشهي المحمر مغريا مع وجود الاطباق التقليدية مثل الفول والجبن والساردين والطحنية والسلطة ستصبح السفرة عامرة .. احتجت الزوجة بكل الحجج منها ان الديك عجوز ولحمه قوي ولا يصلح للاستخدام الادمي بل اصلا لايستطيع آدمي ان يستخدمه على الاقل في الاكل.. وكذلك احتجت بان الديك يؤنس وحدتها وخاصة بعد ما ترمل وتوفت آخر زوجاته .. اصبح يؤنسها بعد ذهاب الاولاد الى المدرسة .. كل هذه الحجج والرجاءات لم تعفي رقبة الديك من المقصلة .. ساعات وكان ريشه يعمر سلة المهملات وجسمه الهرم يغلي في المرجل لتستخرج منه شوربة قدر الامكان قبل ان يتحول الى طاجن الزيت لتحميره ..
وحسن من باب التباهي له جار صديق ( صاحب مزاج ) قرر ان يدعوه من ضمن المدعويين .. واكتمل ركب الضيوف في الصالون ومن ضمنهم الجار .. واحضرت المائدة وهي تعج بمالذ وطاب .. وقد كان من ضمن الحضور السيد الديك يتوسط طبقه المائده كصينية المرور كما يتربع هو مكرفسا في الوسط بعد ان اكتسب لونا ذهبيا مغريا اخفى معالم شيخوخته كما تفعل ادوات التجميل في النساء المتصابيات ...
سم الضيوف الله وشرعوا اكلا في كل الاطباق .. والعجيب باءت كل محاولات الضيوف بالفشل في النيل من الديك .. وكل مامد احدهم يده نحوه تمطى معه اللحم كابعد ما يكون ثم عاد الى مكانه سالما آمنا فيتركه الضيف محاولا في الاطباق الاخرى .. صاحب البيت لم يقدم اي مساعدات او مقترحات تساعد ضيوفه في النيل من ديكه كانه يريد ان يحتفظ به سالما .. الجار يراقب ويهز في راسه .. الى ان تعشى الجميع وعادت المائدة الى الداخل بديكها سالما ..وتفرق الضيوف وعاد الجار الى بيته .
وقبل ما يتكى راسه في السرير تقف سياره تاكسي امام البيت اذا تفاجئهم اخته المغتربه بزوجها وابنائها دون اي مقدمات واتصال مسبق .. لتدخل عنده زوجته فزعة مهرولة متحججه بان البيت فاضي لاتوجد فيه اي عناصر لعشاء مستعجل وان البقالة قفلت ولا يوجد سوى الفول ولا يمكن تقدمه لوحده .. قام صاحبنا وقال بسيطة ومحلولة مناديا ولده ... ( تعال ياخالد رح عند عمك حسن جارنا وقل له اعطنا الديك تبعكم نعشي به الضيوف ونرجعه لكم )
</B></I>
|
