الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-03-2014, 03:51 PM   #[1]
أيمي عبد المنعم نجم الدين
:: كــاتب جديـــد ::
الصورة الرمزية أيمي عبد المنعم نجم الدين
 
افتراضي تداعي ...... أوراق ملعونه







1


الاحد 13/12/1995

في ذلك المبني الملاصق للكنيسة المرقصية والمطل علي شارع الجامعة جنوبا وتحده مصلحه الأراضي شرقا كانت مدرستنا الثانوية
بوابتها الرئيسية تأخذك لفناء ضيق أتصف علي الدوام بالهدوء وقله المتواجدين والسبب كان نوافذ مكتب -الباطش –
المطلة عليه مباشره .
أما الفناء الثاني والذي يدار به طابور الصباح فقد حوي مسرح المدرسة وملعبان لكره القدم والسلة وصاله تدار بها مباريات
كره الطاولة وبنهايته الملاصقة لمباني الكنيسة وتحديدا بزاويته الشرقية كانت كثافة أغصان اللبخ والحر ازه العتيقة تضفي علي تلك
الزاوية الكثير من الخصوصية والأمان فاكتسب الحيز هوي البعض ..وسمي فيما بينهم بــ-ساحه باخوس- ...

ما كان يتناقل بين التلامذة عما يدور بتلك الزاوية في الخفاء صار معروفا حتي خارج أسوار المدرسة

الأمر الذي عجل بتدخل أداره المدرسة.. فتمت أزاله الأشجار وتعريه المكان فاتجه الباخوسيين بنشاطاتهم
صوب الممر الكائن غربي الفناء
كان واسعا نوعا ما والمفضل للغالبية قبل أن يغزوه الباخوسيين ويجلوهم عنه فما عادوا يدخلونه
إلا لابتياع إفطارهم من مقصف المدرسة الذي توسط الممر حيث أدروب المكفهر دوما ... وحيث استوطن الذباب..
حال المقصف لم يكن يفرق كثيرا عن حال أوانيه و أطباقه المقدمة ولم يكن الأمر يثير الغرابه فمن يشرف علي المقصف
لم يحفل أو يتكلف يوما اغتسالا أو حتي تفريشا لأسنانه .
غرابه أطواره أثارت من حوله كثير من التساؤلات والحكايا وجعلته موضوعا للتندر في تلك الأيام .
لست ادري لما ربطت اغلب الحكايا بينه وبين قتله لبعض القطط في شرق السودان
ولا كيف راحت مخيلات الصبيه تنسج سيناريوهات تصور تحولات الادروب كل مساء
وكيف أن ظهره يتقوس ليلا بينما تحاكي حنجرته مواء ضحاياه.
لكن التناول المستمر لتلك الحكايا جعل لها شبه مصداقية بعقول الجميع وحدت بأحد الأشقياء ذات صباح
فسجي علي فراش الادروب النائم جيفه قط ممزقه الأوصال فهب المسكين عن فراشه كاتما أنفاسه منتفخ الأوداج
ما أن أبصر تلك التي في أحضانه حتي انتفض وتعثر .. وأثار من حوله هيستريا المتابعين وصرخات الاستهزاء .
وكالعادة ظل المتنمرين لأيام متتالية يتظارفون عليه في الغدوة والروحة و يطلقون مواءهم في وجهه كالقططه
يقال والعهدة علي الراوي انه لما أسقط في يد _أدروب _ وعدم الحيلة في رد مجونهم وشفاء غليل صدره ..
راح يتبول علي نقيع الفول بداخل قدره اناء كل ليله ...
وفي روايه بذات السند كان الاختلاف فقط حول ماهيه الماء المنسكب ...
منذ أن سمعت الخبر قمت بألغاء وجبه الإفطار رغم اني لم اك من رواد مقصفه ولم يهمني التأكد من صحة الرواية
أو جرح وتعديل راويها ..
بينما اتجه غالبيه التلامذة لتسور سور مصلحه الأراضي الملاصق حيث مقصف المصلحه...وظل البعض يتناولون إفطارهم
عنده كالعادة ... لم يكترثوا بما سمعوه...أو ربما اختلفت أبجديات الاشمئزاز داخل نفوسهم.
وخيل إلي أني لمحت أكثر من مره بسمه خبيثة ترتسم لثوان علي وجه الأدروب
كلما مد مغرافه القذر صوب القدر والإحساس بالراحة يغمر محياه علي غير المعتاد.
وبعيدا عن أدروب وما كان يتناقل من حوله فقد صار ذلك الممر بعد أن امتلأ بمثيري الشغب
المكان الأسوأ والأثقل علي قلبي داخل المدرسة بأسرها ... لست ادري أهو الأبغض إلي قلبي
أم مثانتي التي كانت تجبرني علي شق طريقي خلاله من بدايته حتي منتهاه حيث كانت دورات المياه
وسط هؤلاء الملاعين بصخب قهقهاتهم وسماجة مزاحهم البغيض ...
ولوجي الممر نهار هذا الأحد اختلف قليلا عن سابقيه فقد اندفع احد زملائنا علي غير العادة شاجبا أفعال المتنمرين
بعد أن أثاره مجون الفتيه ورداءه أفعالهم واهتزاز عرش الرحمن من هولها ...
فسكت الجميع لثوان معدودة قبل أن تعاود الحناجر وصلاتها الهيستيريه علي تعقيب ماجن لأحدهم يهدئ من روعه
ويطمئنه أن الملائكة سرعان ما يهرعوا لتثبيت أركان المهتز .. فأسرعت متخطيا البعض قبل أن يتنبه إلي الآخرون
وفي ثوان كنت قد ولجت مدخل الدورات وبداخل إحداها كنت احكم إغلاق بابها علي وانأ منشغل البال في كيفيه الخروج ....

بداخلي كنت اشد حنقا علي من فتح أبواب المدرسة بعد -السودنه- لاستقبال كل من هب ودب ممن رفضت بقيه مدارس
الوزارة استقبالهم وكأن سياسة الوزارة هدفت إلي إثبات فشل المنظومة السابقة من خلال المستوي المزري
الذي ألت إليه مدرستنا ..
معظم زملاءنا القدامى سحبوا أوراقهم من المدرسة وغادروها غير أسفين .
فلم يتبق لي في المدرسه بأسرها سوي صديق واحد بعلاقة متوترة دفعت دفعا إلي تحاشيه اغلب الأوقات
بعد أن راودني شعور بضيقه من تعليقات التتار الذين لم يستسيغوا البته شكلي ولا تصرفاتي
ووصموني بــ - الشبهة - فارتئت الجنوح نحو الخيار الأوحد وصار انزوائي طابعا عرف عني بينهم
وغاب عني حينذاك أن الخوف والركون إلي الهامش درءا لشر الأخر لن يحمله علي الترفق بل في الغالب هذا التصرف الأتقائي
يدفعه دوما كي يزداد تنمرا واستئسادا.....
رغم قرع الجرس وانفضاض الاكثريه عن الممر فقد تمهلت بين حسبله وحوقلة ثم باقصي سرعتي عدوت نحو فصلي
بالطابق الثاني ... ثم توقفت
كان عصام يسد فراغ مدخل الفصل بجسده وعيناه ترمقاني من بعيد... فأثرت تغيير وجهتي لبعض الوقت ..
2


التقيته لأول مره داخل الصالة الرياضية أثناء تصفيات كره الطاولة بين المدارس الثانوية ...
يومها وعلي غير العادة كنت منتبها للمنافسة وقد راح عني تحفظي المعتاد حتي انتزعني مما أنا فيه شعورا مبهم
بعينين تخترقاني .. ثم بلمح البصر التقت عينانا.. وغزاني الشعور بالعجز.

في عوالمهم يعد التحديق في عيني الأخر مفرده لا تحمل من المترادف سوي معنيان .....
أما طلب لاعتلاء ..... أو استعلاء ..
ومابين المعنيان أما رضوخ وهوان أو مايفرضه العرف من انتطاح الوعلان ...............

سرعان ما كنت أغض طرفي عنه مسايرا لإفهام القطيع ومدعيا انشغالا بمنافسه راح اهتمامي بها أدراج الرياح .
من يومها صار الشعور بالمراقبة من قبله يحاصرني ... ما أن تطأ قدماي ارض المدرسة إلي أن أغادرها ..
دون أن تواتيني الجسارة يوما فاتبع مصدر تلك النظرات الرامقة من بعيد وأتبين ملامح ذاك المحدق .
كان الجبن والتقوقع أسلوبي الغريزي في الدفاع والخوف جعلني احتمي خلف جدر من العزلة مؤثرا السلامة
حتي وان جنح بعضهم في ربط تصرفاتي بالجبن
أو فسرني آخرون بـــــــ... تربايه بنات
فالتفسير أو الربط ...كلاهما أفضل مائه مره من أن أوصم .... بالشذوذ فتستباح حرماتي
ومابين عشنا وشفنا …. والبـــاطل جن.... وبت ده ولا ولد ... لا خنثي مشكل
منيت محاولاتي اليائسة بالفشل في تجسيد نوعا جندريا لا املك من مقوماته سوي جسدا
لم ادري كيف ضلت روحي طريقها إليه .

كنت في الخامسة من عمري حينما طلبت من أمي دمية كالتي تتباهي بها احدي بنات عماتي
وكأنها لم تعرني سمعها جيدا .. رغم أنها أومأت إلي بما يفهم منه الموافقة
فعند عودتها مساءا مدت إلي حقيبة بلاستيكيه سرعان ما كنت بلهفه اقلب ما بداخلها مبعثرا محتوياتها أرضا
قطارا... رجلا أليا.... خناجر ومسدسات....... أين دميتي يا أماه
جاءني صوتها حازما .... تلك هي ألعاب الصبيان
رددت بعفويه مالي أنا والعاب الصبيان .. !!!

وانشقت الأرض عن أبي

لم يرأف بسني الغض ولا ببراءة لم تدجن بعد فتفقه البون الشاسع ما بين .. الضكر و الانتايه ..
ولا تدرك بحدسها الهوة السحيق غورها مابين المفردتين.
_ يا نجس يا باطل ... الليله بت لعاب ... وبكره تكوس ( ......) يركبك
تلك جملته وتلك مفرداته التي اخترقت سمعي كالرصاص
من ساعتها عقد عقلي بينها وبين ماوقر في يقيني وأمنت به جنسا وحملت منذ ليلتها إحساسا بالذنب والضعة علمني
كيفيه وأد الذات في طقوس جنائزيه أقيمها في اليوم ألف مره لأعاود النبش عنها عميقا كل مساء .
صرت شغل الشيخ الشاغل ... وتحملت لسنين تجاربه في تقويم مايراه من اعوجاجي
وضع نصب عيناي قوائم من المحظورات يعمل فيها كل فتره إحلالا وتبديل .
وأمام التزامي من عدمه.... كان أشبه مايكون في بلادي بشرطي المرور
إن أوقفك ولم تكن مخالفا فلن يعدم أن يخلق لك من العدم ألف مخالفه .
تشبيهي مع الفارق يبدو رحيما للغاية فإن شرطينا الهمام قد يخلي سبيلك مقابل بضع جنيهات ....
بينما -أبوي الشيخ - لا يقبل بأقل من إهدار كرامتي وآدميتي بكل إيقاف...!!
ما أن يراني حتي أتجمد بمكاني ... أحاول الأندساس تحت طيات جلدي عبثا
أراجع في عجله قائمه ممنوعاته وموقفي منها
ثم أدركت أن وجودي بحد ذاته كان اكبر أخطائي التي اقترفها علي الدوام وبسببه كان لسانه يفيض
علي سواحلي دوما بالقمئ من السباب والجارح من الألفاظ .
لا ينقذني من بين براثنه سوي مسارعة أمي لتهدئته وتذكيره بان ابنه ما زال طفلا ..
لا ينبغي أن يصك اذنيه بتلك المفردات !!!
بينما أقف بين يداه كالكلب مرتعدا أتلقي حصتي كاملة وبزياده مقدره تحددها طاقه ذراعاه
بالكاد استطيع تمالك نفسي ومنعها من البكاء
خشيه أن تستفزه أكثر كونها من ممنوعات عالم الرجال ...
تحاججه أمي كل مره وتحكمه إلي يسبغه علي نفسه لاعتبار ابنه مجرد ابتلاء من رب العباد
فانتشل نفسي بعيدا وصوته يلاحقني باستماتة... لم أنا ومن دون الناس من يبتلي بفسل يحط من شأني ويذيقني مرالهوان....
لم أحبه يوماً كما لم أتمني موته ...
كنت حينما اخلو بنفسي انسج من احلام اليقظه مشنقه يتدلي منها عنق الشيخ دون ان يلفظ انفاسه ...

تاره اتمني ان يمد الله في عمره حتي يشتد ساعدي ويقوي عودي ....

وتاره يتجسد امامي وقد بلغ من العمر عتيا وفارقه خلانه واصحابه ولم يتبق له سواي
فقط لاقول له لكل امرئ يوما حصاد غرسه فانظر ماذا غرست يداك !!
رغم مشاعري تجاهه ظلت هنالك حوجه بداخلي لشيء من اهتمامه أو إدراكه ....
أو مساواة بإخوتي فلا يقارن بيننا ويطفف بالميزان ...

أملي بالمساواة لا يعني أنهم لم يعانوا أيضا من تعنته ...
لكني لم أشفق يوما علي احدهم حينما تناله اهانات الشيخ
فقد عانيت منهما الأمرين واجتمع علي سوء معاملتهم وسوء أباهم.
لا اذكر متي تبادلت حديثا مع احدهما دون أن يتطرق إلي مشكلتي أو يبدأ في إسماعي وصلات المعايرة والتندر ...
كما يفعل بقيه الصبية في الحي ....
بتململ الاثنان من وجودي برفقتهم بالدار ويتأففون من إجبار الشيخ لهم علي اصطحابي خارجا ..
فلم أجد مكانا يقبل تواجدي دون أهانه سوي خلوه لتحفيظ القرآن ..
ودفعني شيخ الخلوة بطيب مسلكه إلي اجاده حفظ ما يقرأه علينا فرشحني عند إمامهم للانخراط بدوراتهم التعليمية.
أما أمي فوجودها في الساحة كان يبدو ضبابيا في غاية الإبهام
مره تحدوها عاطفتها فتشملني بحنوها وأخري يدفعها الخوف -ربما - فتشارك الشيخ فرماناته المتناقضة
فتكره ما يكره من تباطأ خطاي ... وتمنع مايمنع من تسارع يصاحبه ارتجاج
تستحب فعله حين يقحمني بين صبيان الحي قسرا .. وتستجيب لاجتهاده حين عزلي عنهم
لا تخالفه عندما يجلسني بين الشيوخ مستمعا لما كان وكيف كان سوف يكون
وتثني علي قراره في جعلي بين حيرانه منشدا بين تأوهات المجذوبين واستحسان الحيارى المكلومين ..
ثم توافقه حين زجره إياي علي خلوتي بأحدهم وتراها كبيره تستوجب أراحه وسواسه بتفقد عوراتي
حتي محاولاتها المترددة في عرضي علي طبيب باءت بالفشل ... لأنها سريعا ما كانت ترضخ لرفض الشيخ
الذي لم يتقبل طرح الفكرة للنقاش إيمانا بان صلبه لم يك لينتج نطفه معلولة وان ابنه لا تنقصه سوى الشدة
ليستقيم عوده كالرجال فافترضت أنها لم تكن جادة في الأمر ...أو لعلها أرادت من يدعم محاولاتها بعد اختفاء
جدي المفاجئ عن ساحتي لست ادري لم توقف بغتة عن زيارتنا ...

هو فقط من كان يفهمني ويتقبلني كما انا .. ووحده من امتلك بسحره تحقيق رغباتي في الانتقال لحقب تمنيت لو عشتها .
اخبرني يوما انه عاني الوحدة لسنين طويلة إلي أن جادت عليه السماء
وعادت جيناته فتجسدت بعد طول غياب في نسخه طبق الأصل عنه تشاركه ذات الاهتمامات وتصغي إليه بانتباه
فأحببت رغم صغري ما كان يهواه وأبغضت ما كان يكره ...
إلا مقته المبهم لام درمان فقد اختلفت معه حوله فانا انظر إليها بعين الارتياب ويضيق صدري كلما عبرت النهر إليها مضطرة
أخر مره رأيته فيها حينما رافقته لاحتفال ببداية سنه ميلادية
مازلت أتذكر تلك الليلة بأدق تفاصيلها وتتناهي إلي سمعي ذات النغمات الحالمة التي كانت تصدح بقاعه الاحتفال .
حينما أشرقت شمس ذاك الصباح المندثر صارحته إني همت بالمكان وعشقت شكل الاحتفال
ولن أستطيع الانتظار حتي نهاية العام ...
ثم تساءلت بنبره طفوليه حالمة كيف كان حالنا سيكون لو لم يعلن الاستقلال من داخل البرلمان
فضحك حتي فرت الدموع عن عيناه ثم وعدني ألا يخلف اصطحابي نهاية كل عام شرط أن أحذو حذوه وأصطحبه انا حين تعجزه الأيام
ثم مرت أعوام دون يمضي وعده ....
سألت عن اختفاءه مرارا دون جدوى ... ثم توقفت مرغمه بسبب ما كنت أناله علي مجرد السؤال
وظل طيفه يبث شيئا من الأمان بداخلي كلما هاجت هواجسي تجاه الحاضر وآلات ومرارة السؤال عن الذات
ويستحث رغبه في الالتجاء إليه ما أن تسنح فرصه للفرار كلما ارتعب عقلي فحثني علي تقمص جنسا لا مكان له في وعي ولا إدراك..

ثم بدا للشيخ يوما أن من الأسلم منعني الخروج إلا لضرورة ...فلم تبد والدتي كالعادة رأيا مخالفا وقال هو لمن حوله مبررا
ود شيوخ ... مافاضي لقلة الشغله والصعلكه

من تلك اللحظه فقط وبين جدران محبسي بدأت أجد شيئا من السلام بعيدا عن العوالم السفلية لمدن البالغين

حيث المستور والمطعم بخيالات الصبية والرغبة الشائهه المتعجلة لنضوج .....
وكاذب من قال ببراءة أطفالنا واستقامة فطرتهم أو لم يمر في صغره بالقرب من طرقات مدينتنا.
ماكنت أغادر مكمني إلا للمسجد المجاور ... التجأ ببلواي إلي الله وأتابع دروسي الفقهية وظن صاحب النطفه ذهابي
نكاية فيه وتقربا ممن يسنون عليه ألسنتهم الحداد علي منبر كل جمعه لكن الغريب انه لم يمارس سطوته في منعي
رغم تبرم حيرانه ومريدوه ..
ربما آمل الشيخ أن تفلح شده السلفيين فيما فشل هو فيه ...

كنت أوزع أوقات فراغي مابين مكتبه الشيخ والرسم وفي أحيان أخري ملاحقه عزه التي تصغرني بأربع سنوات

تصر جدتي علي مناداتها بهبه فلم يكن احد يتوقع ان تحبل بها امي في ذاك السن .. وكانت بالفعل هبه السماء
لاسرتنا فتلك الشقيه كانت صله الوصل بيننا ومن بث في دارنا الحياه
مفعمه بالحيويه .. متمرده ... ملوله لا تصبر علي التواجد في مكان واحد لهنيهه
تاره هي اعلي سطح الدار تنصب افخاخا للقماري وتاره تطاردها بنبلها من شجره الي اخري ...
فان ملت غادرت للخارج تنافس الصبيه وتسابقهم وفي غالب الاحيان تعاركهم حينما يرفضون اللعب معها لأختلاف الجنس.
كانت علي النقيض مني تماما ....
كذلك كانت والدتي والشيخ علي النقيض تماما في التعامل مع الامر .
امي تري افعالها فتضحك ماشاءت ثم تناديها ممازحه - عزه الولد –
والشيخ في حالتها يستطيع التفرقه تماما بين افعال الطفوله الحره وتصرفات البالغين ..
حتي حينما تصر علي ارتداء ملابسي القديمه وترفض ارتداء ملابسها
وتصرح علانيه بانتمائها لعالم الذكور .


رغم ان عزه شغلت مع الايام حيزا في عالمي الا ان القراءه والرسم كانا يأخذان بيداي نحو عوالم افتراضيه
بعيده تماما عن بؤس واقعي الذي احياه .. وخففتا كثير مما القاه بالمدرسه
بسبب هوايه القراءه كنت دوما في نظر معلمينا من القله المميزه
اما الرسم فكان اغلبيه الطلاب يتملقوني بسببه الامر الذي حال بيني وبين وقاحتهم في المدرسه
منهم من كان يحمل إلي صوره فتوغرافيه لحبيبه يرغب في مفاجأتها ببراعته
وآخرون يبغون رسما عاريا لإحداهن ويتمادي بعضهم راغبين في نسخ مجموعه صور بأكملها من مجلات
يستأجرونها لساعة أو ساعتين
وما بين هؤلاء و أولئك كان ... حلوات المدرسة... يطلبون نقشا رقيقا علي كتف ...أو منمنمات علي سيقان

الغريب إن الجميع لم يشتكي يوما من عدم التطابق بين ملامح فتياتهم الفوتوغرافية وبين ما تنقشه أناملي...
جل ما كان يهمهم مدي وضوح دقه الانحسار وظهور النتوءات والألتواءات بأجسادهن ...
لم يفطن احدهم يوما لمدي التشابه بين ملامحهن وقسماتهن التي لا تتغير البتة
حتي معلم الفنون حينما سألني يوما لما لم يري لي بين أرجاء المدرسة رسما يجسد ماعداهن .....
لم ينتبه لذلك التشابه ..رغم أن المسافة الفاصلة بين وجهينا لم تتجاوز عده سنتيمترات.. !!

3


وقف معلمنا لهنيهات يتحسس كرشه الممدودة متجشئا ثم واصل ما انقطع من تفسير بعض الآي من سوره النور
ثم وكأنه تذكر شيئا فأغلق دفتي مصحفه ليعنفنا علي تعاملنا السيئ مع أدروب وسماجة مزاحنا وقله التهذيب.
بدأ الأمر توبيخا ثم اخذ ورد قبل أن تتجه دفه الحديث نحو شرق السودان
وتحديدا صوب .. سواكن .. وساكنيها من القطط و الجان والتقط بعض الظرفاء طرف الخيط فأدعو الإنصات والاهتمام...
فأراح مقعدته ووضع ساقا علي الاخري وراح يؤكد صدق مايقال ويسرد مضيفا هو الأخر نتفا مما استقر بوجدانه مدللا عليه
بحكايا الجدات ...ودلائل الآيات
البعض أثارهم السرد واستحوذ علي اهتمامهم أما البقية فكعادتهم افتعلوا الجدية وقد لاحت علي محياهم علامات الارتياح
فالمعلم قد نسي في غمره سرده ما توعد به سابقا كل من لم يحفظ بدايات السورة المقررة .

مابين الفريقين كانت شفرتي كالعادة تنحت علي خشب الطاولة حلمي المستحيل

ويسرح خيالي بعيدا عما يخوضون حتي التقطت أذناي صوتا يتساءل مغردا خارج السرب بثقة
عن مدي تسيير أو تخيير البشر ... فساد السكون واتجهت الأعين صوب السائل وقد صارت نبرته أعلي ومقاله اوضح ..
فاعاد طرح فكرته مستشهدا بآيات وأثار يعتقد بتناقضها في ترجيح احد الخيارين والكل في إنصات.
أنا الأخر شدني بتتابع أفكاره وحسن منطقه وبراعته في التعبير فرفعت اليه عيناي ..
ثم انقبض قلبي بغته ...
فالواقف بمنتصف الفصل متحدثا وقد بدا لعيني حينها ساحرا بمعني الكلمة ... لم يكن سوي صاحب العينان
ثم اجتاحني شعور جارف سرعان ما استولي علي حواسي وبث في عقلي بلاده
كان الامر اشبه بالاختناق او الغرق اوكأني دهست بحافله
لو اني جمعت الف خيال الي خيالي فشطحوا في تجسيم فتي احلامي وتوصيفه ...
لعجزت حتي احلامي علي تجسيده بتلك الدقه ..

غبت عما يدور فلم انتبه الا وكف المعلم تتوالي خبطاتها علي طاولته تلفت انتباه الطلاب لتواصل حنجرته ما انقطع من شرح
بينما الغريب وبخطوات سريعه يتجاوز الصفوف الاماميه وعيناه مصوبتان تماما علي عيناي ..
جر مقعدا الي جواري والقي ببساطه شيئا كالسلام ... فهمهمت برد في اقتضاب
في داخلي رحت اعد الدقائق المتبقيه بجنون واحاول التشبث بانتباه كذوب لدرس لم يلقف الوعي منه حرفا
حتي انطلق جرس النجده يعلن الانتهاء .. فقمت عن مجلسي وهممت بالفرار
من لهوجتي لم انتظر اكمال شرح او مغادره المعلم للفصل
لكن يده امتدت في شيئا من القوه تستبقيني ...وعجزت عيناي عن النظر اليه فاطرقت رأسي ودقات قلبي
تخترق اذناي كالطبول .. عرفني بنفسه ثم سألني ان كنت امانع مجاورته ثم سكت
وكأنه كان ينتظر تعريفا او اجابه مفهومه
هذا ما فهمته تماما
لكن ماذا افعل بكياني الذي اربكته نبره صوته
او بلساني وقد شل عن اي رد سوي بضع همهمات مطلسمه حار عقلي بينها ...
بعد عنت استطعت اخيرا نطق اسمي ..... أيليا
ثم انتفضت عنه مهرولا للخارج


رغم اسبابي التي سقتها لنفسي مبررا فعلتي الحمقاء وكيف جعلت مني اضحوكه فلم تخفف عني سوء ما احسست به
ووصلت الي قرار حتم علي الاعتذار ... لكني لم اجد ما اسوقه اليه مسوغا ومبررا مافعلت
ثم تلاعب بي الخيال فاعاد مشهد ما كان بيننا وصورني بين يداه مغمض العينان كالابله بينما هو يحدجني في سخريه
وكله يقين من سحره قد اطار صواب المخنث
فزادني تخيل ماحاك في صدره كرها لنفسي وضعفها فبت ليلتي ونظرات المتفاخر تلاحقتي فتقض مضجعي.

عند دخولي للفصل في اليوم التالي فوجئت به يجلس علي ذات الكرسي الذي جره لجواري بالامس ...
علي عكس ما تخيلت تماما ... كذلك لم تكن علي عينيه تلك النظرات التي لاحقتني طوال الليل ....

قبل ان اتخذ مجلسي بقربه اعتذرت بصوت خافت وبكلمه واحده فقط بينما لم يزد هو عن ابتسامه وقوله لا عليك .....

4


تعاقبت علينا الأيام دون ان يمل من تحفظي او حدودي التي اصطنعها في تعاملي معه ويوما تلو اخر

راح وجوده يجذب البعض حتي اكتظ المكان بهم وكأنهم كانوا بانتظار من يكسر العاده وينتزع حقي الحصري
في الصف الذي تحاشاها الجميع خوفا من المرور الدوري للباطش ووجدت فيه علي مدار اعوام خلت فسحه لي
بعيدا عن هرج المراهقين وأضطراباتهم الهرمونيه ...
لا انكر ان الضيق انتابني لاجتياحهم المكان لكني امتلكت القدرة النفسيه علي التأقلم والحد من تغولهم بجدري
التي اصطنعتها من حولي .....
أما هو فكان مجرد تواجده بقربي اكبر مشكله واجهتها آنذاك
وكأنه احس بما يسببه من توتر فراح يبادلني ذات التجاهل المعلن رغم ملاحقته لي من علي البعد بعيناه ..
لم اكن اغيب عن ناظريه للحظات حتي اجده بجواري .. حتي مواعيد مثانتي المتقلبه اكاد اوقن انه صار اعلم بها مني
ما ان الج الممر البغيض حتي اجده في اثري.. و حينها كانت تنخرس عني ألسن الباخوسيين ومفرداتهم البذيئه
فعرفت بقربه شيئا من الامان في المدرسه وراح حضوره الطاغي يعيد بعث الموؤده بداخلي تتأمل وتتمني
فيجنح بها الخيال وتشيد قصورا من رمال دون خوف إن تصادمت مع كافه التابوهات والأعراف
وحينما انتبهت ووعيت ... رحت بكل الرعب الذي اعتمل بداخلي أكابر واعاند مستعينا بالموروث من جيناتي
فاستعرت وجه الشيخ وتحجره واللامبالاه المرتسمه علي قسمات والدتي
إلا أن اجتياحه لاسواري كان قد تم .... لست ادري متي أو كيف انساب الي عالمي
لكني اوقن بانه اختلف عن البقيه .. كان أشبه بملاك هبط خصيصا لنجدتي ....
تعامل معي ببساطه لم اعتدها ولم يبدر منه ما اكره ..

لم يطلب مني ماتوقعته وخشيته ولاجله تجاهلت وجوده

اجزم بأنه كان يوقن بوجود خطب بي ... والا لما احاطني بعنايته
لكنه لم يتطفل ولم يستغل ولم يقحم نفسه في تفسيرات وتعليلات كما الآخرين
تمنيت لو أن بي جراءه فأصارحه مفضيا إليه بسر لعنتي و سر الفتاه حبيسه الجسد
لكن الخوف من أن يتحول عني كما فعل اقرب الأقربين حال دون هذا ... فتركت الحياة تمضي بنا كيفما اتفق .
واخيرا عرف الابتسام طريقه إلي شفتاي... بل صارت ضحكاتي تنطلق بعفويه مجلجلة إن القي علي مسامعي احدي مزحاته
دون أن اشعر بأي حياء ..جميع من حولي في حيره من أمري ..حتي آنا سائلت نفسي كثيرا كيف انتقلت من نقيض إلي اخر
فلم اجد سببا سوي كسره للحواجز بيننا وماغمرني به من امان.

سرعان ما ادمنا قربنا ورحنا ننتهز اي فرصه تطيل زمن تواجدنا وتأخر عنا الافتراق .
ظل يلح علي مرارا كي انضم معه بعد الدوام لتلقي بعض الدروس المسائيه بمركز للشباب بحي المقرن ..
كان يصر وكنت اتمنع دون تصريح بحقيقه خوفي الاصطدام بمجتمع اخر لاقبل لي علي مواجهته واحتمال سخافاته
لكني تحت اصراره المستمر رضخت مرغما ....

وهناك وجدت ان مخاوفي كانت مبالغ فيها فمعظم الدارسين كانوا زملائنا من أبناء اشلاق السجون المجاور ..

وبضع طالبات من المدرسه القبطيه .. كن فقط الغريبات علي عالمي
وراحت هواجسي تأخذ بداخلي مسارات مختلفه بسبب كوثر
من اول لقاء بيننا لم تستطع اخفاء اهتمامها برفيقي واخفقت في ضبط عينيها الناهشه لجسده امامي ..
ثم اكتشفت مع الايام انها لا تعتقد بالتلميح ولا ترضي عن التصريح بديلا .
كنا نقضي بذلك المركز وقتا أكثر من المعتاد وكنت دائما ما ارجع دارنا المقيت والمؤذن يرفع النداء لصلاه المغرب
ربما كانت لدي أسبابي ...أما زملائي فلست ادري


5



أثارت علاقتنا فضول الكثيرين وانتقلت لبؤره اهتماماتهم فاعملوا فيها مباضعهم تشريحا و تحليلا في منتهي السفاله
وسرعان ما كانت استنتاجاتهم تغزل وتنسج في حكايا دعمت باغلظ الايمان والكثير من شهود العيان
وكما انتهت تفسيراتهم لغرابه اطوار ادروب الي يقين بداخلهم يربط طباعه بانتقام القططه
انتهت استنتاجاتهم حول ماربطني بعصام الي يقين يقسم عليه البعض دون ان تخالجه ذره شك
ودليلهم ممثل في استداره جسدي وطريقه مشيتي .....
جائني نتفا من تلك الحكايا واخترق سمعي ما اطلق علينا فيما بينهم علي سبيل السخريه ..... قيس ... و ... ليلي .

وعلي عكسي تماما كان رفيقي متبلد الاحساس
لم يحفل بكل المثار من حولنا وعده من ترهات الطبائع البشريه وسلوكها في التنفيس عن أخفاق بنهش الاخر والانتقاص منه
وحينما لم استطع التماسك يوما وانسابت دموعي امامه اخذ يداي بين راحتيه وقال .....
انوفهم تشتم خوفك مما يثار فتجاهلهم كما تتجاهل نباح كلب من خلفك لا يبغي سوي استثاره خوفك ليستشعر احساس زائف
بالافضليه ... فالتجاهل هو ترياق لوضاعتهم يصيبهم بالملل ويدفعهم للركض خلف هدف اخر سهل الاستثاره

لكن تجاهلي طال أمده في انتظار مللهم بلا جدوي و حمي الاهتمام بشخصي تنتشر اكثر فاكثر وتصيب حتي معلمينا
بل وتنطق لسان مأمون البدري معلم اللغه العربيه والشارد دوما في ملكوت الرب
حدجني بطرفه ذات يوم بينما كان يهم بمغادره الفصل ثم القي علي اسماعنا ابياتا من غلاميات عباسيه وكأنه يقصدني بالذات ..
سرعان ما التفت ميمي باتجاهي رافعا احد حاجبيه بفجر ومعقبا في غيره
- أيـــامك ياحلوه اتجدعي .... مصيرا تعفن وريحتا تفوح !!!
وارتجت الجدران من حولي ...........
كان المكان أشبه بالماخور وجنباته ترتج بصيحاتهم الهيستيريه

عيناي ترقرق دمعها رغما عني تبحثان عن ملتجأ عند من رموني به فأجده مازال في صمته ….

الي البعيد كان يصوب ناظريه ونظراتهم تخترقني وتعريني هابطه إلي ادني مايبغون من دركاتهم ...
كل ما فعله ان مد كفه فاحتوي قبضتي المرتجفه غضبا دون ان ينظر تجاهي ...... !!!

بين أصداءهم مال علي أذني محمود متسائلا في مزاح مشوب بخطله المعتاد واقترن سؤاله بدخول حيدر علينا
فخرج صوت المأفون وسط السكون الذي ران بغته وكأنه يصارخ عبر مكبر للصوت
_ جد صحي أنت أكله !!..
حدجنا معلمنا للحظه مأخوذا قبل أن يوقفنا منتهرا فقمت عن مقعدي والغصة بحلقي تخرج صوتي مبحوحا متحشرجا
ثم لم أتمالك نفسي فعدوت من الفصل منتحبا ..
عدوت إلي أن وصلت إلي دوره المياه وأغلقت الباب من خلفي وقد اسودت الدنيا أمام عيناي.

6


غادرت دورات المياه مفتقدا القدره علي الرجوع للفصل والمواصله فاتجهت صوب فنائي المفضل حيث شجره النيم العجوز
فافترشت الارض من تحتها استجمع شتاتي في انتظار انتهاء الدوام لاخذ حقيبتي واغادر ...
هنيهات وفوجئت بميمي يلحق بي ليبلغني ضروره مقابله استاذ حيدر بعد الدوام وان عصام ومحمود قد سبقاني و هما تحت
المساءله حاليا بمكتب الوكيل ودون ان ينتظر مني ترحيبا او يسمع ردا جلس الي جواري معتذرا عن ما بدر عنه و تسبب
في سوء الفهم الحادث .. ثم اخرج من جيبه سيجاره فأشعلها ثم التقط منها نفسا عميقا قبل ان يسند راسه
إلي جذع الشجرة ويبادرني متسائلا في خبث عن حقيقه سبب انهياري علي هذا النحو ......
ثم مضيفا أليس ما يقال فيه شيئا من الحق.
رغم لمزاته مس سؤاله حوجه بداخلي لشئ من تنفيس ..... ولم يكن كالبقيه لاحترز منه
لكن صعوبه الافضاء لم يقلل منها كون محدثي لا يمثل تهديدا يفزع او يفضح...
تنحنحت وتلعثمت كثيرا حتي استطعت اخراج ما حبسته لسنين داخل نفسي ...ثم ساد بيننا السكون لفتره قبل ان يقطعه
باحدي ضحكاته الماجنه وهو ينفث دخان سيجاره بوجهي ..فلما رأي ما علا وجهي بادرني
_ انت ما ملاحظ انو اكتر كلمه كررتها الناس الناس الناس ياخي ميتينك وميتين الناس
انت مفتكر لو قلبت بت حترتاح وقتها من كلامهم ولا خيالك صور ليك انهم حيجوك يقولوا ليك
اووووه سوري .... ظلمناك ..... طلعت بنت ونحنا كنا قايلينك بـــاطل
لا يا ايليا صح النوم الناس ديلا لو ما قويت عيونك ورفعت ليهم اصبعك ده ما بتاكل معاهم عيش
والمشكله انك خيبان وخمجان وكاتل ضلك والكلاب ما بتنبح الا نوعيتك دي ...
اما حكايه داير تبقي بت فخليني اسالك انت العاجبك في جنس البنات ده شنو !!!!
ديلا بهايم وانت خلاصه النوعين ... تقبل محل ما تقبل لا زول بسالك لا بختلك قيد وحالتك المابيها دي ما شجره
عشر قامت ساي في الخلا من الله خلق الانتايه والضكر خلقنا وخلق البدورونا وحكمه الله بنعرفم و بعرفونا..

نهايتو حاول تشيل الاوهام دي من راسك وما تقنب تتعولق وتقول مزيوره وراكباني لوليه
لامن تضيع عصومه من يدك وتخلي يفر منك
الراجل مافيهو كلام جسم ووجاهه وباكي فيك واسألني انا عمله نادره في سوق الرجال المختسكين
كمان وضعه المادي والاجتماعي ماشاء الله يعني جاياك تدردق ليك تحت كرعيك .. اللهم لا حسد..
حتي اليوم الحتخلو فيهو بعض حتكون اتعرفت علي ناس بنفس مستواهو ...
اسمع كلامي ده زين ودورو في راسك تمام ...
اي حلوه بيستثمر شبابه تمام عشان بالكتير كدي بيتحرق مع عمر الخمسه و عشرين

اما العواليق الحاسبينها دايمه فنهايتهم يا طباخين درجه تالته يا مدلكاتيه باليوميه


يتبع




أيمي عبد المنعم نجم الدين غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:34 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.