08-04-2013, 02:11 PM
|
#[6]
|
:: كــاتب نشــط::
|
لم يطب له المقام في السودان بعيد أطلاق سراحه كثيرا...
فاستصحب (مواسم) الطيب صالح وهاجر الى الشمال...
يمني النفس بالاستقرار في بلد ناطق بالانجليزية...
يومها...
استلقى على مقعد الطائرة بعد يومين من الحراك في سبيل أكمال اجراءات السفر ...
ولم يكن قد ذاق طعم النوم خلال نهاريهما وماتوسطهما من ليل!
أستعرض وجوه العديد من الرفاق ممن أتوا لوداعه...
ومن بينهم (ينبرى) له وجه صديقه مبتسما...
فطاف بخياله استنكار رسول الله صلوات الله وسلامه ذاك بأن:
أو مخرجيّ هم؟!
...
وبدا-وكأن- الصوت يتردد في الفضاء...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
...
فاذا بأهل مكة يأتمرون لاخراجه!
تساءل...من أنا؟!
فهتف به هاتف ...انك رسول الله ياالوليد!!
وعجب لذلك!
فهو (موقن) بأنه الوليد ...وليس برسول الله
لكن من يقنع هؤلاء كل الناس ليس برسول الله...
فلم يلبث الاّ أن سمع مناديا بأن يارسول الله أقدم...
واذا ببساط للريح يسجيه له مَلَكان لهما أجنحة مثنى وثلاث ورباع...
فجلس عليه ...وطار به في السماء!
نظر الى الأسفل...فاذا هو يعلو مجرى ماء عرييييض صوب الضفة الأخرى...
وهبط البساط بهدووووء على أرض الضفة الأخرى...
ياااااااه
ياااالهذا الضياء العميم...
وياااالهذا العطر والأريج الذي يعم السوح والأرجاء...
جال ببصره فاذا بالورود تكتنف الشاطئ على امتداده...
فقال يعاتب نفسه:
لِمَ حرمتُ نفسي من أن أعبر الى هذا الشاطئ منذ أمد؟!
وشرع يمد رجليه ليتمشى على طول هذا الشاطئ...
لكنه أحس ب(خدر) يسرى في أوصاله كلها ويحول بينه وبين ذلك!
فلكأنه خارج لتوه من عملية جراحية كبيرة!!
فأغمض عينيه ونام.
...
انتهى به المقام في ربوع دولة لايتحدث أهلها الانجليزية...
اذ أمدّه الرفاق ب(ذرائع) الحصول على اللجوء السياسي فيها دون غيرها...
ومضت به السنون وهو يعطي اليسار (كل) وقته و(جل) حراكه...
وفي غمرة كل ذلك لم ينس الوليد(صديقه) ذاك في السودان...
لكنه كان كلما هاتفه لا يلبث الاّ أن يرى-في منامه-ذات الرؤيا تلك- وأنه هو رسول الله!
فينهض صباحا مفعما بالراحة والحبور والرضى...
(يتبع)
|
|
|
|