الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > الســــــرد والحكــايـــــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2013, 02:07 PM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي الشاطئُ الآخر!...

الشاطئُ الآخر
تمددت -في نفسه-دون هذا الشاطئ ظلالٌ من الريبة والتوجس...
توجسٌ تحول الى كُرهٍ نأى به -عنه- عقودا من عمره الذي ناهز الخمسين الاّ قليلا!
هذه الظلال...
أذكتها في نفسه (قناعاتُ) لوالده الذي تربّى في كنف اليسار طوال عمره المديد الى أن ارتحل الى ربه...
وبرغم نشأة أخيه الأكبر متيامنا ...الاّ أن اعجابه بأبيه جعله يُمعن في يساريته الى أن تزوج وأنجب البنين والبنات...
فبقي متنازعا مابين (اعجابه) بأبيه...و(حبه) لأخيه ذاك...
ولعلّ التنازع ذاك قد أذكى في نفسه شئ (ما) يشده الى ذاك الشاطئ!...
كتب -عن ذلك-يوما وقال:
انه أحساس يشبه (الأكولة) التي تنتاب المرء في ثنايا جُرح قديم يوشك أن يبرأ!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:08 PM   #[2]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

أعطى اليسار (كل) عنفوانه...عمرا وفكرا...
وظل محاطا بالرفاق دوما...
ولكن...
اجتهد في أن ينتقي له اصاقاء من أهل اليمين...
يأوي اليهم كلما جنح به مركب الرفاق أو كبا حصانهم خلال ليلة من لياليهم الملونة...
قال يوما ل(صديق) منهم...
-تعرف...
برغم اني أكره الذي بين يديك من (فكر)...الاّ اني أحب أن تكون صديقي!
فال له صديقه ذاك...وقد آتاه الله ...(بصيرة):
-اني ارى نور الهداية في منتهى نفق خواتيمك...
فيحسُّ براحة تتمشى في مفاصله النُعّسِ...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:08 PM   #[3]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

سأله صديقه ذاك:
-ماالذي ينأى بك عنّا ياصديقي (الوليد)؟
قال:
-(أيقن) بأن فكركم هذا يقتل الابداع في كل ضروب حراك الناس!
الغناء حرام...
التصوير حرام...
والحرية منقوصة...
حتى اشكالكم...لحى كثّة وجلاليب قصيرة و...ومسواك.
قال ذلك واشاح بوجهه.
فابتسم الصديق ونهض الى مكتبته ثم عاد وفي يده كتاب...
كان اسم الكتاب:
دستور الأخلاق في القرآن ...للدكتور محمد عبدالله درّاز
قال الصديق وهو يمدُّ يده اليه بالكتاب:
-هذا هديتي اليك...
أسألك بالله أن تقرأه ...ان رأيت ذلك.
قال لي الوليد من بعد ذلك:
برغم اني لم أقرأ هذا الكتاب ...الاّ انه بقي داخل حقيبة ملابسي لسنوات ...
حتى قُدّر لي بأن ابارح السودان مغتربا الى أوربا...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:10 PM   #[4]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

وبقي (الوليد) طوال سني المرحلة الثانوية وثيق صلة بصديقه ذاك...
صداقة مافتئ (رفاقه) يلومونه عليها...
استُجوب مرة عن (حضوره) لبعض حلقات التلاوة!
فكان رده:
-أما رأيتم مسيحيّي لبنان يحفظون القرآن حتى يزداد اللسان منهم فصاحة؟!
وأضاف:
أني أحضرها -لماما-لأني أجدهم أفصح لغة وأجمل بيانا فأتعلم منهم!...
ثم قال:
أما رأيتم العديد من (رفاقنا) ممن تستاء الأذن منهم وتتأذى العين من أقوالهم وكتاباتهم؟!
لقد كان -دوما-شجاعا عند ابداء رأيه و(صادما) لكل من يتقصّده بازجاء...
...
ظلّ ذاك حاله الى أن سافر الى مصر لأكمال تعليمه الجامعي...
اذ جامعاتنا -اذ ذاك- كانت دون اصابع اليدين عددا...
ولا مجال الاّ لقلّة من الطلاب للولوج الى كلياتها...
وفي مصر ...
بقي في معية ال(رفاق)...
كادرا نشطا ينجز كل مايوكل اليه دون كلل أو ملل...
ولكنه...
ظلّ أسيرا لحبّه للفصحى -في كتاباته- دون العامية...
وبقي يحبُّ الشٍّعر الجميل...
بدءا بأشعار شوقي والتجاني يوسف بشير والمجذوب...
وانتهاء بأشعار روضة الحاج التي أدمن قراءتها قصيدة قصيدة...
قال لي -يوما-عن روضة الحاج:
-تعرف ياابن عمّي:
روضة الحاج دي بقرا ليها دايما لمّن أحس بأني محتاج أشمّ لي هوا نضيف!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:10 PM   #[5]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

عاد (الوليد) بعيد اكماله لتعليمه الجامعي...
حيث وجد له الرفاق وظيفة في احدى الشركات المملوكة لأحد الأقباط السودانيين...
وبقي بذات النشاط بين رفاقه القدامى...
وحينها...
كان لليسار حراكه البائن على خارطة السياسة السودانية...
وذلك من بعد سيطرة الاسلاميين على السلطة...
وشرعوا يضيقون الخناق على اهل اليسار...
فدخل الوليد -مع من دخل-الى ما يسميها الناس بيوت الأشباح...
فأوغر صدره (أكثر) تجاه الاسلاميين نتاج مامارسوه عليه ورفاقه من تعذيب واذلال...
عبّر عن ذلك لصديقه ذاك بعيد اطلاق سراحه...
وكتب عن ذلك كثيرا على صفحات العديد من الوسائط...
ولكن...
بقيت نظرته ل(الشاطئ الآخر) نظرة تنازعها مشاعره تجاه ابيه واخيه الأكبر!
وبقي احساسه به:
أحساس يشبه (الأكولة) التي تنتاب المرء في ثنايا جُرح قديم يوشك أن يبرأ!
ومافتئ يرتاد-أحيانا-حلقات التلاوة مع صديقه ذاك...
وخلال احدى الحلقات:
تحدث شيخ وقور عن هجرة النبي صلوات الله وسلامه عليه من مكة...
توقف (الوليد) كثيرا عند استنكار الحبيب -قبيل هجرته الشريفة-سعي أهله في مكة الى أخراجه منها قسرا فقال مستغربا:
أو مُخرجيّ هم؟!!!
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 02:11 PM   #[6]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

لم يطب له المقام في السودان بعيد أطلاق سراحه كثيرا...
فاستصحب (مواسم) الطيب صالح وهاجر الى الشمال...
يمني النفس بالاستقرار في بلد ناطق بالانجليزية...
يومها...
استلقى على مقعد الطائرة بعد يومين من الحراك في سبيل أكمال اجراءات السفر ...
ولم يكن قد ذاق طعم النوم خلال نهاريهما وماتوسطهما من ليل!
أستعرض وجوه العديد من الرفاق ممن أتوا لوداعه...
ومن بينهم (ينبرى) له وجه صديقه مبتسما...
فطاف بخياله استنكار رسول الله صلوات الله وسلامه ذاك بأن:
أو مخرجيّ هم؟!
...
وبدا-وكأن- الصوت يتردد في الفضاء...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
أو مُخرجيّ هم...
...
فاذا بأهل مكة يأتمرون لاخراجه!
تساءل...من أنا؟!
فهتف به هاتف ...انك رسول الله ياالوليد!!
وعجب لذلك!
فهو (موقن) بأنه الوليد ...وليس برسول الله
لكن من يقنع هؤلاء كل الناس ليس برسول الله...
فلم يلبث الاّ أن سمع مناديا بأن يارسول الله أقدم...
واذا ببساط للريح يسجيه له مَلَكان لهما أجنحة مثنى وثلاث ورباع...
فجلس عليه ...وطار به في السماء!
نظر الى الأسفل...فاذا هو يعلو مجرى ماء عرييييض صوب الضفة الأخرى...
وهبط البساط بهدووووء على أرض الضفة الأخرى...
ياااااااه
ياااالهذا الضياء العميم...
وياااالهذا العطر والأريج الذي يعم السوح والأرجاء...
جال ببصره فاذا بالورود تكتنف الشاطئ على امتداده...
فقال يعاتب نفسه:
لِمَ حرمتُ نفسي من أن أعبر الى هذا الشاطئ منذ أمد؟!
وشرع يمد رجليه ليتمشى على طول هذا الشاطئ...
لكنه أحس ب(خدر) يسرى في أوصاله كلها ويحول بينه وبين ذلك!
فلكأنه خارج لتوه من عملية جراحية كبيرة!!
فأغمض عينيه ونام.
...
انتهى به المقام في ربوع دولة لايتحدث أهلها الانجليزية...
اذ أمدّه الرفاق ب(ذرائع) الحصول على اللجوء السياسي فيها دون غيرها...
ومضت به السنون وهو يعطي اليسار (كل) وقته و(جل) حراكه...
وفي غمرة كل ذلك لم ينس الوليد(صديقه) ذاك في السودان...
لكنه كان كلما هاتفه لا يلبث الاّ أن يرى-في منامه-ذات الرؤيا تلك- وأنه هو رسول الله!
فينهض صباحا مفعما بالراحة والحبور والرضى...
(يتبع)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:18 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.