الليلة تنقنقي يا السرة تنقنقي
رقدت السرة بت التوم في مركز هيلث كير الجديد في الصحافة، ذلك المركز الفندقي الذي تم تجهيزه بأحدث المعدات المتطورة التي توصل إليها مجال الطب والرعاية الصحية في عالم اليوم.... إثر آلام مبرحة في فم المعدة ظلت تلازمها طويلاً وقد أجريت لها كافة الفحوصات المجهرية والمختبرية وتبين أنها تعاني من قرحة في المعدة وقد دخلت هذا المركز الطبي الراقي لتتلقى العلاج رغم التكلفة الباهظة التي تكبدها زوجها الماحي.
دخلت صفية جارتها في مواعيد الزيارة لتتفقد أحوالها
بمعية جارتها الأخرى ثريا الفكي
وأول ما إقتربن منها حتى وضعت كل واحدة منهن
أغراضهن فوق الطاولة المجاورة
وأخذن يتفقدن أحوالها وهن يرددن:
" سلامتك يا السرة وكل المركز كرامتك،،
كفارة يا بت أمي،، إن شاء عدوينك
أها كيف حالتك الليلة؟؟؟
إن شاء الله شديدة وبي عافية
والدكاترة إن شاء الله طمنوكي عن حالتك؟
إن شاء الله تكون مستقرة وفي تحسن؟
فقالت لهن السرة:
" الحمد والشكر على الله
ها يا أخواتي ما تقعدن،،،
عليكي الله يا ثريا
قربي الكرسي ده وشيلن من الحلاوة اللي في العلبة دي
آآآي ووب علي إستغفرتك يا مالك روحي
والله الألم لي حسع تاعبني الله يدي القوة والعافية
السيستارة المجنونة دي أقول ليها مية مرة
الدواء البتديني ليهو ده بيطمم بطني ما بتسمع الكلام،،
كل مرة تقول لي كلمي الدكتورة سوزي"
فقالت لها صفية وهي تطلع على التقرير المثبت على حافة السرير:
" كلامها صاح مية المية،،
ما بتنلام المسكينة،،
هي المفروض ما تغير الدواء اللي كتبته الدكتورة،،
ثم أعقبت تسأل السرة قائلة:
" إنتي تعالي دكتورة سوزي دي سودانية"
فقالت السرة وهي تبتلع الدواء:
" سودانية مية المية وفي السودان كمان محسية
لكين تقولي شنو في أسماء آخر الزمن ده
وأزيدك من الشعر بيت يا صفية
في دكتورة تانية شايقية إسمها جوان وممرضة جعلية
حسع مرقت من هنا أنقري إسمها منو يا صفية؟
فقالت صفية ساخرة:
" أنا عارفة!!
حيكون إسمها منو يعني!!
مارجريت السماني؟
فقالت السرة:
أخير مارجريت على الأقل إسم موسيقي وليه رنين ،،،
تخيلي إسمها سابنا أتقول أمها هندية
ثم أعقبت تقول وهي تلقي بنظرة إلى الأغراض التي جلبنها وقالت لهن:
" ها يا نساوين مكلفات نفسكن مالكن؟
جايبات لي أكل وأنا مرضي من الأكل؟
فقالت صفية وهي تناولها البستلة:
" لا لا أكل شنو يا بت الحلال
دي فضلة خيرك شوربة خفيفة عاملاها بالخضار المشكل
تشربيهو بالهناء والعافية وتبقي ذي الحصان"
ثم دنت ثريا وهي تناولها وعائها البلاستيكي:
" أها أيه رأيك الحاجة اللي أنا جايباها جات في الجرح
حسع إنتي مش كنتي بتشتكي من السيستارة وقلتي عايزة يغيروا ليكي الدواء
أها أنا جيهتك تب،، مش كدة؟
شوفي ،،عملت ليكي دواء عديل كدة"
فقاطعتها صفية ساخرة:
" ووب علي ألحقوني
ثريا دي أظنها بقت صيدلانية في آخر الزمن"
ثم واصلت ثريا في وصف دوائها وهي تقول:
" ها يا صفية يا بت أمي!!
يعني هي شغلانة الدواء ده كلو ما عبارة عن أعشاب مصنعة ،،،
يلللا أنا خلطت ليكي يا السرة حبيبتي تنوم مع حرجل
مع ينسون وهيل،،، أشربي منها نص كباية
إنتي تمرقي من المركز ده بكرة القريبة دي"
فقالت السرة وهي تلفت يمنة ويسرى:
ووب علي دسوا البتاعة دي
حسع الدكتورة سوزي ولا السيستارة لو شافتني
تطردني من المستشفى ثم أقدمت الدكتورة سوزي - التي تشتهر بين المرضى بصرامتها وكلماتها الإنجليزية التي تحتاج إلى مترجم فهي قد درست الطب في جامعة هارفاد حيث هاجر والدها قبل ردح من الزمان – وما أن دخلت عنبر المرضى حتى قالت متأففة:
“Oh my God Aim getting sick of these patients”
" يا إلهي لقد سئمت من هولاء المرضى"
فقالت السرة:
" أها شوفوا العجب العجاب
الخواجاية جات وعوجت لسانها يا كاف البلاء
عليكي الله يا صفية دسي البستلات دي"
ثم جاء ورائها الدكتور ياسر وكشف على السرة
وترك حرم المريضة التي كانت ترقد جوار السرة
ثم خرج فجأة فقالت صفية متهكمة:
" ووب علي شوفن الدكتور الكشف السرة
وخلى حرم ،،والله ظلم علينا ظلم يا ناس القوز علينا ظلم
كشف الثلاثاء ده والله عدم"
فقالت السرة وقد ماتت من الضحك:
" الليلة تنقنقي يا صفية تنقنقي"
نواصل في نفس المركز الطبي لاحقا
مع الإعتذار لشاعر رائعة الكابلي (مروي)
|