أراود نافذتى عن شمسها
[align=center]من أين يجئ هذا الأفق الذى لا يعرف أن يقرأه إلا الرماد؟
أدونيس
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أبى الليل
أن يحمل قصيدتي
حملتها وحدى
عاشقاً جهولا
أبى الليل
دلق لون النجمات
فوق بقايا
من غبار الحلم
سكنت بين أظافر الوقت
وأصابع الصلوات
كانت الأرض تبتهل
أخفيتٌ موتى
فى بريق طيفكٍ الوضاء
و
بيمين قلبى
مددت كتابى
إلى آلهة الصبر
أشعلت
صندل عشقكِ العصى
علنى بإحدى الميتتين أفوز
إما ضياءاً يؤنس ميتتى
أو قبرا من الجمرِ
حملت قصيدتى وحدى
عاشقاً جهولا
ثم اشرعت فى القلب
عتمتى
وتحت ألحفة المساء
خبأت هيامى وخيبتى
الآن تذكرتُ
قد ضاع منى
يا سيدتى
ضاع منى
خاتم أمنيتى القديم
طفقت أبحث عنه
عنى وعنكِ
فى أصقاع الروح
عاشقاً جهولا
فلم أجدنى
لم أجدكِ
نبشت كل مفاوز العناء
عرضا وطولا
قد ضاع منى
تذكرت الآن
حين كنت به
أقرأ إسمكِ
فيستحيل الوقت
قرنفلاً و بهاء
حين كنت به
أرسم وجهك
على أجنحة الأغانى
ألف جدايل الياسمين
جسراً بين القمر
وبين النهر
قُبلاً على خد النهارً
حدائقاً
وموعداً يهدينى عمرا
يلون جدران السنين
حين كنت به
أرشف من رحيق
وعدكِ الضنين
كؤوس أمنيتى العذراء
من خمر الحنين
فأراكِ تمتطين فراشة
يضج لونها
في مدائن الفضاءْ
يا سيدتى
الشوق موت فى الخفاء
ووجهكِ البستان
يربض باسما
في قلب كُرَّاسَتي
تبتسم الأناسيد الندية، غبطةً
ينهزم البكاء
يضحك الجمر اللئيم، غبطةً
فيهزمنى البكاء
الشوق قبرى
العشق قدرى اللعين
الموت قدر العاشقين
يا سيدتى
ناديت شمسكِ
كى أعلن فيكِ صباحى
فخاصمنىِ النداءْ
أسميتكٍ الحديقة
نسيتنى الفصول
واستباحنى العناء
والآن أسميك
أرضى التى
تنبت من مسام خدها
بشارات الحالمين
بخُّلب الرجاء
يا سيدتى
أطوف الآن
حول صندلك البهى
أمد فرائض صبوتى
فيحسدنى الأريج
ويسكننى الضياء
ضاع منى
خاتم أمنيتى القديم
كنت به
اسأل السماء قطرةً
من ريق لحنك والندى
فتجود لحظاتى بفيض الإرتواء
كنت به
أراود نافذتى عن شمسها
عن طيفكِ الحميم
فينتصب الغناءْ
الآن كتبت إسمكِ
أيقونة وزهرةً
يا ايتها السنية
مثل أحلام العصافير
مثل نوايا الأنبياء
يا سيدتى
طيفكِ مدينتى
تميمتي التى بها
أعرج صوب مدائن السناء
حيث أعراس الأزاهير
أسميتكِ قصيدتي
مداد نشوتى
ها أنا الآن
أؤدى فرائضى
لصندل عشقك الذى
بجمره
بعطره
يدثر صبوتى
ببردة الرجاء[/align]
|