[align=center]
بيت الأشباح / إيزابيل الليندي [/align]
تعد إيزابيل الليندي ــ الروائية التشيلية المعروفة، واحدة من اهم كتاب الواقعية السحرية الجديدة، والتي ظهرت في منتصف الستينيات برواية مائة عام من العزلة لغارثيا ماركيز، وإيزابيل الليندي استطاعت عبر رواياتها العديدة ان تنقلنا الي الاجواء الغرائبية في البيئة اللاتينية حيث تمكنت بقدرتها كأديبة متفردة ومتميزة من صنع اجواء ومواقف غير مألوفة وغير معروفة في الآداب الغربية، ثم ان الاجواء الامريكية اللاتينية تفرض نفسها وحضورها وتميزها بدءا من انسانها وصولا الي طبيعتها.
أصبحت روايتها (بيت الأرواح), الأفضل مبيعاً والأنجح نقدياً حال صدورها عام 1985م، وهي ملحمة رائعة تروي مجريات عائلة (ترويبا), غرامياتهم وطموحاتهم والتماساتهم الروحية, علاقاتهم ببعضهم البعض, ودورهم في مجريات زمنهم وتاريخهم. ذلك التاريخ الذي أصبح قدراً تجاوزهم جميعاً.
تدور بداية أحداث الرواية في نهاية القرن التاسع عشر, في مدينة بلا اسم, في أمريكا الجنوبية في بيت صبا المرأة التي ستصبح أماً وجدة لتلك العشيرة:
كلارا ديل فالي: البنت الطيبة القلب المفرطة الحساسية. وقد تميزت كلارا في سن مبكرة بقواها وقدراتها التخاطرية, وقراءتها للطالع, وتحريك الأشياء كأنما لديها حياة بداخلها, وتنبؤها بالمستقبل, وفي أعقاب موت شقيقتها الأسطورة روزا الجميلة أصبحت كلارا بكماء لتسع سنوات, مقاومة كل محاولات تحفيزها على الكلام, وعندما أنهت صمتها كان ذلك لكي تُعلن للجميع أنها ستتزوج قريباً.
وزوجها المنتظر استيبان ترويبا الرجل الصارم القوي الشكيمة, المشهور بسورات غضبه, والمسكون بوحدة عميقة, في الخامسة والثلاثين من عمره, رجع استيبان إلى العاصمة من املاكه الريفية لزيارة أمه المحتضرة وللبحث عن زوجة (كان خطيب روزا, وقد أثر فيه موتها بعمق, كما فعل بكلارا) وهو الرجل الذي تنبأت كلارا -واستدعته - ليكون زوجها, والذي بدوره سيتنامى بداخله عشق لكلارا سيستمر معه لبقية حياته الطويلة.
ونذهب مع الزوجين بانتقالهما إلى البيت الفخم الذي بناه لهما؛ بناء يدعوه الكل ببيت الزاوية الكبير, والذي سرعان ما يكتظ بأصدقاء كلارا الروحانيين, والفنانين الذين ترعاهم و الحالات الخيرية التي تهتم بها, إضافة إلى رفاق استيبان السياسيين وفوق هؤلاء جميعاً, أطفال الترويبا, ابنتهما بلانكا, العملية, المهزوزة الذات, والتي إمعاناً في إغاظة والدها تكوّن حلفاً حياتياً من ابن رئيس أعماله.. والتوأمين جيمي ونيكولاس؛ الأول ولد متوحداً يصبح طبيباً يكرسِّ طبه لمعالجة الفقراء والمنكوبين, والآخر فتى لعوب, منغمس في الديانات الشرقية والطرق الصوفية.. وفي الجيل الثالث, الطفلة آلبا, ابنة بلانكا (لم تعترف العائلة بوالدها لسنوات بسبب غضب اسيبان) وهي طفلة مدللة ومنعمة وموجهة من جميعهم.
إنه منجز الرواية الرائعة الأسمى كوننا نشعر وكأننا أفراداً في هذه العائلة الكبيرة المتقدة العاطفة (والمزعجة في بعض الأحيان) لدرجة أن نصبح متعلقين بهم كأنهم جزء منا, وكونها الرواية الأولى للكاتبة تجعلها أكثر استثنائية, فهي الرواية التي أعلنت وبقوة عن إطلالة روائية فذة ومهمة وعالمية.
للتحميل