الراية البيضاء .... !!!
ان تجلس على "بنبر" فى رحراحة و يضرب "رقراق" الشمس وجهك يمنة و شمالا ...
و على نافوخك التى يتصبب عرقا و يتنتقل الجميع من ظل الضحى الى ظل الظهر ...
و لا تستطيع البعض تحويل بنابرهم التى كانوا جلوسا عليها...
إلا بعد انات و اهات تخرج مثقلة من صدرهم و كروشهم التى ملئت تمامابالمربسة ...
و الذباب يأتيك من كل كوشة قد خلت من الفطاسي سويعات مضت ...
و بعد ذلك تاتيك " التومة" ست الانداية ...
و هى تتبختر فى تثاقل مقصود يدل على الفتونة و القدرة على ضرب و سحل كل هارب من دفع سعر العبار و هى ترتدى فستان مختلف الوانه , و على جانبيه جيبان كبيران لتضع فيهما ما تتحصله من قروش ... و يهمس أحد الجلوس ... هيييع عضات تبش ... !!!
و تنادى التومة بأعلى صوت لها لفتاة تعمل معها و ذلك لتقدم للزباين مزيدا من المريسة ...
او "المريسة بيضة"
او "العسلوب"
او "الكانجى مورو" الذى صنع من سمسم هذا الموسم ...
والناس من حول الانداية أفرادا و جماعات ...
فمنهم الصامت الذى لا يريد حديثا لانه استوى الى اخره...
و قد سكر حتى الثمالة و يريد من يتجرأ ليقول له كلمة ...
و على الطرف الاخر من الانداية مجموعة من الشباب الذى قدموا من حصاد السمسم لتوهم ...
فهم لا يكفون عن الكلام و الحكايات التى مرت بهم و هم فى "الكمبو" ...
و الكمبو هو القطاطى التى يسكنون فيها أثناء موسم الحصاد فى المشروع الزراعى ...
و الكلام يكون تارة خفية و من بعده تأتيك الضحكات الخبيثة ...
و فجاءة و بدون مقدمات و بكل جراءة يقف أحدى ليحكى نكات عن غفير المشروع الذى وثق فيهم فضحكوا عليه و اطعموه معهم لحم البعشوم تارة
و تارة اخرى لحم المرفعين
و من لحوم الطير المشوى شاركهم فى اكل لحوم...
الحبارى و الصقور و الغربان
و ينفجر الجميع ضاحكا حتى يقع البعض منهم على قفاه على الارض من شدة الضحك ...
فينهض شاب يعتمر عمامة و بيده عكاز مضبب ...
و ظن البعض انه سوف يحكى نكات مثل الذى سبقه ... !!!
فتخرج الكمات متلعثمة من فمه الذى لا يستطيع التحكم فيه ...
لا لسكر بين و لكن لغضب قد سيطر عليه ليقول ...
اتقو ا الله يا جماعة الخير كيف تأكلونى الحم الحرام ...
و أنا كنت امامكم وبصلى بيكم الفجر حاضر ... !!!
نواصل
|