عمنا العزيز شوقي
والله كلامك كعادته يحملنا إلى رائحة السودان لامن كان كويس ..!!
ولعلي كثيراً ما أخرج من كتاباتك بقناعات جديدة وتصحيح كثير من
المفاهيم المغلوطة التي قد ورثناها عن الآخر في الوطن الواحد.
ولكن ألا تعتقد إن عدم التواصل في السودان قد ساهم كثيراً
في خلق هذه الهوة العميقة بين المجموعات في معنى الهوية.. الجنوبيين مثلاً ...
فقلما تجد مع مشاغل الحياة الزمن – لو لم تجبرك ظروف معينة – فرصة للوصول
إلى الناس في مناطقهم حتى تكوّن قناعاتك الخاصة لا التي ورثتها عن مجتمعك
معلبة في أطر في الغالب الأعم ضيقة ومبنية على أكاذيب متراكمة.
فأنت نفسك قد ذكرت مرة ، أنكم ناس أمدرمان ما بتمشوا الخرطوم إلا للشديد القوي
وبتجوا راجعين سراعاً بعد ما تقضوا غرضكم .. فما بالك بحالنا والموضوع
داير سفر طويل ومخاطر محتملة ...؟
أو كان من الممكن أن تنقل التجربة الصادقة للمنطقة
من ناس زاروها وعرفوا الناس هناك على حقيقتهم – كحالتك مثلاً
والعمل على تغيير الفهم السائد.
والأمر الذي يدفع نحو المزيد من الفهم الخاطئ وجود أمثلة قليلة من أفراد
هذه المجموعات لم تتمكن من عكس صورة مشجعة عن مجموعتهم لوجودهم في
أدوار هامشية في المجتمع أو قيامهم بأعمال تصب في الفهم المسبق عنهم.
لذا جميل جداً أن أسمع منك هذه الأشياء كشاهد دون أن أحس
وأنا أقرأ في الموضوع بأنني الجاني أكثر مني الضحية والنتيجة
الحتمية لفعل منظومتي الاجتماعية الخاطئ
وأكرر إعجابي الكبير بكلامك دائماً
ولك الود
|