بيت العز يا بيتنا ...
[align=center]إهداء إلى كل الماجدات من بنات الوطن ... القابضات على جمر مسالك الحياة[/align]
[align=center]بيت العز يا بيتنا[/align]
كنتُ أول مَن أطلق صرخة ميلاد جديد في بيتنا ..
فأنا الأولى في ترتيب الأسرة ... ( البِكْرِيَّة ) ..
يَلِيني في الترتيب أخي ( محمود ) .. ( طريدي) المشاكس .. على الأقل بالنسبة لي ..
طالما تعاركنا و تلاسناَّ ...
أبي كان يقف إلى جانبي دائماً .. حتى لو كنتُ مخطئة .. ثم ينفرد بي ليريني الخطأ في تصرفي ..
طريقته في معالجة أخطائي .. قادت خطواتي طوال حياتي ..
و أمي تقف إلى جانب ( محمود ) .. و لكنها في النهاية تحتضنني و هي تتمتم :
( ربنا يخليك .. دي إنتي ... بِتِّي و أختي و حبيبتي ) ..
فأنْدَسُّ بين أحضانها ناسية كل مناكفات أخي
أحيطها بذراعيَّ الصغيرتين و أنا أستمريء مداعبتها لضفائر شعري.
أتَذَكَّر تلك الأيام .. و رغم أنها بعيدة و موغلة في البُعْد و ترقد في ركن بعيد بالذاكرة .. إلا أن الدموع تأبى إلا و أن تندلق أمام زوجي و أبنائي ..
فيمازحني زوجي : ( أها .. طَقْم الأحزان جا وقتو ) ..
ترتيبي الأُسري فَرَضَ علي أن أكون بالفعل إبنة و أخت لأمي في آنٍ واحد..
تجرَّعْتُ طعم المسئولية منذ نعومة أظافري ...
المرة الوحيدة التي صرخ فيها أبي في وجه أمي .. أُغْمي عليّ ..
لم أتحمل فكرة أن يغضب أبي على أمي .. مجرد غضب .. ناهيك عن صراخ و تشنج ..
يومها عرفت ما يكِنُّه أبي لنا .. ..
فعندما فتحتُ عيني بعد نوبة إغمائي.. رأيتُ دموعه تنزلق غزيرة و هو يُقبِّل جبيني و يضمني إلى صدره في جزع ..
كنت أتنقل بين إخوتي أستذكر لهم دروسهم ..
كل يوم من أيام النتائج كان يوم إختبار لي.
رسوب أيٍ منهم في مادة واحدة .. كانت تجلب لي نظرة عتاب صامتة من أمي و أبي ..
نظرة كنتُ أتمنى أن لا أراها .. فقد كانت تملؤني إحساساً بالإحباط و خيبة الأمل.
فأضاعف تعنيفي لإخوتي فخافوني و هابوني رغم حبهم الشديد لي.
|