نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2024, 06:59 AM   #[1]
أزهري سيف الدين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أزهري سيف الدين
 
افتراضي شين ودِشن .. ولكن يُزهر فينا عشقاً وأملاً

شين ودِشن .. ولكن يُزهر فينا عشقاً وأملاً

في ظل تصاعد الظروف القاسية للحرب هذه الأيام، يبرز الفن كملاذ يشع نوراً في الأفق، معلناً بقوة عن صمود لا يُضاهى وقدرة فائقة على تجاوز الصعاب. إن الغوص في أعماق إرثنا الفني، الذي يمتد عبر طيف واسع من الفنون بدءاً من الشعر والموسيقى والغناء إلى الرواية والفن التشكيلي، يتجلى كشهادة حية على أن الروح السودانية لا تلين أمام تقلبات الزمان وشدائد الأيام. ولعله ليس من قبيل الصدفة أن هؤلاء الفنانين عبّروا عن نفس الإحساس، كلٌ بأسلوبه الخاص، مؤكدين على مرونة وقوة الروح السودانية.

"شين ودِشِن" - صلاح أحمد إبراهيم

في مقدمة هذا الركب الفني، يقف صلاح أحمد إبراهيم، الذي نثر كلماته كبذور أمل في تربة اليأس. في قصيدته "شين ودشن"، يرسم صلاح بكلماته صورة الوطن في أحلك ظروفه:

"شَان نَقْعَة خَراب
ما فيها شَجَر
رَاوِيها سَرَاب
واطَاتَا حَجَر"

لكنه سرعان ما ينقلنا إلى معاني الحب العميق لهذا الوطن، مؤكداً أن "الحُبْ في ذَاتُو مُبَرِر كافي"، وأن إنسانه "هِدْمُو مَتَرَّبْ وقَلْبُو نَضِيف"، لذلك "لا تَسْألني عن حُب وطني الفَقْرَان وغَنِي". تعكس كلمات صلاح في هذه القصيدة الإيمان الراسخ بأن جذور الحب للوطن قادرة على التغلب على أقسى الظروف.

"شجيرات السيال" - الطيب صالح

ثم يأتي طيبنا الصالح، في روايته الخالدة، "موسم الهجرة إلى الشمال"، ليعبّر بدوره عن هذا الإحساس بالحب والقوة:

"نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، ولكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأني نغمة من دقات قلب الكون نفسه. إنه ليس شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منّت عليها الطبيعة بالماء والخصب، ولكنه كشجيرات السيال في صحاري السودان، سميكة اللحى حادة الأشواك، تقهر الموت لأنها لا تسرف في الحياة. وهذا وجه العجب. إنه عاش أصلاً رغم الطاعون والمجاعات والحروب وفساد الحكام"

إن روايته ليست مجرد سرد قصصي، بل هي تأمّل عميق في قدرة الإنسان على الصمود والإزدهار، حتى في أكثر الظروف جفافاً وقسوة.

"شجرة الحراز" - إبراهيم الصلحي

وأخيراً، يأتي إبراهيم الصلحي بريشته الفنية ليضع اللمسات الأخيرة على هذه اللوحة المعبّرة عن الروح السودانية. من خلال أعماله، وبشكل خاص تلك التي تركّز على "شجرة الحراز" كرمز للصمود والقوة:

"كنت أشير إليه فيما سبق بلون تراب الأرض، وبلون المقر الأصفر والأحمر، ومنذ سنين مضت وإلى حينه فقد ركزت على فكرة شجرة الحراز التي يحكى أنها قد حاربت المطر، رمزاً مني لإنسان تتمثل فيه قوة الشكيمة والإصرار على الحياة رغم فظاعة الظروف وقسوة الطبيعة والجفاف والتصحر وإستخدم بدل الداكن من ألوان التراب ألواناً برّاقة تحاكي في رونقها نضارة نوار البرم، وأزاهير اللوبيا على ضفاف نهر النيل، بشارة بروح الأمل"

في زمن تُختبر فيه صلابة الروح السودانية، تبرز هذه الأعمال الفنية كرموز للقوة والتحدي. إنها تروي قصة وطن وشعب ينبض بالحياة، يغنّي في وجه العاصفة، ويحلم فوق الأنقاض، مُؤكدة على أن الأمل، مهما تلاشى، سيجد دائماً طريقاً ليولد من جديد.

أزهري سيف الدين
31 مارس 2024م


شين ودِشن
عقد الجلاد
كلمات: صلاح أحمد إبراهيم
ألحان: د. حمزة سليمان

https://on.soundcloud.com/A1jXa4jpUsQtpjLq9

اللوحة:

إبراهيم الصلحي - الشجرة (The Tree)



..



أزهري سيف الدين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:10 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.