الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-2015, 04:39 PM   #[31]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

*****
إنّنــا كشيوعييين ، وإذ نستندُ على الوقائع المُتـَّفق عليها ، حتى مِن قِبَل الأعداء، لَـيَــحِقُّ لنا أن نفخر بالمأثرة التى جسـَّدها على السودان، حزبُـنا الشيوعي السوداني . ولكنـَّها مأثرة قد آذنت بالإنطواء ! ويعتقد كاتب هذه السطور، أنّ سـاعة التغيير قد أزِفَتْ ، وإنّــنا إذا فَـشـَـلنا في النهوض بأعباء التغيير، فإنّ نُـبْلَ التاريخ سيتحوّل الى لؤمٍ لايُصـَدَّق . وعندما ينظرُ المرء الآن ويُجيلُ النّظر داخل الحزب الشيوعي الســوداني، فإنّه يرى مظاهر الشيخوخة قد دبَّت في كلِّ شيئ وتخلـّلت جميع الخلايا . ولكنـَّه يرى ،مع ذلك، إمكانية هائلة للنهوض بالإستناد الى جديدٍ ينبتُ بين الأنقاض، وحياةٍ تتمخَّضُ من كوم الرّماد . هناك إمكانيات حقيقية لبناء مشروع جديد، عادل وخَـيـِّر ، ولكنـَّه أكثر تواضعاً ممّا كنّا نحلم ونتمنّى ، وأكثر واقعية وراهنية ، وأكثر التصاقاً بالأرض، وأكثر اهتماماً بإنسان اليوم، وقضاياه الحقيقية ومشاكله الطاحنة وآماله القريبة، منــه بإنسان خيالي لايعدو أن يكون مقولة ذِهنية ، لاننكر جمالها ومقدرتها الهائلة على الجذب، كما لاننكر أنّها يُمكن ان تتحقّق في يومٍ قادم من أيـّام الإنسانية . ولكنـّــنا فقط، في لحظتنا هذه من الزمان ، في بُقعتنا هذي من الأرض، في مرحلتـنا هذه من تطوُّر المجتمع، نتركها للأجيال القادمة . فهيَ ، وياللأسف الشديد، ليست في متناول أيدينا ، ليست في مُستطاعنا . كما أنّ الأجيال القادمة لن تتمكّن من الوصول إليها إلآ على أساس من هذا البناء المتواضع الذي نحاول أن نُـقِــيمَـه لأنفســنا . وفي هذا مصدرٌ عميقٌ للعزاء .

إن السـَّيرَ بالطريقة القديمة ، لم يَعـُد ممكناً . فالآيديولوجية القديمة لم تَعـُد مُلهِمة للأجيال الجديدة، ولا مُفِـجِّرة لطاقاتها ، لا جامعة لِقوى التغيير . والنُّظُم الداخلية، عفا عليها الزمن، والديمقراطية يجب أن تدخل من جميع النوافذ والأبواب ، كما أنّ الوجوه يجب أن تتجـدّد .

أنوي أن أقول : أنّ ســــاعة التغيير قد أزِفَتْ ، وأرجـــو ألآ يفـــــوت الأوان ..

(الخاتم عدلان )



التوقيع: (لا عقيدة أسمى من الحقيقة)
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2015, 04:49 PM   #[32]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

تحياتى الأخ عيدروس,
ربما الاكتفاء بايراد رابط حديث الراحل الخاتم عدلان سيكون أفيد للحوار, فطريقة ملء البوست بالاقتباسات دون ان يكون هنالك طرح حولها ستقوم باغراقه..
أتمنى ان تقتبس الجزء أو الاجزاء التى تود التعليق عليها واضافة ملاحظاتك حولها..



التعديل الأخير تم بواسطة الجيلى أحمد ; 13-06-2015 الساعة 05:21 PM.
التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2015, 05:16 PM   #[33]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ جيلى ،، تحياتى

هذا المفترع جيد ،
ويؤسس لنهج ممتاز فى طرح المشهد الداخلى على الهواء الطلق ،
أتمنى ألا تعوقه مطبات الحوار المميتة ( النفس والأفق الضيق ) ، وأن نفتح فيه الأبواب المغلقة ، ثم لا نضيق ذرعاً بالرؤى الأخرى ،
التحايا اطيبها يانور,
للحزب الشيوعى دور فى الساحة الساسية والاجتماعية السودانيةو ولكن ذلك الدور يواجه تحديات صعبة جدا الآن, وذلك يحتم أن يتم طرح القضايا المتعلقة به كحزب فاعل فى الساحة بكل شفافية..
ان غياب امكانية انعقاد المؤتمرات العامة والمناقاشات فى الهواء الطلق لعشرات السنين أسهم فى تقوقع الحزب وانكماشه وذلك شئ لايمكن انكارهو الآن وبعد ان أصبح هنالك هامش يسمح بالنشاط السياسى, وجد الحزب نفسه أمام كم هائل من القضايا الجوهرية والحساسة التى يجب البت فيهاو وذلك امر عسير ويحتاج لأخذ وقته الكافى من النقاشو وسط صراع بين الأجيال والافكار داخل الحزب الشيوعى من ناحية ومن الناحية الاخرى هنالك الساحة السياسية العامة التى لاينفصل عنها والمتعلقة بالواقع الساسى الماثل الذى يؤطر لضمور القوى الساسية ويحد من نموها الطبيعى.
انعقاد المؤتمرات, وفتح الباب أمام تلاقح الافكار سيؤدى حتما إلى التغيير المنشود, نعم لاذالت هنالك معوقات, سنحاول معا تشريحها فى هذه الصفحات.. وأتمنى ان يسهم كل من يرغب باضافة رأيه ورؤيته



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2015, 05:19 PM   #[34]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

أتقدم بالدعوى للصديق العزيز بدر الدين أحمد موسى للمشاركة فى الحوار



التعديل الأخير تم بواسطة الجيلى أحمد ; 16-06-2015 الساعة 11:47 PM.
التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 09:27 AM   #[35]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

شكرا ايضا لعم حسن وعم رأفت وللأخ أحمد أبوزيد على اضافاتهم..


من الجميل أيضا أن الصديق المحامى حاتم الياس أبدى رغبة المشاركة فى الحوار الدائر.. فمرحى



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 09:56 AM   #[36]
أسامة الكاشف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة الكاشف
 
افتراضي

الجيلي وضيوفه الكرام تحايا نواضر
يا جيلي في دراسة جديرة بالاهتمام للعزيز عدلان عبدالعزيز
بعنوان "لسنا ماركسيين" إذا سمحت لي ممكن أجيبها هنا.



أسامة الكاشف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 10:12 AM   #[37]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

التحايا الطيبة يااسامة،
اطلعت على ورقة الزميل عدلان عبدالعزيز قبل فترة وهى جديرة بالتناول والنقاش المستفيض.. ليتك ترفدنا بها.. وننتظر مساهمتك أيضا ياأسامة..
جزيل شكرى ومحبتى



التوقيع: How long shall they kill our prophets
While we stand aside and look
Some say it's just a part of it
We've got to fulfill de book
Won't you help to sing,
These songs of freedom
'Cause all I ever had
Redemption songs
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 12:44 PM   #[38]
أسامة الكاشف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة الكاشف
 
افتراضي

لسنا ماركسيين

"نحن لا نعلق البتة أهمية خاصة على التدابير الثورية التي اقترحناها في نهاية الفصل الثاني. ولو كان لنا أن نعيد كتابة هذا المقطع اليوم لكتبناه بشكل مختلف من نواح عدة. لقد شاخ هذا البرنامج اليوم في بعض نقاطه بتأثير التقدم الضخم الذي أنجزته الصناعة الكبيرة خلال الخمس والعشرين عاما الأخيرة"*

*المقدمة المشتركة التي كتبها ماركس مع أنجلز للطبعة الثانية من البيان الشيوعي في العام 1872


النظرية والمنهج
النظرية عبارة عن منظومة تفسيرات مقبولة لظاهرة من الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية قابلة للتطبيق في ظروف محددة ووفق شروط معينة، ومن المقبول أن تكون صحتها نسبية، كما أن احتمال الخطأ فيها وارد. مثال على ذلك أن نظريات نيوتن الميكانيكية الثلاث نظريات علمية صحيحة تحت شروط معينة، ولها تطبيقاتها المجربة في المعامل والحياة -وكذلك نظرية ماكسويل حول الكهرومغناطيسية- ولكن هاتان النظريتان ليستا صحيحتان على الإطلاق أو في كل التطبيقات، حيث فشلتا في تفسير حركة الجزيئات والذرات، تلك التي تم تفسيرها في إطار ميكانيكا الكم "quantum mechanics" والتي فشلت بدورها في تفسير الحركة عند السرعات العالية القريبة من سرعة الضوء، مفسحة المجال لنظرية النسبية الخاصة التي نجحت في ذلك بينما فشلت بدورها في تفسير الحركة عندما تكون الجاذبية عاملاً مؤثراً! تلك كلها نظريات صحيحة، ولكن في حدود، فالعلم أكبر من أن يتم اختزاله في منظومة فكرية واحدة، خاصة العلوم الاجتماعية وأظن أن ماركس نفسه يوافقني في ذلك، وذلك أيضاً مما دعا لينين للقول بأن "النظرية رمادية والواقع شجرة خضراء".

المنهج هو مجموعة من الطرق، القواعد، الإجراءات، والفرضيات يتم توظيفها عبر منظومة ما للوصول إلى هدف عام ومحدد في نفس الوقت؛ فبينما هدف المنهج المحمدي هو سعادة الفرد في الحياة الدُنيا والآخرة، فإن هدف المنهج الماركسي هو إشباع الحاجات المادية والروحية للفرد، أي أن هدفهما واحد تقريباً، أو ليست سعادة الفرد في تلبية حاجاته المادية والروحية!

عندما تقول المنهج المحمدي أو المنهج الماركسي فأنت تتحدث عن الطريق المحمدي أو الطريق الماركسي في إطار منظومةٍ ما، خطها كل منهما لنفسه والتزم بها، ويمكن لأي فرد أن يدعي أنه محمدي أو أنه ماركسي، بمعني أنه يتبع منهج/ طريق محمد أو يتبع منهج/ طريق ماركس، ورغم تشابه الأهداف النهائية لكلا المنهجين، إلا أن الأول قائم على التسليم بينما الأخير قائم على العلم المادي.


دلالات المسميات
من الناحية اللغوية، الحركات الاجتماعية السياسية الفكرية في الغرب، تاريخياً، في غالبها، دوماً، ترتبط بأسماء قادتها المؤسسين، فتضاف الثلاث أحرف اللاتينية ”IST” أو “ean” ليرمز بعدها اسم القائد المؤسس، للأتباع، فيتم وصف التابع ب: لوثري، يسوعي، ماركسي، أو فابي.. أما المنهج الذي أرساه واتبعه القائد المؤسس، فيتم الرمز له بإضافة الثلاث أحرف اللاتينية”ISM” إلى إسم القائد المؤسس: لينين (ليينيزم/ لينينية).

ذاك التمييز أعلاه، في اللغة الإنجليزية، وبحروفها الثلاثة المضافة، لا نجده واضحاً في اللغة العربية. ففي اللغة العربية صفة "النسبة" أو "الانتساب" تتم بإضافة ياء مشددة لآخر الإسم، فيصير: وهابيّ، أو ماركسيّ. أو بإضافة ياء مشددة وتاء مربوطة في حالة التأنيث كما في: وهابيّة وماركسيّة. في اللغة العربية يتم تمييز "النسبة" المرتبطة باسم فرد ما، عن النسبة المرتبطة بمنهج ذلك الفرد، عبر السياق الذي وردت فيه. مثال لذلك "قرشي" المنسوب إلى قريش، و"وهابي" المنسوب لمنهج محمد بن عبدالوهاب.

حتى أواسط القرن الماضي كانت الحركات الاجتماعية السياسية في الغرب، يتسمى أتباعها بالانتساب إلى أسماء القادة المؤسسين، ولكن من ناحية تراثنا الفكري السياسي الاجتماعي نجد أن معظم أتباع الحركات الاجتماعية السياسية في بلداننا لا يحبون أن تتم نسبتهم إلى القادة المؤسسين، فأنصار السنة يكرهون أن يتم وصفهم بالوهابيين، كما يكره الأخوان الجمهوريون وصفهم بالطاهويين، وفي المقابل ينتشي الكثيرون منا بوصفهم كـ ماركسيين! فهل سعادة "الماركسي" بصفة كونه "ماركسي" أو كونها "ماركسية"، هي أول مظاهر الاستلاب الثقافي و الفكري؟

تراث حراكنا الاجتماعي السوداني لا يخلو من صِفة "النِسبة" للقادة المؤسسين، ولكننا نجدها في معظم الأحوال محصورة في الحركات الطائفية و الطرق الصوفية غير المعنية بالتغيير الاجتماعي السياسي المباشر، مثال لذلك "التجانية" المنسوبة لسيدي أحمد التجاني، أو "القادرية" المنسوبة لسيدي عبدالقادر الجيلاني، إلخ. فنلاحظ إذاً ان مدلول صِفة "النِسبة" في تراثنا الفكري، دائماً ما يكون في سياق الارتباط والتبعية الطائفية، أو رابطة الدم، أكثر من كونها روابط فكرية.

من موقعي، كاشتراكي، أجهد في استخدام منهج الجدل المادي، لتحليل الظواهر ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل التي تعوق تطور وتقدم الإنسان، ولا أجد حرجاً في عدم وصف نفسي كـ "ماركسي" رغم تقديري الجليل لإسهام "كارل ماركس" المجيد في تطور الحركة الاشتراكية. بل أشعر أن تحرير الاشتراكيين من صفة "النسبة" الماركسية، فيه تحرير للمنهج الذي استخدمه كارل ماركس، لنصل به لتعميمات نظرية مناسبة وموائمة لمتطلبات عصرنا، أكثر من المحاولات التي لا طائل من ورائها، التي تجتهد، لا في إيجاد الحلول لمشاكل عصرنا، بل لكي تبدو الحلول المقدمة، فقط ملائمة لنسميها ماركسية!


الشيوعية والماركسية
عندما نتحدث عن الشيوعية فإننا نعني الحركة الشيوعية.. منظمات وأحزاب، وعندما نتحدث عن الماركسية فإننا نقصد النظرية الماركسية، أما الماركسية التي يكثر الحديث عنها، فنتعامل معها على أن المقصود بها المدرسة الفكرية، تلك التي تحوي اضافات شتى عصية على الحصر، وتتناول قضايا ربما لم يسمع بها كارل ماركس نفسه، مثل السيبرنطيقا، وعلم الجمال، الحداثة، ما بعد الحداثة، الخ.

الماركسية لم يخترعها ماركس، بل أن ماركس اتبع منظومة منطق الجدل الذي بوّبه هيغل ثمّ طوره ماركس لما يعرف اليوم بمنهج الجدل المادي، والذي توصل عبره إلي نظريته حول الاقتصاد والمجتمع. أهم ملامح تلك النظرية "الماركسية" تتمثل في الحتمية التاريخية لتلاشي الفوارق الطبقية في المجتمعات البشرية، كما أن ماركس حدد الصراع الطبقي بحسبانه المحرك الرئيسي لحركة التاريخ. فإذا قلنا باتباع منهج ماركس فإنما نحن نتبع طريقته كأداة في البحث واستخلاص النتائج وقد لا نكون ملزمين بالنتائج التي توصل إليها ماركس نفسه، وذلك موقف جيد ومطلوب. ولكن هل منهج ماركس شيئ آخر خلاف منهج الجدل المادي، الذي تمت إعادة تعريفه -بعد ماركس- على أنه المنهج الماركسي؟ فأُهملت الأداة "منهج الجدل المادي" لصالح تمجيد الفرد الذي استخدمها بعبقرية "ماركس"، فآلت إلى الجمود.

الذي ميّز ماركس، هو المنظومة الفلسفية التي بناها، وهي النظرية "الماركسية"، واستحقت أن تُنسب إليه وتسمى باسمه عن جدارة "النظرية الماركسية"، لكن المنهج الذي استخدمه في بناء منظومته تلك لم يكن سوى "منهج الجدل المادي" بما فيه اضافات ماركس نفسه، لذا وجب علينا التمييز وعدم خلط "النظرية الماركسية" بأدوات طرق البحث المسماة بـ "منهج الجدل المادي".

عندما نقول أن فلاناً "ماركسي" أو أن الحزب العلاني حزب "ماركسي" فإن هذا يستوجب أن هذا الفلان أو ذاك الحزب يؤمن بصحة النظرية الماركسية ويسعى لتطبيقها، ويستخدمها في تفسير الظواهر المختلفة. أما أن يستخدم فلان أو المجموعة العلانية نفس المنهج الذي استخدمه كارل ماركس، فلا يجب أن ينسحب على ذلك، أو يترتب عليه، أن يكون هذا الفلان أو العلان ماركسياً! والسبب بسيط جداً، وهو إمكانية توصل مستخدمي نفس المنهج، لنتائج مختلفة. أو أنهم قد يتوصلون لنتائج و تعميمات حول ظواهر لم يتطرق لها كارل ماركس أصلاً، وهناك أمثلة لا حصر لها لتفسيرات مادية لظواهر اجتماعية قدمها أفراد من مفكرين وسياسيين لا يمكن أن نطلق عليهم ماركسيين بأي حال.

مقاربات ومفارقات النظرية الماركسية في ممارسة وبرنامج الحزب الشيوعي السوداني

1- دكتاتورية البروليتاريا
إنّ ماركس وأنجلز لم يتناولا بوضوح كاف أو بتفصيل، موضوع سلطة دولة البروليتاريا، وإنما بعض إشارات عامة، وغامضة في مخطوطتي "البيان الشيوعي"، و "بؤس الفلسفة"، و بتوضيح أكثر قليلاً، حين دعا ماركس في كتابه "الثامن عشر من برومير لويس بونابرت" إلى تحطيم جهاز الدولة.

في سنة 1907، نشر مهرينغ في مجلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني (الأزمنة الجديدة) فقرات من رسالة وجهها ماركس إلى فيديميير في 5 مارس سنة 1852. فقد كتب ماركس:
"فيما يخصني ليس لي، لا فضل اكتشاف الطبقات في المجتمع المعاصر، ولا فضل اكتشاف صراعها. فقد سبقني بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التصور التاريخي لصراع الطبقات هذا، واقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الاقتصادي. وما أعطيته من جديد يتلخص في إقامة البرهان على ما يأتي:
١- أن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل معينة من تطور الإنتاج،
٢- أن النضال الطبقي يفضي بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا،
٣- أن هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الانتقال إلى القضاء على كل الطبقات وإلى المجتمع الخالي من الطبقات".

استند لينين على تلك الرسالة، عند تفصيله موضوع دكتاتورية البروليتاريا، في كراسته "الدولة والثورة" وقد كتب لينين كراسته تلك في أغسطس/ سبتمبر ١٩١٧م. أي عشية ثورة أكتوبر، ولينين وقتها يواجه مهمة التحضير للثورة، فكان لزاماً عليه الدخول في قضايا تفاصيل الدولة والسلطة، وتم نشر الكراسة لأول مرة في ١٩١٨م.

أما البرلمان عند كارل ماركس، فصحيح أنه نتاج تقدمي، وأحد أهم منجزات الثورة البرجوازية، ولكنه تحول إلى أداة لإحكام السيطرة السياسية للبرجوازية وتكريس هيمنتها، ومن ثم كانت الدعوة لتحطيمه وإحلال دكتاتورية البروليتاريا مكانه، حيث الطبقة العاملة تنتخب ممثليها مباشرة ودون عوائق تمويل، أو كوابح أرزاء الفقر التي تمنعها من نيل تعليم عال وليس لديها وقت كاف للاطلاع والمثاقفة.


2- حزب الطبقة العاملة
"والطبقات الوسطى – الصناعي الصغير والتاجر الصغير والحِرفيّ الصغير والفلاّح الصغير – كلها تحارب البرجوازية للحفاظ على وجودها كطبقات وسطى من التلاشي. فهي إذن ليست ثورية بل مُحافظة، وفضلا عن ذلك، إنها رجعية تسعى إلى جعل عَجَلة التاريخ ترجع القهقري.

أما "دون، أو تحت البروليتاريا"، هذا النتن المُستسلم، حثالة الفئات الدنيا من المجتمع القديم، فإنها قد تنجرف هنا وهناك في الحركة بفعل ثورة بروليتارية، لكنها بحكم وضعها الحياتي كله تصبح أكثر استعدادا لبيع نفسها لمكائد الرجعية" - البيان الشيوعي، الفصل الأول.

لإنجاز المهمة التاريخية في الانتقال بالبشرية إلى مجتمع العدل الأرضي، رشح كارل ماركس، الطبقة العاملة الصناعية كقائد لتلك المهمة التاريخية، وذلك بحكم موقعها في العملية الإنتاجية والاستغلال الرأسمالي الواقع عليها، بجانب درجة وعيها التنظيمي العالي الناتج عن تجمعها بأعداد كبيرة في المنشآت الصناعية، كانت تلك هي الأسباب الرئيسية التي أهّلت الطبقة العاملة -عند ماركس- لقيادة الثورة والتغيير نحو المجتمع الشيوعي.

وسيلة الطبقة العامة للاستمرار في السيطرة، كما يعلن الماركسيون اللينينيون، تكون عبر فرض دكتاتورية البروليتاريا كبديل لديكتاتورية البرجوازية المسماة بالديمقراطية الليبرالية، تلك التي أداتها البرلمان. ولكن عندما تضمحل الطبقة العاملة الصناعية -كما وصفها "ماركس" بتجمعاتها الكبيرة في المنشآت الصناعية- يخرج علينا الماركسيون الجُدد بتأويلات حديثة ومصطلحات جديدة تتحدث عن توحد وذوبان طبقة العمال من ذوي الياقات البيضاء والإداريين في طبقة العمال من ذوي الياقات الزرقاء، أو العكس! لا يهم.. فالمهم عندهم هو أن الطبقة العاملة تغيرت نوعياً ونمت نمواً كمياً، تبعاً لأوصافها الجديدة كل الجدة -بحسب الماركسيين الجُدد- والبعيدة كل البعد عن الطبقة العاملة كما وصفها كارل ماركس. بل أن كارل ماركس كان يعتبر ذوي الياقات البيضاء والإداريين من الخونة، وهم كلاب الرأسمالي البرجوازي القابع في قصره، بينما ذوي الياقات البيضاء يلعبون الدور المباشر في التأكد من استمرارية الاستغلال وشدة وتائره!
"فالعمّال، جنود الصناعة البسطاء، يُوضعون تحت رقابة تراتبية كاملة، من ضبّاط وصفّ ضبّاط. وهم ليسوا عبيد طبقة البرجوازيين ودولة البرجوازيين فحسب، بل هم أيضا، في كل يوم وكل ساعة، عبيد للآلة، ولمراقب العمل، وخصوصا للبرجوازي صاحب الفبركة نفسه" - البيان الشيوعي، الفصل الأول.

في مجرى تحسس المخارج النظرية من ورطة التمسك بالنظرية الماركسية على علاتها، كمصدر وحيد، أحد، صمد، لنظرية الثورة السودانية. و في مشروع الدستور المقر من اللجنة المركزية، الفصل الأول، المادة (٢)عن طبيعة الحزب وأهدافه العامة، نتأمل طرح الحزب الشيوعي في البنود التي ترشح الفئات الاجتماعية التي يستنهضها الحزب الشيوعي، وتحددت كالتالي:

"٢- يستند الحزب في تكوينه على الجماهير العاملة في المصانع والمعامل والمؤسسات ودور العلم والحقول والمراعي والمثقفين ويضم في صفوفه الثوريين من كل الطبقات والفئات الاجتماعية الذين يقبلون برنامجه ودستوره ويعملون من أجل تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي واستشراف الأفق الاشتراكي."
مشروع الدستور، ص ٢٢.

إذاً، سيكف الحزب الشيوعي السوداني -بحسب مشروع دستوره- عن الادعاء بتمثيل الطبقة العاملة، فهو حزب الجماهير العاملة، وليس الطبقة العاملة فقط، وفي الحقيقة أن ذلك أقرب لواقع التكوين الاجتماعي الحالي للحزب الشيوعي السوداني. بذلك تنتفي تلقائياً الدعوة الماركسية لإقامة دكتاتورية البروليتاريا. وفي الحقيقة فإن ذلك يقترب أكثر من التعريف والملاحظة التي أضافها "انجلس" للطبعة الإنكليزية للبيان الشيوعي عام 1888م: "نعني بالبرجوازية طبقة الرأسماليين العصريين، مالكي وسائل الإنتاج المجتمعي، الذين يستخدمون العمل المأجور. ونعني بالبروليتاريا طبقة العمال الأجراء العصريين، الذين يُضطرون، لعدم امتلاكهم وسائل إنتاح، إلى بيع قوة عملهم ليتمكنوا من العيش"
و ذلك لا يختلف كثيراً عن التعريف الوارد في دستور الحزب الشيوعي المنشور في 1967، حيث ورد في صفحة 30 منه: "أنه حزب الجماهير العاملة في المصانع والحقول والمكاتب وحزب المثقفين الثوريين وجميع المناضلين في سبيل الاشتراكية.. والمعبر عن المصالح القريبة والبعيدة لهذه الجماهير، والذي يؤهل نفسه باستمرار لتنظيمها وتوحيدها وقيادتها في نضال لا هوادة فيه من أجل تحقيق تلك المصالح"


3- نظرية الثورة
بحسب "ماركس" فإن سبيل الطبقة العاملة –عبر ممثلها التاريخي، الحزب الشيوعي!- للوصول للسلطة السياسية هو الثورة، الثورة التي تحطم علاقات الإنتاج الرأسمالية البالية القائمة على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، وإحلال علاقات إنتاج اشتراكية قائمة على الملكية العامة لوسائل الإنتاج -عبر جهاز الدولة-، وتلك هي المرحلة السابقة للمجتمع الشيوعي، المسماة المرحلة الاشتراكية. ذلك التصور "الماركسي" هو بالضبط المسؤول الأول عن إنتاج النظام أو النموذج الذي أسماه المفكر الماركسي -البريطاني من أصل فلسطيني-، توني كليف "رأسمالية الدولة الاحتكارية في روسيا"، وقد كان "كليف" ثاقب البصر في تحليله للنموذج الاشتراكي الأول، وقد حاز كتابه "رأسمالية الدولة في روسيا" المنشور في ١٩٥٥م على سخط وغضب الشيوعيين، وتم تصنيفه ضمن الدعاية البرجوازية المضادة!


أول مظاهر مفارقة الحركة الشيوعية لنظرية ماركس في الثورة، سطرتها العشرة أيام التي هزت العالم في أكتوبر ١٩١٧م! إذ أنه ووفقاً لكارل ماركس فإن الرأسمالية هي أرقى وأعلى حلقات التطور في سُلم التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية (المشاعية البدائية الأولى، المجتمع العبودي، الإقطاع، ثم الرأسمالية)، والقراءة المادية للتاريخ تكشف لنا أن الانتقال للتشكيلة الأعلى دائماً ما يحدث في الجبهة المتقدمة للتشكيلة القائمة آنئذٍ، في لحظات الطلق التاريخي المؤذن بميلاد الجديد. لكن الواقع كذَّب تنبوءات ماركس، فلم تندلع الثورة الاشتراكية لا في بريطانيا ولا ألمانيا اللتين كانتا تشكلان الجبهة المتقدمة للتشكيلة القائمة (الرأسمالية) آنئذٍ. ولكن الثورة الاشتراكية اندلعت في روسيا القيصرية التي كانت مازالت ترسف في بقايا الإقطاع، وفيها حركة برجوازية ضعيفة وصناعة متخلفة.. في تفسير الحدث تم تعديل في وجهة النظر التي طرحها ماركس، تقر بإمكانية قيام الثورة في أضعف حلقات الرأسمالية! أيضاً قيل أن وجود نظام اشتراكي "أُم" يوفر إمكانية قيام ثورات اشتراكية أخرى في بلدان أكثر تخلفاً.

مصادر الحزب النظرية
مشروع الدستور المقر من اللجنة المركزية، البند٤، حدد المصادر النظرية للحزب كما يلي؛
"٤- هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من انتمائنا العربي والأفريقي، وفوق ذلك كله مستنداً إلى تجارب الواقع السوداني واضعاً في الاعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعيناً بالماركسية كمنهج في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع."
مشروع الدستور، ص ٢٣.

يبدو أن ورود "الماركسية" و تخصيصها بالذكر في البند الرابع أعلاه، من دون خلق الله جميعاً، ورغماً عن ورود جملة "ما توصلت إليه البشرية من معارف" إنما القصد منه ابتغاء مرضاة من سيروِّعه عدم ذكرها! أي ذِكر الماركسية. ولكن على العموم، ورغماً عن عدم إحكام الصياغة، إلا أنني أعتقد أن في البندين ٢ و ٤ يكمن التجديد الحقيقي للحزب الشيوعي السوداني، فالأول منهما يعتني بتوضيح طبيعة القاعدة الاجتماعية التي يخدم الحزب مصالحها، وأحسب أنها الجماهير المنتجة السودانية، وبالبداهة نستبعد منها الشرائح الطفيلية.. بينما الثاني منها يعتني بالوسائل والأدوات المستخدمة لصياغة وترجمة مصالح تلك المجموعات في برنامج سياسي يعبر عنها.


هكذا يتم الابتعاد عن ماركس ونظريته، ثم يأتي منظرون لا يألون جهداً في الادعاء أن الماركسية ليست عقيدة صماء، وأننا لا نلوي عنق الواقع ليوافقها، وأننا مازلنا ماركسيين، إلخ، إلخ. ولم يجرؤ أحد على فرز كوم ماركس وتبيان مفارقته للواقع، أي مفارقة نظرية ماركس التي ما عادت تطابق الواقع، وأن كل محاولات "مركسة" الظواهر اللاحقة بادعاء الاقتراب من الواقع، ما هي في جوهرها إلا اعتراف بقصور جوانب في النظرية الماركسية.. ويبقي الاعتراض على نظرية ماركس، بدراسة الواقع (الاستخدام الخلاق للمنهج الماركسي)، يبقى اعترافاً صريحاً بأن النظرية الماركسية في هيئتها الكاملة لاتصلح بما هي عليه أصلاً.. ويغدو الاقتراب من الواقع بإبدال بعض أصولها النظرية، مثل "دكتاتورية البروليتاريا" بالاعتراف العلني بصلاحية الديمقراطية الليبرالية كوسيلة للتداول السلمي للسلطة. يغدو ذلك الاقتراب من الواقع.. بعداً عن الماركسية لاينكره إلا مكابر.
خلاصة
خلّف ماركس اِرثاً مجيداً في علم الاقتصاد السياسي، والتاريخ، والاجتماع . اِرث ماركس ونظريته في الاقتصاد والتاريخ (النظرية الماركسية) أسسّت لمدرسة فكرية نُسبت له وسميت (الماركسية) ولكن إرث ماركس نفسه (النظرية الماركسية) هو اِرث "ساكن" شأن كل المواريث، أي أنه توقف عن الحركة بعد وفاة ماركس. في مقابل سكون "النظرية" فإن الواقع في حركة دائبة وديناميكية لا تكِل.. الواقع دائماً متجدد، غني ومتشعب، ولكن يمكن مع ذلك الخروج بتعميمات نظرية -من حصيلة التراكم التاريخي والتجربة- تفسر الماضي، وترشح الحلول لمعضلات الحاضر.. التعميمات النظرية التي خرج بها ماركس والنتائج التي توصل إليها مستخدماً المنهج الجدلي في التحليل، من القوة والسطوع ما مكنها من ترك بصماتها في كل العلوم الاجتماعية تقريباً، بهذا المستوى أو ذاك. وفي تقديري، ودون التقليل من صحة كثير من النتائج التي توصل إليها ماركس، إلا أن أعظم منجزات ماركس تمثلت في صقله للمنهج الجدلي واستخدامه، أي في السبب لا النتيجة، في الأداة لا في المُنتَج.

امتدّ تأثير ماركس الطاغي على المدرسة الفكرية التي نشأت بعده، وتعرف بـ "الماركسية" وأصبحت المنجزات الفكرية لأعضاء تلك المدرسة، تُنسب إلى "الماركسية" لا إلى مُنتِجيها! وبقيام الدولة السوفياتية، أصبحت الدولة هي الراعي الرسمي للماركسية، وحاملة أختامها. وبتعدد الانقسامات في الدولة، ولاحقاً الدول الاشتراكية، انقسمت مدارس الماركسية ومراكزها، وظهرت منها نُسخ متعددة، الماركسية-اللينينية، الماركسية-اللينينية-الستالينية، الماركسية-التروتسكية، الماركسية-الماوية، ال.. ولأن الماركسية قد طرحت نفسها كنظرية "شاملة" فقد أصبحت مثل كرش الفيل.. كل إنتاج فكري داخل أحد مراكزها ينسب إليها، لا إلى مُنتِجها –مُنتِج الفكرة المُحدثة- ومن غير المعروف من هو حامل أختام الماركسية الذي يوزع صكوكها ويفرز ماهو ماركسي أصيل عن ماهو دخيل!

يطرح الحزب الشيوعي السوداني مشروعاً يسميه "الدولة المدنية" ولا ينسى أن يختمه بختم الماركسية باعتباره فهماً ماركسياً للواقع.. ويمكن أن يطرح الحزب الشيوعي العراقي مشروع الدولة العلمانية وهو أيضاً مختوم بختم الماركسية حسب الواقع المحلي.. فأصبحت للماركسية فروقات محلية مثل فروقات الوقت، وعلى كل ماركسي مراعاة الفوارق المحلية، وكلها في النهاية تصب في كرش الفيل.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، لماذا لايتم فرز ما لماركس لماركس وما للحزب للحزب؟ الأحزاب والحركات الشيوعية لماذا تُصر على الطلاء الماركسي لمنتجات لا تمت لـماركس بِصلة؟ مثل الديمقراطية الليبرالية.. أنه من العبث والاستخفاف، القول بأن الاجتهاد الماركسي الخلاق ومعرفة الواقع هو ما قاد الحزب الشيوعي السوداني، مثلاً، لقبول الديمقراطية الليبرالية!! حركة المجتمع أكبر بكثير من محاولة تفسيرها بالماركسية وحدها، والتفاسير نفسها.. ما الداعي لمحاولة "مركستها" كلما ثبت صحة إحداها.. فحتى ذلك الذي ثبتت صحته وصلاحيته اليوم، قد لا يصلح بعد ربع قرن من الزمان.

العيــب في التطبيق، ولكن الماركسية بخير! الحل في الإسلام، أما انحطاط المشروع الحضاري فهو عيب في التطبيق. انحراف صـدام حسين -أو الأسد- هو تطبيق خاطيء لمباديء القومية العربية. التخريجات الآنفة، نسمعها مراراً من سدنة كل مشروع سياسي اجتماعي نال حظه من الانحطاط المزري حتى سقوطه، بينما جوهر سقوط تلك المشاريع في واقع الأمر سببه علل داخلية تفقأ العين. لكن –السدنة- لا يرونها، لذا يصبون جام لعناتهم على الخارج. ونحن في هذا المقام لا نهمل العامل الخارجي، فهو موجود ولا يسعنا إنكاره، ولكننا نتساءل عن كنه الظروف الموضوعية –المادية- التي سمحت لهذا الخارج، بالتأثير على المشروعات السياسية الاجتماعية إلى أن تسقط وتذروها الرياح وتشيّع باللعنات. هل ما حدث وما يحدث، كان ممكناً بغير واقع الانحطاط الداخلي الشامل، الذي أصاب تلك المشروعات؟ في الإجابة على ذلك نرجع إلى تحليل ماركس ودراسته لتاريخ التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية، والتي شرح فيها كيف أن كل تشكيلة اجتماعية اقتصادية مكتملة النمو، كان تطور القوى المنتجة فيها يصل مستوىً يصبح معه الاستمرار في علاقات الإنتاج السائدة مستحيلاً. فيكون جنين العلاقات الجديدة قد تخلَّقَ في رحم القديم، حيث لا مناص من الثورة لولادة الجديد وتسيدّه. فكما بيّنَ ماركس أن ذلك التغيير، غير ممكن الحدوث إلا في المجتمعات التي تسنمت فيها قوى الإنتاج ذُرى ناصية التقدم، حيث يغدو العائق في وجه تطورها أكثر، وإلى مستوى أرفع، هو العلاقات الإنتاجية القديمة السائدة. بالمقابل، وفي تماهٍ مع تحليل ماركس أعلاه، فإن محاولة التدخل الواعي المتعسف لتسريع الولادة قبل اكتمال الخِلقة، وفي غير بيئتها، كما حدث في روسيا القيصرية ولاحقاً شرق أوربا، كان لابد لها من إنتاج ذاك المسخ المشوه، المسمى الكتلة الاشتراكية.

هل من الممكن أن نتصور أنه يمكن، وبفعل خارجي، هزيمة مجتمع تسيدت فيه علاقات الإنتاج الجديدة لتقارب مستوى تطور القوى المنتجة الناهضة، هزيمة نهائية؟ وتقريباً للصورة، نطلق لخيالنا العنان ونتصور أن مستوى تطور القوى المنتجة في أوربا الغربية وأمريكا واليابان وصل مستوىً كان لابد فيه من تغيير علاقات الإنتاج، ولنقل تغييرها إلى علاقات إنتاج اشتراكية، و أن ذلك التغيير قد حدث. هل يمكن، ومهما بلغ بنا الجموح في الخيال، أن نتصور أن هناك قوى خارجية بمقدورها إرجاع العجلة؟ ذلك غير ممكن لسبب بسيط جداً.. مستوى القوى المنتجة خارج مثلث أوربا الغربية وأمريكا واليابان -وجهازها السياسي المعبر عنها- لا يزال ضعيفاً جداً، وسيكون جُلّ همه في تلك اللحظات منصباً في حماية نفسه من رياح التغيير. ما أود الإشارة له هو أن مشروع إقامة نظام علاقات إنتاج اشتراكية في بلد متخلف، هو مشروع يناقض تحليل ماركس في المقام الأول، قبل أن ننسب أسباب فشله إلى القوى الخارجية. وبما أننا في السودان وضمن خارطة التشكيلات الاجتماعية التاريخية ومستوى تطور القوى المنتجة القائم، مازالنا نبعد محيطات وصحارى عن ذلك التصور الماركسي للتغيير الشامل، فإننا غير معنيين به في صورته الشاملة تلك، وإن كنا نأخذ الحكمة حتى من أفواه الحالمين، فهي –أي الحكمة- ضالتنا، لكن ماركس ليس نبينا.

أصحاب الحكمة الباطلة "أن النظرية جيدة ولكن العيب في التطبيق" دراويش غارقون، لأنهم رغم السقوط الداوي لنظرياتهم، ما انفكوا في غيهم سادرون. هم دراويش لأن إيمانهم المطلق في صحة النظريات الاجتماعية التي تبنّوها، وكأنها تنزيل من حكيم حميد، لم يهتز لهم فيها شعره. فوق ذلك هم ثانياً، كسالى وعاطلو الذهن، كسالى بسبب اختيارهم السهل، الذي لسان حاله يلهج بأن العبقري الكامل –واضع النظرية- لا يأتيه الباطل لا من التاريخ ولا الجغرافيا ولا الحاضر ولا من المستقبل.. فالأمر كله لا يعدو سوء تطبيق وانحراف من جانب الصحابة، أو التابعين، أو تابعي التابعين! وهم في ثالث الأمر.. يتسمون بقدر عال من اللامبالاة وإحساس متبلد بالمسؤولية الإنسانية، أو قل أن مصالحهم الذاتية ربما مرتبطة بالنظام الزائل. أو كيف نفسر طلبهم الفرصة الثانية لتطبيق "نفس" النظرية، بحجة ودعاوي التطبيق الصحيح؟ هل رخُصت حيوات البشر لدرجة تسليمها لنفس الجزار الذي "حرجمها" أول مرة، ليحسن ذبحها في الثانية؟! العيوب والثقوب النظرية في الماركسية فاقع ألوانها. فإذا سلمنا بصحة نظرية "النظرية صحيحة والعيب في التطبيق" فإن هناك قضايا أساسية تمثل مقام "العضُم" عند النظر في إمكانية تطبيق النظرية الماركسية "النقية!" وانزالها على أرض الواقع الراهني أو المستقبلي المنظور، وهي قضايا تتطلب مخاطبة جادة، ومباشرة. أولها؛ كيف تتحقق "الملكية العامة لوسائل الإنتاج"؟ هل تتحقق بتملك الدولة لها، وإدارتها، وإعادة توزيع فائض الإنتاج. أم بتمليكها للقوى المنتجة –العاملين عليها- مباشرةً؟ الخيار الأول –ملكية الدولة لوسائل الانتاج- ما هو سوى تكرار لنموذج "رأسمالية الدولة الاحتكارية" كما خبرته دولة السوفييت و الأنظمة التابعة لها. بينما الخيار الثاني هو إعادة إخراج الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، بممثلات وممثلين جُدد، فكأننا يا عمر لا رحنا ولا جينا! سؤال ملكية وسائل الانتاج في المشروع الاشتراكي، معضلة، اذا لم يتوفر لها خيار ثالث.

ثاني القضايا؛ ماذا سيكون عليه حال نظام تداول السلطة السياسية؟ والإجابة على هذا السؤال لا تنفع معها المراوغات مثل القول بـ "الديمقراطية المباشرة" على غرار السوفيتات، أو لجان القذافي الثورية! كيف يعني ديمقراطية مباشرة؟ نريد تفصيلاً حول ما إذا ستكون حرية التنظيم، والاجتماع، والكلام، والصحافة، محاطة بضمانات كافية. وما إذا سيتحقق الفصل بين السلطات؛ التنفيذية، والتشريعية، والقضاء. وما إذا كان مسموحاً للبرجوازية بالدعاية لنفسها والصعود للحكم إذا قرر الناخبون ذلك. فإن كانت كذلك، فهي الديمقراطية الليبرالية –البرجوازية- ذات نفسها وبشحمها ولحمها! وإن لم تكن كذلك، فالبشرية في مستوى تطورها الحالي لا تقبل الانتقاص -طوعاً- من تلك الهيئة القائمة. اذاً ما الجديد هنا؟

هناك تخوف من أن الدعوة لتعدد المصادر الفكرية في مقابل الادعاء بماركسية الحزب، من أنها قد تعصف بوحدة الحزب، وذلك التخوف يتم التعبير عنه من خلال الدعوة لما يسمى بـ "الوحدة الفكرية" تلك الخدعة الكبرى، والتي هي أشبه برفع المصاحف على أسنة الرماح، وتهدف إلى احتكار التفكير وفرض طريق واحد، طالما أن "الفكرة" المراد التوحد حولها إنما يتم إنتاجها داخل إطار الزعامة أو حلقة القيادة فقط، والسلام على من اتبع الهدى! وفي واقع الحياة السياسية فإن معظم الأحزاب الديمقراطية في العالم تظل موحدة وحاكمة ومسيطرة دونما حوجة لما يسمى بـ"الوحدة الفكرية"، إنما يوحد إرادة عضويتها الشعار العام والبرنامج العام، وعليه فإن المطلوب وحدة الإرادة.. ووحدة الإرادة تعني الرغبة الموحدة للوصول لنفس الهدف، وصراع الأفكار لا يهدد وحدة الإرادة، بل يكون معنياً بالتوصل لأقل الطرق كُلفةً لتحقيق مقاصد البرنامج. أحزاب مثل العمال البريطاني، والمؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا، تتعدد مصادرها الفكرية التي تنهل منها، ولا تعاني بسبب ذلك، التمزق أو البلبلة.



أسامة الكاشف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 01:07 PM   #[39]
أسامة الكاشف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة الكاشف
 
افتراضي

الجيلي يا حبيب
عدلان بذل في هذه الورقة جهداً مقدراً
وكذلك فعل الخاتم في آن أوان التغيير
وكلاهما انطلق من منصة الحادب على الحزب الشيوعي والراغب في التطوير
هنالك حالة من الجمود والتكلس اعترت مختلف الحركات الثورية
خصوصاً بالمنطقة العربية مع صعود عقد الأقليات والهوامش
الذي بدأ في تيمور الشرقية مرورا بالبوسنة وكوسوفو وراوندا التوتسي والهوتو
وحتى جنوب السودان
غاب التنظر الثوري الفاعل الذي يتعامل مع معطيات الواقع المتغير
بالنظر إلى السودان والحزب الشيوعي السوداني
نجد أن المنهج الذي اختطه الشهيد عبدالخالق محجوب انبنى على
قراءة الواقع السوداني باستخدام أدوات الماركسية
وكان له القدح المعلى في التعرف على آليات القطاع التقليدي وشبه الاقطاع القبلي (وهذه التسمية جديرة بالوقوف عندها كثيراً لأنها في مضمونها تتخطى مقولات المادية التاريخية الكلاسيكية).
قرأ عبد الخالق الواقع السوداني مستفيداً من الأدوات الاستثنائية التي وفرتها الماركسية
وعلى رأسها المادية الجدلية وقوانينها
وهذا علم وليس رجما بالغيب
وواصل نقد في ذات المنحى
باستثناء القراءة التاريخية للقدال واجتهادات وتنظير بعض الاقتصاديين السودانيين (كبلو على سبيل المثال) نجد أن السياسي قد غلب على النظري في معظم منتوج الماركسيين السودانيين
وهذا ما دعاني شخصياً للاحتفاء بورقة عدلان التي أدرنا حولها نقاشاً ثراً
دفن الرأس في الرمال لن يجدي فتيلا
ومعرفة موطن الخلل أولى الخطوات للإصلاح
فقط علينا ألا نسقط من حساباتنا الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحزب الشيوعي السوداني منذ حله بقرار البرلمان مروراً بتصفية قياداته التاريخية وحتى اللحظة
حيث أن هذه الهجمة القت بظلالها على قدرة الشيوعيين السودانيين على التنظير والتطوير
في معظم فترات الهجمات كان شعار البقاء والتماسك أقوى من شعارات التطوير والتجديد
أنا أدعو لقراءة ورقة عدلان بعقل مفتوح قطع شك فيها ما يفيد تطور الحزب وإعادة قراءة الخاتم بذات العقل المفتوح
والبعد عن التهاتر غير الموضوعي ووصم المخالفين بالتحريفية والبروجوازية الصغيرة التصفوية وما على شاكلة ذلك والقياس على تجارب لينين وروزا لوكسمبورج التي تختلف عن واقعنا
نحن لنا خصوصيتنا التي انتبه لها الشهيد عبدالخالق بوعي فاق غيره (هل تصدق أنه أغتيل ولم يبلغ الخمسين)وأدعوا لإعادة قراءة انتاجه الذي أصبح الآن متاحاً (دار عزة طبعت كل كتبه)
أرسل لي عدلان ورقة حول البرنامج قدمها نقد حأفتشها لو لقيتها بنزلها في البوست لأنها أيضاً قراءة نقدية سودانية ماركسية كاملة الدسم.
المهم حتى الأصولية الماركسية ستشكل معوق حقيقي أمام تطور الحركة السودانية الثورية الوطنية الديمقراطية
وإن كان الاسم لا يشكل فرقاً كبيراً مقارنة بالمحتوى إلا أن الماركسية نفسها كعلم ليس لها ثوابت قطعية بل حركة وتطور دائبين
ولنا عودة معليش للإطالة

تسلموا



أسامة الكاشف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 03:07 PM   #[40]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة الكاشف مشاهدة المشاركة
يطرح الحزب الشيوعي السوداني مشروعاً يسميه "الدولة المدنية" ولا ينسى أن يختمه بختم الماركسية باعتباره فهماً ماركسياً للواقع.. ويمكن أن يطرح الحزب الشيوعي العراقي مشروع الدولة العلمانية وهو أيضاً مختوم بختم الماركسية حسب الواقع المحلي.. فأصبحت للماركسية فروقات محلية مثل فروقات الوقت، وعلى كل ماركسي مراعاة الفوارق المحلية، وكلها في النهاية تصب في كرش الفيل.

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، لماذا لايتم فرز ما لماركس لماركس وما للحزب للحزب؟ الأحزاب والحركات الشيوعية لماذا تُصر على الطلاء الماركسي لمنتجات لا تمت لـماركس بِصلة؟ مثل الديمقراطية الليبرالية.. أنه من العبث والاستخفاف، القول بأن الاجتهاد الماركسي الخلاق ومعرفة الواقع هو ما قاد الحزب الشيوعي السوداني، مثلاً، لقبول الديمقراطية الليبرالية!! حركة المجتمع أكبر بكثير من محاولة تفسيرها بالماركسية وحدها، والتفاسير نفسها.. ما الداعي لمحاولة "مركستها" كلما ثبت صحة إحداها.. فحتى ذلك الذي ثبتت صحته وصلاحيته اليوم، قد لا يصلح بعد ربع قرن من الزمان.

.


اهداء للدكتور صدقي كبلو صاحب كتاب (موسم الهجرة الى اليمين )



التوقيع: (لا عقيدة أسمى من الحقيقة)
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 03:42 PM   #[41]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[ان بعض الزملاء الذين يعبرون عن بعض هذه الاراء التصفوية زملاء ساهموا في النضال عبر تاريخهم ولا تنقصهم الشجاعة ولا الأقدام ولكن خفت امام اعينهم ضوء الامل او انهم ياسوا من هذه "الدورة الشريرة" بين انقلاب عسكري وحكم حزبي طائفي، انهم ابطال يائسون مغامرون يتراءى لهم الحل في حل الحزب الشيوعي وتكوين حزب جماهيري جديد يكسب الانتخابات بعد اسقاط النظام ويحلهم وشعب السودان من هذا المأزق او يصل الى السلطة مباشرة من خلال اسقاط حكم الجبهة الاسلامية عن طريق النضال المسلح ويقوم بعزل الاحزاب التقليدية او تحجيمها خلال فترة انتقال طويلة! وهم قد يكونوا مستعدين لتقديم ارواحهم فداء لبرنامجهم هذا، ولكن المسالة ليست بهذه السهولة! فكم كان النضال سيكون سهلا لو انه فقط يحتاج لابطال مغامرين مستعدين لتقديم ارواحهم فداء او انه يحتاج أن يغير الحزب الشيوعي إسمه أو يحتاج لتكوين حزب جديد غير شيوعي! لقد طرح بعض هؤلاء الرفاق اراءهم داخل الحزب مستفيدين من فرصة المناقشة العامة المفتوحة داخل الحزب لدراسة الظروف الجديدة التي نشأت بانهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول شرق اوربا، ولكن افكار هؤلا ء الرفاق لم تجد قبولا من اغلبية اعضاء الحزب حيثما طرحت، فما كان من بعض هؤلا ء الرفاق الا ان غادروا الحزب، بعضهم غادره في صمت ودون ضجة باحثا عن مجال جديد لافكاره والبعض الاخر اثر ان يثير ضجة حول الخروج جاعلا من خروجه انقساما.


وقال ايضا ::

" التيار التصفوي يستند على حالة الانحسار التي تواجه الحركة الثورية العالمية وحركة التحرر الوطني عقب تصفية وسقوط الانظمة الاشتراكية في شرق اوربا والصعوبات التي تواجه الحركة الثورية وكل جماهير الشعب السوداني بعد انقلاب يونيو 1989 الذي نظمته الجبهة القومية الاسلامية. انه يستند على اشمل هجمة ايدولجية يواجهها الفكر الثوري على مستوى العالم ويمثل تراجعا كاملا امام تلك الهجمة.

وقال ايضا ::
ان موسم الهجرة لليمين تدعمه ظروف ذاتية اهمها خيبة الامل التي اصابت الذين لم يكن يروا في الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي غير الانجازات، اسيري النموذج السوفيتي فكريا وبرنامجيا، فاذا فشل النموذج السوفيتي فشلت الاشتراكية وتصدعت الماركسية، الماركسية بالنسبة لهم دينا قد ذبح عجله المقدس فلم يعد هناك اله للعبادة، وليست منهجا قادرا على دراسة ظاهرة انهيار النموذج اللينيني والستاليني والصراع داخلهما واستخلاص الدروس من كل تلك التجارب لتطوير البرامج وتحسين ادوات النضال وتعميق الاتصال بالجماهير عن طريق طرح نموذج بديل للستالينية اكثر انسانية وجدير بالنضال من اجله، في ذات الوقت الذي يطرح بديلا تاريخيا لنمط الانتاج الراسمالي وبديلا برنامجيا لمشاكل البلاد النامية الحالية وبديلا لللينية يتخطى فهمها وتحليلها لرأسمالية ما قبل الحرب العالمية الأولى بتقديم تحليل نقدي لرأسمالية النصف الثاني للقرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين."

وقال ايضا ::
"ان موسم الهجرة لليمين تشجعه ظروف التشريد والبطش والتعذيب والاعتقالات التي تواجه المناضلين في الداخل والمنفى وظروف العطالة والتشريد وصعوبات الغربة التي تواجه السودانيين في الخارج، تدعمه خيبة الامل التي اصابت البعض في المعارضة السودانية وفي قدراتها، وتدعمه وسط الشيوعيين والديمقراطيين بالتحديد صعوبات لم يمر بها حزبهم وحركتهم الديمقراطية من قبل، لافي عهد الاستعمار ولاتحت احلك الديكتاتوريات العسكرية مما يغذي روح اليأس والمغامرة معا وعدم الوضوح حول المهام العملية وكيفية تنفيذها والصبر على تنفيذها ،بل احيانا جدوى تنفيذها."

(صدقي كبلو )



التوقيع: (لا عقيدة أسمى من الحقيقة)
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14-06-2015, 03:48 PM   #[42]
صديق عيدروس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديق عيدروس مشاهدة المشاركة
[ان بعض الزملاء الذين يعبرون عن بعض هذه الاراء التصفوية زملاء ساهموا في النضال عبر تاريخهم ولا تنقصهم الشجاعة ولا الأقدام ولكن خفت امام اعينهم ضوء الامل او انهم ياسوا من هذه "الدورة الشريرة" بين انقلاب عسكري وحكم حزبي طائفي، انهم ابطال يائسون مغامرون يتراءى لهم الحل في حل الحزب الشيوعي وتكوين حزب جماهيري جديد يكسب الانتخابات بعد اسقاط النظام ويحلهم وشعب السودان من هذا المأزق او يصل الى السلطة مباشرة من خلال اسقاط حكم الجبهة الاسلامية عن طريق النضال المسلح ويقوم بعزل الاحزاب التقليدية او تحجيمها خلال فترة انتقال طويلة! وهم قد يكونوا مستعدين لتقديم ارواحهم فداء لبرنامجهم هذا، ولكن المسالة ليست بهذه السهولة! فكم كان النضال سيكون سهلا لو انه فقط يحتاج لابطال مغامرين مستعدين لتقديم ارواحهم فداء او انه يحتاج أن يغير الحزب الشيوعي إسمه أو يحتاج لتكوين حزب جديد غير شيوعي! لقد طرح بعض هؤلاء الرفاق اراءهم داخل الحزب مستفيدين من فرصة المناقشة العامة المفتوحة داخل الحزب لدراسة الظروف الجديدة التي نشأت بانهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي ودول شرق اوربا، ولكن افكار هؤلا ء الرفاق لم تجد قبولا من اغلبية اعضاء الحزب حيثما طرحت، فما كان من بعض هؤلا ء الرفاق الا ان غادروا الحزب، بعضهم غادره في صمت ودون ضجة باحثا عن مجال جديد لافكاره والبعض الاخر اثر ان يثير ضجة حول الخروج جاعلا من خروجه انقساما.


وقال ايضا ::

" التيار التصفوي يستند على حالة الانحسار التي تواجه الحركة الثورية العالمية وحركة التحرر الوطني عقب تصفية وسقوط الانظمة الاشتراكية في شرق اوربا والصعوبات التي تواجه الحركة الثورية وكل جماهير الشعب السوداني بعد انقلاب يونيو 1989 الذي نظمته الجبهة القومية الاسلامية. انه يستند على اشمل هجمة ايدولجية يواجهها الفكر الثوري على مستوى العالم ويمثل تراجعا كاملا امام تلك الهجمة.

وقال ايضا ::
ان موسم الهجرة لليمين تدعمه ظروف ذاتية اهمها خيبة الامل التي اصابت الذين لم يكن يروا في الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي غير الانجازات، اسيري النموذج السوفيتي فكريا وبرنامجيا، فاذا فشل النموذج السوفيتي فشلت الاشتراكية وتصدعت الماركسية، الماركسية بالنسبة لهم دينا قد ذبح عجله المقدس فلم يعد هناك اله للعبادة، وليست منهجا قادرا على دراسة ظاهرة انهيار النموذج اللينيني والستاليني والصراع داخلهما واستخلاص الدروس من كل تلك التجارب لتطوير البرامج وتحسين ادوات النضال وتعميق الاتصال بالجماهير عن طريق طرح نموذج بديل للستالينية اكثر انسانية وجدير بالنضال من اجله، في ذات الوقت الذي يطرح بديلا تاريخيا لنمط الانتاج الراسمالي وبديلا برنامجيا لمشاكل البلاد النامية الحالية وبديلا لللينية يتخطى فهمها وتحليلها لرأسمالية ما قبل الحرب العالمية الأولى بتقديم تحليل نقدي لرأسمالية النصف الثاني للقرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين."

وقال ايضا ::
"ان موسم الهجرة لليمين تشجعه ظروف التشريد والبطش والتعذيب والاعتقالات التي تواجه المناضلين في الداخل والمنفى وظروف العطالة والتشريد وصعوبات الغربة التي تواجه السودانيين في الخارج، تدعمه خيبة الامل التي اصابت البعض في المعارضة السودانية وفي قدراتها، وتدعمه وسط الشيوعيين والديمقراطيين بالتحديد صعوبات لم يمر بها حزبهم وحركتهم الديمقراطية من قبل، لافي عهد الاستعمار ولاتحت احلك الديكتاتوريات العسكرية مما يغذي روح اليأس والمغامرة معا وعدم الوضوح حول المهام العملية وكيفية تنفيذها والصبر على تنفيذها ،بل احيانا جدوى تنفيذها."

(صدقي كبلو )

تصور !

هذا من اعلى ما قاله الدكتور صدقي كبلو في نقده ورده على الكلام العلمي العميق للراحل الخاتم عدلان ،، اختزل المسألة كلها في ظروف ذاتية وخيبة امل وارهاق من الغربة وووو



التوقيع: (لا عقيدة أسمى من الحقيقة)
صديق عيدروس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17-06-2015, 09:36 AM   #[43]
أسامة الكاشف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة الكاشف
 
افتراضي

صباحاتكم فل

الجيلي وينك



أسامة الكاشف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:16 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.