الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 27-06-2013, 03:09 PM   #[1]
تاج السر الملك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية تاج السر الملك
 
افتراضي المقامه الخماسيه

المقامه الخماسيه

تاج السر الملك

عبر سماعة الهاتف العمومي، ابلغتني امراتي، والساعة تقترب من منتصف الليل، صباح اليوم التالي في حقيقة الامر، حدثتني فادركت من بلاغها ان النساء يحبلن بشكل افتراضي مضطرد، حتي وإن لم تنم معهن، وان اسطورة بائع اللبن ورجل البريد، ليست سوى اساطير حمقاء فاشلة، منذ حلت معجزة ميلاد المسيح، واطفال المايقوما واطفال فوستر، اطفال كل ساعة إلي ارضنا الكرويةالمحبوبه يفدون، ساكون اباً لطفل او لطفلة بعد شهور قلائل من هذه اللحظة، هكذا جاءني صوتها خائراً،فكأنه آت من عمق جب او حب او كليهما، علقت السماعه بين ذراعين من النيكل الصقيل، انحنت سوداء مثل ارملة ثاكله، او عباءة سوداء متسخة، او تمثال بوذي منسي، سدت المحال التجارية ابوابها، وما من احد غيري وسط هذا الهجر المقفر، موقف سيارات الزبائن فارغ، إلا من لحظات ضوء خاطف، ودون ان اعي مضيت ادفع امامي، عربة السوبرماركت المخصصة لحمل بضائع المشترين، اتسلي برفقتها، او بحسبانها سلاح يعينني علي مواجهة الخوف، صدق اخي حين قال ان الدهان يمسك بفرشاة الدهن حين يسقط من حالق، ولا يعلم لم اندق عنقه، حين يندق، وفنان الحقيبة يتشبث بالرق، وهكذا، رومل الليل، كنت وامامي دبابه، سلكت طريقي عائداً إلىج الظلمة من الظلمة، ابصر الطريق بعيني طفلي القادم، معقود بحبل سري لا ادرك كنهه ولا يهمني ذا نوع من الإدراك. رايت امي، ودائما ما تعيب علي جدتي، والدة والدي، وهما جالستان على قصعة من الظهيره الحارقه، يتعاركن دون ملل، يتلاغين والغبن والذكريات الغبرة الغبراء، (إنتي ما جريتي ورا ود صالح، عرسني يا محجوب، عرسني يا محجوب) ، وجدتي بحكمة تدرأ عن نفسها الغضب، تحاور اناساً لا يمتون الي عالم امي بصلة، ولكنهم كلما تبقى لها في عالمها، ود صالح المحجوب اجابها وقد بلغ الصبر منتهاه، ياخي خلاص بعرسك، وبعد عام تلقى نبأ الحمل، فقال في سره، ان النساء يحبلن بشكل افتراضي مضطرد، ثم عبر عتمة الليل الى الشاطئ الآخر، وهو يدف مركبه القديم بمجداف واحد، وحيزوم متآكل، في الليلة التي سبقت سقوط نورماندي.

I feel better than James Brown

لم يدم الحوار طويلا بيني وبين (ماريا نوفارو)، حتي تعرفنا على ذواتنا القصيه، وطفلتها ساكنة في مكانها مثل تحفة اسيوية، تنظر بعينين مثبتتين مثل الخرز، على مَلَك ٍيطوف حولنا مثل طلئر الكاردينال، الذي لايطيق رؤية كاميرا التصوير للحظة، كان حديثاً مثل تشققات الألحان الى عزوفات منفرده، يمسك بحلق الروح دون لأي، وابتسامة منها مسرفة في غنجها، وحديث عبر الهاتف، عرسني يا محجوب عليك النبي، قالت امي بان ملك الموت التقاه عند منحنى النهر، قبل قيام كبري حنتوب، وفاوضه في امر بقاءه، وقيل ان محجوبا غضب فاصاب الَملَك بعصاه، ففقأ عينه اليمنى، ففر الملََك ولم يعد لمداورته في الامر مرة اخرى، وحين بلغ من العمر العشرين بعد المائة من السنين، وسئم الحياة ولم يعد له فيها صلاح، قام بتسليم نفسه من تلقائها، وابلغ عن وجوده السري على قيد الحياة، ' مضي ولم يفتقده احد، ولم تكن هنالك امرأة ترغب في عرسه.
اشرت على (اماني) ان تعدل من وضع طفلتنا، وانا اتضرس من منظرها منطرحة على قفاها تمتص الحليب من الزجاجة، خفت عليها ان تشرق فتختنق فتموت، تظاهرت بالنظر الي النافذه، ولكن وجه الطفلة وهي ترضع وتتنفس وتحرك اصابعها الدقيقة حول قطر الزجاجة، ظل يلاحقني، سكن المشهد خاطري، ظللت ابتلع في ريقي حتى اشرفت على الاختناق، وحينما لحظت ( اماني) فزعي، تملكتها رجولة تتبدى في مواقف النسوة من وقت لآخر، إبتسمت في ظفر، واخرجت ثديها من ستره، والقمته الطفله وهي تنظرني في تحد دون ان تخطئ هدفها الفم الصغير المحدب، اسندت عنق الطفلة الرقيق بعنف تكتيكي تعرفه النسوة ايضاً، وحين بدأت الغرغرة، قالت وعيونها ملتصقة كالدِهان على وجهي، اها ارتحت يا تاج السر؟

وصلت المبني الذي اعيش في شقة داخله، دفعت بعربة التسوق على جانب المدخل الايمن، بحثت عن المفاتيح في جيوبي، فكانها قد غيرت مواقعها بمحض إرادتها، انفتح الباب الزجاجي العظيم من تلقاء نفسه، وازيز الفتح بالضبط النائي لبث برهة ثم تبدد وتلاشي، دخلت المبني فوجدت امامي عربة التسوق التي تركتها في الخارج، وثلاثة اطفال حديثي عهد بالحياة، غارقين في لفائفهم البيضاء المنتقاه، تفرست فرايت بنية صغيرة وسط ولدين، ايهم كالقمر ليلة تمامه يا الهي؟، صاحت ( ميس إيسي) من مرقدها في السرداب، العيال ديل رضعانين، باقين على النوم، دفعت العربة الي شقتي، فتحت الباب ولدهشتي وعلى ( الكرويتة) ، كما تسمي جدتي الكنبه، رايت ( جيمس براون) ممددا عليها، وبنصف اغماضة ادرك قدومي، ونصف قطعة من خبز الفرح، همهم شيئاً فهمت منه انه مطارد من بوليس ( جورجيا)، لحيازته السلاح الناري، سنتحدث في الامر غدا قلت اعرض عليه الغذاء فرفض الغذاء، وضعت الاطفال في اسرتهم، في رفق، فتحت نافذة الغرفة الخلفية، لاتتبع احداث العالم، وهنالك في الظلمة وراء مخزن الخمور، رايت اشباح لصوص ( البرونكس)، منهمكين في تعبئة ناقلة تقف بمؤخرتها حذو رصيف الشحن والتفريغ، بصناديق الخمور، تبينت من بينهم البورتوريك والسلفادور والكلومبيانوس، (عوض) من داخل عربة شركة الامن، ناهضا علي تلة من البيوت المتلاصقة الكئيبة، يلصق الراديو الماركوني على شفتيه بين فوارق زمنية
ضئيله، لعله ينقل وصفا حيا الي شرطة البرونكس، وصفا يائسا لمن لا يعنيه الامر، وحينما ادرك منه الجزع ثقبا في فؤاده، دعوته الي الدخول فقد اوفى بما عليه وانا شاهد، دخل الشقة من سلم الحريق، وقبل ان يتعرف على المكان، جلس في مقعد المرحاض دون ان يعني بسد الباب، فسددته عنه.

اشرقت شمس اليوم التالي، وعوض داخل المرحاض لما يزل، وجيمس براون ممتقع الوجه، سالني وقد جفت عروق يديه وشفتيه الى لون الدقيق استحالتا، سالني عمن يكون صاحب الزي الرسمي المختبئ في الحمام، وقال لي (نعلك ما بعتني رخيص؟)، فتهيأ لي ان لحية ( دقنه) نبتت على وجهه، إنفجر ضاحكا حين علم بامر العوض، وصاح من فرحته
. ....... هييييع
قفز وسار بمشية المون ووك بطول الصالة وعرضها وهو يهتف
(تقولي مايكل جاكسون).
خرج عوض من المرحاض وعلي وجهه تلوح اثار فقدان السوائل وحتى الشهية، سالني وهو يكاد يسقط إعياءً، الهيييع القبيل دي من اسطوانة جيمس براون؟ فطمانته بان الصوت كان صوت (حمدي بدر الدين)، فاقتنع كعادته حتى لا يرهق عقله بما لا يطيق، مضى يلاطف الاطفال وحادثني من على البعد (الشفع ديل الحبه وقعت ليك بكم)، فاجبته، وبعد برهة ضئيلة تلت، صاح من مكانه بانهم قد فعلوها، اشرت الى مكان الحفاضات، فامتنع بتقزز عن تغييرها، فصحت من مكاني، دون ان اكلف نفسي عناء النهوض، (يا اماني....يا اماني).

تسللت (ماريا نافارو) في منتصف النهار، عبر سلم الحريق كما فعل العوض، قالت بان البوليس يلاحقها، حين ضبطوها تشعل غليون الكراك كوكايين في ركن الشارع، كانت البثور قد انتشرت علي سطح جلدها كفضيحة فستان (لوينسكي) الازرق، همست بان فيديل كاسترو تعاقد على شراء سلسلة مطاعم كنتكي للدجاج المحمر، وان الدلافين تلبس التوكسيدو تقدم الإفطار للزبائن، وبعد سنة من العمل، يتم نقلهم الى القمر، ابدي براون تعجبه، وقال ممخاطباً ماريا، حقا ان هذا الخراء عجيب، اعطني منه حتى اعدل راسي
I feel good
خفت علي الاطفال من دمها الملوث بالمخدر ان ترضعهم، وناديت (يا اماني، يا اماني، عادت هافانا الي العصابه، الخبر في الصفحة الاولى في نيويورك تايمز)،
من دهشتها. القمتني ثديها، فتذكرت امي
اوديب عبد الرحمن؟



تاج السر الملك غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:08 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.