اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصار الحاج
تحياتي أخي النور
وبالتأكيد ان هذا البوست له اهمية كبيرة ويحفر في منطقة وعرة جداً ( علاقة الشاعر بالسلطة ) بتدرجاتها المحتلفة ..
لم أقرأ ديوان أرضاً سلاح
ولم أشاهد بث الحلقة التلفزيونية ..
لكنني حرصت على قراءة جميع ما حدث هنا من حوار ومداخلات أرى انها من القوة والصلابة التي فتحت أفقاً واسعاً لتأملات شاملة حول هذه العلاقة، وأيضاً من اعطى كل هذا الإتجاه الجاد والمتماسك في الطرح دفعة للأمام هو ان مفترع هذا البوست هو الاخ ( النور يوسف ) بحنكته ودرايته وإطلاعه وأدبه العالي في الحوار وقرأت اكثر من مرة أن النور يشير إلى زاوية فتحه لهذا البوست ورؤيته التحليلية لأرضاً سلاح وما تبعه من أجواء محيطة وذلك حتى يسير الحوار في الطريق المفيد ..
في تقديري أن أكثر ما أضرَّ بتناول تجربة هذا الديوان ومشروعه الشعري وأيضاً مواقف حميد هو الإحتفالية نفسها وهنا يتحمل وزرها جماعة الدليب التي نظمت الاحتفالية وبالتالي جاءت بشركة زين وجاءت بصلاح قوش وغيره ..
هذا الحضور الذي قد لا يكون حميد شريكاً فيه قد تداخل بنفس القوة مع صدور ديوان شعري جديد لحميد هو أرضاً سلاح وتبعه ليسهم في تشكيل عتبات سياسية سلطوية وتشويش نفسي لقراءة ديوان أرضاً سلاح من هذه الزاوية وهي زاوية مضرة بقراءة الشعر ومضرة بتجربة حميد .. وللأسف اظن انه بوعي حاد وصارم سعت لها جماعة الدليب وحضور صلاح قوش وأركان السلطة القمعية ... ليأخذ ديوان أرضاً سلاحاً هذا البعد السلبي وكانه هزيمة للمشروع المقاوم الذي تبناه حميد والكثير من الشعراء ويتم تجيير الديوان لمصلحة السلطة وكأنه تجربة تنسخ ما قد كتبه حميد من قبل ..
والامر في رأي لن يكون كذلك أبداً .. يجب فرز بؤس الأجواء التي صاحبت صدور الديوان عن قراءة الديوان او محاكمته ومحاكمة الشاعر محمد الحسن سالم حميد..
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بالشاعر ..
الأخ الكريم نصار الحاج ..
و شكراً على هذه المداخلة الناضجة ..
ولعلها سانحة لنلمس مثالاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين المبدع والسلطة ..
والتى ظلت عبر السنين تثير السؤال تلو السؤال ..
ودعنا نستعرض هنا فى هذا المفترع مقتطفات من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جون . ف . كندي في كلية إمهيرست تكريماً للشاعر الأميركي روبرت فروست ..
والشاعر روبرت بالرغم من مشاركته فى حفل تكريم كندى إلا أنه لم يذكره ولا غيره فى القصيدة التى ألقاها !!!
اقتباس:
هذا يوم مكرس لذكرى روبرت فروست ، يوم يمنحنا فرصة للتوقف عند فكر جدير بالسياسيين ، وغيرهم ، التوقف عنده ، بل حتى الشعراء.
روبرت فروست أحد أرقام عصرنا الصلبة في أميركا. ومدعاة فخرنا سببان هما:
أنه فنان وأميركي في وقت وأحد . فالأمم لاتستمد إلهامها من الرجال الذين تنجبهم ، ولكن من الرجال الذين تفخر بهم الرجال الذين تخلدهم.
في أميركا يتراكض القوم صوب الرجال الذين يسجلون إنجازات بارزة ، لكننا اليوم في هذه الكلية وفى هذا البلد نفخر برجل كان تنوعه بحجم أرواحنا لا أجسادنا بحجم تبصرنا وليس بحجم معتقداتنا السياسية بحجم تفهمنا الذاتي وليس بحجم غرورنا .
وحين نقوم بتكريم روبرت فروست فإننا كذلك نمنح الشرف للينابيع العميقة في قوة أمتنا ..
قوتنا الوطنية مهمة ، لكن الروح التي تبدع تلك القوة وتسيطرعليها أكثر أهمية ذلك ما كان فروست يحاول ترسيخه وقد بذل من خلال مواهبه الغزيرة جهداً سخياً لترسيخ التقوى والابتعاد عن الابتذال في المجتمع وقد كان إحساسه بمأساة الإنسان سبباً في نزوعه إلى مواساة الآخرين وعدم تفضيله مصالحه الشخصية .
( لقد كنت ) كما قال
( شخصاً خبر الليل وعرف منتصف الليل مثلما عرف ذروة الظهيرة لأنه أدرك انكسار الروح البشرية وانتصارها )
وقد منح عمره القوة من خلال التغلب على اليأس وقد حمل ـ منذ صغره ـ يقيناً عميقاً بروح الإنسان وإنها لمصادفة عسيرة أنْ يملك روبرت فروست ناصيتي الشعر والسلطة وقد رأى في الشعر الوسيلة التي تحمي السلطة من ذاتها عندما تقود السلطة الرجل إلى الطغيان فإن الشعر يذكره بحدوده ، وعندما تضيّق السلطة مساحة اهتماماته فإن الشعر يذكره بغنى الوجود ، من حوله ، وتنوعًه.
عندما تفسد السلطة فإن الشعر يقوم بالتطهير لأن الفن يرسخ الحقائق الإنسانية الرئيسية .. تلك الحقائق التي يجب أن تكون محل الذهب في أحكامنا.
|
فى عالمنا الثالث لا يحتمل الحكام صوت الشاعر ..
وفى وطننا المفدى يفضل الساسة أن يعارضهم حملة السلاح لا حملة الحروف ..
شكراً سيدى ..