خاطرة .............(25).....!

Ishrag Dirar · 25-10-2005, 11:51 AM

الي ابي جهينة
الي حنينة

لعها تضيف بعض من الضوء الي حوارنا السابق ....

***************************

ولجت ابواب الجامعة تملؤني الحيوية والآمال الكبار
كنت في منتصف العام الاول حينما قابلته وسط مجموعة من الاصدقاء كان في الفصل النهائي من كلية مرموقة .. احتلني منذ الوهلة الاولي ..كان محدثا لبقا مثقفا .مفعما بالحيوية .. محبا للسياسة . وجميلا
بذلت قصارى جهدي لاقترب منه، سعيت بكل السبل لاحظى بصداقته .. قرأت كل ما وقع على بصري .. ، لالفت انتباهه لاناقشه ..لكم كنت اكره السياسة، ولكن رغما عني كنت اقرأ كثيرا لانال اعجابه
كان يحب الشعر وكنت اعشقه
كان يحب الموسيقى ويعزف على الجيتار وكنت اغني
كان رئيسا لفريق كرة السلة بالجامعة وكنت اكره الرياضة وبرغمي كنت اشجعه واصفق لتمريراته بلا وعي
وصرنا اصدقاء ...!

نتقابل كل يوم ، نتحدث نتحدث ونغني ونغني ونتحدث ولا ينقضي الحديث
نذهب معا الي السينما
الي المسرح
الي معارض الكتاب
الي الحفلات
الي اي مكان كنا نذهب معا
وبدأ حبه يكبر ويكبر
كنت اظن ان لهفتي لرؤيته وخوفي من غيابه إنما لكونه صديقاً عزيزاً وجميلاً .. ولكن شئيا فشئيا وجدتني أغير عليه من زميلاته واحس بالضيق اذا ابتسم لاحداهن ايقنت حينها ان حبه احتل مني القلب والروح والجسد

انتظرت .. كثيرا ان يبادلني ذلك الحب ... ان يبوح لي
وانقضى العام
واوشكت الجامعة ان تغلق ابوابها نهاية العام الدراسي
طلبت منه في ذلك المساء ان يقابلني لانني اريد اخبره بامر هام
تقابلنا وكالعادة جاءني يحمل الزهور والكتب وكل ما احب ... قلت له دون تردد دون وجل وانا انظر في عينيه
(انني احبه)
نظر اليّ طويلا طويلا ثم قال لي انه جد آسف لأنه لا يبادلني هذا الحب .. انا صديقته المفضلة والمقربة والاولي غير انني لا اناسبه ابدا كامراة ..
قال لي انه يحسني فضفاضة كثيرا بالنسبة إليه ..وانصرف دون ان ينظر الي ..
قتلتني كلماته تلك وظللت احملها معي واتعذب بها لسنين عديدة
لم استطيع الاقتراب من اي رجل بالقدر الذي اقتربت منه ..

تخرجت .. عملت
تزوجت ..
ولم اسمع عنه شئيا ولم اره
ولكن كانت كلماته تجرحني كل حين
وفي يوم اخبروني في العمل ان هناك من يرغب في زيارتي .. ولانني كنت مشغولة لم اسأل عن اسم الزائر وطلبت منهم ان يسمحوا له بالدخول ..
سمعت صوته العميق الدافئ يسلمّ عليّ كما لم يغب عني خمسة عشرة عاما .
وقفت ونظرت اليه بكل الدهشة التي كانت تسكنني .. وجدته كما هو تشرق الابتسامة من وجهه كما شمس الاصيل
كأنه لم يغب يوما
لاحظت حينها الخضاب الاسود في يديه ..

اخبرني باتسامته المشعة انه كان خارج البلاد طيلة تلك الفترة وانه تزوج منذ اسبوع فقط وكان يبحث عني لانه يرغب في زيارتي هو وعروسه في بيتي..
لم استطع الرفض ولم ادر ماذا اقول وجدتني اجيبه بالموافقة احدد له موعدا واعطيه العنوان ..
هرعت يومها الي المزيّن احسست انني اريد ان ابدو كاجمل النساء .. بل اجمل منها .. رغبت ان يبدو بيتي كجنة وأن ا أبدو كاسعد الزوجات ..
وأن
وان
وان
جاء ومن خلفه بدت طفلة صغيرة حلوة التقاطيع لا تكاد تستطيع المشي اثر الحذاء العالي الذي ترتديه والثوب الذي تلتف فيه

حيتني بابتسامة وجلست ، طلب منها ان تجلس بجانبه
سألتها والفضول يقتلني .. عن تعليمها ، اجاب ردا عنها بانها لم تكمل المرحلة الثانوية .. سألتها هل ترغب في ان تكمل دراستها بالخارج وان تعمل ؟؟
اجاب عنها بالنفي ..!
سالتها كثيرا وكان هو يجيب عنها وكانت هي تكتفي بالابتسامة فقط.
وحينما ودعني في ذلك المساء اقترب مني مبتسما وهمس في اذني " هل فهمت ما قصدته حينها""

في تلك اللحظة فقط، فهمت كلماته....!!!

25-10-2005, 11:51 AM	#[1]
Ishrag Dirar :: كــاتب نشــط::	خاطرة .............(25).....! الي ابي جهينة الي حنينة لعها تضيف بعض من الضوء الي حوارنا السابق .... *************************** ولجت ابواب الجامعة تملؤني الحيوية والآمال الكبار كنت في منتصف العام الاول حينما قابلته وسط مجموعة من الاصدقاء كان في الفصل النهائي من كلية مرموقة .. احتلني منذ الوهلة الاولي ..كان محدثا لبقا مثقفا .مفعما بالحيوية .. محبا للسياسة . وجميلا بذلت قصارى جهدي لاقترب منه، سعيت بكل السبل لاحظى بصداقته .. قرأت كل ما وقع على بصري .. ، لالفت انتباهه لاناقشه ..لكم كنت اكره السياسة، ولكن رغما عني كنت اقرأ كثيرا لانال اعجابه كان يحب الشعر وكنت اعشقه كان يحب الموسيقى ويعزف على الجيتار وكنت اغني كان رئيسا لفريق كرة السلة بالجامعة وكنت اكره الرياضة وبرغمي كنت اشجعه واصفق لتمريراته بلا وعي وصرنا اصدقاء ...! نتقابل كل يوم ، نتحدث نتحدث ونغني ونغني ونتحدث ولا ينقضي الحديث نذهب معا الي السينما الي المسرح الي معارض الكتاب الي الحفلات الي اي مكان كنا نذهب معا وبدأ حبه يكبر ويكبر كنت اظن ان لهفتي لرؤيته وخوفي من غيابه إنما لكونه صديقاً عزيزاً وجميلاً .. ولكن شئيا فشئيا وجدتني أغير عليه من زميلاته واحس بالضيق اذا ابتسم لاحداهن ايقنت حينها ان حبه احتل مني القلب والروح والجسد انتظرت .. كثيرا ان يبادلني ذلك الحب ... ان يبوح لي وانقضى العام واوشكت الجامعة ان تغلق ابوابها نهاية العام الدراسي طلبت منه في ذلك المساء ان يقابلني لانني اريد اخبره بامر هام تقابلنا وكالعادة جاءني يحمل الزهور والكتب وكل ما احب ... قلت له دون تردد دون وجل وانا انظر في عينيه (انني احبه) نظر اليّ طويلا طويلا ثم قال لي انه جد آسف لأنه لا يبادلني هذا الحب .. انا صديقته المفضلة والمقربة والاولي غير انني لا اناسبه ابدا كامراة .. قال لي انه يحسني فضفاضة كثيرا بالنسبة إليه ..وانصرف دون ان ينظر الي .. قتلتني كلماته تلك وظللت احملها معي واتعذب بها لسنين عديدة لم استطيع الاقتراب من اي رجل بالقدر الذي اقتربت منه .. تخرجت .. عملت تزوجت .. ولم اسمع عنه شئيا ولم اره ولكن كانت كلماته تجرحني كل حين وفي يوم اخبروني في العمل ان هناك من يرغب في زيارتي .. ولانني كنت مشغولة لم اسأل عن اسم الزائر وطلبت منهم ان يسمحوا له بالدخول .. سمعت صوته العميق الدافئ يسلمّ عليّ كما لم يغب عني خمسة عشرة عاما . وقفت ونظرت اليه بكل الدهشة التي كانت تسكنني .. وجدته كما هو تشرق الابتسامة من وجهه كما شمس الاصيل كأنه لم يغب يوما لاحظت حينها الخضاب الاسود في يديه .. اخبرني باتسامته المشعة انه كان خارج البلاد طيلة تلك الفترة وانه تزوج منذ اسبوع فقط وكان يبحث عني لانه يرغب في زيارتي هو وعروسه في بيتي.. لم استطع الرفض ولم ادر ماذا اقول وجدتني اجيبه بالموافقة احدد له موعدا واعطيه العنوان .. هرعت يومها الي المزيّن احسست انني اريد ان ابدو كاجمل النساء .. بل اجمل منها .. رغبت ان يبدو بيتي كجنة وأن ا أبدو كاسعد الزوجات .. وأن وان وان جاء ومن خلفه بدت طفلة صغيرة حلوة التقاطيع لا تكاد تستطيع المشي اثر الحذاء العالي الذي ترتديه والثوب الذي تلتف فيه حيتني بابتسامة وجلست ، طلب منها ان تجلس بجانبه سألتها والفضول يقتلني .. عن تعليمها ، اجاب ردا عنها بانها لم تكمل المرحلة الثانوية .. سألتها هل ترغب في ان تكمل دراستها بالخارج وان تعمل ؟؟ اجاب عنها بالنفي ..! سالتها كثيرا وكان هو يجيب عنها وكانت هي تكتفي بالابتسامة فقط. وحينما ودعني في ذلك المساء اقترب مني مبتسما وهمس في اذني " هل فهمت ما قصدته حينها"" في تلك اللحظة فقط، فهمت كلماته....!!!
Ishrag Dirar :: كــاتب نشــط::	التوقيع: [align=center] "فبأي قلبٍ فيّك تصلُبني مسيحاً في صليب الأنتظار ...؟" "عالم عباس"[/align]