مع الخــالــد - مسيــرة محبّــة صادقــة
سلام يا أحباب، وعلى خالد السلام والرحمة.
لا أريد أن أحيي ذكرى خالد، ببكائيّة ساكنة على مدى الأيّام؛ فقد بكيناه وما زال في المآقي باقي دموع، وما زال القلب محيّن بالأسى.
أردت هنا أن أروي عن بعض لحظات مرحة قضيناها معاً، وبعض مواقف حادّة صادفتنا في مسيرتنا في سودانيّات.
كنت قد عُدت توّاً من السودان عطلة صيف 2004، وحيداً؛ فقد تركت الأسرة هناك لتكملة ما تبقّى لهم من إجازة. كان الوقت صيفا، والشهر أغسطس، وكان التواصل ممدود بين وصديقي عبدالله جعفر الّذي كان يحضّر رسالة الدكتوراة حينها في هلسنكي. في إحدى محادثاتي معه شكوت له الوحدة والفراغ، فنصحني، متحمّساً، بالتسجيل في موقع جديد إسمه سودانيات قام بإنشائه، شاب إسمه خالد الحاج، إثر إختلافه مع سودانيز أون لاين. لم يكن الإسم غريباً، فقد كنت من قرّاء أون لاين وكان خالد أبا، كما كان يسمّي نفسه هناك، من كتّابي المفضّلين. تعلّلت لعبدالله جعفر بعدم معرفتي الطباعة باللغة العربيّة، فطمأنني بأنّي سأعتاد ذلك، وأنّ المشاركة في الموقع تستحق عناء مكابدة الكي بورد.
في اليوم التالي وصلتني معلومات الدخول لسودانيّات، فدفرت ضلفة الباب وكتبت أوّل بوست باسم (من جاور السعيد، يسعد).
تداخل معي مرحّباً كثير من الأعضاء حينها، ولم يكن خالد بينهم، فـ (صرّيتها ليهو!). بعدها حدث تداخل من هنا وآخر من هناك. نمت إلفة الحرف بيننا، والحرف كما الجرف، خصباً، حنين وله زيفة محبّبة. ثمّ تطوّرت العلاقة لبعض المحادثات في فترات متباعدة.
ستكون حكاياتي عن خالد الحاج في شكل مداخلات غير مرتّبة التواريخ، وأدعو من قابلوه أو كاتبوه أن يحكوا أيضاً. الّذين/الّلاتي كانت تجمعهم/ن معه صداقة/مشاكسة الحرف؛ وهم كُثُر وهنّ كثيرات.
أرجو أن يكون الحرف ضاحكا ومقهقهاًً، كما كان يحبّه الخالد.
|