الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-04-2012, 09:48 PM   #[1]
imported_عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_عادل عسوم
 
افتراضي حُبٌّ يخشى النُّور!

التقيا بعد عقدين منذ افتراقهما!...
رآها تحمل رضيعا في حضنها
لم يصدق عينيه في البدئ عندما بادرته قائلة:...
-السلام عليكم يااستاذ أسامة
-وعليكم السلام...أنتي سلمى؟!
-أيوة
لكأنه في حلم!
...
..
.
يومها كان قد بقي له عام واحد ليكمل دراسته الجامعية
وهي كانت في الصف الثاني من المرحلة الثانوية العليا (آنذاك)
وقد أعتاد بأن يحوِّم على مدارس المنطقة (معلما مساعدا) بلا أجر خلال أجازاته الدراسية...
وكلها مدارس للبنين...
وفي عصر يوم جمعة:
زار بيتهم مدير مدرسة البنات الثانوية في معية عم له:
-نريد عونك يااسامة لتدريس أخواتك في مدرسة البنات الثانوية
حاول الأعتذار...
اذ جُبل بطبعه على تحاشي (عوالم) الجنس الآخر...
لكن ألحّ عليه عمه...
وأضاف مدير المدرسة :
قصدناك ياابني عماد دون غيرك لما يعلمه الجميع عنك من دماثة خلق واستمساك بأهداب دينك...
ولم يكن هناك بدٌّ من رضوخ وقبول...
...
أشرقت شمس يوم جديد
انتقى أسامة من ملابسه أجملها...
وزاد من (بخات) العطر...
ولمّع حذاءه...
وأدى (الحصة) الأولى بنجاح.
...
(سلمى) ...طالبة تجلس في الصف الثاني:
جميلة كما يود...
ذكية الى ابعد الحدود...
مرتبة الدفاتر و...الأفكار...
لكن!...
شدّه حزنٌ دفينٌ يكسو وجهها وعينيها!
وبقايا دموع في مقلتيها... كل صباح!...
سأل عنها زميلتها (وقريبته) فقالت:
-دي زولة غريبة...
شكلها كدا من ناس الخرطوم...
تصدق يااسامة مافي واحدة فينا بتعرف عنها حاجة؟!
سألها...
فأطرقت ولم تجبه!
شرع يسأل عنها هنا وهناك...
فعلم أنها تقيم مع أخت لها على أطراف المدينة...
ذهب الى حيث يعمل زوج أختها (بائعا) في أحد المحال التجارية...
وحاول جاهدا التقرب اليه ومصادقته دون جدوى...
اذ بدا له وكأنه يكتم سرا (ما) لا يود البوح به!...
...
أنتهت فترة أجازته وعاد الى جامعته...
وبقيت صورتها طوال عامه الدراسي تجّمل لياليه...
أضحت كزهرة تنفح هدَآته بأريج معتق فواح...
فلا يملك الاّ أن تنسرب دون ارادته آهة حرى ...تربتُ بيد من مخمل على قلبه وأحاسيسه...
عندها...
أيقن بأنه قد أحبها...
فما كان منه الاّ أن أرسل اليها رسالة من خلال قريبته تلك (اذ الأتصالات الهاتفية حينها لم تكن كما هو حالها في يومنا الذي نعيش).
بثها فيها لواعج نفسه...
وختمها بعشم في أن تبادله حبا بحب.
ولكن...
لم يصله منها رد!...
وانقضى العام الدراسي...
وجاء الى أهله يحتقب حبا قضّ عليه مضجعه...
جاء وقد عاهد نفسه بأن تكون هي -دون غيرها- له زوجا!
ولم يستطع صبرا لحظة وصوله...
انطلق في ذات ظهيرة الخميس الى مدرستها
ودخل الى تالتة أحياء يسبقه (الشوق قبل العينين)...
فالتقت نظراتهما...
ياااااه...
يالأئتلاق الفرح في عينيها الدعجاوين...
ويالماء الشباب في خديها النضيرين...
فماكان منها الاّ أن أطرقت...
وماكان منه الاّ أن نأى بناظريه الى الحائط يستغفر الله...
ألقى التحية على طالباته فرددنها بأحسن منها...
وعندها خشي أن تفضحه عيناه فقال لهن:
-الليلة جيت بس أسلم عليكم ومن بكرة باذن الله نبدأ.
والتقاها عند الانصراف ...
فانبأها بأنه ينوي زيارتهم في منزل أختها مساء...
ترددت في البدء ...
ثم أومأت براسها ايجابا...
أخرج من دولابه هديتين سبق أن أبتاعهما لها ولأختها ثم يمم شطر البيت على أطراف المدينة...
ولج الى البيت فهاله الحال الذي يكتنف حياتهم!
لم يكن هناك سوى غرفة واحدة و(ثلاث عناقريب) ودولاب قديم!
أما المطبخ فلم يكن سوى (راكوبة) بها بعض أواني قليلة!
ألتقته (سلمى) بكل ترحاب ...وعرّفته بأختها:
-دة أستاذ أسامة ياسوسن.
-أهلا بيك يااستاذ شرفت كتييييير والله.
وأضافت سلمى:
-معليش يااستاذ ...البيت ما قدر المقام...
تفاجأ ولم يدر كيف يجيب...
رأى بأن يعمد الى شئ من مرح ليغير أجواء اللقاء:
-أولا حكاية أستاذ دي بتبقّيني زول عجووووز فبالله أنسيها...
أما حكاية البيت ماقدر المقام دي أظنك مفتكراني عايش لي في عمارة؟
فلم يجد سوى ابتسامات مجاملة.
سأل صاحبة البيت عن زوجها فقالت بأنه يتأخر عادة الى العاشرة ليلا...
فأخرج الهدايا وناولها لهما...
تمنعتا في البدئ ولكنهما رضختا وقبلتاهما من بعد الحاحه الشديد...
ذهبت صاحبة البيت لعمل الشاي فالتفت اسامة الى سلمى قائلا:
-شوفي ياسلمى:
أنا راجل بحب أدخل البيوت من أبوابا...
بكرة باذن الله عاوز أجيب الوالدة وأجي أتكلم معا أختك وزوجها وأخطبك ...قلتي شنو؟
أطرقت مليا ثم أجابت:
-أشكرك من قلبي على مشاعرك النبيلة دي تجاهي ياأسامة...
بس أرجوك تديني فرصة أفكر وارد عليك!
آلمه ردها ...وسألها بأن كان هناك شخص في حياتها...
أجابت:
-مافي حاجة من دي والله ...لكن في تفاصيل كدة حأتكلم معاك فيها في وكت تاني اذا الله اراد!
وأردفت:
-بس رجاء يااسامة أرجوك رجاء خاص... ماتناقش كلامك القلتو لي دا مع أختي أو زوجها!!
أحس بانقباض نتاج ردها ذاك...
وأكمل جلسته ثم انصرف الى البيت.
...
انفرطت ايام الاسبوع وهو يراها كل يوم في المدرسة ولا يجد منها سوى أبتسامتها الحزينة كلما التقت نظراتهما!
وفي ختام يوم الخميس...
جاءته بدفترها -كغيرها من زميلاتها -فاذا برسالة في ثناياه!.
أخذها -بلهفة -ودسها في جيبه...
لم يستطع صبرا ففض غلافها وشرع يقرأها وهو يسير عائدا الى بيته:
(أستاذي العزيز أسامة
يعلم الله كم أحببتك
وأعلم يقينا بأني لن أجد لي زوجا مثلك
لكني أستحلفك بالله أن تنساني
سعيدة هي من تكون أنت زوجا لها
أذ يندر أن يوجد أنسان في نبلك وطيب معدنك
محبت سلمى)
انتهت الرسالة
...
شلّت الدهشة تفكيره!
وهال عينيه الدمعُ فلم يعد يبصر شيئا...
وصل الى داره فارتمى على فراشه.
وفي صباح السبت...
لم يجد لها اثرا في المدرسة...
سأل عنها وكيل المدرسة ...فعلم بأنها قد سحبت ملفها منذ يوم الخميس!
خرج مهرولا الى حيث يعمل زوج أختها فأخبروه بأنه قد غادر المدينة!
وانقطعت أخبارها...
...
..
.
أكمل أسامة عامه الأخير في الجامعة...
ولم تبارح صورة سلمى خياله صحوا أو مناما...
وظل يبحث عنها في كل مدينة يتوقع وجودها فيها دون جدوى...
...
ثم لم يلبث أن غادر السودان ليعمل في أحدى دول الخليج...
ونأى بنفسه تماما عن عوالم النساء...
احتار أهله في أمره وهم يتلمسون تمنعه عن الزواج عاما وراء عام!
لقد كان يحدوه أمل في أن يلتقيها مرة أخرى.
ولكن...
انصرمت السنوات عامٌ يتبع عاما...
واشتعل رأسه شيبا...
فألحت عليه أمه في أحدى سني قدومه الى السودان قائلة:
-ياولدي لو داير رضاي بس تشوف ليك بت حلال قبل ما أموت...
تمنع في البدء...
لكنه رضخ لرغبتها ...وهو المعهود عنه بره بأمه...
فتزوج من التي أرتأوها له زوجا...
وأنجب البنين والبنات...
الى أن كان ذاك اليوم!
...
لم يتمالك نفسه عند رؤيتها فشرع يلومها:
-بالله ماحرام عليكي ياسلمى....
-أكون شاكرة يأسامة لو قعدنا في الكراسي البي هناك دي واتكلمنا...
فتنحيا جانبا ...
جلست تهدهد رضيعها وتتحدث وهي تكفكف دموعها بين الفينة والأخرى...
-خليك واثق من حاجة واحدة يااسامة...
أنا والله ما حصل نسيتك لحظة ولا يمكن أنساك يوم ...طالما أنا حية في الدنيا دي.
-طيب ي...
-معليش يااسامة خليني أكمل الله يخليك...
بأختصار كدة أنا (لقيطة)!...
والأخت الكنت قاعدة معاها دي صديقتي وهي برضو (لقيطة)...
قررت أجي معاهم بلدكم دي ونبدا فيها كلنا حياة جديدة...
ولمن ظهرت أنت في حياتي فرحت كتيييير وحسيت أنو ربنا رسلك لي عشان تنتشلني من عذاب الأحساس العايشاهو من طفولتي...
لكن صاحبتي نصحتني ووقفت في طريقي!
أصلو هي كانت متزوجة واحد قبل زوجها الحالي ماكان ورّتو انها لقيطة...
الراجل الأولاني أهلو لمن عرفو أنها لقيطة جو وروها الويل ...
وفي النهاية رماها الراجل رمي الكلاب!
طبعا أنا كان ممكن أقول ليك أي كلام وأكسبك كزوج...
لكني عارفة طبايع أهلكم أنهم لازم يسألوا عن اصلي وفصلي...
عشان كدة رجعت مع صاحبتي وزوجها للخرطوم وبالمناسبة (هو برضو لقيط زينا)!
وأنا الآن متزوجة من زول هو برضو (لقيط)!...
...
ودعته وغاصت في لجة الحياة...
لكنها -في خياله-قد ارتقت الى السماء (قمرا في ذاكرته)!
وعاد الى حراك حياته...
بلا قلب!



imported_عادل عسوم غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 11:53 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.