رَقصَ الفَرَاشُ في خاطري
[align=center]رَقصَ الفَرَاشُ في خاطري[/align]
قال قائلٌ :
ـ أ تَهتَزْ عشيرتكَ في موطنَكَ رُعباً وأنتَ تُسامِر أطيافَكَ ؟
قلت :
ـ عندما أنهضُ مُتخَبطاً ودمي يفور في أنابيبه ، لا يُعيد توازُني إلا جلسة الأطياف . يتجمعون حولي بمزاميرِهم ، أسمع أغانيهم وأغسل ذاكرتي كي أتجرع كأس الأسى حُلواً .
(1)
كنتُ على ربوةٍ والذهن مفتوح على أمَلٍ . السماءُ سوداء تبحث عن أرديتها قبل أن يُعرِّيها الشَّفق . هذا موعد صَحو العاشقة ، فقد نامت دون أيامها جميعاً مُبكِّرة . عندما تنام قبل لسعة برد منتصف الليل تُطوي أكمامها وردةً و تغوص في سرير الأهواء وتتقلب .
أنا ... أنام عُدة أمتار من بعد شاطئ الضفة الأخرى من الليل . أشهدها على فِراشها تتقرفص حينا وتبسط جسدها أحيانا . الأحلام تُقلِب وجهها وألوان الكون الساحرة تتكلَّم . جزعها غُصنٌ مفتول وفتنتي ترقد عند العُقدة التي يذهب عندها الرَافِدَان إلى البحر ينتحران .
(2)
أتصحو إن نطَقت اسمها يا تُرى ، أم أن الصحو يطرُد أحلامها ؟
قلت لنفسي :
ـ اليوم يا عَاشِقها اصبر على الدهشة ، لعل الصبر إغواءُ .
قلتُ للسِراجِ الخافتِ حولنا :
ـ أ أنتَ معي ؟
قال :
ـ أنا أتذوَّقُ طعم الصحو في نومِ العاشقين .
قلت له :
ـ بأضوائك أشهد أيامي الساكنة تحكي كل الذي لا أشهده في صحوها ، فألف ألف دُنيا تُطوِّقها وتُبعِدها عني . الصباحُ في وجودها بُرهة ، تدعُوني هي لرشفةٍ من رحيق فتُهلل سحائبي فرحاً و ترقُص نمنمات القصِّ فَراشاً في خاطري .
عبد الله الشقليني
27/03/2007 م
|