حدائق حبيبي مفلس

[فائقة يس]

حبيبي مُفلس
الحدائق العامة ..ملاذ العشاق الفقراء
فائقة يس

الساعة الخامسة مساءا ،الكمساري ينادي بمزاج رائق علي الركاب وبعبارات ممطوطة كان يسرد المحطات والمعالم التي تعبرها حافلته العتيقة واحدة تلو الاخري بدقة متناهية دون ان "يفط" واحدة منهم، وكأنه يستعرض قدرته على الحفظ او ربما تحسبا (لتلكُك) الركاب الذين يخطئون الوجهة . ولما عرجت الحافلة علي الحديقة الوحيدة التي تقع في مسارها صاح الكمساري قائلاالجوء فرض نفسو وحديقة حبيبي مفلس زمنا جا) لفتت انتباهي عبارته تلك وربما لفتت انتباه البعض الذين طرقت مسامعهم للمرة الاولي فلم أملك سوي الابتسام فلا شئ يدعو للاستغراب في وطن كالسودان اضحي لكل شئ فيه امكنة ومسميات حتي الفلس والحب..

(1)

عندما وصلنا الحديقة المزعومة لم اقاوم رغبتي وفضولي فنزلت ودخلتها بحثا عن هؤلاء (العشاق الفقراء)الذين لم يمنعهم الفقر من الحب في زمن الفلس الذي من أهم شعاراته المتداولة (الكاش بقلل النقاش) اليست هذه مفارقة ؟؟الا ان أفكاري سرعان ما اخذت منحي اخر، حينها تساءلت: لم لم يقل الكمساري (ان الفلس فرض نفسو بدل عن الجو)علي هؤلاء طالما لم يجدو مكانا غير حديقة يحيط بها ضجيج الشارع المزدحم بالسيارات ونظرات المارة الفضولية و طالما ان مجرد دخولك هنا يعني اعترافا ضمنيا بانك (مفلس ونص وخمسة..)، المهم انني ادرت نظري في ارجاء الحديقة لأري كم من مفلس فيها ولفائدة( غير المفلسين) هي حديقة عامة ضمن عقد من الحدائق التي صممتها البلدية لتجميل وجه المدينة ولاتاحة الفرصة للمواطنين بالحصول علي مكان يزجون فيه اوقات فراغهم ان كانوا يجدون متسعا من الوقت بعد جري الوحوش في سبيل لقمة العيش..غطتها احواض النجيلة والورود واجتهد نحات عبقري في تصميم مجسماتها ومقاعدها الخشبية تارة والصخرية تارة اخري..

(2)

محمد والذي كان يستلقي علي ظهره وهو يسرح بنظره للسماءتفاجا بوقوفنا امامه فنهض وهو ينفض الغبار والحشائش التي علقت بملابسه فداهمته بسؤالي عن هل يعلم بان تلك الحديقة تسمي (بحبيبي مفلس)فقهقه عاليا وهو يرد هل هناك احد غير مفلس الان لاسيما من هم في عمري ان لم يكن محظوظا او سليل اسرة غنية ومضي يحكي باسي .انا مثلا خريج تجارة مع مرتبة الشرف ولم احصل علي عمل حتي الان لا تسالوني كيف فليس هناك مكان الا وطرقت بابه وما من معاينة الا ودخلتها ولا فائدة وقد عملت سائق ركشة وامجاد وهايس ومازلت انتظر و انا امني نفسي بوظيفة محترمة حتي احقق احلامي .فبسبب فقري وافلاسي سئمت الفتاة التي ارتبط بهامنذ سنين وغادرتني لرجل يستطيع ان يتزوجها فليس من المعقول ان تنتظر من هو مثلي تعانده ظروف الحياة والتوظيف اما لم انا هنا فلانضم لاصدقائي المفلسين( فالفلس مع الجماعة غني) كما قال.

(3)
حنان ورفيقتها والتي كانتا تجلسان وحيدتان( كحالة نادرة) وجدتها فرصة لتصب جام غضبها علي احدا ما ربماقالت الانسب ان نقول (حبيبي بخيلا )وليس مفلسا فارتياد هذا المكان ليس فلسا في كل الاحوال فالمكان لايكلف كثيرا وبدون رسوم كما ترون فكل الذي يخسره (الجكس)هو بضع جنيهات هي ثمن تسالي اواسكريم اوشاي او قهوة لذلك فلاسباب كثيرة لايريد الشاب ان يخسر في سبيل فتاة لايثق في مشاعرها وقد تفارقه في اي لحظة الا ان البعض فعلا ياتي الي هنا لانه لايملك ميزانية للاماكن اوالكافيهات الراقية والمكان يشكل ملاذا ملائما لهم ولظروفهم ..
اما مؤيد ورفيقته الحسناء والذي كان يجلس في سيارته في ممر ينتصف الحديقة رد علي تساؤلي عن ان هذا المكان يختص( بالمفلسين من القوم) فقط قائلا:انها تسمية مجازية ربما وهذا لايعني انها حكرا علي الفقراء ولكنني تعودت علي المرور من هنا كلما كنت قريبافالمكان مفتوح وغير مزدحم معظم ايام الاسبوع كما ان هناك احتفالات يرتجلها الشباب اجد متعة في حضورها.

(4)
(عطا)والذي الذي يبدو انه ينتظر احداهن من توتره البائن ومراقبته لعقارب ساعة يده كل مرة لم يبدي تركيزا ونحن نحدثه حتي بانت خطيبته (مي ) كما عرفنا بها والتي ابدت ضيقها وتوجسها بعض الوقت وما ان اطمانت حتي اجابت علي سؤالنا هل خطيبها من زمرة المفلسين؟ فاجابت مازحة نعم والا لو كنا نملك مالا وسيارة لكانت لدينا خيارات اخري غير الحدائق المجانية تلك الا ان اجابتها اغضبت فيما يبدو خطيبها الذي فند حديثها قائلا انه يختار هذا المكان رافة بها لانها تعمل طوال اليوم والمكان قريب من سكنها ومكان عملها ايضا ولكنها اغاظته بقولها اننا مخطوبين لاكثر من سنتين فان لم يكن فلسا فماذاسيكون؟؟الا ان عماد كان يملك دفاعا اكثر قوة فشن هجوما علي الظروف الاقتصادية وفرص الوظائف والشهادات التي لم تعد تسمن ولا تغني من فقر وبطالة ولم ينسي ان يقول لها انها محظوظة لان الشباب لم يعد يفكر في الزواج فهو يجاهد من اجلها والدليل انه يعمل ليل نهار لكنها ردت بابتسامة ساخرة ولاننا شعرنا ثمة معركة اوشكت ان تندلع اثرنا الابتعاد خوفا من ان نكون من ضحاياها المدنيين واملا في عودة الصفاء بين الخطيبين.
(5)
نجلاء تعترف لنا انها هي من اقترحت علي خطيبها ان يتقابلا هنا وتضحك وهي تحكي لنا بان خطيبها يزورها في منزلهم الا ان جلوس والدها بالقرب منهما لا يسمح لهما بحرية الحديث وتضيف هنا المكان مناسب لميزانيتنا لاننا في حاجة ماسة لكل قرش لاكمال استعدادات الزواج لاسيما ان اهلي لم يقبلوا بٍتنازلي عن بعض الاشياء التي اراها غير ضرورية طالما ان الفتاة مقتنعة بظروف من تريده شريكا لحياتها ولكن ماذا نفعل مع الاهل وارائهم المتعصبة..وتسر لنا قائلة بانها تساهم مع خطيبها في تجهيز بيت الزوجية ولكنها تقول ان والدتها تحديدا لو علمت بذلك ستغضب لانها تري ان الفتاة التي تتنازل عن حقوقها لن تجد التقييم من زوجها مستقبلاوتختتم حديثها قائلة انها الطريقة الوحيدةفانا مخطوبة لاكثر من سنة والي متي سننتظر طالما ان الظروف لم تتيسر وطالما انني متاكدة بان خطيبي شخص جيد وابن ناس..

(6)
اجمالا يعاني السودان من الفقر ويعد الدولة الرابعة من حيث الفقررغم موارده الغنية كما ان قلة فرص الوظائف وتزايد عدد الخريِجين حديثا كل عام تزيد من معدلات البطالة بين الشباب مما يوجد حالة من الاحباط والياس.ويقول الخبراء انه ورغم معدلات النمو الاقتصادي وتنمية حجم الصادرات لاسيما النفط واعلان الحكومة عن طرح برامج جديدة لمواجهة الفقر والبطالة فان دائرة الفقر اء والعاطلين والطبقية في ازدياد..ياسر الطيب استاذ علم الاجتماع يقول ان الوضع الاقتصادي كالبطالة وانخفاض الدخل وارتفاع تكاليف الزواج كل ذلك يصيب الشباب بالاحباط عندما لايمكنهم تحقيق طموحاتهم او تتويج علاقة الحب التي تربطهم بالزواج لذلك يجب علي الاسر تيسير شروط الزواج والرضاء بالمعقول بما ان هناك اعراف اجتماعية صارمة تمنع التعبير العلني عن الحب وحتي نحمي اولادنا من التصرفات الخاطئة كالعلاقات السرية والزواج العرفي .

[همس الشوق]

فائقة الغالية

كل سنه وإنتي طيبة ... وحبيبك مقرش عشان ما تضطري تجكسي هناك

بجد انا مشيت الحديقة دي بس للأسف مشيت مع الأسرة في ليلة قمرية جميلة .. حتى تمنيت ان أكون مع جكس مفلس إن شاء الله ...

هي عادة أهل السودان دائما ما يخلوقون من الفسيخ شربات ..

[نزار حسن علي]

صباحك عسل
عارفة ذكرتيني بصديقي زمان كان بمشي مع حبيبته للحديقة واسالوا عندكم قروش يقول لية لا لشنو اقول ليهو تعزمه بارد وتاكلوا تسالي اي حاجة يعني يقول لية انت عارف هي قالت لية لما اشوفك بشبع من كل شئ وقال لية الباقي بكبوا ليها ريده ومحنه وكده هل تصدقي ما بشيل مني اي قروش وانا متاكد هو ما عندو وهي ما عندها اية رايك شفتي العظمة دي كيف دي الريده الفي العضم
مودتي

[ودبغداد]

سكنت روضا عتيقا وبها سمر ودون اللقاء جرت بها الوهن
على كفى تمشى وتعبرى ما جاش بخاطر اليوم او بعد غد
سير ى للامام وبالتوفيق

[فائقة يس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار حسن علي

صباحك عسل
عارفة ذكرتيني بصديقي زمان كان بمشي مع حبيبته للحديقة واسالوا عندكم قروش يقول لية لا لشنو اقول ليهو تعزمه بارد وتاكلوا تسالي اي حاجة يعني يقول لية انت عارف هي قالت لية لما اشوفك بشبع من كل شئ وقال لية الباقي بكبوا ليها ريده ومحنه وكده هل تصدقي ما بشيل مني اي قروش وانا متاكد هو ما عندو وهي ما عندها اية رايك شفتي العظمة دي كيف دي الريده الفي العضم
مودتي

العزيز نزار نهارك قشطة صدق ديل ناس بحبو بجد يعني ماليهم علاقة بالاشياء المادية بس ديل قلة ان لم يكونو انقرضو كالديناصورات هسة الواحدة بتقول حنانك سمح جزلانك والحبيب لو ما بشحن رصيد وبعزم في مطعم وبغير الموبايل دة مالو لازمة شفت الحب دة بقي قيمة غير متوفرة حب قال حب حب ايه الا نت جاي تقول عليه(عزرا للتشاؤم)

[wadosman]

نسجل حضور و نقول سلاااااااام

و يا حليل اياام حدايق مايو...

[فائقة يس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الشوق

فائقة الغالية

كل سنه وإنتي طيبة ... وحبيبك مقرش عشان ما تضطري تجكسي هناك

بجد انا مشيت الحديقة دي بس للأسف مشيت مع الأسرة في ليلة قمرية جميلة .. حتى تمنيت ان أكون مع جكس مفلس إن شاء الله ...

هي عادة أهل السودان دائما ما يخلوقون من الفسيخ شربات ..

همس الشوق يا همس الحب ياجميلة كل سنة وانت بتحبي وتتحبي(كده ظابط)مش؟ شكرا كمان علي الامنية يعني واحد مفلس اعمل بيهو شنو(بمزح)عارفة الحدائق العامة دي فكرة هايلة جدا عشان بتيح فرصة الترفيه للازواج والاسر المفلسة ايضا بي شوية معينات ويعني فقر وكبت مش كفاية فلس بس؟؟

[طارق صديق كانديك]

الأخت فائقة يس

تحقيق غاية في الروعة والله ..

هذا هو الشعب الجميل الذي يبادر للمودة والحب وان كان به خصاصة .. !!

لعل أن الحدائق العامة بشكل عام تتشابه في كل شئ .. وربما تباينت فقط قلوب العاشقين .. !!!

تحياتي وتقديري

[فائقة يس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wadosman

نسجل حضور و نقول سلاااااااام

و يا حليل اياام حدايق مايو...

وانا ليك بقول سلام
منور ياود عثمان

[حليمة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فائقة يس

حبيبي مُفلس
الحدائق العامة ..ملاذ العشاق الفقراء
فائقة يس

الساعة الخامسة مساءا ،الكمساري ينادي بمزاج رائق علي الركاب وبعبارات ممطوطة كان يسرد المحطات والمعالم التي تعبرها حافلته العتيقة واحدة تلو الاخري بدقة متناهية دون ان "يفط" واحدة منهم، وكأنه يستعرض قدرته على الحفظ او ربما تحسبا (لتلكُك) الركاب الذين يخطئون الوجهة . ولما عرجت الحافلة علي الحديقة الوحيدة التي تقع في مسارها صاح الكمساري قائلاالجوء فرض نفسو وحديقة حبيبي مفلس زمنا جا) لفتت انتباهي عبارته تلك وربما لفتت انتباه البعض الذين طرقت مسامعهم للمرة الاولي فلم أملك سوي الابتسام فلا شئ يدعو للاستغراب في وطن كالسودان اضحي لكل شئ فيه امكنة ومسميات حتي الفلس والحب..

(1)

عندما وصلنا الحديقة المزعومة لم اقاوم رغبتي وفضولي فنزلت ودخلتها بحثا عن هؤلاء (العشاق الفقراء)الذين لم يمنعهم الفقر من الحب في زمن الفلس الذي من أهم شعاراته المتداولة (الكاش بقلل النقاش) اليست هذه مفارقة ؟؟الا ان أفكاري سرعان ما اخذت منحي اخر، حينها تساءلت: لم لم يقل الكمساري (ان الفلس فرض نفسو بدل عن الجو)علي هؤلاء طالما لم يجدو مكانا غير حديقة يحيط بها ضجيج الشارع المزدحم بالسيارات ونظرات المارة الفضولية و طالما ان مجرد دخولك هنا يعني اعترافا ضمنيا بانك (مفلس ونص وخمسة..)، المهم انني ادرت نظري في ارجاء الحديقة لأري كم من مفلس فيها ولفائدة( غير المفلسين) هي حديقة عامة ضمن عقد من الحدائق التي صممتها البلدية لتجميل وجه المدينة ولاتاحة الفرصة للمواطنين بالحصول علي مكان يزجون فيه اوقات فراغهم ان كانوا يجدون متسعا من الوقت بعد جري الوحوش في سبيل لقمة العيش..غطتها احواض النجيلة والورود واجتهد نحات عبقري في تصميم مجسماتها ومقاعدها الخشبية تارة والصخرية تارة اخري..

(2)

محمد والذي كان يستلقي علي ظهره وهو يسرح بنظره للسماءتفاجا بوقوفنا امامه فنهض وهو ينفض الغبار والحشائش التي علقت بملابسه فداهمته بسؤالي عن هل يعلم بان تلك الحديقة تسمي (بحبيبي مفلس)فقهقه عاليا وهو يرد هل هناك احد غير مفلس الان لاسيما من هم في عمري ان لم يكن محظوظا او سليل اسرة غنية ومضي يحكي باسي .انا مثلا خريج تجارة مع مرتبة الشرف ولم احصل علي عمل حتي الان لا تسالوني كيف فليس هناك مكان الا وطرقت بابه وما من معاينة الا ودخلتها ولا فائدة وقد عملت سائق ركشة وامجاد وهايس ومازلت انتظر و انا امني نفسي بوظيفة محترمة حتي احقق احلامي .فبسبب فقري وافلاسي سئمت الفتاة التي ارتبط بهامنذ سنين وغادرتني لرجل يستطيع ان يتزوجها فليس من المعقول ان تنتظر من هو مثلي تعانده ظروف الحياة والتوظيف اما لم انا هنا فلانضم لاصدقائي المفلسين( فالفلس مع الجماعة غني) كما قال.

(3)
حنان ورفيقتها والتي كانتا تجلسان وحيدتان( كحالة نادرة) وجدتها فرصة لتصب جام غضبها علي احدا ما ربماقالت الانسب ان نقول (حبيبي بخيلا )وليس مفلسا فارتياد هذا المكان ليس فلسا في كل الاحوال فالمكان لايكلف كثيرا وبدون رسوم كما ترون فكل الذي يخسره (الجكس)هو بضع جنيهات هي ثمن تسالي اواسكريم اوشاي او قهوة لذلك فلاسباب كثيرة لايريد الشاب ان يخسر في سبيل فتاة لايثق في مشاعرها وقد تفارقه في اي لحظة الا ان البعض فعلا ياتي الي هنا لانه لايملك ميزانية للاماكن اوالكافيهات الراقية والمكان يشكل ملاذا ملائما لهم ولظروفهم ..
اما مؤيد ورفيقته الحسناء والذي كان يجلس في سيارته في ممر ينتصف الحديقة رد علي تساؤلي عن ان هذا المكان يختص( بالمفلسين من القوم) فقط قائلا:انها تسمية مجازية ربما وهذا لايعني انها حكرا علي الفقراء ولكنني تعودت علي المرور من هنا كلما كنت قريبافالمكان مفتوح وغير مزدحم معظم ايام الاسبوع كما ان هناك احتفالات يرتجلها الشباب اجد متعة في حضورها.

(4)
(عطا)والذي الذي يبدو انه ينتظر احداهن من توتره البائن ومراقبته لعقارب ساعة يده كل مرة لم يبدي تركيزا ونحن نحدثه حتي بانت خطيبته (مي ) كما عرفنا بها والتي ابدت ضيقها وتوجسها بعض الوقت وما ان اطمانت حتي اجابت علي سؤالنا هل خطيبها من زمرة المفلسين؟ فاجابت مازحة نعم والا لو كنا نملك مالا وسيارة لكانت لدينا خيارات اخري غير الحدائق المجانية تلك الا ان اجابتها اغضبت فيما يبدو خطيبها الذي فند حديثها قائلا انه يختار هذا المكان رافة بها لانها تعمل طوال اليوم والمكان قريب من سكنها ومكان عملها ايضا ولكنها اغاظته بقولها اننا مخطوبين لاكثر من سنتين فان لم يكن فلسا فماذاسيكون؟؟الا ان عماد كان يملك دفاعا اكثر قوة فشن هجوما علي الظروف الاقتصادية وفرص الوظائف والشهادات التي لم تعد تسمن ولا تغني من فقر وبطالة ولم ينسي ان يقول لها انها محظوظة لان الشباب لم يعد يفكر في الزواج فهو يجاهد من اجلها والدليل انه يعمل ليل نهار لكنها ردت بابتسامة ساخرة ولاننا شعرنا ثمة معركة اوشكت ان تندلع اثرنا الابتعاد خوفا من ان نكون من ضحاياها المدنيين واملا في عودة الصفاء بين الخطيبين.
(5)
نجلاء تعترف لنا انها هي من اقترحت علي خطيبها ان يتقابلا هنا وتضحك وهي تحكي لنا بان خطيبها يزورها في منزلهم الا ان جلوس والدها بالقرب منهما لا يسمح لهما بحرية الحديث وتضيف هنا المكان مناسب لميزانيتنا لاننا في حاجة ماسة لكل قرش لاكمال استعدادات الزواج لاسيما ان اهلي لم يقبلوا بٍتنازلي عن بعض الاشياء التي اراها غير ضرورية طالما ان الفتاة مقتنعة بظروف من تريده شريكا لحياتها ولكن ماذا نفعل مع الاهل وارائهم المتعصبة..وتسر لنا قائلة بانها تساهم مع خطيبها في تجهيز بيت الزوجية ولكنها تقول ان والدتها تحديدا لو علمت بذلك ستغضب لانها تري ان الفتاة التي تتنازل عن حقوقها لن تجد التقييم من زوجها مستقبلاوتختتم حديثها قائلة انها الطريقة الوحيدةفانا مخطوبة لاكثر من سنة والي متي سننتظر طالما ان الظروف لم تتيسر وطالما انني متاكدة بان خطيبي شخص جيد وابن ناس..

(6)
اجمالا يعاني السودان من الفقر ويعد الدولة الرابعة من حيث الفقررغم موارده الغنية كما ان قلة فرص الوظائف وتزايد عدد الخريِجين حديثا كل عام تزيد من معدلات البطالة بين الشباب مما يوجد حالة من الاحباط والياس.ويقول الخبراء انه ورغم معدلات النمو الاقتصادي وتنمية حجم الصادرات لاسيما النفط واعلان الحكومة عن طرح برامج جديدة لمواجهة الفقر والبطالة فان دائرة الفقر اء والعاطلين والطبقية في ازدياد..ياسر الطيب استاذ علم الاجتماع يقول ان الوضع الاقتصادي كالبطالة وانخفاض الدخل وارتفاع تكاليف الزواج كل ذلك يصيب الشباب بالاحباط عندما لايمكنهم تحقيق طموحاتهم او تتويج علاقة الحب التي تربطهم بالزواج لذلك يجب علي الاسر تيسير شروط الزواج والرضاء بالمعقول بما ان هناك اعراف اجتماعية صارمة تمنع التعبير العلني عن الحب وحتي نحمي اولادنا من التصرفات الخاطئة كالعلاقات السرية والزواج العرفي .

العزيزة فائقة
السلام عليك وكل عام وانتي بخير وكل نقطة سوداء القيت الضوء عليها تصبح ناصعة البياض.
التحية لاهلنا الغبش الما فقدو الامل بالحب والحياة الجميلة.الموضوع ده وجعنى فى عضامى لانى وزوجى كنا من مرتادى هذه الحدائق وكنا فعلا مفلسين.تخرج ولم يجد وظيفة وكابسنا فى كل مكان ما خلينا السفارات على امل الإغتراب لانه كان حلنا الوحيد.لم اتخلى عنه صبرت والحمد لله لقى فرصة بعيدا عن مكابساتنا معا اخدوه إعارة للسعودية .والحمد لله تزوجنا.(بعد9
سنوات من علاقتنا تزوجنا)
وصيتى للمحبين اصبرو لانه الحياة الزوجية مع الحب بتكون جميلة وبتستحق الانتظار وكل المعاناة بتكون ذكريات جميلة.وتذكروا ما ضاقت الا لفرج.والمهم شخصياتنا وليس اموالنا
ربنا ييسر اموركم

[نزار حسن علي]

العزيزة والجميله
فائقه
صباحك عسل وعنوان البوست جميل جعلني ارجع ليك تاني عندي صديقي كان بحب صديقتنا خمسة سنوات ريده عجيبه لما عجبتنا نحنا زاتنا وبقينا نضرب بريدتن المثل اي زول يقول ليك ده بحب دي او بريد البنت دي نقول ليهو الريده عند اهلها هناك قعدة واحدة في الحجر كمان خمسة وسته ساعات عارفة كانت ظروفن صعبة جدا هو اتخرج من الجامعة وشغال بناي يعني طلبه في البناء هل تصدقي بتمشي ليهو في المواقع الشغال فيها ايه رايك وانا يجرجروني معاهم ارجعة عشان الوقت متاخر ولما يكون في زعل انا المسئول عنها مرة كانو قاعدين في شارع النيل وحصلت زعله شديدة ما عارف من شنو هل تصدقي هي قاعده تعاين ليهو اكثر من اربعة ساعات لما الساعة جات عشرة مساء ولاحظي انا برجعه البيت ما عرفته اقول لابوها شنو قلته ليه اتاخرنا في قاعة الشارقة كان هناك معرض وفعاليات وكده طوالي يقول ليه ما دام هي معاك نحنا مرتاحين مرة ابوها قال لية ما تتزوجه البنت دي عزيزة علي شديد قال لية انا كان لي مراد اخليها تقعد معاي هنا في البيت لانو ما في زول بيستاهله المهم برضو امها وابوها ما عارفين اي شئ كانوا بشتروا الحاجات وبختوها في بيتنا عندنا مخزن كبير ناس البيت سموها مخزن الحبايب للان الاسم ساير عليهو ولما جاء طلبه من ابوها طبعا اتفقنا انو ما بعرفو وسلمنا علي بعض سلام اغراب وكده وتمت الخطوبة وبرضو بجي البيت بنطلع سواء انا وهو وهي ونرجع انا وهي فقط لبيتن وبعد الحمد لله دعم من كل الاحباب والاصدقاء تم الزواج بقدرت قادر لان المشاكل كان كثيرة من امها وابوها وانا وهي اصدقاء بدرجة عفوية وجميله جدا جدا يعني بتحكي ليه اي شئ تقول لية اخليهو يمسك يدي بخجل طبعا بقول ليها مادام شاريك والمجهود الحربي البذلتوهو ده ما مشكله لما تزوجوا والحمد لله والان في الخليج وعندهم ثلاثة بنات وللان علاقتنا اجمل مما كان والله يا فائقة من العدم وحب ما عادي ومحنه وريده كده عجيبه ما عندهم حق الكركدي هل معقول شفته الكلام ده كيف
كما قال الشاعر
لماذا اراك علي كل شئ
كأنك في الارض كل البشر

[همس الشوق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فائقة يس

همس الشوق يا همس الحب ياجميلة كل سنة وانت بتحبي وتتحبي(كده ظابط)مش؟ شكرا كمان علي الامنية يعني واحد مفلس اعمل بيهو شنو(بمزح)عارفة الحدائق العامة دي فكرة هايلة جدا عشان بتيح فرصة الترفيه للازواج والاسر المفلسة ايضا بي شوية معينات ويعني فقر وكبت مش كفاية فلس بس؟؟

الغالية فائقة

تعرفي نحن أحسن بلد ممكن يتمتع بالحدائق العامة لما لنا من خضرة وماء (غايتو الوجه الحسن مااااا متأكده منو ) وكمان عندنا مساحات واسعة ممكن يستفيدو منها ... بس مشكلتنا في السودان أنه الاشياء الجميلة دائما بينقصها عدم الفهم والتعامل مع هذا المكان على أساس أنه مكان ترفيه لكل الفئات .... اصبحنا كأسر بنتحرم من أرتياد كثير من الاماكن بحجة أنها أصبحت غير لائقة للأسر لما فيها من إفتضاح للمنظر العام ولتسكع بعض العذاب وبعض الممارسات الغير لائقة ...
تعرفي هنا بتجدي كثير من الحدائق بيحظر دخول العذاب ليها فقط للعائلات وفي بعض مها للنساء فقط ....

على قولك حبيب مفلس في الزمن الاقبر دا أعمل بيهو شنو ؟؟

[علي فوراوي]

[overline]فائقة

طعم الحب والزول مفلس صادق
اماني نرسمها واحلام ننتظرها
المقرش برضو بحب
لكن حب المفلس حب محنة ورضا



ان شاء الله افلس واحب واتحب

القروش لوراحت بتجي
والحبيب لو راح شنو ياجماعة

ود ومحبة[/overline]

[عكــود]

الأخت الكريمة فائقة،
سلام،

ألف شكر على إتحافنا بتقاريرك الصحفية الدسمة التي تمس عصب الشارع.

أسمحي لي أن أحيّي أختنا حليمة على ما تفضّلت به هنا:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حليمة

العزيزة فائقة
السلام عليك وكل عام وانتي بخير وكل نقطة سوداء القيت الضوء عليها تصبح ناصعة البياض.
التحية لاهلنا الغبش الما فقدو الامل بالحب والحياة الجميلة.المعاناة بتكون ذكريات جميلة.وتذكروا ما ضاقت الا لفرج.والمهم شخصياتنا وليس اموالنا
ربنا ييسر اموركم

وأهديها مقطع من رائعة السر عثمان (بت البلد):

تاهت مشت سايقاها دقّات الدليب
لى دار حبيبا مُنى القليب
لى قعده عصراويّي فوق العنقريب
للونسي والخاطر يطيب
لى مسكه في إيد الحبيب
وسيرة فرح شاقي الدريب
وشفع حنان اسماء وحنان عادل كمان
وصوت الحبيب لمّان يرن
شمعات هواها ينوّرِن
في دار جديدي بتنسكن

مع تحيّاتي واحتراماتي

[Hassan Farah]

الاخت الكريمة فائقة بس-- واسمحيلى ان انسب هذا اللقب للتفوق وليس الفاقة-- حيث ان تقاريرك الصحفية تتميز بالعمق وتتطرق بقوة لمشاكل مجتمعنا السودانى--لا شك ان وجودك فى حوش سودانيات يعد مكسبا معتبرا --واصلى تسليط الضوءعلى كل مساحات الظلام فى حياتنا ربما استطعنا ان نتحاشاها ان لم نفلح فى ازالتها----