العزيز شوقي
شكرا لك لهذه العاطفة التي جعلتني احب شقيقك الجميل واتعاطف معه
مسألة دود مسألة مختلفة تماما. اذ ان دود لم يمت اعزلا من السلاح
ولم يمت في مواجهة الشرطة.. هذه حقائق يجب النظر اليها بموضوعية...
علاقتي مع الاخوة الجنوبين رائعة .. احبهم ويحبونني فبوستي لا يتحدث عن العنصرية..
يتحدث عن فقط لأن الشخص جنوبي يجب ان يكون مظلوما
هذا الاحساس ولد وفجر الاثنيين الاسود..
نحنا مواطنون سودانيون مطالبون ان نكون امام القانون سواء
لقد اخطا دود عندما غش صا حب الرقشة.. ثم احضر سلاحه بعد ذلك..
فلا يغفر له غشه لمواطن سوداني كونه جنوبي...
فقط نريد عدم تخليط المسألة بالعنصرية
اقتباس:
ولكن مايقوم به اهل الشمال نحو الجنوبيين لاسواء من هذا بكثير جدا وهم لا يعطون انفسهم للتعرف بالجنوبيين . لماذا لا نضم اشقائنا الي صدورنا ونعش في تحاب واحترام؟؟ انا شخصيا قابلت مئات البشر الذين هم خير مني اغلبهم كانو جنوبيين او نوبه اومن غير الناطقين بالعربيه
|
لقد صادقت اخوة من الجنوب واخوات... وليس لدي مشكلة مع اي جنس او دين..
واتمنى ان نعيش في سلام... امثال دود لا يختلفون عن اي شمالي جاهل
يجب حسمهم وايقافهم في حدهم...
كما قلت يوجد اخوان من الجنوب افضل من اي انسان آخر
وصديقي السماني لوال من اروع الرجال الذين قابلتهم..
لانه رجل محترم يحترم الاخر ويحفظ حقوقه لا اتخيل ابدا السماني ان يفعل ما فعله دود
لان السماني سينظر الى صاحب الرقشة على انه انسان مسحوق مثله..يسعى في رزقه.
ولا يستحق ان يغش وعندما يطالب بحقه يلوح له بكلاشنكوف..
الفرق بين دود وصاحب الرقشة( الذي لم يحدد جنسه)
انا دود لديه سلطة ولديه كلاش.. وهذا لا يملك الا روحه
لان غالبية سائقي الرقشة يعملون عليها,,
اهدي ليك هذه القصة كتبتها منذ سنوات
الى اخوانى مونج ودينق و شول واختى ماجاورى الينانا وذلك الصديق
محبة خالدة وعرفان
لينو
هناك عند حافة الغياب ما بين الغياب والحضور فى حد الذاكرة يقبع ذلك الفتى الجميل لينو
قدم الى منزلنا مع والدى يوما يحمل حقيبة صغيرة .. وابتسامة واسعة وقلبا كبيرا
اجلسه ابى فى الصالون
فتجمعنا حوله انا واخوتى
وكان ينظر ألينا بود وانا وأخوتي
ننظر إليه بكل دهشة . تكلم معنا بلغة عربية مكسرة أضحكتنا أنا و أخي الأصغر
حاولنا أن نخبئ ضحكاتنا بوضعنا أيدينا على فمينا… واخفاء وجهينا فى ثوب امى.
وكان يتحدث باللغة الإنجليزية الى والدى
وكان يخاطبه يابا. جلبت أمي الغداء لهذا القادم الغريب الذي حل بيننا وأحببناه
لدماثة خلقه وغرابته.. فيما بعد شكل لنا لينو نقطة وعينا بالجنوبى هذا الآخر المجهول ..و بقى هذا الحب ملازما لي لاهل الجنوب.. ارتبط لينو فى ذاكرتى بحلوى الكراملة التى تكون فى شكل الجواهر إذ كان يحضرها لى ولأخي كلما زارنا وكنا ننتظر زيارته لنا بفارغ الصبر
وعلى ما اذكر كان يحضر فى نهاية الأسبوع كان يقص علينا القصص عن قريته فى الجنوب وعن الحيوانات يشكل ويلون لنا خيالنا وكان يشدنى إليه تلك النبرة التى يعكسها صوته وتشى بالحب لأهله وأرضه وحنينه لعائلته كان يخبرنا عن الصيد و عن الرعي.. ويعلمنا الرقص.. كنا نسأله عن العلامات التى فى وجهه كان يخبرنا إنها علامة القبيلة كان يقول هذه النقاط مثل الخطوط التى على خد "يمه" (يعنى أمنا التى كانت مشلخة مطارق)وكنا لا نكف عن الأسئلة وهو يوضح لنا ويشرح لنا بكل رحابة صدر وصبر . وصار لينو شغلنا الشاغل كان موهوبا فى صنع وتشكيل الحيوانات من الطين فكان يصنع لنا الحيوانات فى مهارة فائقة..وكان يرسمها على الورق بذات المهارة . أمضى عامين ثم اختفى لينو من حياتنا كما أتى وحزنا حزنا عميقا على رجوعه الى الجنوب.. تراكضنا انا وأخى خلفه و نحن نناديه ونبكى ونتوسل له و نعده اننا سنكون اطفال جيدين ولن نغضبه ابدا اذا بقى, حتى وصل الى الشارع الرئيسى ليأخذ الحافلة وقفنا قربه, اخى يمسك يد وانا امسك باليد الاخرى نتوسل اليه الا يذهب .. اتت الحافلة انحنى بقامته الطويلة على الارض واحتضننا انا واخى فى حب عميق.. ومسح دموعنا التى كانت تسيل مدرارا.. ودلف الى الحافلة جلس قرب الشباك
ونظر الينا بعيون مليئة بالدموع ولوح لنا, وقفنا انا واخى نبكى الى ان توارت الحافلة التي حملت لينو
الى الابد. وقفلنا راجعين بقلوب مثقلة بألم الفرقة و ثقل أن تحب اناس يرحلون عنك الى الابد.
كنا عندما نسأل أبي عنه وعن أهله كان يقول لنا انه ابن سلاطين,أهله طيبون و مؤخرا عندما كبرنا عرفنا الدور العظيم الذي لعبه والد لينو لينقذ حياة أبي و زملائه من مجزرة التمرد الاولى
وكذلك علمنا أن لينو قد حضر ليدرس فى معهد السنتين ليصير معلما . وذهب لينو وترك لنا هذا الحب العميق للجنوب وأهله.
بعدها سافرنا الى لبنان وهناك أحسست بوطء أن تكون اسود اللون فى بلد عربى
و أحسست بعطف على من يحمل عبء لونه اينما حل لا تنظر الناس الا الى جلده
ولا تتجاوز هذا الجلد لتنظر الى هذه الدواخل الجميلة المشرقة بالحب والجمال
قام بتحريرها احد الاصدقاء له الشكر كله