الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > خـــــــالد الـحــــــاج > موضوعات خـــــــالـد الحـــــــــاج

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-12-2010, 09:49 AM   #[22]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج مشاهدة المشاركة
[frame="2 60"][align=center]الثعلب العجوز والذئب"
حكاية للأطفال "[/align]



[align=right]لم ير الثعلبُ الكهْلُ
سوى الذئبِ ، بصيراً
بالفجاجْ،
فاصطفاه ، وتولاه
وأرعاه النعاجْ.
ومضى يشحذ من همّته
ويربيه على نهج من الغدر
وألوان اللجاج
وسقاه ،
من رحيق المكر والخبث،
وأولاه اهتماماً،
فاق حتى أقرب الخلق إليه.
*** ***
وإذا الذئب تذاكَى ، وتثعلبْ
وتمسكنْ وتمكنْ،
وتنمّر وتكلَّبْ،
وإذا الذئب وقد شب عن الطوق
وأوهى للرتاجْ.
واستوى في القوم ذئباً
ثعلبيَّ المكرِ في لون العجاجْ
قُدُمَاً يصعدُ ،
لا يلوِي على شيءٍ
كثورٍ في هياجْ !

*** ***
[/align]



[align=center]طرب الثعلب،
وارتاح إلى تلميذه الذئب،
أليس الذئب من صنع يديه؟
ألم يرعاه في المهد ،
ويحميه الضواري؟
من ذئاب الدغل والحقل
وآساد البراري ؟
أ فَلَمْ يحنو عليه
منذ أن كان ضعيفاً
وهزيلا ؟
أ فَلَمْ ينْشُرْ له جنحيه
ظلاً ومقيلا ؟
أ فَلَمْ يبسط له الأكناف
حتى امتلأتْ أكتافه
لحماً وشحما ؟
ثم من بعد ، ألم يكبح
كلاب الصيد عنه
ويصدُّ الضبعَ والفهدَ
وما استأسد في حضرته
من ضوارٍ،
في بلاط الثعلب الشيخ ،
وفي مجلسه ؟
*** ***
[/align]


[align=right]
كبر الذئب على عين
من الثعلب ،
وارتاح إليه
ثم أدناه على حذر منه
وحرص،
ثم أعلاه على الكرسي
الوثير،
( ذلك الكرسي ، حلم الثعلب
الشيخ ، ونجوى حبه الطاغي
وسلطان هواه )
*** ***
واطمأن الثعلب الماهر
في صنعته ،
فإذا تلميذه ، ينقض في القنص
كما علّمَهُ ،
ويجيد القفز والختل
كما علّمَهُ،
ويناور ويراوغ .
وإذا الذئب،
قد استأسد باسم الثعلب الكهل
فيغدو ويروح،
ثم يمضي فاتكا
يبطش في الأرض،
وفي الأرض سباعْ
ونمورٌ وأفاعٍ وضباعْ
وثُعَالَى وفهودْ
مثلما فيها من الضأن
وأفواج النعاجْ !

*** ***
[/align]

[align=center]واستكان الثعلب المكار من بعد
إلى هذا الدهاء المستطير
كان من خطته
أن يحل الذئب في العرش
إلى حينٍ ،
وحتى يفرغ الثعلب
من بعض الأمور.
أحكم الأمر ، ودبر
ثم فكر ، ثم قدر
ومضى ينسج أحبولته
في انتظار الأجل المحتوم
واليوم الخطير،
في أناة ناسجاً،
شرك الصيد بمضمار الهلاك
من خيوط محكم الصنعة
مكار الدهاء
وبصبر ، واقتدار لا يجارى .
كلما حدق نحو الذئب في كرسيِّهِ
غُصَّ بالريق هياماً واشتهاءْ .

*** ***
[/align]
[align=right]اطمأن الثعلب الحاذق
من قبل ، ومن بعد،
إلى تدبيره
واستبد الزهو في برديه
صار الثعلب الماكر
جَمَّ الابتسامْ
هادئ البال – كما يبدو –
رقيق اللفظ ،
نزَّاعاً إلى قمع الملامْ
وإذا عَضَّ ، ففي رفقٍ
وفي أنيابه السم الزؤام
فإذا هرَّتْ كلابُ القوم
في واجهة الذئب الأثير،
منه تكفي بسمة زاجرةٌ
فإذا كل نباحٍ
يستكينْ.
عند هذا الثعلبان الكهل،
في كلِّ مقامْ،
ابتسامْ.
وله ،
ابتسامٌ هُوَ في كل مقامْ.
وحنينٌ،
وطنينٌ،
ورنينٌ،
وكلامٌ وكلامْ !

*** ***
[/align]

طابت السطوةُ للذئب ،
فما ملّ الرَّتاعْ
ثم غطّى بهرج الكرسي
عينيه ،
وأنواع المتاع
ثم أعمته خمارُ العرشِ
والحشدُ ، جلوساً وقيامْ .
*** ***
[align=center]حدثَتْهُ النفسٌ ، أمّارته السوءَ
وأغرته بأحلام المنام
وبأمرٍ لا يرام.
هاهو الآن وقد وطَّدَ في
أبهة العرش ذراعيه ورجليه،
مُطَاعاً ثَمَّ ، والجندُ حواليه
اصطفافاً وانتظامْ.
وبدت تظهر في زمرته
مَنْ يلبُّون إذا نادى،
يهبُّون إذا أومأ،
ينْقَضُّون إنْ زمجر أو صَدَّ ،
- بلى قيل – وبعضٌ
يفتديه.
زينوا الأمر له
حتى تنمَّرْ،وتجبَّر
وتأمَّرْ،وتنكَّرْ
وتوّهم
أنه الآمر الناهي .
ولا شيء سواه !
*** ***
[/align]
[align=right]كان همّ الثعلبان،
أن يظل الذئب مشدوداً
بخيط في يديه
فإذا أفرط في أحلامه،
زلزل الكرسي من تحتٍ
ومن فوقٍ عليه،
ثم أبقاه على خوف السقوط.
وإذا يوماً تمادى
أو إذا الميعادُ حل
كان سهلاً ركله بعدئذ،
وكما نعلم، فالشيخ خبير
ذو تجاريب ، بصيرٌ
في أمورٍ مثل هذا
وله ماض خطير !
*** ***
[/align]

[align=center]وإذن فالثعلب الكهل الرهيب
قد أحس الخطر الداهم
من تلميذه الفذ النجيب
ورأى،
في سلوك الذئب ما يخرج
عما كان مرسوما
وأن الأمر طال.
و لذى الفهم الأريب،
كان لابد لهذا الذئب أن
يرحل أو أن يترجّلْ،
فلقد جاوز التلميذ حداً
ليس مسموحاً به
مهما فعل
وعلى كلٍ فقد حلَّ الأجلْ !
*** ***
[/align]

[align=right]ثم إن الثعلبان الداهية،
هيأ المسرح،
والذئب على غفلته،
أسكرته النشوة الكبرى،
وأغرته المواكب .
ورأى،
أن هذا الأمر لا يصلح
إلا في يديه
وكما قد جاء ، منساقاً إليه،
فهو لا يصلح إلا في يديه
وهو من ضحى ، وأفنى
وأباد.
وهو - لا الثعلب - من
دبَّر هذا الملك ،
من أرسى العماد
وسيبقى ،
شاء من شاء ،
وللثعلب ، أن شاء ، الرماد !
*** ***
[/align]
[align=center]هكذا صفق للذئب البِطانة،
والغواة الطامحون،
والذئاب المارقون،
و المراؤون ، و خوَّانُ الأمانة
لم يكن سهلاً،
على شيخ الثعالي الثعلبان،
مثل هذا الغدر،
أو هذا العقوق.
لم يكن يخفى عليه،
ولعُ الذئب بهذا الملك،
والجاه العظيم
ولهذا، لم يفاجأ !
*** ***
[/align]

[align=right]درس الأمر مليّا
ومليّا
أحكم الحبل ، وألقى الطُّعْمَ
واستلقى ،
وقد مد الشراك.
أوصد الباب وأقعى الكلبَ
يعوي بالوصيد.
وسعى الساعون في الصلح،
وهب الشامتونْ،
" بنتُ عرسٍ " وابنُ آوى ،
وكلاب الصيد والقنص،
وحراس البيوت.
والذي كان ضعيفاً،
كشّر الأنياب واستلَّ الأظافرْ
وبدَتْ في مسرح السيرك القديم،
فتنةٌ ، أجَّجَها - مثلما يحدث
في كل زمان ومكان _
السعاة النافذون
المارقون السارقون
ناقلو الأخبار والساعون
بالغيبة، والمستهبلون .
وإذا الذئبُ، ومن شايَعَهُ
نحو اليسار،
وإذا الثعلب والغاوون
عن ذات اليمين .
*** ***
[/align]
[align=right]وبدت معركة الفُجَّاِر
والإفكِ المبينْ.
كل حزب، بالذي صار لديهم
فرحون،
كل حزب ، كال للآخر
ما أندى الجبين.
وإذا الكرسي يهتزُّ
ويرتجٌّ ،
وكلٌ يتَرَبَّصْ
وعلى الآخرِ، كُلٌّ
يتلَصَّصْ!
وإذا "السيرك" كما نعرفه،
و إذا "السيرك"،
- كما السيرك يكون -
دخل الحابل في النابل
والنابل في الحابل،
وانْشَقَّتْ على الهول، العيون !
*** ***
[/align]
[align=center]
لم تزل معركةُ الثعلب والذئب
تدور،
والضحايا، كل يوم في الصفوف.
وعلى الرغم بأن الكل
في الحرب عكوف ،
وهي لما تنجلي ،
كلنا نعلم عما تنجلي !
كلنا نعلم عما تنجلي !!
عندها ،
آن للحملان أن تثغو،
وأفواج النعاج،
فعسى ترتع من بعدُ،
وتغفو في سلام،
ريثما
يتبدّى ثعلبانٌ ماكرٌ آخر ،
أو ذئبٌ جديدْ!

( يونيو2000 )

عالم عباس
[/align][/frame]
للحفظ و التوثيق و حتى لا ننسى ..
شكرا خالد الحاج .. شكرا عالم عباس..
و التحايا للجميع..



التعديل الأخير تم بواسطة فيصل سعد ; 09-12-2010 الساعة 11:03 AM.
التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل  
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 10:12 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.