رفيق النضال القديم المتجدد
الحبيب فضيلي:
اقتباس:
أواه منك يارفيقَ خلوتي
وياأنيسَ غربتي..
يا وجعي وسندي وفزعي !
يا كاسيًاَأديم بلدي
ويابعيد..يا قريب
ياخفي..
كلما حسبته مضى يعودني
ومن خيال ظلهِ تلوح أجمل القرى
هواك غير ما الهوى
وآه منك يا حبيب ..
|
آه منك يا حبيب!
هاأنت عدت إلى غنائنا المعتق الخالد
كدأبك حين يستبد بك الحنين والتوق،
ها أنذا أخلع نعليَّ وأجري معك في شوارع حي القبة، والزمان الكردفاني خريفٌ غزير الدرة، وأراك وأنت ترقص
وتجري، وكاسات الغناء تدور، كأنك زوربا!
ويا صفي الروح،
أي حزن يعتريك وأي حنين!
حين أراك تغني هكذا، ملء الطرب رائق الشدو تتقطر حنيناً، أشفق عليك، فإنني أحس أي حزنٍ يتغشاك، وأنت تغرد!
أفرحني شجوك وأبكاني، واستبد بي الحنين
هذا الغناء العذب الجميل يأتي من عمق حزنٍ دفين يا فضيلي، فماذا أحزنك؟
الأسبوع الماضي فقط جئت من الخرطوم. الخرطوم الوطن الذي عرفت وتعرف!
الرفاق همو همُ
صامدين يا فضيلي، والذين تعرفهم من هؤلائك قد ازدادوا شراسة وسعاراً، وما عاد يهمهم من مات أو سيموت!
أصفياؤك همو هم
ما زال (كاليجولا) ينكل بهم، ولكنهم صمود وصبر وميثاق ركين.
أهلنا هنا لك يا فضيلي، ولم تعد ليالي كردفان يعبق فيها رقصات المردوم، والهسيس، ولا العجكو!
لكن الناس، رغم ما حل بهم ما تزال أعماقهم وضيئة، وإن تغشت سماءهم عتمة ، ستنقشع لا محالة
وما زالوا يستمعون ويستنشدونك، وكلهم (مكتول هواك يا كردفان)
و (أنت كذلك، ليلك طال)، وشتان بين الليلين!
ويا خدن روحي في البعيد، و يحاصر دفء قلبك الصقيع والجليد
غنِّ
غنِّ،
بغنائك نستدفئ، ويسري الدفء في قلوبنا، نقاوم به الزمهرير المجنون، وسيكون زمهريراً عابراً، مهما تطاول واستطال!
يا مغنينا الماهر، في زمن الغناء الفج:
أنشدنا فنحن الباقون
أهل الصقيع والزيف وأغنياء الحرب، عارضون وزائلون
سأبقى أنتظرك على كثبان كردفان، بين مراتع أبقارنا، وهم يغنون أناشيدك من أوركسترا الدينكا والمسيرية، والأرض لله يورثها من يشاء.
يا مغن الشفق الغارق في نهر الأفول
قم فنادمنا على ليل مطول
واقدح الأوتار نيران هوى
وارو عني، طالما الصمت يطول
لك السلام وأنت تغني حزنك السامي
ولك علينا سكينة الإصغاء الجميل