الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > إشراقات وخواطر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-08-2006, 08:25 AM   #[1]
Ishrag Dirar
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Ishrag Dirar
 
افتراضي خاطرة .........(36)........!



...


فأجأني ....!
ذات حرب ... وأنا أشهر سيفي في وجه العدو ...!
حاراً تسلل من بين ثناياي يشبه الآلم .. وليس به!
لزجاً كما الحياء .. ولا اعرف كنهه!
مزمجراً يشبه الغضب وليس هو!
يشبه الخوف .. ولكنني لم اكن اعرف هذه المفردة .. فأنا فارس مقدام في جيش عرمرم ...!

شئ ما انتابني لحظتها ان في هذا الامر حتفي ...!

رمقني قائد جيشنا "منتصر" وكان أكبرنا سناً .. بشئ من الازدراء، شئ من التهكم، لم اكن اعهده فيه! بتعالٍ وحنقٍ، لا ادري.

علت لحظتها، شبح ابتسامة متأمِّرةٍ شفتيه . لا، لم تكن أبتسامة، كانت تكشيرة، بل كان انفراج شفاهٍ عن شئٍ غامضٍ لمعّ في عينيه ايضا!
شئ كريهٌ ما رأيته فيهما يوما!.

قال لي: ( أخرجي من الصفوف الآن، فأنت لم تعودي تصلحين فارساً في جيشنا، فقد أصبحت من "الخسائر" )!
دون أن اشعر، رأيتني اضربه بسيفي في وجهه، وأصرخ فيه ملء الالم الذي كان يتسرب من داخلي الي أخمص فمي! .
(لاتغضبي هكذا !) قال لي: (نحيلك الآن الي الطهي او ربما نظافة المعسكر ، فقد صرت أصلح لهذه الاشياء الان بعد ان .....!)

انسربت دموعي من بين مسامي وأنا أهرع الي المنزل أجرجر ذيول الانوثة خلف ثوبي..!

وبكيت ليلتها طويلا امام جمهرة النسوة - أمي خالاتي عماتي جدتي وبعض الجيران ...! -
اللائي كن يتلون على مسامعي أطول سيرة عن المحرمات والمنهي عنها ، المكروه وغير المسموح به الممنوع والصعب الوصول اليه ...قائمة طويلة طويلة ومؤلمة، عنت بالنسبة لي، ان مجرد خروجي من المنزل الآن أصبح ضمن سلسلة المنهي عنه ، ناهيك عن الانضمام الي الجيش، لم يعد في امكاني تسلق الشجرة الضخمة التي كنا نخبئ في قلبها أغراضنا ،ذكرياتنا وبعض من عدة الحرب.

لم يعد مسموحاً لي بمصارعة " ابراهومة الخروف ." لا يمكن بعد الآن ان اذهب الي السوق صباحا لاحضر لجدتي "التنباك" ، او لامي بعض اغراض المنزل. لم يعد لي مكانا في الجيش ..!

تباً له ...!

كان ميقاته يعني فصول الالم المنهمر دون منطق، تنكب الخوف بين الحصة والاخري ،حيث لابد من التأكد من ان ثوبي لم يقد باحمرار من دبر ..!

الهمس في أذن زميلاتي مرارا وتكرارا بل كل حين للاطمئنان أن لاشية فيّ.
القلق ..
الخجل
الخوف المبهم من لاشئ..!
هو السمت الملازم له

كل الغضب ..وكل الفرح كان مرهوناً بلون!
غضب من لون محفوف بالالم ،
كونه يثبط الهمة ويقتل النشاط ويذبح العزيمة بشروط من لون..

فرح به لأنه يحمل بين طياته طمأنينة للنسوة حولي ...!

وظل الألم المنسرب من ثنايا اللون يصحبني .!

حتى جاء يوم تحول اللون الغاضب الي نبض في أحشائي، علمت حينها ان موت اللون يعني ولادة نبض بلون آخر ..

فرحت باختفاء اللون المغضوب عليه ، لان موسيقى النبض كانت اجمل من كل الالام التي تلت اختفاء اللون ، احسست لاول مرة - منذ خروجي من الجيش منهزمة اثر انسراب اللون من احشائي - ان اللون بغيابه كان أجمل بشارة من ألوان قوس قزح لمعت في سماواتي

............

والآن ، وبعد مرور نصف قرن من عمر اللون

الان ، وقد غاب اللون اللزج الغاضب ، أشعر بأسى وحسرة لغيابه ، فأنا لم أعد أصلح لاكون من "الخسائر " حتى ...!!


ياله من لونٍ ...شكّل اطواري كيفما شاء له الاستعلاء ...!

.......





التوقيع: [align=center]
"فبأي قلبٍ فيّك تصلُبني مسيحاً في صليب الأنتظار ...؟"
"عالم عباس"
[/align]
Ishrag Dirar غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:13 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.