الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-2011, 10:06 AM   #[1]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي قراءاتٌ لا يعول عليها...

قراءة لمجموعة
((أُنثى المزامير))
للشاعرة الدكتورة/
إشراقه مصطفى حامد



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:09 AM   #[2]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

مدخل:
من أبهى هِباتِ الأُنثى لمحيطِها الشاسِعِ الحُبَّ والإِشراقَ، وتتجلى أروعُ ما تتجلى إبان تفاعلِها وفاعليتِها حيال ما يمسّ محيطها أو أحد أركانِهِ..

ولئن دققنا التنبه أبعد بمدائنِها (حتى وإن اشتطَّ الشغبُ بأرجائِها، وأرعبتْ بهديرِها فرائصَ التأملِ بما هو مقبول أو مرفوض، ما هو جائز أو ممنوع) فإننا سنلقى {كما الحال بمُقابلِها (أدم)} بأن كُلّ اهتمامِها يتمطى بمسرحِهِ ولا يتعداهُ البتة، فالأكوانُ وما حوتْ والرُّوحُ وإن علتْ، ذرائعُ وصولٍ ونهجُ تأملٍ وبراحُ انتباه ... الخ.

لعلنا بهذا المدخلِ المخصوصِ (في عموميتِهِ) المُفصَّلِ لجسدِ سِفرِنا هذا، بهذا المدخلِ المُبهمِ رغم جلائِهِ نقولُ ونَحجمُ، لكنّا حين سنرصدُّ بعينِ الإعزازِ والمحباتِ قبل النقدِ ما ناولتهُ لأرواحِنا من تداعٍ يخصُّنا فيه أنه يقولُنا بإبهارٍ فاتِكِ الجلاءِ، وأنه يهزمُ خنوعَنا للوساوِسِ التي تهدَّمُ إنسانيتنا وتدفعُنا بحذقٍ إلى الحضيضِ، لعله بذلك تتضحُ حينها معالِمُ مدخلِنا الفائتِ..

ونعلمُ يقيناً بأنه تصعبُ في الكتابةِ المحاورةُ بأوجِ الاشتعالِ، يصعبُ المروقُ كليةً إلى العقلنةِ والمضي قُدماً والمِداد، فتتمادى العذريةُ/ الجُنونُ في السَّطوةِ، فيُقبلُ في السِفرِ قولها (أكتب الجنون إلى أقصاه) كرفيقٍ/لازمةٍ لكُلِّ صفحاتِهِ، فالكتابةُ ذاتُها لا يستوي عقلنتها وإلا أضحتْ خطابةً ممقوتةً ممجوجةً ناعمةَ الملمسِّ مُهلكةِ العاقِبةْ..

فترصينُ الجُنونِ وتحويلُهُ إلى لُغةٍ (شعريةٍ) مُتماسِكةٍ مرحلةٌ لا يسهلُ الإمساكُ بتلابيبِها، إلا أنها –قد- تدينُ بُعيد رصدِ الجُنونِ ذاتَهُ إلى أقصاه، وعلى ميلي للترصينِ في حينِهِ، في مشاداتٍ تتناثرُ فيما بينها العباراتُ بين الرّوحِ والعقلِ والمِدادِ، إلا أني بذلك أخالني كالسامِحِ بتوقفِ اللهاثِ والإعياءُ يتقاذفه، السامحُ بالسَّكينةِ في أوجِ الضَربِ على نعشِهِ المُفتتِ..



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:25 AM   #[3]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

أنثى المزاميرِ
هكذا تلقُفُ عِبارتين فيهما من الحميميةِ ما فيهما، وفيهما من التأويلِ ما لا يُحصر...
فأن تقولَ أنها تنداحُ وتمنحُ المُستطابَ شِعراً ووهجاً وروحاً ووو مع المزاميرِ الصادِحةِ ــ يُقبلُ..
وأن تقولَ أنها لها ترتفعُ وتيرةُ انسجامِها.. تفاعلِها مع أصواتِها القابِضةِ على رسغِ الهمودِ لتبث بأنحائه صخب الحياة ـــ يُقبلُ..
وأن تقولَ أنها منها ممزوجةً بانزياحِها متناغِمةً وإرهاصِها مُندغِمةً بالأرواحِ المُتلقيةِ ــ يُقبلُ..
.
.
.
أنثى المزاميرِ يجعلنا في حِلٍّ من البحثِ عن المغزى واللهاث خلف شطحاتِ العناوينِ المُطلسمةِ، على أنه منها لو امتطينا ولم نُلجمْ رسنَ الخيالِ أو نقبلُ بقربِها مِنا كجُملةٍ ناجزةٍ وموجزةٍ لكُلِّ المُرادِ..
يجعلنا ندرك باكِراً أنا سنخوضُ في أبعادٍ تخصُّ شاعِرتِنا وبها تماساتٌ مُتماسكةٌ تلملمُ شعثَّ الصمتِ البهيمِ عن ما ينبغي لها كأنثى فاعِلةٍ مُتفاعِلةٍ في هذا الكونِ المُتماحِكِ في استلالِ ما يثبطُها ويحيلُها إلى ديمةٍ تهطلُ بالنّماءِ والدفءِ ولا تحصدّ إلا الشوكَ، وعلى غيرها من الإناث ينسحبُ الأمرُ..
أنثى المزاميرِ تمردٌ فاضِحٌ جلي الاتجاهِ..
أنه نقراتٌ تخدشُّ السكونَ وتُعري ما يتوجبُ أن يكونَ من تلاقُحٍ لا أحدّ فيه بالمؤخرةِ يلهثُ خلف ركبٍ لا يأبهُ له وهو يحملُ لذاتِ الركبِ -في الوقتِ عينه- نبيذَ روحِهِ واكتمالِ حبورِهِ...
أنثى المزاميرِ حمل إليّ "وقد يطلهُ التعديلُ حذفاً أو إضافة... لاحقاً":
1/ أنثى المزامير
2/ في تمام الرغبة .......... إلا اشتعال {تم إضافته من قبلي}
3/ إلى حبيبي في ورطة الروح الأزلية
4/ صخرة النسيان
5/ أنا الغول.......
6/.. صي وصهد
7/ صحراء الجسد - جسد الصحراء
8/ صهوة النار
9/ لا تراهن...
10/ آذار وبعض من جنون
11/ وصدحت كمنجات الجسد.....
12/ هل لي بجبريل.........
13/ وشوشة
14/ جبريل



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:35 AM   #[4]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

لملمة العناوين:

حوت عناوينُ النصوصِ التي بمتنِ السِفرِ مضامينَ وأبعادَ عِدة، إلا أنها اتفقتْ جميعها في أنها لم تخرجْ من (الأنا)، وتلك الأنا الخفيضةَ المُرتبكةَ رغم علوها هنا لم تحملْ لنا على الإطلاق ما يشي بما عُرفت به (أي أنا العليا بنبرتها التي تؤخذ إلى منحى الكبر والخيلاء وما شاكل)، أنها هنا تحملُ الجانبَ الآخرَ منها، تحمل إلينا دلالاتَ الجُرأةِ على التفجّعِِ، دلالاتَ الجُرأةِ على البُكاءِ والحنينِ والجُرأةَ على تسطيرِ ما يعتملُ بالرُّوحِ والنفسِ والجسدِ، والجُرأةِ على ما شاكل، وأيضاً يمكنها أن تكونَ أنا نائبةً ومُفضيةً إلى القولِ عن الكثيرِ من الإناثِ..
فالبدءُ (أنثى المزامير) إعلانُ الانطلاقِ في السِفرِ وعنوانه الرئيس والذي أشرتُ إلى بعض ما يعني من دلالات متسعة آنفاًً، يليه (إلى حبيبي في ورطة الروح الأزلية) كإعلانٍ بأن تلك الأنثى (أنثى المزامير) والتي لا تحيد عن كونها أنثى للمزامير أو منها أو لها وكيفما اتفق تهدي كل هذا التفجع/الحنين...الخ إلى حبيبها في ورطتيهما الروحية والأزلية، وهي ورطةٌ تقولها بملء الفم لأنها تحسب الهوى ورطة، ولا أحسبه كذلك غير ذلك، لأنه يحيلنا إلى ما يحيلنا إليه من فقدان للتوازن وووو، وأحسب مثلها أن الهوى ورطة من أهم الورطات التي تلحق بالمرء بل أنه أجملها على الإطلاق، ولأنها تعي ذلك بالطبع وتعنيه لا سواه فإنها عنونت قولها بأن أنثاك يا ورطتها تهديك هذا السفر..
تلى ذلك (صخرة النسيان)، وأحسبها بالتحديق مجدداً إلى العناوين التي سبقته على التوالي (أنثى المزامير) و (إلى حبيبي في ورطة الروح الأزلية) إنما عنت أن الهوى الذي لف روحها في ثناياه كالصخرة {على رغم كراهة التشبيه في أمر الهوى} التي يتكسر عليها النسيان فلا يمكن أن يكون لهذا النسيان مجالاً في روحها..
إذن فإنه يلي ذلك –بداهة- (أنا الغول) مواصلة في تخويف هذا النسيان الذي استل غمده للهوى بل وإراقة دمه..
ثم ليمضي الأمر في مجراه الطبيعي فتأتي (صي وصهد) ومن ثم ليعقبها (صحراء الجسد...جسد الصحراء) و (مرجانية) {التي استبعدتها من المجموعة لأنها جاءت بلغتنا الدارجة وهي لا تتناسب وهذه المجموعة} ثم يليهما (صهوة النار)..
وتنبري أنثى المزامير مجدداً لتؤكد لحبيبها هذا الهوى الذي ملك جنانها بنصها (لا تراهن) وهي ليست بالضرورة موجهة إليه أو إليها، لكنما عنوان كهذا ينحو بنا جهة التحدي والتحدي يقبل فيه في سفرنا هذا الموجه برمته للحبيب بأنه تحد في أمر الهوى لا سواه، يعقب ذلك الرهان (آذار وبعض من جنون) وهو يُحصى لدي بأنه من النصوص التأكيدية أيضاً على امرأة هي (أنثى المزامير) والتي تمتطي أو تمتطيها (صهوة النار) فتنبري لتتحدى النسيان أن يطال روحها وقلبها وجسدها، كأني بها تؤكد أن النسيان هو ضرب (جنون) والأكيد أنها ترصد كل ما من شأنه أن يصب في تأكيد ما بها من هوى ولوعة، ثم يلي ذلك (وصدحت كمنجات الجسد) كمحصلة طبيعية لـ (انتظار) ك {والذي استبعدته من المجموعة أيضاً لذات سبب استبعادي نصها مرجانية-ذا ما أرى ولها ما ترى}، (هل لي بجبريل) لـ (وشوشة) مني/من روحي وقلبي وجسدي لك (جبريل).
وأن تختم بنص (جبريل) فهو التأكيد الأكيد على أن كل هذا الماء الرقراق يصب منذ بدءه حتى الختام عنده وهو له لا لسواه...
لعلي أفرطتُ في التفاؤل بخصوص ترتيب العناوين على هذه الشاكلة/النسق فلربما لم تعنه وجاء من قبيل الصدفة المحضة، لكنه ترتيب أثارني وحركني كقصيدٍ بُني على فتنةٍ بالغةٍ من لغة ونغم وفحوى وأبعاد، وترتيب العناوين/النصوص (بمنحى عما حوته أو بناءً عليه) ضربٌ من الشعر أيضا...



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:39 AM   #[5]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

تنويه:

جاءني السِفرُ يحمل جُملةً تعدُّ كلازمة أعلى كُل صفحاته فجعلتُها (أكتب الجنون إلى أقصاه) لاعتقادي بأنها هكذا أوقع وأقرب وأكثر تكثيفاً، وذلك لأنها تعني لدي (ضمن ما تعني):
لا أكتب بحبر العقل والتعقل بل بدم الجنون من مبتداه إلى منتهاه..
وتعني ضمناً:
أيها القارئ لا تدلف إلى نصوصي وأنت تعتمر ذهنك بل جنونك المشتعل..
واعتقد أن العبارة تمهيد حذق للتخلص من المتنمرين أمثالي الذين يحلمون بعقلنة النص حتى في أوج جنونه..
فإذن (مُقبلاً) {وعملاً بما أوصت به سيدة المزامير-كما أسميها} سأدلف بجنوني فقط وليكنما يكن..
ومما تجدر الإشارة إليه بأنه لديّ مجموعة تحمل عنوان (ترانيم الموج) ولجت إلى فحواها بجملة افتتاحية هي {سأكونُ عاقلًا جدًّا وأفتَّشُ عن جُنوني...} وأضننا تشابهنا في المفتتح واختلفنا في الجنون...
وقد اقترحتُ على (اشراقه) إضافة بعض النصوص الأخرى إلى السفر، وأشرتُ عليها أن تختار تلك التي لها علاقة مباشرة بمنحاه، وقد سبقتها إلى ذلك بنصها (في تمام الرغبة ....... إلا اشتعال) ورتبته تالياً لـ (أنثى المزامير) لاعتقادي بأنه يكمله {أنثاك (أنثى المزامير) في تمام رغبتها ... إلا اشتعال} تهديك هذا السفر...



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:48 AM   #[6]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

اقتباس:
قراءاتٌ لا يعول عليها...
ولكني سأفعل..
متابع..
حتي يفتح القلم لنا بكلمة.
تحيّاتي بلة.



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 10:58 AM   #[7]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

ثنايا النصوص:
تمهيد:
عن انطباعي الأول الذي بعثت به لإشراقه في حينه (بطلبٍ منها)، قلتُ:
- باعتقادي أن نصوصك تحتاج إلى تقطيع،
فتقطيع النصوص يوصل قارئها الفطن إلى الإدراك باكراً بأنه أمام شاعر يعرف ما يريد قوله وكيف يقوله،
والتقطيع سيدتي هو كتابة مضافة وشرح للكتابة وإظهار لما خلفها من إلحاق ووقف/قطع وشرح وغيرها، وبخاصة في قصيدة الانفلات (فلا أحب تسميتها بقصيدة النثر) وكمثال على ذلك {وهو تقطيعٌ مقترحٌ من عندي لا يستوي الأخذ به فللشاعر مراده وأبعاده وكيفيته التي يرى في التنقل من مقطعٍ لآخرٍ بقصيده}:
النار على ضفة الغابة..
البارود في قلبي:
عصافيرٌ تنقر كهوف اللهفة..
فيا دفوف النار..
ارشقيني ببعض طمأنينة،
وحلقي بي عبر سموات الرغبة...

الآن تمام الشهقة..
فالأرض على جسدي خصبة،
وأشجار الكون الشهية تنمو على بطنالبحر،
وأنثاه البهية سحابات تندلق.
"النار:
نداء الجسد،
أغنيات الانهمار"
الآن قد حانت مواعيدالانفجار،
هيا...
على تسابيح الروح/
ركعة الحزن/
استواء الجسد على عشبحبيبي...
الآن تمام الغليان...
.
.
.
وهكذا
- هذا من جانب، ومن جانب آخر:
تمضين في وتيرة تحمل نغماً صاخباً ثم بجملة (يمكن تحويرها إن أردتِ ذلك، على أنه لا ضير من ترك الأمر على ما هو عليه على أن يكون ذلك في أتون توافق داخلي منتظم النغم تبثه العبارات المتلاقحة معنى ونغم) تنقلبين على ذلك النغم، مثلاً:
الآن تمام الشهقة....
فالأرض على جسدي خصبة
ثم يلي ذلك قولك:
وأشجار الكون الشهية....
تندلق
ولكِ المقارنة بين المقطع الأول والمقطع الثاني الذي يليه مباشرة، حيث يلاحظ أن الكلام وإن اتسق المعنى انفرط النغم فيه في انقطاعٍ فجائي، ولا أعني الاسترسال على عواهنه وإنما أعني الإحلال، وأحسب أن نصوص الانفلات تأتي منذ البدء غير ملتزمة بنسق عروضي.
- إضافة إلى ما تقدم فإني أرى أن تتم إعادة النظر في النصوص من جهة ما لا ينبغي إعادته/ اجتراره، بمعنى:
إن قال الشاعر جملة شعرية مكتملة مفادها )مثلاً):
أنه الآن يموت في طمأنينة..
فلا يعيدها وإن بعبارات مختلفة إلا إن لزم الأمر ذلك وفق رؤية مقبولة (وهذا درب آخر شائك وطويل كثير التفرع أحسبه).
والمقصد أن النصوص من وجهة نظري (حامل أفكار محددة)،
فلا ينبغي علينا أن نزايد على فكرة واحدة باجترارها طوال النص وإن بعباراتٍ وجُملٍ مختلفة،
كما وإني أتفق بأن النص دائماً يتوجب في مفاده أن يكون حاملاً لشيئين (معضلة و حل/ وفق صاحبي البرير رضي الله والشعر عنه) وذلك كمحصلة نهائية للنص: بيت قصيد/زبدة/خلاصة جلية أو مضمرة تلمح،
أو لتُطرح المعضلةمثلاً ويترك القارئ ليحلها بنفسه (وذلك وفق رؤيتي)..
ولعلنا أن أردنا التثبت وإثبات ذلك، فإنه يمكننا ملاحظته سريعاً، حيث وبالنظر إلى أول النصوص (أنثى المزامير) يتضح ما عنيت:
((النَّارُ على ضَفَّـةِ الغَـابةْ.. "وأظنها بعبارة الغابة تعني الجسد"
البَـارودُ في قلبي: "والطبيعي أن يكون غذاء تلك النار من القلب/ مكمن الهوى ومحرك الاشتعال ودافعه"
عصافيرٌ تُنَقِّرُّ على كُفُوفِ اللَّهفةِ.. "وهذا البارود كعصافيرٍ تنقر فتستشري اللهفة على الغابة وتلوح"
يَـا دفوفَ النَّارِ: ارشقيني ببعضِ طُمأنينةٍ، وَحَلِّقي بي عبرَ سَمواتِ الرَّغْبَة..
الآنَ تَمامُ الشَّهْقَـةِ.. الأرضُ على جسدي خِصبة.. و أشجارُ الكونِ الشهيَّةُ تَنمُو على بطنِ البَحْـرْ، وأنثاهُ البَهيَّـةُ سَحَاباتٌ تندَلِقُ...
"النّارُ: نِداءُ الجسدِ/ أغنياتُ الانْهمارْ.."
"وبهذه الترجمة/الشرح (رغم جمالها كجملة شعرية) أعلاه ضمن النص فإنها كمن ينسف ما قدم بإخراجه بذلك من سياق المواراة الذي ابتدر"
ومن ثم يستمر الأمر على ذات المنوال -أو بما يشابه- في كيفية تطمر الإدغام، وبذلك فإنها تفيض/تزايد على ذات الأفكار التي أوردتها ضمناً في أوجه عدة، ابتدرت بها أو الحقتها للنص، والشرح عندي يقتل النص، وهنا وجه خطورة مضاف لما عنيت في البدء، ذا على الرغم من أن هذا لا يمس تكوين الجمل الشعرية بالنص والتي اعتبرها مثاليةً في الكثير منها، إلا أنه ينبغي عليها توخي الحذر في إيراد الجملة حين لا تضف جديدا للنص...
- وأقول أيضاً:
أنت تكتبين من بعد يخصك/ أو تخترقين عبره وتطرحين ما ترين أو ما ترغبين في أن يكون نهجاً أو دليلاً لثورة ما أولنقل تجاوزاً للسائد وفضًّا للمسكوت عنه..
تدلفين إليه بقوة لا تأبهين إن جاءمغلفاً أو بمنتهى الوضوح..
وما يهمني حقيقة دام أنه شعر أن يأتي بمنتهى الشاعرية والاختزال والدفء وووو الخ مقتضيات الشعر في حال كونه ملتزماً أو مُنفلتا..
وحسناً تفعلين:
أن تكتبين ما لا يكتب فهذا بحد ذاته منحىً أُثني عليه..
وقد قيل فيما معناه: (الكتابة التي لا تخلق عداوات لا يحق لها أن تخلد)
فبلا شك حين تكتبين بعيداً عن وخزِ أشواكِ الحذر سيخرج عليك من يحملون نبالهم وذخيرتهم، وأنا منهم بلا شك لكني سأكون بخلافهم فلسوف أقسو عليك في الشعر وبه وله لاعداه هذا إن أفلحت وقلت رأياًسديدا...



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 11:13 AM   #[8]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

الفحوى:
مُحددات:
1/ تتوالى/تتكرر عباراتٌ بعينها في السفر، ولعله من الطبيعي المتوقع والبديهي أن نمسك بهذه العبارات دون سواها ونقبل اندغامها في النصوص، نظراً لما تشير إليه ويخص منحى المجموعة الذي لم تحد عنه، ومن هذه العبارات والتي نلقها بأغلب النصوص أن لم تكن كلها: الجسد، النار، الرغبة، الخصب، الشوق...الخ العبارات المتوقعة من أنثى رهنت سفراً بأكمله للحب والحنين والجسد في تجلياته الواضحة والخفية وووو.
2/ التوتر العالي باعتقادي كان السمة الغالبة على جميع النصوص مما يجعلنا نتجه إلى أنها نصوص بكر لم يطلها الكثير من ريح التغيير أو لم يجانبها في ذلك التوفيق، ونتجه كلية إلى أنها –ربما- لا رغبة لها في ذلك المنحى، الأمر الذي يدفعنا للقول وتأكيده بأن بها رغبة كامنة في ترك هذا السفر وفقاً لما جاء عليه لحظة مخاضه للاحتفاظ بعذريته وطزاجته والأهم أنه بذلك يدلل على صدقه الأكيد في الهوى والأسى وخلافهما، وهذه رسالة يشق على الشعر قبولها إلا أنها تعد أجمل ما يمكن أن يناله الأخر (المُهدى إليه السفر والقارئ الشريك) من هذا السفر برمته...
3/ جاء غلاف المجموعة {تصميم الفنانة التشكيلية ميترا اشترومايرا} صارخاً بالإيحاء والدلالات التي تشي بالكثير وتمضي منصبةً كليةً باتجاه العنوان وفحوى السفر، وعلى الرغم من أنه لم تبن ملامح أحد أثنين ممن علت جسديهما حُمى الانسجامِ في رقصٍ ضمخ الأرجاءَ بألوانٍ قانية ضاجةٍ تشرحُ حدةَ الانفعالاتِ التي توشحت فرشحت من هذين الجسدين في ثورتهما وتمايلهما وانسجامهما بهذا الرقصِ الماتِعِ، إلا أنه يمكننا القول أنه {أي الجسد الثاني} هو أخر تلك الأنثى المنبثق من بينها أو لنقل خيالها الذي ضرج أرجاءها بكل هذه الرغبة القانية، ولربما هو ذاته/الرجل مجابهها في الرقص والرغبة ما عنته...، والإرهاصات جمة...
وعلى مدى واحد وخمسين صفحة (قد تزيد أو تنقص) تعالت إلى سماء القلوبِ والأذهانِ صرخاتُ وشهقاتُ وآمالُ وموسيقى (تخفت وتعلو) أربعة عشر قصيد بين الطويل والقصير، بين الذي يهدر بالنشوةِ والحبورِ والذي يقضي في المرارات ويقتات اللوعة والاحتياج..



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 11:44 AM   #[9]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

تحديقٌ في ثنايا النصوص:
في شدوٍ متناثر الأحاسيسِ تخترقنا أنصالُهُ الرحيمةُ المُباغتةُ بين الفينة والأخرى بأحوالٍ شتى تشي بها الجُملُ إن من بين ثنايا النص الواحد أو النصوص مُجتمعة، حيث إننا نرى (مثلاً) الرّغبةَ الطافِحةَ بأشكالٍ وعباراتٍ مُختلفةٍ، منها:
من نص (أنثى المزامير) نقرأ (والنار حاضرة) على سبيل المثال لا الحصر:
يا دفوفَ النّارِ:
ارشقيني ببعضِ طُمأنينةٍ،
و حلقي بى عبر سمواتِ الرّغبةْ..
ثم نقرأ (كما التعريف الفطن للمعرف):
"النّارُ:
نِداءُ الجسدِ/
أغنياتُ الانهمارِ.."
ونقرأ (الاندغام في حلم اليقظة، ويقظة الذاكرة وسطوة الجنون والوطن):
ثمِلةٌ أنا بين ذراعيكَ،
مخضبُ القلبِ حين يناديك..
يا شهوةَ الحياة..
لا تكُنْ {طُحلباً} يهوى الطفحَ..
كونني عُشباً يُزينُ وجهَ الشمسِ،
أكونكَ غيما يغسلُني معكَ من خطايا الانتظارِ،
أكونكَ هديرا/
جنونا/
وزهو وطن..
ونقرأ، ونقرأ، ونقرأ...الخ.
ثمة مقاطعٌ لا تُحصر تنادي دون كلل كي تضاف إلى الأمثلة أعلاه، وجميعها حملت كماً هائلاً من الدلالات، كأنما النص كله انعكاس تلك السمة التي تجولنا بحثاً عن عبارات صارخة تفضي بها أو مشفرة تدل عليها، فألفينا كل حروف النص تنضح بها، ولربما إن صح أمر البحث عن دلالات لسمات مختلفة أفضت بها النصوص إلينا، فإننا لا محالة سنؤوب إلى ما تقدم بالمحددات التي تناولنا سابقاً فنؤكدها، حيث تمت الإشارة إلى عباراتٍ بعينها تتواتر في نصوص السفر..
ومن منحىً آخر فإننا إن توقفنا عند مداخل النصوص فإننا سنلقى ما يؤكد هذا الأمر الذي ذهبنا إليه..
فيتواتر بتلك المداخل التمهيد المدروس بتوتره الشعري العالي للولوج، حيث أنها لم تبعد البتة عن مفاهيمٍ محددةٍ اختطتها لهذا السفر (كأنه كتب كله بزفرةٍ واحِدة)، وعلى الرغم من ذلك نجد الاستعارات والتشبيهات تتباين بين شطر وشطر رغم جلائها في الغموض لأنها أكثرت من الشرح بالمتن، كذلك نلقى الأبعاد متفاوتة وإن هطلت جميعها بذات النهر، وحتى في الخروج إلى مدىً كالأصدقاء والوطن فتحسُّ كأنها جاءت في ثنايا السفر/القصيد كملاذٍ لها، تتلهى به، وتسري بحِماه قليلاً عما بها من لواعِجٍ وشجن إذ سرعان ما تنكسر العبارات وتتكسر فتُلقي بأحمالِها لذات الجهة (جبريل) مجددا..
أنه سفرٌ وبامتيازٍ وإتقانٍ عالٍ -توجب الإشادة به- مضى إلى حيث ابتغى المضي، وقال الكثير بشكلٍ جسورٍ -وإن لم يُعلى شأن الشعر فيه وشابه ما شابه من تكرارٍ وبعدٍ عن الاشتغال الشعري المدروس لكل مقاطعه- وسطر أحاسيسَ إنسانيةٍ دافئةٍ بانكساراتها وشكيمتها بوضوحها والتباساتها ... الخ.
ولنورد مداخل نصوص السفر فيما يلي حسب ترتيبها بالفهرس:
1/ النّارُ على ضفةِ الغابةْ..
2/ أنزعَ الأشواكَ من أسماكِ قلبي..
3/ تميمةٌ للذاتِ..
رنينُ ظهيرةِ الشجنِ (الرِّهاب):
حبيبى...
4/ هس...
إيشششششت....
لا توقظوا المنايا حين شدوٍ،
5/ جنتي ليستْ من عدنٍ في شيء،
لا أنهُرْ عَسلٍ ولا نباتْ يقين..
6/ مطرٌ يعوي..
والرُّوحُ،
لحين تطبقُ السماءُ على عفريتِ الشجنِ،
7/ يأتيني الخريفُ مرةً في العامِ..
8/ تعوينَ يا نارٌ تحتطبُ شوقَ كتاباتي،
9/ إلا على الماءِ بين أصابِعِ الصُّهدِ،
10/ حين تفكُّ اعتصامَ الرَّبكةِ من جبلِ شجوني..
11/ شهوتئذٍ انتصبتْ أمامكَ قامةُ أحلامي..
12/ ينزلقُ من رعشتي،
ويهدرُ بحنانٍ في حُنجرتي..
13/ دمٌ من حروفٍ،
خيولٌ تعوي،
وكلابٌ تصيحُ..
14/ في أولِ همهماتِ انبثاقُ شهوةُ النّارِ،
أدرني ريحاً من انهزامْ..



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 28-02-2011, 12:14 PM   #[10]
imported_أسامة الكاشف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_أسامة الكاشف
 
افتراضي

العزيز بلة
لك وللرائعة إشراقة حار التحايا

سنقرأ بتمهل ونعود مع عودة الرشيد
تسلم يا صاحب لهذا النهج المغاير



imported_أسامة الكاشف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-03-2011, 09:16 AM   #[11]
imported_بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية imported_بله محمد الفاضل
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرشيد اسماعيل محمود

ولكني سأفعل..
متابع..
حتي يفتح القلم لنا بكلمة.
تحيّاتي بلة.



ذا من حُسن ظنك صاحبي
ولكني أعول على فارع رؤاك حيال ما لا يعول عليه
فيستقيم


محبتي



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
imported_بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:59 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.