وفاة أمه آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنوات!...
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%...88%D9%87%D8%A8
...
ياااااه...
يالموكب الحزن هذا!!!
كم هو مهيب!
كان عمره ست سنوات!
ست سنوات!!
...
غضُّ الاهاب...
يتيم أب...
جاء يستشرف حنان أمٍّ عساه يعوضه فقد أب وقساوة حياة بادية أمضى فيها سنيّه الست...
ضمته أمه آمنة بنت وهب الى صدرها بحرارة شوق كل تلك السنوات...
نظرت الى عينيه المفعمتين رقة وحزنا وقالت:
بأبي أنت وأمي يافلذة كبدي يامحمد...
ما كان لي أن أفارقك وقد رحل عنا أباك عبدالله من قبل أن تكتحل عيناك بنور الدنيا...
قالت ذلك ودست أنفها في شعره تستروح ريح زوجها الراحل...
زوجها الذي لم تعش معه سوى (عشرة ايام) لم تزد ولم تنقص!
لكنها كانت تكفي لأن يبقى حبه يملأ قلبها بحيث لا يدع لحب رجل آخر ولوجا اليه!!
فبقيت آمنة مخلصة لحب عبدالله الذي رحل عن الدنيا...
هاجت أشجانها ومحمد بين ذراعيها ووجه أبيه يحوّم حولهما في فضاء الغرفة في دوائر ملونة كفقاعات الصابون يلهو بها طفل برئ...
ورحلت بخيالها الى البعيييييد...
يومها كانت فتاة يتمناها كل شاب في قريش له زوجة...
وعبدالله كان أوسمهم وأجلّهم حسبا وأكثرهم فراسة...
كيف لا وهو الذي افتُدي من الذبح بحُمُر النعم!
كم سعدن آمنة عندما جاءها أباها (وهب) يزف اليها طلب يدها من عبدالمطلب لتكون زوجا لابنه عبدالله...
وسعادة آمنة كان مردها عشم ومنى العديد من فتيات مكة بأن يتقدم عبدالله الى واحدة منهن...
وفي مقدمة أولئك شقيقة ورقة بن نوفل التي خطبتها -بنفسها-يوما اليها فتأبّى عليها!!
وعندما مازحها عبدالله صباح يوم زواجه من آمنة قائلا ألم تكوني يابنت نوفل تودّين زواجي يوما قالت:
اقتباس:
" فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة" .
|
...
ذاك النور الذي شعّ من آمنة عندما احتملت محمدا في بطنها فرأت على أثره قصور كسرى من أرض الشام!
انه نورٌ لم تفتأ ظلاله تغمرها الى يومها لتعيش زاهدة -من بعد رحيل صاحبه-ا في كل رجال الدنيا!
وهاهي يعوضها الله -بلُجّة منه- طفل تفوق وسامته وسامة أبيه...
اذ قد ورث عنه ذات العينين الدعجاوين...
وذات الشعر الذي يضرب على منكبيه...
اذ قد ورث منه ذات العينين الدعجاوين...
وذات الشعر الذي يضرب بين منكبيه...
وذات الوجه المستدير الأبيض المشرب بحمرة...
...
أجهشت آمنة فتساقطت دموعها على وجه فلذة كبدها وأضحت تلوم نفسها وتقول:
وما كان عليّ أن أدعك تعيش قساوة حياة البادية ياحبيبي يامحمد...
لقد كان عليّ أن أبقيك معي -ولا أركن الى تقاليد قريش-كي أعوضك بحناني عن حنان ابيك الذي لم تره يافؤادي...
نظر اليها الحبيب بعينين محبتين وهو بين ذراعيها وقال:
لا عليك يا أماه...
انه قدر الله ...وقدره كله خير ياأماه...
البادية قد وهبتني الكثير الذي يزين رجولتي عندما أشبُّ ياأماه...
هاهم الناس لا يصدقون بأنني ابن ست واني لكذلك...
وها أنا اقارع من هم لهم فوت علي عمرا وعلما فافوقهم لغة ومنطقا وحجة...
وهاأنا بحمد الله صحيحا معافا لا تعضلني سقام مكة كغيري ممّن نشأ فيها...
...
ضمته -أكثر- الى صدرها وراحت تمطر وجهه الشريف بقبلاتها...
اذ ما أمتع حين يتلمس الوالدان نجابةَ في ولد لهما...
وقد صدق الشاعر حين قال:
نعم الاله على العبادة كثيرة وأجلهن نجابة الأبناء
ما كان من آمنة الاّ أن شخصت ببصرها الى السماء وناجت ربها قائلة:
الهي لك الحمد بأن حفظت وليدي وكلأته بعينك التي لاتنام...
أحمدك يارب السموات والأرض بأن أعطيته نواصي الكلم وملأته حكمة وبرّ...
يارب انّي اشهدك بأني عليه راضية ...فارض عنه ياقيوم السموات والأرض...
فما كان من محمد الاّ أن وضع يديه الصغيرين على خدّي أمه وقبلها على جبينها...
فأعادت ضمه الى صدرها ليغفيا بقية ليلتهما تلك...
فآمنة كانت قد عقدت النية بأن تذهب به لزيارة قبر ابيه ومن ثم لتقضي معه زمانا لدى أخوال ابيه المقيمين في يثرب
...
..
.