الـــــسر الغميــــــــس

[النور يوسف محمد]

[النور يوسف محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم

السر الغميس
ـــــــــــــــــــ

لسبب ما أحسست أن هذه الدار تسكنها الكآبة ،
رغم كل مظاهر الثراء التى تطالعك منذ ان تطأ قدماك هذا المنزل الفخيم ،
فى الجراج الكائن فى الدور السفلى ( القبو ) والذى بدأ لى أنيقاً ومرتباً ــ بخلاف غالبية هذه الدور التى دوما ما تكون أشبه بمستودعات لما يستغنى عنه من أغراض ــ عدد من السيارات الفارهة وغرف صغيرة الحجم يبدو أنها لسكن العمالة المنزلية ،

استغلينا المصعد الداخلى الى الدور الاول والذى يربطه بالدور الارضى سلم حلزونى انيق ينتهي بك فى بهو واسع تناثرت فيه مجموعة من غرف الجلوس وشاشات تلفزيونية عملاقة اضافة الى عدة طاولات طعام متباينة الاحجام والسعة ، وثمة مكتبة صغيرة اسفل الدرج تبدو عليها آثار الحزن والتعاسة ،

اضاءة المكان ليست بذلك الخفوت الذى يتعب ولا تلك الشدة التى ترهق ، سحابة الهدوء التى تظلل المكان جعلته يميل الى العتمة والغموض ، غير أن مضيفى وسط كل هذه الأجواء كان هو الأكثر عتمةً وغموض ،

معرفتى له بدأت منذ أن وعت عيناى الدنيا ، تزاملنا فى مقاعد الدراسة الجامعية ولجان الحي قبل أن يتجه بكلياته الى مسرح الرجل الواحد ويصبح بين غمضة عين وانتباهها وحده المخرج والبطل والجمهور ، يجيد كل الأدوار ويلبس لكل حالة قناعها ، يبدو عليه زهو مخيف حين يبتسم ويعلوه فرح طفولى حين يغضب ،

لا أعرف تحديداً سر هذه الدعوة المربكة ،
هو يعلم تماماً أننى أعيش على هامش الحياة ، وأن العوالم التى تستهوينى لا تروقه ويدرك جيداً أن تلك التفاصيل البعيدة التى تقاطعنا فيها لم تعد تشكل لأيٍ منا شيئاً ذى بال ، عدا ذلك السر ( الغميس ) الذى لم يعد هناك من يعرفه سواى ،

فى صبيحة اليوم التالى كنت آخر الواصلين الى المكتب على غير العادة ، وعلى غير العادة ايضاً لم اجد فنجان القهوة الذى يبدع عم ( الزين ) فى إعداده ، استدعاني مدير الادارة وطلب حضوري علي عجل حتي وقبل ان ارتب طاولتى وأنهى مشاكساتي الصباحية المرحة مع زميلنا ( عباده ) فنى الكمبيوتر وخبير البرمجة وآخر المنضوين الى قسم شؤون الأفراد والذى من فرط إدمانه فضيلة السكوت اطلقنا عليه لقب ( الصامت ديمه ) اذ كان لا يزيد حين أحاصره على قول ( لسانك حصانك ) ،

بكلمات مقتضبة أبلغنى المدير أن الادارة قررت الاستغناء عن خدماتى !!!!
نقل لى القرار بلغة حاسمة ولهجة خالية من الود ولم يبد أيما تأثير تفرضه علاقتى الخاصة به وسنين الخدمة الطويلة التى قضيناها سوياً فى هذه المؤسسة ، وفى برود مذهل طلب منى تسليم ما بعهدتى من دفاتر وأختام والحضور فى الغد لاستلام مستحقاتى المالية !!!!

غادرت ومعى كم من الظنون وعشرات من الأسئلة التى تبحث عن إجابة !!
وفى طريقى الى خارج المؤسسة لمحت مضيفى بالأمس يدخل خلسة الى مبانى الإدارة !!!

وسط عاصفة الشكوك التى اجتحاتنى لم أجد ما أعلق عليه هذا القرار ،
ربما لقدرتى المدهشة على التجاوز وربما أيضاً لأنى لم أكن أعتبره ـ بصورة أو أخرى ـ مجحفاً ،
غير أن أحداثاً بعيدة حضرتنى بقوة وصارت تشكل دوائر متداخلة وغيمة سوداء حول الحدث ومآلاته ،

تذكرت كيف وصلنى ذلك السر الغميس ممهوراً بالدم محفوفاً بالغدر والخيانة ،
مازالت تفاصيل حادثة ( وضاح ) الشقيق الأصغر لمضيفى عالقة فى ذهنى ، يوم وجدناه فى ذلك الصباح الباكر ميتاً وملقي داخل الدور السفلي ( القبو ) لأحد البيوت المهجورة بعد أن قطع الجانى لسانه وكتب على باب سيارته بلون الدم القانى ( لسانك حصانك ) ، تذكرت قصة حبى الوحيدة للصيدلانية الشابة ذات الـ 25 ربيعاً ( انصاف ) والتى انتهت برحيلها الكارثى ، تذكرت ذلك المساء الفردوسى الذى اخبرتنى فيه بالحديث المرعب الذى دار بينها وبين ( وضاح ) قبل يومين من اغتياله ، وتذكرت كيف أنها نفسها وجدت مقتولة خنقاً فى غرفتها بعد يومين ايضاً من حديثها معى !!!

تملكنى شعور بالرعب ،
وراودنى إحساس عميق أننى المحطة القادمة !!!!

لا ادري كم من الوقت مضي وانا أتقلب بين أمس كنت أملكه وغد لم يعد يخصني ،
قبل أن اصل الى تلك النقطة الفاصلة والتي سيجرفنى التيار بعدها لا محالة ، وسيتخلق حتماً من اعماق ذاتي المنهكة شخص آخر ،

شخص متمرد
لا تربطه بالواقع احداثيات ، ولا تشده للمستقبل امنيات أو أحلام ،
هو في حساباتهم ليس سوي حجر علي رقعة شطرنج ، يحددون له ( النقلة ) الماكرة ، ويرسمون له ( الحركة ) المغرية المخادعة ،

تساوت لحظتها عندى الألوان ،
اختفي الشعور بالرعب وزال احساسى بالتوتر وغمرتنى السكينة ،
وتملكتنى رغبة عارمة في كتابة تفاصيل ذلك السر الغميس في صفحتى المقروءة علي موقع الفيس بوك،

غير أن ما حدث لم يكن في الحسبان ،
هو آخر ما كنت أتوقعه فى هذه المتاهة المميتة
اعادنى ما جرى مرة اخري ـ وبقوة ـ الي دوائر الخوف والتوهان ،
تم اختراق صفحتى ولم ينشر ( الهاكر ) كالعادة صور إباحية ولا طلب كما هو متوقع حوالات مالية ، كل ما قام به ان افترع بوست كتب فيه باللون الأحمر القانى فقط عبارة ( لسانك حصانك )

ــــــــــــــــــــــــــــ
النور يوسف
20 ابريل 2024 م

[ناصر يوسف]

إنا لله ياخ من هكذا كتابة تستفز الزول عديييل كده

ده سيناريو لفلم درامي غرائبي يا سعادتو

لسانك حصانك

[النور يوسف محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر يوسف

إنا لله ياخ من هكذا كتابة تستفز الزول عديييل كده

ده سيناريو لفلم درامي غرائبي يا سعادتو

لسانك حصانك

يا مراحب الحبيب ناصر ،

نعم
كتابة فى شكل كبسولة
ما عارف لو لقيت ( الوكت والمزاج ) ح اتوسع فيها شوية ،

الفكرة هى ان اشرك القارئ واترك له مساحة من الاخيلة والظنون يسرح فيها ،
قصدت فى هذا النص أعداد المسرح ليلعب القارئ أي من الادوار التى تناسبه

أظن الحبكة ممتعة هههه

شكرا كتير يا حبيب

[ناصر يوسف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد

يا مراحب الحبيب ناصر ،

نعم
كتابة فى شكل كبسولة
ما عارف لو لقيت ( الوكت والمزاج ) ح اتوسع فيها شوية ،

الفكرة هى ان اشرك القارئ واترك له مساحة من الاخيلة والظنون يسرح فيها ،
قصدت فى هذا النص أعداد المسرح ليلعب القارئ أي من الادوار التى تناسبه

أظن الحبكة ممتعة هههه

شكرا كتير يا حبيب

نعم يا سعادتك النص مستفز جدا و محفز للغزص في دهاليزه الغرائبية لي عودة حال ما يصلني اللابتوب

الجوال لا يساعد كثيرا
كن بعافية يا صديقي

[elmhasi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد

كل ما قام به ان افترع بوست كتب فيه باللون الأحمر القانى فقط عبارة ( لسانك حصانك )
ــــــــــــــــــــــــــــ
النور يوسف
20 ابريل 2024 م

ههههـــا ...
كتابة مفعمة بالدهاليز .. أردت أن تحرمنا منها .. فتم شلبك في الفيس ...
حوش حبيبنا خالد سمح ..
خليك بي جاية ..
بنعرفك وبنعزك ...
كمل لينا هنا .. انا ما بمشي الفيس عشان بروح فيه

[عكــود]

سلام يا جنابو،

قريت النص (القصير) في الفيسبوك وسرح الخيال يصاحبه القلق.
جيد إنك أنزلته في سودانيات، فهناك لا أشعر بالراحة (متل القاعد في طرف العنقريب.) دحين ما دام جيتنا محل مقيلنا وراحتنا، أقول لك أكمل فأنت الكوتش، فليس القارئ وحده من يحذق لعب الأدوار.

ليك وحشة والله.

[جيجي]

سلام علي نور الله الذي اينما حل هلا
ورفقته الميمونة هنا
دحين باعكود بوست النور دا غير يخلي الزول مشحوط ويتلفت يمين شمال
وبالع لسانه وعيونه زاتهم
القعدة في طرف العنقريب دي شكلها شجاعة بي نص قلب زي قعدة البرهان بين الزيرين

ومنتظرين يا نور

[عكــود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي

سلام علي نور الله الذي اينما حل هلا
ورفقته الميمونة هنا
دحين باعكود بوست النور دا غير يخلي الزول مشحوط ويتلفت يمين شمال
وبالع لسانه وعيونه زاتهم
القعدة في طرف العنقريب دي شكلها شجاعة بي نص قلب زي قعدة البرهان بين الزيرين

ومنتظرين يا نور

سلام جيجي وعساك بخير وفي أمان.
النور بالحيل شحتفنا،
بس نقول شنو مع الحفر بالإبرة .

[النور يوسف محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيجي

سلام علي نور الله الذي اينما حل هلا
ورفقته الميمونة هنا
دحين باعكود بوست النور دا غير يخلي الزول مشحوط ويتلفت يمين شمال
وبالع لسانه وعيونه زاتهم
القعدة في طرف العنقريب دي شكلها شجاعة بي نص قلب زي قعدة البرهان بين الزيرين

ومنتظرين يا نور

GG

اخبارك والدنيا معاك
التلفت شمال ويمين ده ياهو ذاتو ما قصدته من هذا النص ،
وكمان القارئ لو اخدلو سرحة طويلة ورجع اكثر حيرة يكون ده يوم المنى

يديك العافية

[النور يوسف محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكــود

سلام يا جنابو،

قريت النص (القصير) في الفيسبوك وسرح الخيال يصاحبه القلق.
جيد إنك أنزلته في سودانيات، فهناك لا أشعر بالراحة (متل القاعد في طرف العنقريب.) دحين ما دام جيتنا محل مقيلنا وراحتنا، أقول لك أكمل فأنت الكوتش، فليس القارئ وحده من يحذق لعب الأدوار.

ليك وحشة والله.

سلاااام عمدتنا ،
بلا شك يؤسس لرواية ،
لكن ياخى بصراحة انا اجد نفسى فى الكتابات ( المضغوطة ) واستمتع بــ ( كبسلت ) النص وعدم الزام القارئ بإجابات محددة للأسئلة التى أثارها

فى كل الاحوال
لو قدر لى ان اكمل النص سيكون غوص داخل النفس البشرية فى تقلباتها بين الخير والشر


الله يكرمك ياخ

[النور يوسف محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elmhasi

ههههـــا ...
كتابة مفعمة بالدهاليز .. أردت أن تحرمنا منها .. فتم شلبك في الفيس ...
حوش حبيبنا خالد سمح ..
خليك بي جاية ..
بنعرفك وبنعزك ...
كمل لينا هنا .. انا ما بمشي الفيس عشان بروح فيه

دهليز يقودك الى متاهة
الفيس بالجد ما بتشكر ، ياخد وكتك فى الفارغ ومقدود

اخبارك شنو ، لميت فى الرواية ولّ لسه