شهرزاد..بين الممنوعِ...والمباح!
سيدى
ومليكى
ذات شوق إلتقته....
حاولت أن تبثه لهفتها وطول إنتظارها....
لكنها لم تستطع ..
فحروفها دائماً ماتتلاشى أمامه ..
ومفاتيح لغة حوارها معه ..لديه هو ..
إذاً فلتتركه هو يبدأها ..
دائماً كان هو السبّاق..
والمبادر ..
وحده يربك مفرداتها ..
وحده تختلط له مخارج حروفها ..
إنه رجل رحيق ..
وهى لاتريد أن تلبس ثوب النحلة ..
حتى وإن كان الشهد هو الوعد ..
تريد أن تكون النسمة ..
اعطته ...
فقط كل شئ ..
وأخذت نشوة هذا العطاء !!
أسلحتها وحدها تكفيها لأن تصل إلى ماوصلت إليه غيرها..
لكنها لاتحب الأماكن التى إرتادها أحد قبلها ..
تريد أن تصل إلى مكان لم يكتشفه قبلها أحد..
أسلحتها وحدها لاتكفيها إذاً ...
فحربها جولاتها حنان شرس..
إذاً من أين تتزود بمد الأسلحة ..
منه هو ..
هاتان العينان ..
عيناه ..
يجب أن تغتالهما بسهام شوق عينيها ..
ستجعلهما تقرءان كم تحتاجه ..
وكم هى تحن إلى أن تسكن أحداقهما ..
هكذا ستجعل عينيه فى مقدمة جيشها ..
أذناه ..
سترسل لهما ذبذبات همسات التأوه والدلال ..
وتسكب لهما من نبيذ القول مايسكرهما ..
ستخلق بركاناً من أعصابه ..
ستلهو بجعله عرضة للتمنّع والعطاء ..
ستجعله يحتار بين إشتهائها ونفورها ..
ستحاربه به ..
فقد جنّدت حواسه ضده!!
ماتكوّن فيها من أحاسيس نتجت عن مامرّت به..
من أحداث وكانت قيمتها مدفوعة من خلجاتها وإرتباكاتها وأحزانها وأفراحها ..
كل هذه الأحاسيس ..عندّما جاء هوّ ليعيد إستعمالها وممارستها ..
كان يجب أن يُعيد إعتمادها ..
فلا يُمكن وهوّ القادم الجديد أن يجرّب أحاسيسها هذى دون إعادة إعتمادها ..
عليه أن يدفع قيمتها ...
من أحاسيسه هوّ ..
ومن دفء شتائه ..
وأمطار تدفّقه ..
لتتساوى أطراف المعادلة ..
وحتّى لانرجّح إحدى كفتى الميزان على الأخرى ..
وحتّى لانُجبر على إعادة أبحاثنا وأوراقنا ..
عن مخزون نهاية المدّة !!
فعندّما تجئ ذات عشق فى غفلة من المنطق ...
ترفل فى أشواقى ..
وتلتحف نظراتى الولهى ..
وتريد أن تعرف إن كان إنصهارنا سيدوم ولن يجمّده إختلاف فى مبدأ ما ..
سأخبرك حينها ..
أنى الان فقط كفرت بمبادئى وإعتنقتّك مذهباً ومرجعاً لى ..
الان فقط لبستك فكراً ومشيتك وجهة لى ..
خضتك ثورة إجتاحت كل مافينى من جسد وروح ..
وضعتك بلسماً داوى كل مابى من أنين وجروح ..
ودعنى أسطو على كلك..
فأضعك فى بعض كلى الذى وضعت ..
وبروزته ببعضك من أذينين وبطينين وأوردة وشرايين ..
فأضج بتلاحق أنفاسى..
وإختلاط فصولى ..
فأمطر شتاءً..
وتتساقط ثلوجى الملتهبة صيفاً..
ويجف نفورى خريفاً ..
وتثور عواصفى ربيعاً ..
فيلمع برقى ..
وترعد نشوتى ..
وتستسقى أشواقى ..
فتمطر جمالاً ..
وأنوثةً..
ودفئاً ..
وعبقاً ..
يسكن الذكرى ....
حينها لن يُدرك شهرزادك الصباح أبداً ..!!
|