نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-2005, 02:30 PM   #[1]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي جنى من الخرتوم ......قصة لنجلاء عثمان التوم

[]







" جِـّنى من الخرتوم "





يصعب ان تميز "عيشة" , هكذا من الاول , عن بقية الخلق هنا. ففى وسط اهلها على حواشى البلد او فى تجوالها النهارى القلق من بيت لآخر ليست الا بنتاً عشرينية تعرض خدماتها المنوعة اللانهائية لستات البيوت المأصلات , .وبملابسها الغريبة التى لا تتبع اى نسق تلبى عيشة خطوط كثيرة من الصورة التى يرسمها الخيال القنوع لبنات الحلب . بخلاف شعر اسود اثيث يتناوم جله بين تثنيات الطرحة الخضراء ليس للبنت ما تخبئه, على الاقل وانت تراها من بعيد تمشى خارجة داخلة من و الى كل مكان . غير ان لعيشة بشكلها المألوف هذا سحر فقير اوقعه العوز والبهدلة فى وهدة الكمون . فصار من الاشياء الخبيئة اللصيقة بوجودها نوع من التألق المفاجىء يخترق الهالة الغبشاء التى تحويها كما تحوى لالوبة صلدة حصاة اشد قسوة .فترى فيها- لمرات -من الالق ما لا يتفق فى شىء مع جل ما يليها ,ولكن عيشة تنطوى على نصيبها منه ببساطة غيبية تشبه فى خفتها اى شىء نفيس منتشر كالهواء و الموت. نصيب يتناوب عليها كما يتناوب الصيف اللاهب مع ربيع محلىِّ مزعوم يتناثر الى عدم قبل ان يفهم الشجر والطير اشاراته الاعجمية فلا يكاد يفتقد ولا يهتم له صاحب وهو حال عيشة الحلبية مع اشارات اقدارها المتعجلة؛ لا تهتم لشىء ولا تستعجب من شىء فهى ليست باكثر من بنت كسول على عجلة من امرها. وهكذا يمضى موكبها الصغير الانانى الى ما يشاء الله له ان يسير دون ان تشغلها اسئلة من قبيل لماذا تتوهج فجأة بشرتها الباهتة اوكيف تغرق عينيها الخضراوين فى عسل سودانى ادهم .

من صباح الرحمن يتبعثر اليوم بين خيط الفوضى الذى تشده عيشة من جهة وكافة نساء البلدة وصبياتها من جهة . فعيشة لا تصحو ابداً على نية الذهاب لمكان بعينه او للقيام بشغلة بعينها انما يبدأ يومها الحافل فى أية لحظة ينفجر فيها النداء المعتاد " عيشة يا بت كنتى حايمة وين من الصباح ؟ كدى ادخلى لى جوه " وهى معتادة اثر كل نداء على توبيخ طفيف يؤديه الجميع باخلاص سادة متعفنين فى الاستقرار الزراعى , كانما ورثوها جميعهم مع احواض البصل وجناين الجوافة المترفقة على كتف النيل رغم ان الجميع يعرف ان عيشة تخدم فى ثلاثة ارباع البيوت الآهلة بالسكان .سكان تعرفهم عيشة كلهم انما ليس باكثر من القدر الذى تحتاجه لتبقى على قيد الحياة. كانت تتفرج عليهم كما تتفرج على خطوط متحرشفة مبيضة يتركها صابون الغسيل على ظاهر كفيها وكامل المرفقين , ويعرفونها بما هو اقل او اكثر مما هى عليه لا لان عيشة بنت غريبة انما لان عيشة نفسها لم تكن تملك من تعريشات ضلالاتها وغنائمها الخبيئة الا بقدر ما تملك من احلام وما اقل شانها وافقرها . تدخل عيشة الى البيوت كافة تسبقها الجلبة الفائرة, وتقوم على امور شتى فى نهارات الاسر المتشعبة عن العنقود ثلاثي الاجيال يتقاسمون الحيشان المفصولة عن بعضها بحيطان الجالوص القصيرة ؛ حيطان تنتهى فجاة قبل منتصف الحوش بقليل فى ايماءة مبتورة لوجود فرع ٍ ما على شىء خجول من الاستقلالية ؛ و غالباً مايكون هذا الفرع ابناً يحرس مع زوجة ودود ولود سلالة الجد والحبوبة القابعين فى مكانٍ ما من هذه المتاه . ولكن عيشةالتى تشعر بالملل فى بيوت العواجيز مستعدة لفبركة غابة من الاعزار والاكاذيب المتشابكة لتتجنب وقوعها بين يدى اى من الحبوبات كثيرات التشكى ذوات المحافض البنية الخاوية المتدلية تحت غيمة جلباب النوم والصلاة.

صحيح ان عيشة تتعثر في المآزق كما تفعل نملة مكافحة مستعجلةالا انها نادراً ما تكذب للتخلص منها وذاك لان البنت تعتمد اسلوب متعرج فى دفاعها عن نفسها فمتى ما لحظت عيشة تسببها فى الاذى بادرت على الفور بقطع الطريق على من يفترض ان يقومً بالصراخ فى وجهها. وبدلاً عن تلقى التأنيب تبدأ عيشة بتقريع نفسها بصورة لاذعة ؛ وبصوت اعلى من عواء قطة فى مخاض ليلى خاطف يبدأ سيل الشتائم فى الجريان طائلاً كل شىء فى الطريق ابتداء من عقل عيشة المطرطش ونكد حياتها مقطوعة النصيب , مروراً بسب اهلها والدعاء على نفسها وعليهم بما لا يلحق السامع ان يفسره لان عيشة تكون قد مالت آنذاك ناحية البذاءات فى غيرما تحرج و النتيجة : ينقلب الحال رأساً على عقب ليجد الشخص نفسه فى حاجة الى ما يشبه الاعتزار او ربما الفرار من البقعة التى جمعته و الحلبية المسخوطة. فرار قاطع لا مناص من تحقيقه الا برفع العقيرة دفعة واحدة والصراخ فى وجه العالم بان الموضوع انتهى انتهى وان عليها ان تسكت والا ما لا تحمد عقباه سيكون. عندها تلملم عيشة اطرافها وتنسحب الى الظل محققة فى سجل انتصاراتها الرعناء نصراً اخر مهدد .

هل قلنا ان عيشة تكذب حين لا يتطلب الموقف شىء سوى السكوت المتمسكن ؟ ذلك صحيح ففى غير محل تفضح عيشة طبيعتها المتحفزة بسبب هذه الخصلة العجيبة لتدخل فى مشكلات حقيقية تتدخل فيها اطراف(رجال او حبوبات ) لا قبل لعيشة بها . لكن هناك دائماً طرق للتراجع فى ا لحظة الاخيرة حين يلتف الحبل عليها كماعلى عتوت اشهب مختل فترتد عيشة الى سيرتها الاولى ويتعالى من الاول سيل الشتائم عليها وعلى ابو اهلها لينتهى الامر بالاعتزارت التى غالباً ما تكون مباشرة وواضحة. والظن ان هذا اقسى ما يؤلم البنت ولا هم بعد كلمات اعتزار منكسرة من تقبيل الايدى اوالكتوف التى تصد المحاولات التمثيلية للحلبية الخانعة بعنف تعرف عيشة عن ترفعه المخلوط بالقرف ما تعرف .

فى مرة من المرات و فى حوش زمزم بت ود الانصارى كانت عيشة الجالسة على بنبر خشبى مصمت مشغولة بتنقيح اخر كوم من البهار الحىّ استعداداً لدقه فى هون النحاس وهو رفيق مفضل تستصحبه عيشة معها كلما قضت الحاجة لسحن عناصر نباتية رخيصة الثمن ؛ المهم فى الامر هو طيران جزء واهى من حبة الكسبرةالمحمصة فى عين زمزم التى كانت تلزم الرقاد على جنبها الايمن فى عنقريب الحبل المنخفض مراعية فى رقادها الا تدوس على البطن المتكور الذى يحمل جنين الاشهر الثمانية. للنصيب والقسمة تثنى لجارات زمزم وقريباتها حتى الدرجة الثالثة شهود هذه الحادثة العجيبة فقد تجمعن لعمل الريحة لزوم ولادة زمزم الوشيكة وبين جالسة على بنبر ومنحنية على اعواد الشاف ارتفعت الروؤس جميعها فى لحظة سينمائية وطارت صوب زمزم الصارخة بالالم

-"مالها زمزم ؟ سجم اليابا ابوك!

-.....................

- كسبرة شنو؟ طارت فى عينها ؟ عاد ده كلام يا اخونا البنية على راس ليلتها ؟

وهل يستدعى دخول زرة كسبرة كل هذا الهرج ؟ الحقيقة نعم ...فالنساء المحيطات بالمراة الحامل ياخذهن جذع تمثيلى متعاظم على الضحية الموجوعة فالمسكينة ليست فى حاجة لاكثر مما هى فيه من كَرَبْ... وفى الشهر الثامن ؟ حيث وجع الظهر المنيع وصددان النفس عن النوم وجنين يعلم الله وحده ان كان سيستعدل فى الوقت المناسب ؟! وكبرت المسالة فبمجرداكتمال الخروج المؤسف لحبة الكسبرة من عين زمزم وطفوها فى فنجان الصينى الابيض ازاحت المراة بيدها اليمنى من وقفن بينها وبين عيشة وبعين حمراء دامعة اخذت الشتائم تنهال على راس البنت متهمة اياها بانها شوم وموضحة فى صراحة ضارية انها –اى زمزم –تتشائم من الحلبية دى وبالذات عندما ترتدى هذا الفستان

." فستان شنو ؟ " يشخر صوت متآمر من احدى الحلوق المتحفزة.

" فستان المرحومة محاسن بت عمى فضل "

ومحاسن المرحومة كانت قد قضت فى ولادتها البكرية منذ ما يقارب العام ولدى زمزم من الشكوك ما يفيد ان الحلبية سبق وان طقت بنت عمها الحامل عين ؛ وتعالت همهمة الترحمات على محاسن كما تعالت الاستعاذة من ابليس ومن الغضب القوى

" عين شنو يا زمزم الموت حق والحياة باطل كدى قولى بسم الله ".

عندما نهضت عيشة من البنبر الذى بقيت ملتصقة اليه كجذع ابكم كان الوجوم قد رمى بثوبه الملكىّ الي روحها ؛مسحت البنت ظاهر كفيها بفستانها. امسكت هون النحاس فى يد و بيد تناولت الطرحة الخضراء المعلقة فى مِرِقْ بلا لون والى الشارع الرحيم. انسحاب قطعى صامت يليق باميرة تنزلت من رسومات فارسية على حبال اسدلتها فضة النوم. . لكن وقبل ان تصل اميرتنا الى منتصف الحوش استدارت فجاة وسـّلت لسانها السليط على جمهرة النسوة قائلة انها ليست شوم وان المرحومة محاسن الله يرحمها كانت قصيرة وخلاقة براها وان كل الناس قالوا انها لن تتزوج ولو تزوجت كيف ستلد وحوضها اضيق من هون النحاس ؟( صورة هون النحاس مرفوعاً بمحاذاة اعين خبيرة بالمقاييس) وانها ماتت ليس من العين فعين عيشة مليانة والحمد لله ولكن لانها خلاقة وتشبه الوتد . جحظت عيون زمزم فالحلبية لا تتطاول فقط على بنت عمها وانما تشتم الميتين فى غير خجل!!

" الله اكبر عليك....شوف الحلبية الما بتخاف الله .... "

ترددت حوقلات واستغفار عالى ولكن عيشة توغل فى الخسائر :

- " وبعدين الفستان ده ما حق المرحومة ولا شى لو كان حقها كيف دخل فى جسمى .... استغفر الله العظيم ؟ "

اوضحت عيشة من بعد انها طويلة وان جسمها ماشالله ولا يستوى ان يكون فستان المرحومة على قياسها؛ وقالت انها لا تلبس فساتين عقاب موتى كما يظن الجميع وانما لدى عيشة جنى من الخرتوم ياتيها من حين لآخر ويحضر لها الاقمشة من هناك وبالامارة فقد اشترطت عليه ان يجلب الاقمشة مقصوصة على مقاسها وتتكفل هى بطقها على المكنة لئلا يعتبرها الجنى زوجته ويعيش معها فى الليل ؛( ما هذه الحكاية ؟) . تنحنحت عيشة لتلقط انفاسها ولتتيح لنفسها برهة تتمادى فيها القصة الى آخر لكن انطلق صوت زمزم المتحشرج فى نبرة حاولت ان تاتى ساخرة ومستهجنة

- " جنى من الخرتوم ؟والله ياهو الفضل !!

انبرت جارة زمزم لتناصرها وتفت عن شمالها ثلاثاً"دستوركم يا اولاد ماما" قالت انها لا تستبعد موضوع الجنى انما موضوع الخرتوم ...؟ الله يعلم!! وفى لحظة ملهمة انتبهت زمزم الى وجه الاستحالة في هرطقة عيشة ثم انقضت بسلاح بسيط واقعي على آخر خندق صنعته الحلبية :الا يعرف كل الناس انه لا توجد فى كل هذا البلد الآمن الا مكنة وحيدة يتيمة هى مكنة يوسف الترزى السنجر وهى معطلة من يوم غرق اولاد رابحة الاثنين وولد عمهم الخزين فى البحر , الكفن الثالث كسر المكنة وشكتو حاجة سعدية بمسلة النجادة! ردت عيشة انها خاطت فستانها على نفس المكنة قبل ان تتعطل؛ وان الجنى ساعدها فى ابقاء يوسف الترزى بعيداً عن دكانته ريثما تقضى عيشة امر الاقمشة والا فلماذا يرى الرجل معتل الصحة على غير مرض.. فكل مرة يصاب فيها الترزى بالكتمة وخمة النفس يكون الجنى قد ظهر له او ارسل له مرسالاً !! هكذا تسد عيشة الثغرات وتؤمن السيطرة !

بارتجافة عصية على ملاحظة اى من النساء المنشغلات بتقليب القصة فى اذهانهن وجدت عيشة ما تكمل به خيوط لعبتها العجيبة فانفرط عقد تحالف النسوة عليها وانعكس ذلك فى صمت وكلام يتقاطعان كما تتقاطع موجتا اذاعاتين اجنبيتين . كن يتحدثن بطريقة وهمية تذكرا لسامع بشيء سحيق كبئر محاولات قدر الامكان الا يظهرن ادنى قدر من الاستهزاء فالمقام ليس مقام هزل وربما تكون البنت - بعد كل شىء - من خاصة جنى بندري كما تدعى . ولكن هناك ايضاً زمزم التى بدأن المعركة وهن مناصرات لها وكان الخلاص الوحيد من مازق الخوف والولاء هو الانزلاق فى لغط تكرار القصة على مسامع من ادعين مرتعدات عدم معرفتهن بما يحدث. وما اكثر المتطوعات لسرد القصة فى الوقت ذاته لتضيع ما بينهن شبهة الفزع لكن فى اهتمام رسالى حريص على توكيد المعانى وبنفس المفردات التى استخدمتها عيشة وكانها لغة سحرية لا يجوز اللعب بتراكيبها لئلا تقع واقعة او يتنزل بلاء.

. كسرت زمزم- آخر المحاربات- طوق الهمهمة المنكفئة وحلفت باغلظ الايمان ان الفستان هو لمحاسن وان الحلبية المكارة قد يكون لديها جنى من سقط لقط لكن هذا الفستان بالذات ليس لعيشة. هنا شق صوت مخنوق جلبة الدائرة فقد امسكت عيشة بكم الفستان ومزقت ما طالته يدها المرتجفة من خيوطه الباهتة مرددة همهمات معتمة يشلها الغضب. كانت لحظة عصيبة على البنت لقد اخترقت الاهانة رئتيها كغبارنارىولم تعد الرؤية ممكنة لأبعد من مشهد واحد مشتهى : جسد زمزم مطروحاًعلى شكل فيل محتضر؛ لكن ما يدخل الرعب فى قلب الحلبية لم يقع الا بعد توافد مجموعة اخرى من النسوة ليعج المشهد بوجوه جديدة مستثارة اما من الغضب او من البهجةالمحشورة فيما وراء النهود. اما النسوة الغاضبات فهن : ام المرحومة محاسن وبناتها العوانس القصيرات . ثم زوجة يوسف الترزى وبنته الكبيرة المزدرية؛ ولا داع لذكر اسباب غضبهن فهى جلية واما اسباب بهجة البقية الباقية فلا تتعدى غريزة طبيعية دارجة عند البشر تزدهر فى وقت تفرجهم على الالم والاهانات وشيكة الوقوع على ضحية بشرية يعرفونها.

. بصوت جهور كطاحونة دخل رب البيت الى الحلبة متسائلاً عما يحدث فى حوش ابنه الاصغر وما اسرع ما حل ذلك النوع من السكون الحضيضى المتآمر؛ مفسراً القصة كاملة بوقوف عيشة فى منتصف دائرة تحددها تياب البولستر المتداخلة ووقوف زمزم الى الطرف الايسر البعيد منتفخة الاوداج وبعين واحدة مطفأة. عند سماعها لذلك الصوت عرفت عيشة ان قصتها المثيرة تحتضر وبيقين ابدى لا عزاء له كسرت دائرة الصمت فى سباقها القديم مع الهجوم الوشيك ابتلعت الاهانة فى ثانية وتحركت الملامح المتصلبة لترسم الوجه العتيقً المتذلل و لجاتً لديدنها الاول حاشدة قطيع من الاهانات الموجهة الى نفسها قائلة فى نبرة جديدة يمتطيها خوف غجرى مجهول المسالك

-" وحياة النبى العربى .. ما قصدت شى والله .. ِ يا سيدى انا ... والله انا م.."

ضاعت كلمات كثيرة و تبعثرت فى حلق عيشة الملتهب من الالم فقد عبرها الوقت الاكثر صعوبة ؛صحيح ان الرجل المتضايق لم يأمر بوجوب اعتزارها ورجوعها عن الغلط لكن البنت ليست فى حاجة لاكثر من نبرته المتشنجة وهو يقطع الدائرة الى نصفين مرتعدين متفادياً النظر الى شىء خلاف حائط المزيرة الرطب وهويزجر النسوة و يأمرهن بالعودة الى ما كن فيه ... ولكن من سيفوت المشهد الاخير ؟ انحنت عيشة لتلقط نثار القماش الذى مزقته ومسحت به دموع مرئية ؛ دموع وسوائل اخرى من الانف تعمدت عيشة ان تخلف بعضاً منها فى كتف زمزم اثناء انحناءات الاعتزار وتقبيل الايدى والاكتاف . لم يشعر احد من النظارة بذلك انما رأوا زمزم وهى تكيل ركلة فاشلة اعاقها البطن المتهدل من الوصول الى مبتغاها لتصرخ المرأة الحانقة بخروج عيشة نهائياً من بيتها فهى لا ترغب برؤيتها حية تسعى وهذا ما كان , مع تعديل طفيف اذ شوهدت عيشة مع جمع النسوة المنهمك فى تجهيز سماية مولود زمزم المنتظر منذ اربع سنوات؛ منشغلات اولاً باشباع بطون الرجال المتكئين فى الديوان الماهلً فلم يتذكرن القصة وهل تذكرتها عيشة؟ كيف سنعرف ونحن نراها منشغلة تحت شمس ابريلية بينة بغسل ما فرغ من مواعين؛ تحوم هنا وهناك فى الحوش الكبير بذات الوجه المرهق و السيقان المبتلة وربما بذات الفستان الذى لم يعد يستر من ذراع عيشة المتوهجةالصبية الا القليل القليل .



اكتوبر 2003







[/size]



التعديل الأخير تم بواسطة طارق الحسن محمد ; 08-01-2006 الساعة 05:38 PM.
طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-12-2005, 11:36 PM   #[2]
د.سيد عبدالقادر قنات
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأخ طارق ، المأساة في أن هذا الذي حصل هو الواقع بعينه ، وليس من نسج خيال



د.سيد عبدالقادر قنات غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:57 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.