نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > نــــــوافــــــــــــــذ > كلمـــــــات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2012, 12:14 PM   #[1]
ابراهيم خالد
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي انعتاق : ابراهيم خالد احمد شوك

انعتاق


ابراهيم خالد احمد شوك




عادَ لى بعد طولِ انتظارْ



المدى كان داكنا



والقلبُ خفقُهُ أضحى ساكنا



طالَ ليلى واستبدَّ النهارْ



لكنْ .....



حين عانقتُ أحرفاً قادماتْ



ملؤها الشوقُ والأمنياتْ



سَقطتْ لوحةُ الصَّمتِ



فى حبائلِ الانشطارْ



ورأيتُ بحرَ الأسى



رويداً .... رويدا



يراودُ الانحسارْ




******




زهرةٌ بريةْ



نُزِعتْ من أرضها



غُرستْ فى أصيصْ



اعترتها نظرةٌ شجيةْ



وأملٌ بصيصْ



تبسَّمتْ حينَ شاهدتْ



مسلسلَ النَّحلِ فى التلفازْ



صارَ التَّسليةََ والملازْ



انبجستْ من ثغرها



ابتسامةٌ تفوحْ



لكنْ .....



بانتهاءِ الحلقةِ الأخيرةْ



أرسلتْ نظرةً حسيرةْ



وأسلمتِ الرُّوحْ




******




حبسَ الطَّفلُ العصفورْ



فى قفصٍ مبهرجٍ



ليُغردَ لهْ وَحْدَهْ



صمتَ العصفورُ طويلا



تساءلَ ....



هل يرجِعُ سابِقُ عَهْدِهْ



ويصيرْ ....



حُرَّاً وقتَ يشاءُ يطيرْ ؟



سَمِعَ الطِّفلُ كلامَ الأهلْ



حرَّرهْ من أسرِهْ



عاد العصفورُ يغرِّدُ عند النَّافذةِ



ويُوصِلَهْ حتَّى بابَ الفَّصلْ




******




يَغْلِى الفلّاحُ الماءْ



ليَشربَ كوبا



من قهوةِ أو شاىْ



يَعزفُ على إيقاعِ الغليانِ



وصفيرِ الفورانِ



الناىْ



يسمو البُخْارُ بعيدا



يتراقصُ فى الأجواءِ سعيدا



يُشَكِّلُ سُحُبا



ترنو للفلّاحِ



بعينٍ حانيةٍ وجِلَهْ



اليافعةُ تظلِّلهْ



واليانعةُ تَسْقِىَ حقلَهْ



التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم خالد ; 13-05-2012 الساعة 05:02 PM.
ابراهيم خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2012, 05:03 PM   #[2]
ابراهيم خالد
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

عنوان النص هو المدخل الاول لقراءة النص ، فالعنوان يعطى صورة متكاملة للنص ، لذا فاختيار العنوان من اصعب المهام التى تواجه الكاتب ، إذن يمكن القول أن العنوان هو عصارة النص والشعاع الذى يضئ للقارئ دربه ويهديه فى سبل النص المتداخلة

يحمل النص هذا عنواناً نكرة ومجهولا، والنَّكِرَةُ خلاف المعرفة ونقيضها ، والنكرة لابد من تعريفها ، ومن هذا المنحى فالعنوان يصدم وعى القارئ ، يحرك غريزة حب الاستطلاع لديه ويستفز تفكيره لفك شفرة هذا المبهم ، من مفتتح النص ندرك أن موضوعه هو الحرية ، فالعِتْقُ خلاف الرِّق وهو الحرية ، لكن أى حرية وتحرر من ماذا؟ هل هى تحرر من شئ مادى أم معنوى أم انفكاك من شراك الاثنين معاً؟

يتكون النص من اربع مقاطع/لوحات مختلفة لكنها منظومة بخيط واحد هو الحرية ممايجعلها عقداً مترابطاً، بالدلوف الى بداية النص تجدنا أمام عائد بعد طول انتظار ، لكن متى يُبلُ ريقنا ونعرف كنه العائد هذا؟ تركنا الكاتب فى هذا المفترق لنكوِّن صوراً واحتمالات شتى لسبر غور هذه اللوحة ، تغير المشهد تماماً ورفعت الستارة لنجد انفسنا فى مسرح وفضاء الحدث المادى والمعنوى، مشهدٌ تكتنفه ظلامية ، خوف وسكون ، لكن .... فجأة يتحول كل شئ الى نقيضه ، حدث هذا عند معانقة الراوى لأحرف مملؤة بالشوق والامنيات ، هنا تتضح الرؤيا قليلاً ، انشرخ الصمت ، بحر الأسى المالح-العميق-الممتد شرع فى التراجع ، ومن ثمَّ فُتح الباب على مصراعيه لولوج انعتاقٍ معنوى ، وتعبير رويداً ... رويدا يدلنا على مدى كبر مساحة الأسى وعمقه لذا استحال الانحسار دفعةً واحدة ، التحرر هنا كان نتيجة لعامل القراءة/الكتابة ، إذن هل العائد هنا مُلهِمٌ للكاتب/الراوى ، رسالة/نص ، أم نهمٌ للقراءة؟

اللوحة الثانية لزهرة تعيش حرة فوق أرضها ، لم تدم بهجتها طويلاً حتى نزعت قسراً وحشرت فى وعاءٍ للزهور ، شاب الشجن نظراتها لكنها لم تيأس بل تشبثت ببصيصِ أملٍ لم يبارحها ، حاولت أن تجرب نموذجاً من رموز التدجين بمشاهدتها للتلفاز ، فرحت حين شاهدت مسلسل النحل وفاح عطرها ، أدمنت مشاهدة المسلسل ، استُلبت ارادتها ، تم خداعها وصُوِّر لها النحل ككائن حى ، لكن ... بانتهاء مصدر الفرح وملجئه/المسلسل شحبت نظراتها وروحها فتصاعدت الأخيرة ، وبهذا الفعل انعتقت من الأغلال التى كانت تكبلها مادياً ومعنوياً .

اللوحة الثالثة لعصفور حُبس فى قفصٍ/موطنٍ بديلٍ فى غاية الجمال ، الفاعل طفلٌ والغرض ليستمتع بالتغريد منفرداً ، لم يعد العصفور يغرد وبذا تمرد على السجن والسجان ، لكن هاجس الوطن والحرية لم يبارحه بل ظل سؤالاً يلح عليه، رضخ الطفل لطلب أهله ففك أسر العصفور ليطير حراً طليقاً ، انعتق من سجنه بشقيقه المادى/القفص والمعنوى/الصمت والحقد ، لم يعادى العصفور الطفل بل على النقيض تماماً ، عاد العصفور متوازناً معنوياً فهو المغرد والرفيق للطفل .

اللوحة الرابعة والأخيرة لفلاحٍ يحبس الماء ويغليه فى إناءٍ ضيقٍ ليشرب قهوة أوشاى ، يغلى الماء غضباً من شدة الحرارة المرتفعة المسلطة عليه ، ينفجرُ بخاراً يصّاعد راقصاً فرِحاً بتحرره من السجن والعذاب ، يتجمع ويتوحد ليُشكِّل سحاباً ، ينظر الى الفلاح بشفقة ورثاء لحاله البائس الفقير من جهة ، ومن ناحية أخرى فالسحاب مايزال وجلاً متخوفاً من السجن والعذاب الذان قد يلاقيهما بهبوطه للأرض ، لكن الاحساس الموجب يتغلب هنا ، تظلل السحب شحيحة المياه الفلاح والتى تكثَّف ماؤها وثقل تجود عليه بمائها الماطر الذى يروى حقله ، الانعتاق هنا ماثل بشقيه المادى والمعنوى ، الأول يمثله انفلات بخار الماء من الابريق والأخير يظهر فى تفضُّلِ السحاب على الفلاح بالظل والمطر.

بالنظر الى فضاء المقاطع الاربعة نلاحظ أنه يحتل حيزاً ضيقاً يتسع شيئاً فشيئا ، فضاء اللوحة الأولى هو احساس الراوى الذاتى ، اللوحة الثانية زهرة لاتستطيع الحركة مما يجعل مساحة حريتها ضيقة لكنه فضاء أرحب إذا ما قورن بفضاء اللوحة الاولى ، العصفور فى اللوحة الثالثة اتسعت مساحة حريته فهو قادر على الطيران والتحليق بعيداً ، لكنه بطوعه واختياره رضى أن يدور فى فلك الطفل والا يقبع فى قفصه المبهرج ، اللوحة الأخيرة لماء له حرية التشكُّل فى مساحة بين السماء والأرض.



ابراهيم خالد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:29 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.