نهر الوحشة
مصب:
وأنا في الليل درويشٌ تائه
في صحراء الوجد
ينجّرُّ مُدَّمى القدمين
مشلول الوِرْد..
وأنا في الصبح شعاع تائه
-مُنبّت المنشأ-
ينكسر على مرآة الموج/ الرماد
ثم ينهض في التيار/ الممشى
أعشى العينين
مفتوح البصيرة
على دلتا الوحشة
تيار:
رُدَّ لي بعضاً من غيومي
أيها النهرُ الجحيميُّ السعير
لا تُرائي..
فكل سحائبي مسكونةٌ
بمناخات الاستواء
وذاكرة الثلج القطبيّ الزمهرير
.. بعض راحة؛
ثم تنعتق الفصول
وهجاً مُعافى وزهواً نضير
منبع:
فيما ترشَحُ أيامي
من ماء الملح الفاسد
وبحيرات البوار
تنكفئُ المسامُ
نحو طينتها..
تنفض عن الجلدِ
عَلَق الحِسِّ
الهلاميِّ الدمار
.. قل للضفاف المُترعةِ بالإيحاش
كُنّا ملح الأرض في نزوتها
وفسد الملح
فكيف نُجففُ نهر الوحشة
ونكسِرُ أمواج الاحتضار؟
26 يونيو 2002
|