نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > خـــــــالد الـحــــــاج

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-11-2005, 01:29 AM   #[16]
كبسون
Guest
 
افتراضي

[align=justify]الفنان الإنسان صديق أحمد
"صحتك وسعادتك هِمَّـتنا وبلاك قامت قيامتنا"
الأعزاء القراء
لكم السلام
لست من أنصار الكتابة أو الحديث عن الأشخاص في حضورهم ، لاسيما إذا كان هنالك سبيل لسماع أو قراءة ما أكتب ، ولكن "وقعة" هذا الإنسان تبيح المحظور.
أولاً أتمنى لهذا الإنسان الفنان الصحة والعافية بين طرفة عين وأخرى. لقد عرفت هذا الفنان وأنا يافع في آخر السبعينات ، عندما كنا نفر سراً من مراقدنا بعد أن ينام أهلونا ، عرفته من خلال أجمل الكلمات ، أذكر منها" لو اللمبة قالت بق .. تبقى اللمبة دايري الدق" ، وكم كنت أتشوق لمعرفة هذا الرجل وذلك لما كنت أسمعه عنه من الأجيال التي كانت تكبرني سناً في ذلك الحين ، ولكن لم يكن لدي سبيل لذلك بحكم صغر السن إلى أن جادت علي الأيام بذلك بعد دخولي الجامعة.
تعرفت عليه ، بحكم انضمامي لرابطة مروي عن قرب ، حيث كان يلبي طلباتنا في إقامة ليالي غنائية في الجامعات أو في منطقة مروي أثناء العمل الصيفي أو في رحلات طلابية دون تنسيق سابق . وأذكر أننا ذات مرة " كنا ننوي إقامة حفلة في منطقة تنقاسي السوق" وذهبت إليه يوم الحفلة عند الساعة الخامسة مساءاً مع بعض زملائي لنأخذه ونلحق " بنطون نوري" آخر دور في الساعة السادسة مساءاً ، إلا أنني وجدته نائماً ، وقد أيقظته فوراً ، فهب من نومه مبتسماً وقال ل"الكورس" "أرفعوا الحاجات أخرتونا يا جماعة وفضحتونا من الناس ديل ... ضاحكاً كأنما يعاتب نفسه" ، وبالفعل قاموا بذلك ، وعندما وصلنا إلى بنطون نوري سألني "هي حفلتكم الليلي وين" فضحكت وقلت له في "تنقاسي" ، فضحك وقال لي "لابد أن أربط رأسي قوي الليلي" ، بل الأغرب من ذلك ، أيها القارئ ، أنه كان يسخر لنا سيارته في أوج أزمات البنزين غير مطالب بشيء مالي له أو "لكورسه".
لقد عايش هذا السلوك الإنساني النادر ، من الأستاذ صديق أحمد ، طلاب رابطة مروي ورابطة الدبة بجميع الجامعات قبلي وبعدي ، ولم يكن هذا السلوك منه لخاطري أو خاطر واحد من أعضاء اللجنة التنفيذية الذين عملت معهم.
لقد قرَّبت تلك المناسبات الصلة بيني وبين هذا الرجل الذي لم أره مكفهراً أو عابساً في يوم من الأيام ، بل كان ولازال يتعامل مع الصغير والكبير بنَفَسٍ واحد ، فاتحاً داره لكل صديق أو قريب أو معجب أو ذي حاجة.
لقد تعضدت صلتي به وقت أن كنت أعد نفسي لدرجة الماجستير ، حيث كان يزورني ، وزميلي الأستاذ صلاح مدني ، كثيراً في داخلية معهد الخرطوم الدولي للغة العربية ، وكنت في أغلب المرات أحبسه معي أياماً وليالي كثيرة لكي لا يجده الآخرون ، وذلك بعد أن علمت منه ، مرات عديدة وكثيرة جداً ، أنه سافر إلى إحدى المدن لإحياء حفلة لصاحبٍ أو أحد المعارف وقد تكفل هو نفسه (صديق) بالغناء وأجرة العربة وحق الكورس لثلاث ليالي !!!!!!! وهكذا دواليك.


لاقيتك ... آهاً .... لاقيتك
بي سري ندهتك ولبيتك
مع إني ولا عارف اسمك ولا الجيهي المنها لابيتك
إنت اللإنسان ... الغنيتك
اتمنو الناس ....اتمنيتك
يا ريتك تفرز ياريتك ... كم صبر وعشم استنيتك
أنا وانت ..... قبل دا اتلاقينا
وشقينا على الدنيا جداول
وجبَّـدنا زماناً كان عاول
والعالم سوينا جنيييييييييينة
يا رشة غيمة ... عتاميرا
ربَّـة عربان وطنابيرا
قندول العشق الحين لبَّن ... جاب لي بيوضة عصافيرا
يا ريح الزنجي إذا اشتاقت
تفتق بي أنفاسا مزاميرا
بالقمحة ، السمحة المطمورة قسيبتا قلبي مطاميرا



هكذا إلتقيته "يشقق في الدنيا جداول لتجبد أزمان بالفرح بعد أن كانت عاولة فجعل العالم جنينة فرح" ، وقد امتدت معرفتي وعلاقتي به بعد أن عملت في مكتب أخي وصديقي الأستاذ عبد الهادي أحمد عثمان (عبود) المحامي بكريمة ، حيث كنا نسافر لسبع أيام من كل شهر لمعالجة بعض القضايا القانونية بمدينة "الدبة" التي تقع غرب قرية "أرقي" وهي قرية الأستاذ صديق أحمد ، وهنالك كنا نقضي أغلب الأيام في بيته العامر بجيرانه وأهل تلك القرية التي يمشي كرمها على ساقين باحثاً عن الضيوف والمارة من عند جلال "مسئول البنطون" إلى بيت الدكتور سليم أحمد ، وفي وسط هذا المسافة يتربع بيت هذا الرجل الأستاذ صديق أحمد مليئاً بالضيوف من كل صوب وحدب.
تحضرني الذاكرة في هذه العجالة أنه ذات مرة جاءنا شخص لم أره من قبل اسمه " الجعنابي" يحمل جوالاً (جوال سكر كبير) من "الويكة الخضراء" وطرق على منزل الأستاذ صديق أحمد وقال له " أنا آسف جداً كنت مشغول خلال الأيام السابقة ولم أستطع أن أكرم ضيوفك ، فهذا الجوال هدية لهما ..... " تخيل معي جوال كبير ويكة هدية.... لله في خلقه شئون.
كما يعرف الجميع وراء كل رجل عظيم امرأة ، فقد سخر الله عنبة من أعناب الجنة لهذا الحمل الثقيل ، لا تعرف الضجر ولا الملل ، تساهر الليل لإرضاء إنسانية هذا الرجل "الفنان الإنسان صديق" ، إنها تلك الزوجة التي رحلت من قرية " أرقي" بنفس كرمها وصبرها إلى الخرطوم بحري "شمبات الأراضي" لتقاسي التعب في خدمة ضيوف زوجها ، الذين لا ينقطعون ليلا نهار من البيت ، بل أحيانا لا تجد موطئاً لقدمك ، امرأة لا حول لي لمعرفة كننها الطيب ، فلها التحية أين ما حلت.
لقد كان كرم وإنسانية هذا الرجل هما أسباب التعجيل في زوال أمواله دائماً ، فهو الذي امتلك السيارات الفارهة في زمن يطمح فيه كل إنسان لذلك ولكنها كانت سرعان ما تختفي بسبب عطائه الفياض ، حيث أذكر أنني رأيته في بداية عام 1994 وعنده سيارة "بوكس" آخر موديل جاء بها من السعودية ، إلا أنني فؤجئت بأنها تحولت إلى "كرونا" موديل 1983 بقدرة قادر خلال أشهر معدودات عندما جاء لزيارتي في البيت مع بعض أصحابه ، ووقتها كنت مصاباً بالملاريا ولكن خرجت معه للباب مجاملاً فرأيت السيارة وقلت له "ايه دا يا صديق" فأقبل عليا هامساً في أذني "براك شايف البيت".

كما ذكر أحد المتداخلين (المنصوري) في لبوست في سودانيز اونلاين ،

كل الزخم الذي أتي مؤخراً في فن الطمبور لايرقى للقمة التي وضع فيها صديق هذا الغناء..
* أدخل اللغة العربية الفصحى في غناء الطمبور
* ادخل اللغة الإنجليزية في غناء الطمبور
* ادخل الشعر الحديث في غناء الطمبور
*أدخل الأهازيج الطويلة في غناء الطمبور
* غني أغاني الفنانين الكبار وأجادها عزفاً على الطنبور
* أدخل الموسيقي والأوكسترا أحياناً مع الطنبور
* من ناحية تكتيكية.أدخل وزنة الطنبور على السلم الموازي العالى مع الغناء على السلم الموازي المنخفض وهو اول من إبتدعها.. وصار عليها معظم غناء الطنبور اليوم.. وهي طريقة حديثة لم يغني عليها النعام آدم وصوته لايتوالف معها.كذلك لم يغني عليها محمد كرم الله صاحب أغنية ( حتى الطيف رحل خلانى الشهيرة) ولايستطيع الغناء عليها جل من يعرف غناء الطنبور..
* ملكاته الصوتية مكنته أن يرتاد كل الغناء السوداني ويطوعه بالطمبور

أن صديق هو الذي نقل الأغنية الشايقية لكل أنحاء السودان بفضل صوته المتميز وملكته الفنية رغم القوقعة والإقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليها من الإذاعة والتلفزيون ، لقد جذب انتباه الناس لكلمات الشعر الشايقي بأدائه المميز ومقدرته على اختيار الكلمات والتي كثيراً ما كان يعلق عليها الأستاذ عبد الله محمد خير "الشاعر الأول للأستاذ صديق" في بيته "بالكرد" في أمسيات جميلة قضيناها أمام رمل باب داره "المرشوش بمياه الإرتوازية " في حضور عباس مدني والأستاذ صديق أحمد نفسه ، بأن صديق قد عدل هذه المفردة من كذا إلى كذا ، وهذا البيت من كذا إلى كذا ، قارئاً لنا الأصل والتعديل فنحس بجمال الفرق بين الأصل والتعديل في المفردات ، موضحاً وشارحاً لنا أسباب قول القصيدة وفي من قِيلت (مثال: بلدكم مر بيها صُدف وجمب دار البريدو وقف يا جميل ، وسعاد وغير ذلك كثير).
لم يكن صديق مغنياً كما الكثيرين ، وإنما كان ولازال فناناً يطوع الألحان كيفما شاء وفق ما حباه الله من امكانات صوتية يصعب على مثلي الحديث عنها ، ولكن الذي أعرفه أنه يتغنى للذي أمامه ، يختار المفردات ويوزع الأبيات بسرعة وببديهة فائقة قلما توجد عند فنان دعك من مغنٍ ، فقد رأيته ذات مرة يتغنى وهناك امرأة كبيرة في السن أطالت الرقصة وفجأة دخلت "الدارة" فتاة جميلة فما كان منه إلا أن غير الأغنية قائلاً " يا جفاف أختاني .. يلا فوت من بستاني .. ما أشوفك تاني) في إبداع فائق جعل جميع الحاضرين يضحكون ، وفي مرة أخرى دخلت امرأة كبيرة في السن أيضاً لترقص في نهاية الحفلة فابتدر أغنية من نصفها قائلاً" ظنيتك كبرتَ عقلْ .. يا أخي ما أخيرلك تصلي تتنفل .. تقبل والا ما تقبل مجبور ترضى بي اللحصل" ، وكان الظن بالكبر والتعقل في الخطاب في أصل القصيدة لقلب شاعر الأغنية ، وبالطبع ضحك الجميع دون زعل لأن الكل يعرف من هو صديق.
من الصعب أن تجود قريحتي بأكثر من هذا ويصمد مداد قلمي لإيفاء صديق حقه فناً وإنسانيةً ، لذا أهيب بكل أبناء منطقتي الدبة ومروي بالجامعات والمعاهد العليا وخريجيها في السودان وجميع بقاع العالم أن يقفوا لدقائق ويفكروا في أمر هذا الهرم العظيم ، لكم وله التحية سائلاً الله أن يمن عليه بالصحة التامة ويرجعه لأهله سالماً غانماً ، آمين

يس محمد يس
كاليفورنيا
[/align]



 
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:19 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.