نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > أبوجهينة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-2009, 09:40 PM   #[1]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
Lightbulb فاطنة ... موية السراب

طوال حياته كان ( خيري ) صاحب ( عين فارغة لا يملؤها حتى تراب أرضه الزراعية ) ..
كثير الشكوى و التذمر ..
لا يقنع بما لديه ..
دائم التطلع لما في يد الغير ..
لم يلهج لسانه بالشكر أو الحمد يوماً ..
بعكس زوجته ( الرضية ) ... الصابرة على أذاه .. القانعة بحالتهم التي يعيشونها .. ..
كلما أنجب بنتاً .. إرتفعتْ وتيرة شكواه ..
و جعل من إنجابه للبنت ذريعة للتملص من توسيع رقعة ( عزومة السماية ) و يقتصرها على أهل بيته و جار الميمنة و الميسرة ..
قابعاً في منزله ( ينهش ) اللحم الذي يجاور العظم و هو يتمتم ( جحا أولى بخروف سمايتو ) ..
أنجب من البنات ثلاثا ..
في كل مرة يلعن ( سلسفيل ) زوجته ..
و يعيرها بأن خِلْفة أسرتها أغلبها بنات فورثتْ ذلك منهم ..
يظل يلعن و يلعن حتى الحِمْل التالي .. فيبدأ بصب جام غضبه عليها ..
و تطال لعناته حتى المأذون الذي عقد قرانه .. و لا يعتق شهود زواجه من لسان لعناته ..
بقى رزقه على قدر ما يصرف ..... لحافاً على مقاس رجليه و هو يتمنى لحافاً يتدلى من كل جوانب (عنقريبه ).
يطمع في ثروة يطفو بها من قاع الفقر و ضنك العيش ..
يرنو إلى مستوى ( شيخ الدين ) التاجر ..
و يتطلع إلى عيشة ( رزق الله ) صاحب اللواري ..
لم يعتبر يوماً بالأمثلة التي يراها حقيقة واقعة يراها و يسمعها عن كثب ..
( عبدالمطلب ) أغنى أغنياء الناحية .. و أثرى أثرياءها ..
لم يُرْزق بغير فتاة واحدة .. وُلِدتْ و هي تعاني من تخلف عقلي ..
عقلها لا يواكب عمرها و حجمها ..
يحبها والداها حباً جماً .. و يقول أبوها إنه إمتحان من عند الله له .. وهبه إياها لحكمة يعلمها الخالق ..
فحمد الله و شكره.. أبواب رزقه مفتوحة على مصراعيها .. و تقول له هل من مزيد ؟
أما ( خيري ) ..رفيق الشكوى .. و راكب مطية التذمر ..
فقد جلس يوماً يدخن سيجارته تحت ظل شجرة ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:41 PM   #[2]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

فكر و قدّر ..
ثم نظر و بسر ..
و سعل و تَـفَـل ..
و ثبت و جفل ..
و تيقن أن تـغَـيُّـر حاله كسراب بقيع يراه الظمآن ماءاً ..
و أن وتيرة حياته ( كالضل الوقف ما زاد ) ..
و أنه مهما إشتكى و بكى .. فلن يزده ذاك شيئاً ..
ثم أشعل سيجارة أخرى ..
أحس أن نكهتها ليست كالأولى .. أحرقتْ تلافيف لسانه ..
فقد طاف طائف من فكرة لمعتْ في ذهنه ..
ثم ومضتْ كالبرق الخاطف ..
و زمجر أملٌ بين أضلاعه كهزيم الرعد في ليل بهيم ..
فإلتهم دخان سيجارته على دفعات متمهلة و هو ينفث دخانها إلى الأعلى و إبتسامة مطمأنة ترقد على كامل شفتيه ..
فقام غير عابيء بما علق به من ( حسكنيت ) ..
وصل بيته و لم يدخل كعادته .. فكأنما يزحف مندلقا كجسم أفعى تحمل زعافاً ..
إبتدر ( الرضية ) بموشح الشكوى اليومي .. مبتدءاً بضمور الرزق و إتساع مطالب البيت ..
ثم عرج على خلفتها للبنات ..
و عزف كثيراً على أن لا أمل في ولادتها لصبي ( يكبر و يشيل الحمل ) ..
ثم بدأ في أداء سيمفونية جديدة .. صاغ كلماتها في شأن العاقلات من النساء اللائي يرشدن أزواجهن إلى أبواب رزق جديدة تضمن للأسرة جمعاء الرفاهية المنشودة ..
و بدأ في تلحين كلماته بصوت دافئ حنون لم تألفه الرضية ..
مُلوّحاً لها بالبنات و حقهن في التعليم و الزواج من أسر كبيرة و العيش في بحبوحة العيش ..
ثم دلف إلى نقطة ضعف حواء .. و همس لها بلطف غير معهود بأن:
ما أجمل ( أحفظ مالك ) على ذراعك..
و ما أجمل ( دستة من الغويشات ) على معصمك تموسق يومك و أنت تقومين بأعمال البيت ..
و يا لجمال ( كرسي جابر ) يرتاح مترجرجاً أعلى الصُرة .. متدلياً بسلسلة حلبية عيار 21.
كلما وجد أن عينيها الجميلتين تشعان بعصافير الأمل الواقفة على شجرة وعوده البراقة .. كلما زاد جرعات فحيحه ..
مسح على رأسها قائلا بأنها تستحق ( أن تغطيه بتوب أب قجيجة ) ..
و أمسك بأصابع يديها و فردهما أمامه قائلا بأن خواتم بفصوص كبيرة تتوارى خجلا أمام هذا البريق الذي يشع من بين فرجاتها..
أترعها بأحلامه .. فأصابتها تخمة العيش فيه ..
ثملتْ بتحليقه اللذيذ .. فأصابها خدرٌ منعها الكلام ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:42 PM   #[3]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

فقالت بأسى بأنها لا تملك حاليا أي خطط ..
فقفز إلى آخر حرف من كلامها و ألصق بها جملته التي أعدّها سلفا :
أنا عندي الحل ..
نظرت إليه نظرة تستحثه على الإستمرار ..
قال و هو يركز بصره على عينيها حتى لا يعطيها فرصة للتراجع : عبدالمطلب عندو بنيتو ( فاطنة ) ما في زول بيفكر يتزوجها .. أقوم إتزوجها أنا .......
ثم توقف ليرى وقع كلامه عليها ..
قالت و حاجب الشك يرتفع : عشان حتتزوج بنيتو يقوم يديك كل القلتو حسع ؟
قال في همس إبليس : لا يا عبيطة .. أبوها بيحبها موت و أمها بتحبها أكتر .. و طلباتها مجابة ..
و كل طلباتي منها حيكون هنا .. البنية وحيدة و معجَّنة .. أنا مستعد إستحمل الهبل حقها ..
طوال الليل .. قـلَّـبا الأمر على جمر الإحتمالات ..
مرة تركب الرضية تيار الغيرة و فكرة ( الضرة ) .. فتحْرد الفكرة برمتها ..
و عندما يذكرها بفقرهم و حاجتهم .. تلين قليلاً ..
في الصباح .. تأنق ( خيري ) يرفل في ( جلابيته ) الوحيدة التي لا يلبسها إلا في الأعياد و المناسبات و اعتمر عمامته التي تغير لونها.... و وضع ( الشال ) على كتفه و إنطلق إلى وجهته .. يسبقه حلمه .



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:42 PM   #[4]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

والد (فاطنة) لم تغبْ عن فطنته و ذكائه ما يرمي إليه (خيري) .. فأضمر أمراً في سره و نصْب عينيه أن ينقل إبنته من حالتها الراهنة إلى عالم آخر لعل و عسى .. فوافق على تزويجه وحيدته ..
لم يمض أسبوع من طلب (خيري) يد البنت المعتوهة .. حتى كان عريساً بمراسم زواج ظل الناس يتناقلون مجرياتها لسنوات عديدة .. كان عرساً خرافياً .. دام لأسبوعين ..
ذبح ( عبدالمطلب ) الثيران و الخراف .. و إمتدت الموائد ..
أطلقوا رصاصاً يكفي لإبادة تماسيح القرية الرابضة على الجزر ..
غنى كل فناني الحى .. رقصتْ كل الصبايا ..
أفرغوا كل تمور القساسيب فسالتْ أودية من المشروب المعتق ..
العروس .. و كأن الأمر لا يعنيها في شيء .. تعابير وجهها لا ينم عن الحدث.
قاومتْ كل طقوس تهيئتها كعروس ..
كلما زغردتْ النساء .. تجري للخروج و الفرجة ..
فتلحقها وصيفات العرس و هن يتضاحكن و يرجعنها لغرفة الدخلة و هي تقاوم في عناد طفولي ..
لتعاود المحاولة في عبث بريء ..
قالن لها مازحات : زوجك إسمو منو ؟
قالت و هي تتقافز في مربعات رسمتها داخل الغرفة للعبة ( الحنجلة ) .. : ما عندو إسم ..
ثم تقول و عيناها تجول بينهن في تحفز تكسوه الشقاوة :
أنا بسميهو .. بسميهو ... بسميهو عبدالمطلب ..
قالن لها بضحك ساخر : لكن عبدالمطلب إسم أبوك ..
تقول و هي تحاول شد شعر فتاة بقربها : إسمو العريس ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:44 PM   #[5]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

ليلتها ..
دخل ( خيري ) ... و لم يدخل ..
فقد جرب معها ناعم الكلام لتهدأ .. فإزداد هياجها : أطلع برة .. روح نوم عند أمك ..
حاول أن يأمرها بغضب .. فصرخت بأعلى صوتها و هي تخبط على باب الغرفة المغلقة :
يابا تعال أكتل الراجل دة ..
وضع يده على فمها ليسكتها .. فغرزت أسنانها في يده .. فصرخ صرخة مكتومة .. و تمتم قائلا :
( حسع كان كوركْتَ و الناس سمعوني يقولوا شنو ؟ .. شقاوتي شقاوة .. الله يدينا الصبر ساكت ) ..
ثم جرب أن يستعمل القوة كحل أخير .. ففوجيء بأنها في قوة فرس جامحة .. أدْمتْ وجهه بخربشات أظافرها ..
إستكان مستسلماً على طرف السرير .. فدفعته برجليها حتى إنزلق على الأرض .. فأطلقتْ ضحكة جزلى و كأنها تستحثه على اللعب ..
جلس على الكرسي الوحيد في الغرفة يحملق فيها صامتاً .. محتاراً ..
ظل حال ( خيري ) في كر و فر مع عروسه على نفس هذا الحال لفترة طويلة قبل أن ينجح في ترويضها و تهدئتها و كسْب ثقتها دون كلل أو ملل .. يحدوه ما خطط له .. و يحفزه أمل ظل محفوراً في باطن عقله ( فهو قد نوى أن يصبر صبر الذي يحفر البئر بإبرة ) ..
و أخذ الأمر منه فترة أخرى قبل ينقلها من عالم عذريتها إلى عالمها الجديد ..
قاومت محاولاته بين مندهشة و مستنكرة ..
ليلتها ..
فبينما كان يستدعي كل فحولته .. كانت هي في البدء هائمة في عوالم أخرى لا صلة لها بما يحاك ضد جسدها البِكر ..
ثم بدأ الخوف مما يحدث لها في كسر شوكة تمردها .. مستسلمة لتجربتها المؤلمة .. تقاوم تارة ثم تستكين تارة أخرى لتستكشف كُنْه ما يجري .. ربما كانت تعتقد أن ما يقوم به هو نوع من العقاب على ما فعلته به طيلة الأيام السابقة .. فتعاود إستعمال أظافرها بشراسة .. و لكن سرعان ما تتوقف عن المقاومة ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:44 PM   #[6]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

جعلته في الصباح يندم على فعلته التي فعلها ..
طفقتْ تحدث الجميع في البيت بمجريات ليلتها ..
تحكي لهم بتفصيل يخدش حياء الكل .... و كأنها تحكي لهم قصة (حسن الشاطر و فاطنة السمحة ) :
( عريسي قليل أدب شديد ) ..
ثم تضربه على قفاه بكلتا يديها .. و تارة تقذفه ( بكوز الماء ) .. لتعود لتشد شعر رأسه ..
فتتوارى أمها خجلا ..و تضحك خالتها و هي تدير وجهها محاولة كتم ضحكتها ..
ثم بدأ (خيري) في الإستعداد لجنى قطافه التي إعتقد أنها قد أينعتْ .. ..
و على صينية العشاء .. أطلق قنبلته الأولى : و الله يا حاج عبدالمطلب أنا عاوز أبدأ تجارة كدة بمبلغ صغير ..
فقال الحاج و هو منهمك في مصمصة ( ورك ) دجاجة : و الله عين العقل .. أها راس مالك كم ؟
وقفتْ اللقمة قليلا في حلق (خيري) قبل أن تنزلق للأسفل و كأنه يبتلع شوكة سمكة ..
قال بنبرة منكسرة : إنت عارف البير و غطاه يا حاج ..
فقال الحاج غير مبالٍ : الغطا عارفو .. و لكن الجوة البير علمو عندك و عند الله ..
قال متوسلاً : أنا ما بستغنى عن مساعدتك يا حاج ..
فقال الحاج و هو يكرع شوربة من كورية ماكنة :
مساعدتي ليك حتكون أديك شورتي و نصايحي و تجربتي .. أنا بحب الراجل يعتمد على نفسو في أي شي يا ( خيري ) .. و أنا بشوف إنو من بكرة تاخد مرتك لبيتك ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:45 PM   #[7]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

رغم أن قرار الحاج أصابه في مقتل إلا أنه قدّر أن يكون السكن في بيته مع (فاطنة) ستجعل الحاج يساعده على الأقل من أجل إبنته الوحيدة ..
و لكن الحاج و زوجته و كأنهما نسيا أن لديهما بنت .. متعمدين الأمر ..
يزورانها لِماماً من وقت لآخر .. فإزداد عبؤه على عبئه القديم ..
عروسه .. لاهية باللعب مع بناته الصغيرات ..
تجوع فتطلب الأكل ..و إن لم يعجبها الطعام .. تقوم بقلْب المائدة بما حوتْ رأسا على عقب ..
هاجت ذات يوم .. فكسرتْ نصف أطباق المطبخ .. و ضلفة الدولاب الوحيد .. ثم قامت برمى جلابية زوجها الوحيدة في ( الكانون ) .. و كسرت زيرا من مجموع زيرين و هو الزير الذي يعتمدون عليه في تبريد الماء صيفاً .. و قامت بخنق عدة دجاجات نكاية في زوجها .. ثم إستكانت عندما نادتها إحدى بنات (خيري) لتلعب معهن ..
ذهب (خيري) للحاج في محاولة أخيرة : يا حاج .. أنا تعبت .. و ..
لم يجعله الحاج يكمل .. قال له مقاطعا : بساعدك .. بس بشرط ..
طار قلب خيري فرحاً : أشرط يا حاج ..
فقال الحاج بصوت أشبه بصرير الباب مختبراً معدنه : تطلق مرتك و تجي تعيش إنت و فاطنة هنا معانا ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-10-2009, 09:46 PM   #[8]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

وسط دموع زوجته .. طلق خيري (الرضية) .. بوعد منه أن يرجعها إلى عصمته عندما ينال ما يخطط له ..
أخذ حاجياته مصرورة في ( بقجة ) و إنتقل إلى منزل الحاج ..
يقف مع الحاج في الدكان أحياناً .. و أحياناً يرسله لمراقبة العمال في المزرعة .. و تارة يرسله لقضاء أمور تتعلق بتجارته .. لم يتغير شيئ في حياته غير أصناف أكله و فراش مخدعه ..
بدأ صبره ينفد .. و الملل يأخذ طريقه إلى نفسه ..
فاجأته أم (فاطنة) بخبر حمل زوجته ..و (فاطنة) لاهية .. لا تكترث لتوابع الحمل ..
تقفز هنا و هناك غير مبالية بالجنين يكبر في أحشاءها ..
و تمر الشهور .. و الخوف يملأ قلب (خيري) .. فخطته تراوح محلها ..
و في شهرها الرابع .. إنزلقتْ فاطمة و هي تلهو و تلعب .. صرختْ و دم النزيف الهادر منها يبلل قدميها ..
لم تكد شمس ذاك اليوم تغرب ..
حتى فارقت فاطنة الحياة رغم ما بذله الحاج من إنقاذها بشتى السبل ..
و أوجس (خيري ) خيفة في نفسه من قادم الأيام و مصير بقائه في منزل الحاج ..
و ما أن إنتهت أيام العزاء و أنفض جمع المعزين ..
ناداه الحاج : يا خيري .. أظن مافي داعي لقعادك معانا بعد دة ..
قال خيري فزعا : ممكن أكون شغال معاك ..و أروح أسكن في بيتي ؟
قال الحاج بإصرار جازم : أنا قبلت بيك عشان خاطر فاطنة الله يرحمها .. و حسع ما ليك لازمة ..
مجرجراً رجليه .. أحس أن روحه أيضا تنسحب خلفه ..
عندما وصل بيته .. عند أطراف الحى .. يقدم رِجْلا و يؤخر أخرى ..
كيف تقابل بناتك ؟
فأنت لم تسأل عنهن منذ طلقت أمهن ؟
ماذا ستقول لأمهن ؟
و هل سترضى بأن تعود إليك ؟
أسئلة كثيرة جعلت تهوى إلى رأسه كالمطارق ....
لعن اليوم الذي فكر فيه في إصلاح حاله ..
قال له جاره و هو ينظر إليه بإحتقار : مرتك أخدتْ البنات و سافرت الخرتوم ....
أخوانها طلبوها هناك .. و سمعنا إنو واحد صاحبهم حيتزوجها .. واحد الظاهر بيعرف قيمة بنات الناس ..
يعيش (خيري) وحيداً هائماً .. لا يحادث أحداً .. يمارس عمله القديم ..
قانعاً بما جرى له .. هاجراً التذمر ..
لم يعد يجأر بالشكوى ..
و عندما يتذكر بناته ... يكابر .. معانداً دموعه الواقفة عند أطراف مآقيه..
و ينظر هناك .. متحاشياً أن يمد بصره إلى السراب المترقرق عند نهاية خط الأفق ... فقد جرب الإمساك به ذات مرة ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 01:32 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.