أتصدقون؟!...
ان قلتُ انّي أعشق الجبالا
معمور بها الفؤاد لايستكين بالا
وكيف لا...
***
فهاجرٌ من قبلي قد عشقت جبلين
فأضحى عشقها لقومنا (سعيا) ودين
***
كذاك عشقي! ...
لا أرى لنفسي دونه فكاكا
اذ هو لجبل هنا يرنو الى جبل هناكا
صنوان في الشموخ (بركل) و(تاكا)
توزعت أمشاج أهلي بين هذا وذاكا
***
فالأصل يضرب في الشمال له جذورا
حيث يجري النيل يسقي زرعه والبورا
***
يشق صدر أرضنا السمراء في عزيمة
وينحني تأدبا في البركل الذي يلي كريمة
***
وقد حوى في جوفه التاريخ والأسماك
تاريخ قوم ذاخر بالنصر كل حراك
***
الماء فيه ريان بلون البُنّ أشهُرا
والموج يصطخب لسيفه قد اشهرا
***
ينبيك عن مخاض
بالخير حين فاض
***
فيرفد الجروف نبتا يانعا دونما أشواك
***
ثم يصفو أشهُرا
فيستحيل أزرقا
***
تمده السماء من اهابها بلونها نهارا
وفي المساء...
يستحيل سطحه مرآة حسن لأنجمٍ سهارا
***
ونخيل بالشط تهفو بجريد مائسات
يرقصن في دلال بين أيدي النسمات
***
أودعها الأله كل لون
سيقانها تشربت بذات لون البنّ
***
سبيطها يزينه الصفار
وثمرها يخضرُّ في البدار
***
وبعد أشهر...
ينداح صفرة
وحمرة...
ليكتسي بذات لون البنّ دونما هلاك
***
وفي الجوار...
ينتصب التاريخ جبلا أسمرا
له اسمان اسم (جدّي) والبركلا
تحرسه أسودٌ هي ليست حجرا
***
اللون فيه ذات لون البنّ
ومعبدٌ قد زانه التوحيد ذات يوم
بناه آمون الذي ملك الدنا والقوم
...
..
.
عادل عسوم
البركل