(1)
لندن 26 مارس 2006
يوم ليس كغيره من الأيام...
في إتصال تلفوني بيني وأستاذي فضيلي علم مني نيتي الحضور إلي لندن لمقابلة الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم فقال لي هذه المرة لن تأتي وتذهب دون زيارتي فوعدته بالحضور..
كان جدولي كالعادة مزدحم بالكثير من الأشياء...بين منزل صديقنا الأستاذ عبد الباقي عبد الحفيظ الذي كنت في ضيافته العامرة ومنزل صديقنا عصمت وبرنامج الرحلة.. ولكن الرجل الفاضل وبإصرار سوداني الطعم والرائحة أصر علي الإتصال وأجهد نفسه حقآ بين تلفون منزلي في هولندا وتلفون كل من عصمت وصديق الحاج وحنينة
لنذهب إليه وفي معيتي رفيقة الدرب حنينة وكان يومآ بألف يوم..
في الطريق إلي داره العامرة خارج لندن ضعنا كالعادة فحنينة لديها هواية أن لا تصل إلي مشوار إلا ويضيع منها بعض الطريق..فكان أستاذنا فضيلي يوجهنا بالتلفون .. ووجدناه ينتظرنا في جو ماطر خارج داره رغم أنه كان يعاني من نزلة برد...
قابلونا بترحاب سوداني أصيل الأستاذة آسيا والإبنة شيراز والأبناء...
منزل جميل كل شيئ مرتب بعناية وأناقة لا تخطئها العين.. قال فضيلي... هذه هي غرفة الجلوس وهنا المطبخ وهناك الحمام وأضاف ضاحكآ هذا ما أستقبل به ضيوفي ليعلموا أن هناك طعام...
وإمتدت بنا الونسة إلي قبيل منتصف الليل والرجل لا تمل الحديث إليه.. وبين السياسة والشعر وهموم الوطن نشرككم بعض ما نعمنا به ..وليتني أستطيع إرفاق -الكسرة السودانية بالملاح الأخضر كأتاش منت-
ولكن أنّا لي ...وسننزل القصائد علي توالي "فيديو" ...
[media]http://sudaniyat.net/Khalid/Fidaly3.wmv[/media]
[align=center]
(كون الرصاصة وردة)[/align]
[align=center][frame="7 40"]
كون الرصاصة وردة
(( إثر لقاء / د. جون قرنق دي مابيور في عاصمة أفريقية))
بقِيتْ خطوةٌ واحدهْ
خطوةٌ بين ليلٍ وفجرْ
وفعلٍ وأمرْ
بقيت خطوة واحدهْ
ولكنها خطوة حاسمهْ
وليكُنْ همنا أنّ أجملَ أيامِنا
صفحةٌ قادمهْ !
ليس من ترفِ المفرداتِ
ولا من قبيلِ البلاغةِ
أنّ الرصاصةَ في سعيها..
نحْوَ صبحِ العدالةِ
تحتاج وهج القصيدهْ
وأنّ ارتيادَ النجومِ البعيداتِ حقٌ
ولكنه يستحيلُ..
إذا لم يشدّ المغنّونَ قوسَ القصائدِ
إنّ القصيدةَ تفعلُ فعلَ الرُّصاصةِ
والشاعرَ الحرَّيلغي المسافةَ
بين إرتهانِ الأماني
وميلادِ فجر الأغاني !!
أحاولُ أنْ أتعلّم منك
بعيداً عن الزيفِ
سرَّ المقاتلِ لمّا..
يداوي الجراحَ المريرةَ بالإبتسامْ
ويدفنُ لغْوَ الكلام بروحِ الدعابهْ
أحاول أنْ أتعلّمَ
كيف دفنْتَ المرارةَ والتعسَ
كيف إنتصرْتَ علي شهوةِ القتلِ
إنّ الهمومَ النبيلةَ..
تبدأ من نقطةِ الضعفْ
هل خانني الوصفْ ؟
أظنك تفهم قصدي
لأنّ المسافة بيني وبينك
بين المقاتلِ من أجل صنع الحياةِ
وبين الذي ينزفُ الكلماتِ
بمثل المسافةِ بين إلتماعِ البروقِ
وزخّاتِ دمعِ المطرْ !!
أحاول أن أتعلم كون الرصاصة وردهْ
وأنّ السنابلَ موعودةٌ بالشموس
سأكتب أن السكوتَ بوجه الظلام إنكسارْ
وإشهارَ غصنِ السلام
لمن لا يردّ السلام هزيمهْ
وأن التخفي وراء الحروف الرموز..
بعصر الوضوح جريمهْ !!
وأهتف أن الطريق الوحيد إلي وطنٍ
هو منا وفينا ..
بقاء الشموخ لإنسان هذا الوطن !
فضيلي جماع
1999
[/frame][/align]