الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > جمال محمد إبراهيم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 25-04-2007, 10:36 PM   #[1]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي أماديوس ُيستنسخ لبنانياً . .


أماديوس ُيستنسخ لبنانياً . .

[align=justify]الجمعة 20 نيسان/ أبريل 2007 ، تاريخ يسجل في الذاكرة اللبنانية بحبر الذهب وقلم الخلود . حين حدثني هنري زغيب ، الشاعر اللبناني الكبير ، يدعوني لحضور أمسية بيروتية لأوبرا إستثنائية ، قلت لنفسي هي دعوة و سألبيها بحكم الصداقة ، و بسبب إهتمامي ورغبتي في الإطلاع على فن ٍ راق ٍ لم يتح لي ، على كثرة تجوالي الدبلوماسي بحكم المهنة ، في القرية الكونية ، من أن أمتع بصري وأذني بروائعه. .ولكنه أضاف :إنها أول أوبرا بالعامية اللبنانية المحكية ، ولعلها أول تجربة من نوعها تستنسخ موزار ،عربياً .
في حبكة كوميدية بسيطة ، تتناول الأوبرا التي كتبها في الأصل بالفرنسية ، جان جاك روسو، قصة فتاة عاشقة إسمها بستيانة ،يهجرها حبيبها ، ولكن يعيد الساحر بذكاء المياه إلى مجاريها بين العاشقين ، وذلك عبر إثارة مشاعر الغيرة لدى الفتى "بستيان" تجاه فتاته "بستيانة "، حين أوهمه الساحر "كولاس" أنها متيمة بفتى آخر . الموسيقى التي وضعها موزار ليست بتعقيد أعماله اللاحقة بالطبع ، فهي مشوبة بروح طفولية مرحة . الفتاة تغني بصوت "السوبرانو" الرفيع بما يعكس رقة الأنثى ، و الفتى بصوت "التينور" الأوسط بما يشي بالقوة والرجولة ، أما الساحر فصوته على "الباص" الرخيم القوي المهيب ، ( أم هو "الترعيد" ، كما جاء من ابن سينا ؟). يعود تاريخ عرض هذه الأوبرا غير المعقدة ، في أحد مسارح باريس ، إلى عام 1752 م ، أي قبل ميلاد وولفغانغ موزار بعامين. ويقال أنّ سفيرا لجينوا في فيينا ، تحمس للقصة الموسيقية ، وشجّع ممثلا محترفاً لترجمتها إلى اللغة الألمانية في عام 1764 . لكن الذي عرضها على الصبي موزار، والذي لم يتجاوز عمره إثني عشر عاماً ، هو الدكتور "مسمر" مكتشف التنويم المغناطيسي وصديق "ليوبولد موزار" ، والد وولفغانغ موزار .
الغريب أن الأوبرا غابت بعد ذلك في طيات النسيان ، و لم تخرج من أضابير التاريخ الموسيقى إلا حين بادرت فرقة أطفال روسية ، بعرضها في سنة من سنوات الخمسينات من القرن الماضي في موسكو. الآن هاهوموسيقار عبقري هو فازليان و شاعر مجيد من شعراء العربية الكبار في لبنان يتناول القصة ، و يصوغ كلماتها على نبض موسيقى وولفغانغ أماديوس موزار. لقد رعت الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية هذا العمل ، و كانت مجازفة حقيقية وتحد ٍ كبير بلا شك. التجربة غير مسبوقة ، إذ ظللنا نتابع هذا النوع من الفن دون أن نجرؤ في الشرق العربي أن نحاكيه أو نبدع على نسقه ، أعمالا موسيقية غنائية ، وظني أنه لم يكن من المستحيلات . عرفنا الأوبرا ، وسمعنا كيف عُرضت باليه أوروبية عند افتتاح قناة السويس . غير أني أقف ملياً عند الصياغة باللغة العربية المحكية التي أنجزها بجهد خارق الشاعر هنري زغيب . لم يكن يستنطق تجربة أوروبية غربية محضة ، بل هو استنطق تراثاً عربياً قديماً ، على نحو ٍ ما . لعل الشعر العربي كله و منذ بداياته كان محكياً شفاهياً ُينشد ، و لم يكن نصاً مكتوباً يقرأ . ولربما أيضاً أجد في تاريخ الغناء في العصر العباسي إشارات قوية على شعر تحاكيه الموسيقى ، وخرجت أعمال كبيرة وأصوات ومغنون و مغنيات . كان ابن سينا أول من رأى في الموسيقى علاجاً للنفس وهو الفيلسوف الطبيب ، و لكن أتت علينا فترات من التاريخ وكأنا تنكرنا للكثير من المبهرات في ثقافاتنا ، وآثرنا التراجع بما أوحى وكأن الفساد كله هو في الغناء أو الرقص أو الإنشاد .
يجيء إلى خاطري مقال احتفائي كنت قد نشرته في صحيفة "السفير" في شباط هذا العام 2007 م ،عن كتاب ٍ خطه يراع الكاتب والسفير السوداني الراحل محمد عثمان يسن ، وعنوانه " باليه الشاعر " ،وقد صدرت طبعته في بيروت عام 1965، أخرج فيه سيناريو كامل للقصيدة الشهيرة التي صاغها الشاعر الراحل، بشارة الخوري( الأخطل الصغير )، في رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي :
قِفْ في رُبَى الخلد ِ واهْتِفْ باسْم ِ شاعِره ِ
فسِدرَة ُ المُنتهَىَ أدْنىَ منابره ِ

ومما جاء في المقال ، اقتطف هذه الفقرة :
(( ..ولقد وجدت في "باليه الشاعر" ، أن القراءة الموسيقية الراقصة لقصيدة الأخطل الصغير ، هي من القراءات الذكية ، التي رمت ْ إلى أن تسبغ على الشعر العربي بعداً جديداً ، فيكون مرئياً مثلما هو مسموع . و يورد المؤلف السوداني محمد عثمان يسن مصيباً ، أنّ الشعر العربي ، نشأ في منتديات و حضور مسرحي ، كما كان حال الشعراء الفحول قبل الإسلام ، ينشدون في سوق عكاظ . لعلّ الشعر العربي في بداياته كان هو الأقرب إلى التجسيد المسرحي ، بأكثر مما أتيح للشعر الغربي أن يجسد قصة روميو و جولييت و بحيرة البجع ، كمثالين في البال . .))
وإنه لمما يؤسف له ، أن الباليه الذي اقترحه السفير يسن ، في سنوات الستينات البعيدة من القرن العشرين ، لم ينجح في إخراجه على خشبة المسرح ،من تحمسوا له في ذلك الزمان البعيد ‘ وإن راقت الفكرة لأساطين فن الباليه في مسرح البولشوي الشهير في موسكو ، فترجموا الباليه المكتوب إلى اللغة الروسية .
عرفنا بالطبع، فن الأوبرا و الأوبريت ، و الأخير هو الذي ألفته العين و الأذن الشرقية ، ربما بسبب بساطته ومواءمته للمزاج الثقافي العربي العام الذي يختلف عن المزاج الغربي الذي أنتج الباليه و الأوبرا ، بما يوافق الذوق الغربي . في مصر عرفوا الأوبريت عند سيد درويش ،كما انتشر في مصر المسرح الغنائي الإستعراضي بصورة واسعة . في لبنان برع الرحابنة في مخاطبة المزاج الشرقي بأوبريتات رائعة .
ثمة تجربة أخرى جديرة بالوقوف عندها وهي أوبريت ابن سيناء الذي قدم في العاصمة القطرية ، الدوحة في أكتوبر من عام 2003 م ، ولقد كانت تجربة لأوبرا عربية شارك فيها مغنون من دول عربية عديدة ، كارول سماحة ، عفاف راضي ، لطفي بوشناق ، غسان صليبا و فنانون آخرون . أخرج العمل الصعب مخرج ايطالي بريع وضليع في هذا الفن .
ولكن تجربة " أوبرا بستيان وبستيانة" لولفغانغ موزار ، و بالصيغة العربية التي أشرف عليها الموسيقار الدكتور وليد غلمية رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى و القائد الرئيس للأوركسترا السيمفونية ، ، تمثل تجربة مميزة واستثنائية ، كون اللغة التي صيغت بها الأغاني المصاحبة للموسيقى التي وضعها موزار ، جاءت باللغة العربية المحكية في لبنان . ليس ذلك فحسب ، بل نقلت الفرقة الموسيقية بأمانة بليغة ، روح موزارالتي سكبها في هذه الأوبرا البسيطة البديعة ، وهو في سن الثانية عشرة ، ليس أكثر .
لعل الناحية المهمة في هذا العمل الذي شهدناه في كاتدرائية مار يوسف ،أمسية الجمعة ، هي في المغزى العميق الذي انطوى عليه هذا العمل الإبداعي الجميل ، لكوننا نتقاسم باختلاف حضاراتنا ، و تنوع ثقافاتنا ، قرية كونية صغيرة . و بفضل ثورة المعلوماتية و شمول ثورة الإتصال ، فإن سبل التواصل الفاعل بين الثقافات صارت ميسورة ، والحوار بينها أضحى ممكناً و متاحاً.التراث الإنساني هو ثروة للبشر لا تقدر بثمن . لكن الإستثنائي في الحقيقة ، هو أن تتخلل لحناً وضعه موسيقار عظيم مثل موزار قبل أكثر من مائتي عام ، كلماتٌ عربية ٌ محكيةٌ ٌ ، توازي اللحن علواً وهبوطاً ، إرعاداً ورقة ً ، صاغها شاعرٌ مجيد ، رصين ُ النظم بالفصحى ،مثلما هو رصين في نظمه باللبنانية المحكية ، الصديق الشاعر هنري زغيب . وإني إذ أزجي إليه إعجابي بما كتب ، أقترح عليه أن يمضي في صياغتها بلغة عربية فصيحة ، وسينجح بلا مراء ، في تطويعها على لحن موزار ، بمثل نجاحه في تطويع المحكيّ اللبنانيّ عليه . الحاذق وليد غلمية و القائد المايسترو فازليان و الفنانة سنتيا سماحة (بستيانة) و المغني زياد نعمة(بستيان ) والمغني توفيق معتوق(الساحر ) ، سيكملان الإبداع ليحلقوا بنا ثانية ، مثلما حلقوا بنا إلى سموات بهية تلكم الجمعة السعيدة .. في كاتدرائية مار يوسف .

بيروت -22 أبريل/نيسان 2007[/align]



التوقيع: http://sudanyat.org/maktabat/gamal1.htm
مكتبة السفير جمال محمد إبراهيم
جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
 

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 02:18 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.