سُــوناتا لأميْــرَةِ النَّــدى
شعر: جمَال محمّد إبراهيْم
قُـبَيْـلَ أنْ يُحَاصِرَ الأسَـى شَــوارِدَ الهَـوَى
المَـوْجُ في بـحورِهِ اسْـتوَى
وَمَـا بينهُـمَا انْطـوَى
لنْ يأثـمَ القلْــبُ إنْ نـوَى
شَــقَّ ثـوْبِـهِ، وَأعلـنَ الجوَى
وَالرِّيـمُ في وادي طُــوَى
أحزَنهُ الغيــابُ فانْـزَوَى
وغُصْنُ صَبْـوَتي على اخْضِـرارِهِ ذَوَى. .
يَحـلُـمَ أنْ يبتلّ مِـن نَــداكْ. .
غيرَ أَّنـّهُ علـى خَـريْـفـِهِ هَـوَى. .
صَـريْعَ مَـا رأى فــؤادُهُ وَمَـا اكْتـوَى. .
رِسَـالتـِي إلـيـْكِ وَالشمُـوْسُ في انْعِـراجْ
تجيءَ مِثـلَ قهْــوَةِ الصَّباحِ، تَعـدِلَ المِـزاجْ
حَليْبُـهَا مـِـذاقـهُ أُجَــاجْ
لَـوْ ارْتَشَـفْتَهَا ارتشَـفْتَ مِـن رَحيْـقِ شمْسِـهَا
النّـدَى، وَمِـن غُـيُـوْمِـهَا انْبـِلاجْ . .
إنْ رأيتـَها، رأيتَ نَخلةً لفَـرْعِـها المَهيْبِ تـاجْ
وإنْ مَشَتْ أضـاءَ مِن يـاقــوْتِ خَطوِهـا السِّـراجْ
وإنْ تأوّدَتْ تأوّدَ الحَريْرُ تَحْـتَ خَصْرِهَـا وَنَـاءَ بالدّيبـاجْ. .
أميْرة النّــدَى. . تمهّلـي فلا تَخْدِشْكِ وَردةٌ على السّـــياجْ. .
أو يَشــيْلَ كَــوكَـبٌ مِن وَجنتيْـكِ ضـوءَ نَجمِـهِ الـوَهَّــاجْ..
إنّني أراكِ في الضّياءِ، دوْنَ أنْ أراكْ. .
لوْ نَجَـوْتُ مِـن نَـداكْ ،
مِـن لظـَى سَــناكِ لَسْـتُ نَــاجْ. .
أراكِ تسْــبَحيْنَ في بحـوْرِ شِـعري
المَـدُّ يَسْـتدرِجْكِ فاقبِـلِي لِجَـزْرِي
القافيـاتُ كلّـهَا مُـؤنّـثـة،
فالسّـعدُ مِنـْكِ. . والأسَـى بِصَــدْرِي
والطّيْـبُ مِـن لدُنـْكِ . . واللّظَـى لِجَـمْـرِي
الدرُّ في القريضِ عَنكِ . . واللّحـوْنُ طوْعُ أمْـرِي
والبَحْـرُ إنْ كَسَـاكِ فِـتـنةً هَـفَـا لأسْــرِي
وَالرّمْلُ إنْ وَطأتِـهِ اسـتحالَ واحَــةً بِقَـفْــرِي
وَالقـطْـرُ مِن نـَداكِ صَـارَ بلسَـمِي وَخَمْــري
إليـكِ يا أميْـرةُ النُّهَـى وإنْ جَهَرْتُ بالكَـلامِ
لي فيـْكِ مِـنْ بَهَــاكِ بَعضَ عُـذْرِي. .