تحياتي يا وهاد:
العنوان بتوافق مع النص حدّ التطابق
المدهش والمثير في النص دة يا وهاد، إنو فكرة الكاتب المبدعة ليست في نقل المشهد للقارئ مثلما يفعل الكُتاب عادة، بل في نقل القارئ للمشهد، ومساواته بشخوص النص كخطوة أولي في سبيل تأسيس أرضية مشتركة تجعل القارئ داخل الدائرة ومشاركاً أصيلاً في النص.
بمعني تاني:
القارئ لا يعرف أكثر مما تعرفه (برتا) العمياء، إذن القارئ صار أعمي مثلها، يستقي معلوماته ومعارفه من بنت الدامر وضمرة.
القارئ صار يتقاسم مع (برتا) ما تعرفه من مصادرها التي ذكرتها، دون أن يكون بمقدوره (لأنه صار أعمي) معرفة شيء آخر إضافي أكثر مما تعلمه العمياء (برتا).
لذلك السبب، لم ولن يعرف القارئ ماذا حلّ بـ (ضمرة)، تماماً مثلما لم تعرف هي ماذا حدث بالضبط، وهنا تكمن مهارة الكاتب وإبداعه المفارق للآخرين.
الحركة دي بالنسبة لي قمّة الإبداع الكتابي، كونك تعمل العكس، بدل تنقل المشهد، تقوم تنقل القارئ.
الكاتب الناجح بالنسبة لي هو الكاتب الذي بوسعه تحريك القارئ من منطقة حياده الأولي لمنطقة مقترحة (وسطية)، ومنعم الجزولي هنا لم يكتف بذلك، بل عمل علي ترحيل القارئ وتسريبه ليس فقط بعيداً عن الحياد، بل رأساً لداخل المشهد الحدث، ودي مهارة تخلي الزول يحك راسو من المتعة.
المهم:
عندي ملاحظات تانية عن النص وجوانب أخري وتحديداً ما كان يمكن أن يُحدث خللاً بالنص من لغة وخلاف ذلك من ملحقات، نأتي لاحقاً لـ (نثرثر)
عنها.