الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-2010, 10:01 AM   #[1]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي شكرا على مروركم

الأساتذة الأجلاء
حافظ اسماعيل
وجيدة حاتم عباس
سمراء
سارة عكود
آدم صيام
نبراس السيد

لك تحية وصباح الخير لكم، اشكركم على المرور و التعليق
رواية مسيح دارفور رواية طويلة بها تقريبا ثمانية فصول، تصف الجرح في دارفور، وتعيد للموتى ذاكرتهم المسلوبة، للأيتام و الجرحى و المغتصبين و المهجرين و المستعبدين و المقيمين في معسكرات الشتات و المشردين، و الذين لجأؤا لبلاد ارحم
انها ترسم خارطة القتلة و لا شيء آخر
هنا انا اصور الأشياء و لا أعلق
انبش الجرح ولكني لا اصنع المعجزة التي تشفيه

كعادتي عندما انوي كتابة رواية اعيش في امكنتها و اتعايش معها كواقع، فلقد اقمت في دارفور زهاء العامين 2007-2009 وكنت اعمل في تدريب الجيوش الأفريقية ثم السودانية و بعض الثوار علي المواثيق الدولية التي تحمي المواطنين و أخلاق الحرب
ولكن الروائي في يتبصر دروبه و سككه و فضائح احزانه
انها محاولة لكتابة رواية باسلوب ستجدونه مختلفا عن اسلوب الجنقو كثيرا ام قليلا

سأنشر هنا الفصلين الأولين و اشوف رايكم، و الرواية ما تزال في مرحلة الكتابة
سأهتم بكل الآراء
لكم مني الود



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-06-2010, 10:42 AM   #[2]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

بركة أيها الحبيب سلام ...
سعيد بعودنك ... مافي شك ...
سمعت أنك طرقت مجددا باب الهجرة إلي الخليج ... أحزنني الخبر ..
مثلك يا بركة نريده هناك حيث "الجرح" ... -رغم الاحن - ...
أسمعني بالله عليك أخبارك ...



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-06-2010, 11:20 AM   #[3]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي الهجرة الهجرة يا صديق

أخي وصديقي خالد الحاج
لقد كنت دائما في البال
في الحقيقة انا لم اطرق هذه البوابات المرة للهجرة الا لأنني فشلت في ان اجد سككا اجمل في هذا المكان المتسع، و الأطفال يكبرون كل يوم وتكبر احلامهم، وانا اشيخ ايضا، والأغنيات تصادرها اشباح الظلام، لست متشائما يا صديق، فما تزال في البال أغنية

في الحقيقة انا لم اطرق ابواب الخليج وحدها بل أطرق ابواب العالم كله، اول مكان يسعني سوف اذهب اليه، على الأقل مكان استطيع ان اطبع فيه كتبي و اضمن لها التوزيع المعقول، حتى ولو كانت مصر ام الدنيا.
شكرا لعواطفك النبيلة و انتظر منك المساهمة في الهجرة بما تستطيع ولو تقليد صفارة القاطرة(انا اضحك وبس)
البلد صعبة، وبعد فصل الجنوب سوف تُحَمَّل الأسفار على ظهورنا كالعيس.



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-06-2010, 10:12 AM   #[4]
عبداللطيف النقر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبداللطيف النقر
 
افتراضي

[align=right]الاستاذ بركة ساكن --

قرات الفصلين الاولين من روايتك بتمعن -- ولكن بسرعة اكبر -- من ان تتيح لى ان اتداخل واتفاعل معها -- فالفكرة واضحة ولا تحتاج الى الكثير -- ليفهم القارى مغزاها -- ولكنى لن استعجل فى التعليق عليها الا بعد ان أقراها عدة مرات -- وبالذات الاجزاء التى خرجت من حيز الرواية الى مرحلة سرد أحداث معروفة للجميع -- تقبل الرأى والرأى الاخر -- تقبل رأى الضحية والجلاد ومن هو الضحية ومن هو الجلاد --

ولكن ما اردت ان الفت نظرك اليه -- هو هذا الكلام الاباحى الذى حشرته فى روايتك حشرا -- هل هو توم ام شمار -- فقد عالجته بطريقة جنسية حسية مفرطة لم تغفل فيها حتى عن الدور السابع -- وذكر مسميات الاعضاء التناسلية كانك تتكلم عن فاكهة المانجو المتدليه فى صريف الحمام -- بالرغم انهم لا يستطيعون ان ياكلو المانجو حتى يستأذنو --

ارجو صادقا ان تقوم بتنقيح هذا الجزء من روايتك -- وتذكر وانت تكتب -- ادب القرآن حتى فى ذكر النساء --- ( اذا لامستم النساء -----) او ( نساءكم حرث لكم --- ) او ( احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم --- )

هدانا الله واياكم ----ولى عودة ---- [/align]



التوقيع:
عبداللطيف النقر
رفاعة
عبداللطيف النقر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-06-2010, 11:34 AM   #[5]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي سكك الموت


4- سكك الموت
التقرير الذي كتبه شيكيري عن ابراهيم خضر ابراهيم هو الذي عَجّلَ بأن يتم اختيار الإثتين لمصاحبة القوة الخاصة المنوط بها ايصال الوقود إلى كتيبة مرابطة على مشارف مدينة زالنجى، ولا يمكن الوصول إليها إلا من نيالا، بالرغم من أنها لا تبعد عن زالنجى أكثر من عشرين ميلاً،و عشرة أميال عن مدينة كاس، كانت القوة، ومن أجل التشويش للجواسيس و الخائنين،سوف يخرج أفرادها فرادى، و يتجمعون على بعد ثمانية أميال جنوب نيالا، ثم تلحق بهم السيارات اللاندكروزر حاملات الدوشكا الخمس تليها شاحنة الوقود، ثم المدرعتان الخفيفتان اللتان تستخدمان للهجوم السريع المباغت و نقل الجنود أيضاً. لا يتوقع الناس عادة أن تصل مثل هذه القوة إلى هدفها بسهولة و دون مناوشة وربما معركة صغيرة، ولكن التغطية التي سوف تقوم بها المروحيات على مدار الساعات الثمانية التي يجب أن تأخذها القوة في الطريق، سوف يسهل مهمتها كثيراً، و قد يقوم بواجب الإنذار المبكر وتمشيط الطريق. ولكن للأسف بدأت المعركة الصغيرة مُبكراً جداً، وهي في ذات المكان الذي بدأت تتجمع فيه القوات، وقبل أن تنتظم صفوفها و تأخذ التمام الأخير، في اللحظة التي وصلت فيها شاحنة الوقود، كان الطورا بورا قد سيطروا على الموقف تماماً، وأنهم استطاعوا أن يستولوا على حاملات الدوشكا، و أن يعطبوا المدرعتين الخفيفتين، ويأسروا تقريباً كل الجنود الأصحاء، وينسحبوا كما لو أنَّ الأرض قد انشقت وبلعتهم، تاركين خلفهم خمسة من الجنود الجرحى،كثيرا من القتلى، مدرعتين معطوبتين، شاحنة الوقود كما هي حيث أن السائق الذي استطاع أن ينسحب في الوقت المناسب قام بتأمينها بصورة لا يمكن قيادتها مُطلقاً مالم يُبطل التأمين، ولسبب أو لآخر فَضَّل الطورا بورا تركها دون أن تُحْرَقْ.
كان الأسرى يرقدون في باطن صناديق العربات كالخراف فوق بعضهم البعض، و العربات تسابق الريح، تقفز في الحفر و الخيران دون أية مراعاة للسلامة، و كأنما بها جوالات من التبن،وسط غابة من الأغبرة، حيث لا يمكن رؤية ما أمامها وما خلفها، غير سحابات من الرمل. بعد أربع ساعاتٍ من توقع الموت المُحقق، دخلت العربات السلسة الجبلية الوعرة، حيث معسكراتهم الآمنة، التي لا يقترب منها الطيران الصيني مُطلقاً، لأن مضادات الطيران الأمريكية الدقيقة سوف تسقطه في الحال.
وضع الأسرى في صف واحد، راقدين على الأرض، كانوا ثلاثين أسيراً، سُجلت بياناتهم الأساسية وجمعت ما في حوزتهم من وثائق ثبوتية، تم كل ذلك عبر ركلات و شتائم و بصاق في الأوجه، أخيراً تمّ قسمتهم إلى ثلاث مجموعات: أثنان من مجندي الخدمة الوطنية الإلزامية، عشرون من الجنود النظاميين،ثمانية من المجاهدين و حرس الحدود وهو الأسم الرسمي للجنجويد، في الحال، تمّ إعدام الجنجويد، بصورة بشعة، حيث ذبحوا ذبحاً، طالبين منهم في سُخرية أن يبلغوا تحياتهم للحور العين بالجنة. أما الجنود فقُيِدوا و وُضِعوا في سجن عبارة عن غُرفة كبيرة من الحجر، مع جنود أسرى سبقوهم، أما مجندي الخدمة الوطنية، وهما ابراهيم خضر ابراهيم و شيكيري توتو كوة، فَخُيرا، أما أن يبقيان بالسجن مع الجنود النظاميين أو يعملان في صفوف الطورا بورا، ولأنهما يعلمان أنّ هذان الخياران ليسا سوى خيار واحد و الآخر الموت، إختارا العمل في صفوف الطورا بورا.
كان ابراهيم مُرهقاً، بل مريضاً، ارتفعت درجة حرارته بصورة مرعبة، فأحضروا له طبيباً أسيراً، يعمل في صفوف الطورابورا، رجلا مرحاً وذكياً، أعطاه بعض الأدوية و أخذ يدير معه حواراً مضحكاً، حيث أن إبراهيم كان في حالة أشبه بالغيبوبة، ولكن حديثة اللاواعي هذا رفع من مكانته بين الطورا بورا و أخذوا يثقون فيه بصورة مطلقة، لأنه في غيبوبته تلك، قال بصورة واضحة إنه يكره الصينيين الذين جلبوا الدمار لدارفور و يؤيد الطورابورا.
في باديء الأمر كانوا يستخدموهما في طهي العدس و صنع اللقمة للأسرى من الجنود النظاميين و الذين ما كانوا يبقون على حياتهم إلا لأنهم يمثلون دروعا بشرية، و يقوون جانبهم في المفاوضات ثم بعد ذلك للإعتبارات الإنسانية، وقد تحدث أحد المقاتلين عن اتفاقيات جنيفا و القانون الإنساني الدولي، كان ابراهيم قد وضح لقادة المقاتلين أنه لا يحمل السلاح، ويستطيع أن يموت في سبيل هذا المبدأ، ولو أنهم احترموا ذلك إلا أنهم كانوا يستخدمونه في حمل الأسلحة و الذخائر، اما شيكيري، كعادته كان سكوتاً، يسمع جيداً و يفعل ما برأسه، و كان لا يتردد في الذهاب إلى المعارك، و المشاركة في نصب الكمائن، بل أصبح ماهرا جداً في ذلك، قال لأبراهيم مرة إنه ما عاد يخشى سكك الموت، بعد أن خسر عبد الرحمن لا شيء يهم، وكان يفكر بجدية في عبد الرحمن وهو قلق جداً عليها، لأنه لا يعلم أين اختفت، وكيف ستنتهي مغامراتها في قتل الجنجويد، يعلم انها قد قتلت اثنين، صاحب البُندقية، أو ما أسمته بالجنجويد السكران، و صاحب التمائم. لا يدري أحد كيف تستدرج الجنجويد إلى حيث يلاقي حتفه، و هل كانت تفعل ذلك وحدُها أم أنّ هُنالك من يعاونها، و السؤال الأغرب هل كانت تأكل أكبادهم، حقاً؟ أين هي الآن؟ وماذا لو قُبِضَ عليها، بلا شك أنهم سوف يقتلونها بالطريقة التي تُعرف بِرقصة الطورابوراي، وهي أن يضعوا القرنيت منزوع التيلة داخل فستانها، بعد تقييد رجليها، و يهربون من قُربها، فحتماً ستؤدي الرقصة المُرعبة لثلاث ثوانـ قبل أن ينطلق جسدها في الفراغات مزقاً. وتخيل ذلك يحدث أمام عينيه، فهو مازال يحبها، و قرر بصورة قاطعة ونهائية أنه، إذا حدث في يوم و إلتقى بها، سوف لا تكون بينهما أية صلة، إذا إكتشف أنها كانت تأكل أكباد الجنجويد، نيئة كانت أم مشوية، لا يحب أن تكون زوجته آكلة للحوم البشر.
تتكون مجموعة المحاربين الطورا بورا من قبائل كثيرة، تجمع بينهم أنهم مستهدفون من قبل الحكومة المركزية بصورة خاصة، يطلقون عليهم الزرقة، وهو لفظ خجول بديل للفظة السُود. يقود المعسكر رجل شرس من قبيلة المساليت، يلقبونه بشارون، شاب له جسد صلد ورياضي، بشوارب ووجه حاد التقاطيع، أهم هواياته الضحك بصوت عال و ابتكار الخدع العسكرية. لم يدخل معركة مع أعدائه وهم مستعدون لها مطلقاً، بل كان دائماً ما يفاجئهم في الزمان و المكان الذي لا يتوقعونه فيه، ويقول إن تلك هي عبقرية الحرب، و الرسول الله محمد( ص) يقول : الحرب خدعة. ويقول شارون إنه تعلم من هزائم الخليفة عبد الله التعايشي كيف ينتصر. فالخلفية كان يعتبر الحرب رجالة وشجاعة، وهي عكس ذلك، فلكي تنتصر عليك أن تخاف من قوة عدوك، مهما كان واهنا ومرتبكاً وعلى باطل، ومهما كنت أنت قوياً و مرتباً وعلى حق. كان شخصاً مثقفاً، تَخَرّجَ في كُلية الإقتصاد جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية في أوائل الثمانينات من القرن المنصرم. تزوج نساءً كثيرات، و أنجب أطفالاً أكثر، وهو يدعو دائماً أن يتزوج الرجل من الزُرقة كل النِساء اللائي يَقبلن به زوجاً، و ذلك لتعويض المفقودين في الحروب. كان رقيقا و شرسا في ذات الوقت، لا يصبر على الجنجويد دقيقة واحدة، لقد حرق الجنجويد قريته وقتلوا اباه، والآن يسكنون فيها،وهم يعتقلون عددا من السُكان الأصليين ويستخدمونهم كرق في العمل بذات مزارعهم و جنائنهم و أراضيهم، و يغتصبون نساءهم، جُرِدُوا أولاً من كل الأسلحة، حتى تلك البيضاء، وكانوا يطلبون منهم أن يشتركوا في الدوريات الليلية لحماية القرية حاملين عصا من الحطب و السياط، بينما يحمل الجنجويد الأسلحة النارية. و كانوا يضعون كل عشر من الرجال الوطنيين، يسمونهم جهرا وفي أوجههم أمبايات، وهي بعربي النيجر موطنهم تعني العبيد، يوضعون وسط خمسين من الجنجويد، حتى لا يتمكنون من الهرب أو المقاومة، و كل الرجال الوطنيين أو الأمبايات على حد قول الجنجويد المتبقين بالقرية لا يتجاوز عددهم السبعين، هم ينقصون بصورة مستمرة، لقد كانوا مائة وخمسين رجلاً، جلهم مات في مقاومة فاشلة، أو قُتل أثناء هروب لم يُكتب له النجاح، أو مات واحد لواحد، أي خنق أحد الجنجويد إلى الموت، ولم يطلقه إلا وهو مقتول عليه. يظل الرجال الليل كله في الدوريات مع فِرقة من الجنجويد تتغير باستمرار، لتحل محل دورية أخرى من الجنجويد كانت في بيوت الوطنيين حيث النساء و الطفلات، تقوم بإغتصابهن. يحدث هذا كل ليلةٍ. وكل من يحتج من الرجال يتم قتله. الآن بالقرية جيلٌ كامل من الأطفال، آباؤهم من الجنجويد و أمهاتهم من الزُرقة. الغريب في الأمر أنّ مسئؤلاً كبيراً في صُحبة بعثةٍ من الأمم المتحدة زاروا تلك القرية و أُعتبرت أنموزجاً للتعايش الإرادي السِلمي ما بين الجنجويد و الزُرقة، وهي برهان لتكذيب كل الأقاويل و الإفتراءات الغربية التي تتحدث عن الأبادة الجماعية و التطهير العِرقي و ما يُسمى بجرائم الحرب و استحالة التعايش بين الشعبين. يحكي شارون ذلك لكل من يجالسه في أول دقيقة، ويعلن أنّ أوّل أهداف ثورته هي تحرير مواطني قريته ضُلاية، ثم يضيف لك في يأس، لا يمكن أن تُحرر ضُلاية مالم تُحرر دارفور كُلها، لأنه يُحيط بها أكبر ثلاثة معسكرات للجنجويد و المجاهدين في العالم.
للرجل علاقة جيدة من كل جنوده و مع الأسرى أيضاً، يظل مرحاً، وتسمع ضحكته في كل أرجاء المعسكر إذا لم تكن هنالك محاولة هروب لأحد الأسرى، فاشلة كانت أم ناجحة، حينها يتحول هذا الرجل إلى وحش كاسر لا يرحم، ومن هنا أطلق عليه لقب شارون، ذلك البحار الذي يأخذ الأرواح إلى جزيرة الموتى، لأن شارون حينها سيأخز أرواحاً كثيرة في قاربه إلى جزيرة الموتى.
كان الوقت أواخر ديسمبر، ماتزال الأعشاب تحتفظ بشيء من الخضرة، وأشجار السيال و النبق وبعض اللالوبات العملاقة مازالت مخضرة و بهية، إلتقط مِنظار الحرس هيئة شخص على ظهر فرس يهيم بين لأشجار التي تقع جنوب الوادي الكبير، ويحدد المنظار المسافة بثلاثة كيلو متر لا أكثر، ولا يختلف جنديان في تفسير هذه الظاهرة، فهو جندي استخبارات في طليعة قوة سوف تظهر عاجلاً أم آجلاً من مكان ما قريب، ووصف في الوقت ذاته بالبليد، لأنه لايمكن أن يستخدم فرساً إلى هذه المسافة القريبة، ويعرف الجميع موقع المُعسكر، و الغريب في الأمر كان الهدف يقترب أكثر و أكثر من دفاعات المعسكر المتقدمة، و يقترب أكثر من حقل الألغام البشرية بعد أن عبر ألغام المدرعات و الآلات الثقيلة، هنا انتبه المقاتلون، بأن الهدف ليس عسكرياً، فأسرعوا بإرشاده إلى المدخل الآمن، كانت فتاة هزيلة، تكاد أن تموت من العطش و الجوع، ولكنها لا تبدو منهارة، بل بالعكس، كانت متماسكة، وتتحدث بثبات، عرفت عن نفسها، وطلبت أن تقابل هارون وهو الإسم الحقيقي لشارون، أكلت قدراً كبيراً من العصيدة بالويكة التي قُدمت لها، تَعرّف عليها شارون بمجرد أن رآها، كانت تعرفه من زمان مبكر، منذ أن كانت تعمل مساعدة لصانعات الشاي بموقف الجنينة بنيالا، تعرف إحدى زوجاته و أطفاله، كانوا يسكنون حي الجير، قبل أن يختفوا تماماً عن المدينة، قالت له إنها جاءت من أجل زوجها شيكيري توت كُوة الأسير لديه، مما جعل كل من يستمع إليها يكاد أن يموت من الدهشة، وكانت فرصة لشارون أن يطلق ضحكتة المجلجلة تلك، كان شيكيري في تلك الأثناء يعمل مع صديقه ابراهيم و مفرزة من المقاتلين على حفر خندق كبير خلف الجبل لغرض لم يفصح عنه شارون، عندما أتاه المنادي، خفق قلبه بشدة، وبدون أية مقدمات سأل المرسال ما إذا كانت زوجته عبد الرحمن أو عمته خريفية بإنتظاره.
أحسّ أنها كانت جميلة بأكثر مما يجب أن تكون عليه امرأة في مثل هذا المكان، و شعرت بأنه كان منهكا و بائساً وقد فقد الكثير من وزنه، وهو ما يجب أن يكون عليه رجل في هذا المكان. احتضنا بعضهما البعض بِشدة. كان شارون يعرف أنها ضمن فرقة الموت التي تقوم بتصفية الجنجويد بمدينة نيالا و قد تكونت فرق أخرى مثلها بالفاشر و الجنينة، ولكنه قد لا يدري أنها هي التي أنشأت أول فرقة بنيالا، فرحت المقاتلات عندما عرفن أنها جاءت لتبقى و تحارب في صفوفهن. كانت هنالك تسعون امرأة أخريات، كلهن متزوجات من الجنود ماعدا مريم، التي يُطلق عليها شارون اسم مريم المجدلية، فهي تؤجل زواجها دائماً لحين تحرير دارفور أو ظهور السيد المسيح، أيهما أقرب. و يُشاع عنها بين المقاتلين ما يُشاع.
ما يُسمى بالمدينة، التي سمع عنها شيكيرى وصديقه كثيراً في المعسكر، ليست سوى بضعة مساكن من الحجر مسقوفة بالطين و الأعشاب البرية تُحاط بصورة تامة بمرتفات صخرية، تحيط بنبع ساخن صغير، تبدو من الجو مثل خاتم من الحجر و العشب البري، هذا النبع هو المصدر الوحيد لماء الشرب الغير صالح للأستهلاك الآدمي إلا بمعالجات تجعله صالحاً بنسبة خمسين بالمئة، وهنالك أيضا زريبة للمواشي و الأبقار و الجمال التي في الغالب تمت مصادرتها من الجنجويد، ترعي خريفاً وصيفاً على العُشب النابت على حواف مجرى العين، في واد ضيق يتلوى بين المرتفعات مثل ثعبان من الماء. توجد أيضاً كثير من أشجار العرديب و التبلدي العملاقة، التي تغرق كل شيء في ظلها. هذا المكان الصغير الجميل الإستراتيجي، فشلت الحكومة في السيطرة عليه تماماً، نسبة للدفاعات الصاروخية ومضادات الطيران التي به، حقول الألغام و اللواء الذي لا يُقهر وهو المرتفع الصخري الذي يحيط به كحصن أسطوري. تُستخدم المدينة لسكنى الأسر فقط، ولا يُوجد بها أطفالٌ في عمر المدرسة، لأنه يتم تسريبهم لإحدى المُدن الكبرى في هذا العمر للدراسة، بها نِساء جميلات محاربات وزوجات في نفس الوقت، يقمن بواجب الزوجية بمتعةٍ و يحاربن بشرفٍ و بسالة، وهن دائماً ما يبقين للدفاع عن المدينة حينما يكون الرجال بعيداً ينصبون الكمائن و الفخاخ للجنجويد. جُهزت غُرفةٌ لعبد الرحمن وزوجها شيكيري توتو كوة، لم تكن لدي الزوجين رغبة في فعل شيء، تحدثا قليلاً، إحتضنا بعضهما و ناما.
حلم شيكيري بينما كانت أنفاس عبد الرحمن تعلو وتهبط في هدوء قرب وجهه، حلم بعبد الرحمن تذبح جنجويداً سيمنا شحيماً، و تخرج كبده و تطعمها لحيوان صغير فمه فم انسان، و بقية جسده و أعضائه تشبه القطط، كان الحيوان يأكل الكبد بشراهة، ويريد المزيد، فتذبح عبد الرحمن آخر، وهكذا إلى أن أتت على صف طويل من الجنجويد، ثم أشار الحيوان بلسانه إلى شيكيرى،وكشر عن أنيابه، و بال، ويبدو أنه عندما يفعل ذلك لابد أن يُكرم بما أشار إليه بلسانه، ولا خيار آخر، فجاء مقاتلون بشكيري، وضعوا السكين في عنقه، وطُلب منه أن يقول كلمةً أخيرةً، عندها استيقظ فزعاً، نهض من قُرب عبد الرحمن التي استيقظت هي الأخرى، فسألها، ما إذا أكلت كبد الجنجويد. تثائبت، مسحت وجهها بكفها. أخبرته، بأنها ندمانة لعدم فعله. عندما حاولت، وجدت أنّ كبد الجنجويد تفوح منهُ رائحةٌ كالبراز الآدمي، فكرهته و استفرغت، أكدت له أيضاً، أنه لا يُوجد داعي لكل ذلك، يكفي قتل هذا الشيء.



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-06-2010, 12:25 PM   #[6]
عبد العزيز بركة ساكن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبد العزيز بركة ساكن
 
افتراضي

اخي النقر، تحية مرة اجرى ، لأنني كتبت لك ردا قبل قليل ولكنه طفش
اولا أشكرك جدا للمرور و التعليق و ابداء الرأي بهذا الوضوح وتلك الشجاعة وهي صفة حميدة
وبذات طريقتك الجميلة الشجاعة في ابداء الراي، ارجو ان تسمح لي ان اقول ما أنظر.

اولا لست هنا للدفاع هن أعمالى، لأن ذلك مهمة الأعمال نفسها وواجبها تجاه ذاتها، وهي حرية به.
ولكن انا هنا للحوار و النقاش الإنساني المفيد، وتوضيح وجهة نظري و تقبل وجهة نظر الآخر وهذا لا يعني انني سوف أعمل بها أم هو يأخذ برأي، ولكن عرض الفكرتين قيمة جيدة.

اولا دعني اوضح لك منهجي في الكتابة، وحتي اليوم لا ارغب في تبديله، لكني لا علم لي بما أكون عليه في الغد، وهو: انني اكتب ما اراه مفيدا لعالم النص الذي اعمل فيه، أقصد اكتب ما يوحي الي به النص في زمن التأليف، يعني بصورة اخرى، انني عندما أكتب، لا اتقيد بما هو جنسي و غير ذلك، ولا اتوقف لحظة في ان اكتب هذا الشيء او لا أكتبه لأنه جنسي او سياسي او غيره، اوضح أكثر أنني يا صديقي لا أخلط الحبر بالفضيلة، كما احب ان أقول، والكتابة عندي عارية وواضحة و مباشرة ، وهذا ما استطيع ان اقدمه، ولا أكثر، وللآخرين اسلوبهم ووفقهم الله في سبيلهم، وهذه هي مقدرتي، و للأسف لا اعرف كتابة غير هذه.

اما فيما يخص ان الأحداث معروفة لدي الجميع، اي الإجرام و القتل و التشريد الذي حدث لأهل دارفور، فذلك شيء جميل ان يعرف الناس ذلك، وطبعا كل الحكايات في العالم معروفة وليست مهمة الرواية ان تأتي بأشياء غير معروفة وبأحداث حدثت في كوكب آخر، ولكن فن الرواية هو فن كتابة هذا المعروف، فن تفاصيله، فن حكي الشيء، وليس الشيء ذاته، اقصد فن حكي الحكاية وليست الحكاية بأية حال من الأحوال، أقصد فن خلق المنظور الخاص بالعمل، وهو مالم يتضح لك حتى الآن خلال هذا الجزء من الفصل الأول،فالرواية تتكون من ثمانية فصول، الآن ابني في عظم الرواية، وابني في ما يكون عليه المنظور، اي لم اقل شيئا حتى الآن.
ولك الشكر يا أخي



عبد العزيز بركة ساكن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 22-06-2010, 01:47 PM   #[7]
عبداللطيف النقر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عبداللطيف النقر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز بركة ساكن مشاهدة المشاركة
اخي النقر، تحية مرة اجرى ، لأنني كتبت لك ردا قبل قليل ولكنه طفش
اولا أشكرك جدا للمرور و التعليق و ابداء الرأي بهذا الوضوح وتلك الشجاعة وهي صفة حميدة
وبذات طريقتك الجميلة الشجاعة في ابداء الراي، ارجو ان تسمح لي ان اقول ما أنظر.

اولا لست هنا للدفاع هن أعمالى، لأن ذلك مهمة الأعمال نفسها وواجبها تجاه ذاتها، وهي حرية به.
ولكن انا هنا للحوار و النقاش الإنساني المفيد، وتوضيح وجهة نظري و تقبل وجهة نظر الآخر وهذا لا يعني انني سوف أعمل بها أم هو يأخذ برأي، ولكن عرض الفكرتين قيمة جيدة.

اولا دعني اوضح لك منهجي في الكتابة، وحتي اليوم لا ارغب في تبديله، لكني لا علم لي بما أكون عليه في الغد، وهو: انني اكتب ما اراه مفيدا لعالم النص الذي اعمل فيه، أقصد اكتب ما يوحي الي به النص في زمن التأليف، يعني بصورة اخرى، انني عندما أكتب، لا اتقيد بما هو جنسي و غير ذلك، ولا اتوقف لحظة في ان اكتب هذا الشيء او لا أكتبه لأنه جنسي او سياسي او غيره، اوضح أكثر أنني يا صديقي لا أخلط الحبر بالفضيلة، كما احب ان أقول، والكتابة عندي عارية وواضحة و مباشرة ، وهذا ما استطيع ان اقدمه، ولا أكثر، وللآخرين اسلوبهم ووفقهم الله في سبيلهم، وهذه هي مقدرتي، و للأسف لا اعرف كتابة غير هذه.

اما فيما يخص ان الأحداث معروفة لدي الجميع، اي الإجرام و القتل و التشريد الذي حدث لأهل دارفور، فذلك شيء جميل ان يعرف الناس ذلك، وطبعا كل الحكايات في العالم معروفة وليست مهمة الرواية ان تأتي بأشياء غير معروفة وبأحداث حدثت في كوكب آخر، ولكن فن الرواية هو فن كتابة هذا المعروف، فن تفاصيله، فن حكي الشيء، وليس الشيء ذاته، اقصد فن حكي الحكاية وليست الحكاية بأية حال من الأحوال، أقصد فن خلق المنظور الخاص بالعمل، وهو مالم يتضح لك حتى الآن خلال هذا الجزء من الفصل الأول،فالرواية تتكون من ثمانية فصول، الآن ابني في عظم الرواية، وابني في ما يكون عليه المنظور، اي لم اقل شيئا حتى الآن.
ولك الشكر يا أخي
[align=right]شكرا أخى عبدالعزيز على ردك المستفيض -- وطبعا ليس فى قصدى ان تغير من اسلوب كتابتك او ان تغير من نظرية الحبر والفضيلة -- ولكنى تداخلت فى الموضوع من عشم كتابتك ---

سانشر هنا الفصلين الاولين واشوف رايكم والرواية ما زالت فى مرحلة الكتابة -- سأهتم بكل الاراء --

اما ان الرواية هى كتابة حكاية من خلال سرد وقائع حدثت فى منطقة ما -- انما سرد الحكاية يتطلب نوعا من التركيز فى القصة نفسها وليس -- كتابة الاحداث التى وقعت فى دارفور مثلا -- مثل المراسل الحربى الذى يتابع الجنود والقوات فى تحركها -- ويكتب قصته من واقع المعسكر الموجود هو فيه --

كما قلت ما زال الوقت مبكرا للحكم مادمت ما زلت تبنى فى هيكل الرواية -- وآمل ان يتسع صدرك لى فى التداخل فيما تم الانتهاء منه من الرواية --

وتقبل خالص تحياتى ---[/align]



التوقيع:
عبداللطيف النقر
رفاعة
عبداللطيف النقر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 03:17 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.