نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > أبوجهينة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-2007, 01:10 PM   #[1]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي ود كلتوم ... خواطرك وصلتْ

أؤمن بتوارد الخواطر مهما بعُدتْ الشُقة بين طرفى التوارد ..
و هو إيمان نابع عن تجارب كثيرة مرت بشخصي الضعيف .. و لأشخاص آخرين سردوا تجاربهم الشخصية لي ..
و في سبيل سَبْر أغوار الخلفية النفسية لشعراء الجاهلية
و في محاولة جادة و مستميتة بربطها بالمزاج السوداني
و إثبات التواصل عبر الزمن..
إستدعيت من ذاكرتي الشاعر أبي الأسود عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي ..
و الشهير بعمرو بن كلثوم ..
و أمه إسمها ليلى بنت مهلهل ..
شاعر قوي الألفاظ .. جزيل المعنى .. معتز بنفسه و بقومه ..
و قد لفت نظري إسمه الأول دائما..
فربما سماه أبوه بأبي الأسود إما لسواد لونه الذي هو كألوان غالبيتنا و إليه آل إسم بلدنا ..
أو لأنه ربما أنجب إبنا أسودا فأطلقوا عليه إسم أبي الأسود ..
عاش على نهر الفرات شقيق النيل العظيم و صنوه في تسلسله من الفراديس..
و صار سيد قومه و عمره 15 سنة .. و قاد جيوش قومه مظفرا ..
إشتهر بمعلقته هذه فقط .. و لم يعرف الناس بقية شعره كثيرا ...

يقول عمرو في إفتتاحية معلقته الشهيرة :

أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِـكِ فَاصْبَحِينَا وَلاَ تُبْقِي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا
إفتتاحيته تدل على أنه ذو مزاج صباحي يحاكي أمزجتنا السودانية ( ذات الطابع الكوفاري أو المزاج المتعكنن من كتاحة الليل و حال البلد ) ..
و من مناشدته لخليلته أن تهب بالصحن من (صباحية ربنا) ، فهذا بلا شك يوضح لنا مدى عشقه لكل ما هو ( مفتوت في الصحن ) كالبوش و الفول المصلح ..
تماما كعشقه لهذا الصنف من الخمور الذي يدفعه دفعا لأكل كل ما هو معروف لدينا ( صحنيا ) و أخص بالذكر ( أم فتفت ) ..
و إن كان اللغويون يقولون أن الصحن مقصود به ( بطن الحوش أو البرندة الداخلية ) ..
فيكون المعنى بأن عمرو و خليلته ينامان في الحوش مثلنا و يستيقظان مبكرين حتى لا تلفحهم شمس الصباح ..
و ما أجمل النوم في الحوش .. و طرف ( الملاية ) يرفرف بفعل نسمة (طاشة) مموسقة الجو في تناغم فريد مع شخير هنا و ( هضربة ) طفل هناك و ( نقًاط الزير ) يضبط الإيقاع حتى مطلع النهار..

تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا

و كعادة النساء قديما و حديثا ..
فإن المرأة إن بدأتْ في ( لَكْ اللبان بأنواعه ) فإنها لا تعير أحدا أي إهتمام يُذكَر .. تنشغل بهذا الطري الذي بين أسنانها ..
تقلبه بين ميسرة الفك و ميمنته ..
و تنفخه هواءا و تطرقعه ..
و تسْبَح في عالم يصوغه هذا (الملكوك)
فيُضَخِم لها أمورا صغيرة و يستصغر لها أمورا ذات بال و أهمية قصوى ..
ثم ترغب في إخراجه لتعود مرة أخرى و تعدل عن الفكرة لسبب مجهول و هي لاهية تماما عن هوى و غزل الحبيب ( الملطوع بقربها يراقب عضلات صدغيها و فكيها ) و لكن ما أن تعطيه قطعة من هذا اللبان حتى ينهمك هو الآخر في اللك و الطق حتى تلين اللبانة و تلتصق باللثة و بالأسنان و عندها يفيقان من غمرة ما كانا فيه فتلصقها هي في الجانب الداخلي ( لكراع العنقريب ) و يلفظها هو فرحا لخلو الجو له ..

صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا الْيَمِينَا

رأتْ أم عمرو بأنه قد أكثر من الشراب و ( لسانو بقى تقيل ) .. فأوعزتْ إلى الساقي الذي يصب الخمر أن ( يَفُطٌوه ) ..
( كما يفعلون في السودان عندما يسكر أحد في الجلسة فيقولون : .. أل عَبْ سِكِر ... فطوهو )
لذا فإن عمرو يعاتبها و يذكرها بأن الكأس دائما مجراه اليمين فلماذا ( يفطوهو و يبرطع الكأس شمالا و يقاطع جهة اليمين؟ ) ....

وَكَأْسٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَعْلَبَـكَّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصِرِينَا

أها قاصرينا دي أشك في أنها تكون نفس تسمية إحدى الكامبوهات بالجزيرة التي يباع فيها المنكر و مشتقاته ..
و ربما إسمها لدينا بعد التعديل ( كاسرينا ) أىْ إجعلي لنا بعض الحسومات و الخصومات في المشروب لأننا زبائن..
أما دمشق فلا تزال مقصد بعض المغتربين بالخليج الذين يتوقون لأيام ( البلاك ليبل ) و ( الشري أبو رحط ) و يترحمون على أيام ( رويال ) و ( بار سنترال ) و ما جاورهما ..

وَإِنَّا سَوْفَ تُدْرِكُنَا الْمَنَايَـا مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَدَّرِيـنَا

غريب أن تخرج الحكمة من رجل لعبتْ الخمر برأسه ..
و يالها من حكمة موغلة في فضاءات الإيمان المطلق ..
أليس هذا حال بعضنا ؟ يبدأون في شرب المنكر بعد التسليم من ركعة الوتر ؟

قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا نُخَبِّرْكِ الْيَقِيـنَ وَتُخْبِرِينَـا

خليلته جاءتها أخبار تفيد بأن قلبه قد تعلق ( بجكس ) آخر ..
لذا ( حردتْ الشغلة ) و تريد أن تفارق ..
و كما هو معروف فقد كانت الأخبار أيام زمان تنتشر إنتشار النار في الهشيم لأن الغزل و اللقاء كانا يتمان في الهواء الطلق و شعر الغزل كان يُلْقى بالصوت الحيًاني فتتناقله العربان بين عشية و ضحاها و يضيف العوازل شمارا معتبرا من الإشاعات .. فهاهو يناشدها بأن تتريث قبل أن تهجره ليخبرها و تخبره بالخبر الأكيد ..
وَإِنَّ غَدَاً وَإِنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ وَبَعْدَ غَدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِينَـا
و هذا تأكيد على أن الرجل يؤمن تماما بأن لله سبحانه فقط علم الغيب .. أو ربما يخطط لها الرجل لعمل يستغرق منه اليوم و بكرة و بعد بكرة فوضع لها الأمر و كأنه إيمان بالغيبيات حتى ( تتوكر في الكمين ) ..

وَثَدْيَاً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصَاً حَصَانَاً مِنْ أَكُفِّ اللاَمِسِينَا

لم يتبق للرجل إلا أن يصيح بأعلى صوته : ( نهدك الما رضًع جٍِنِىْ .. وووووب على أمك ووووبين علي ) .. ألم أقل لكم أن توارد الخواطر يسافر عبر السنوات الضوئية و تلك المظلمة ؟

وَمَتْنَيْ لَدْنَةٍ سَمَقَتْ وَطَالَـتْ رَوَادِفُهَا تَنُوءُ بِمَا وَلِينَـا

البيت دة ما بشرحو لأن الراجل دة هنا عامل فيديو كليب زى بتاع شاكيرا و هيفاء وهبي .. و لا أدري كيف تركه قومه على هذه الإنزلاقة غير المهذبة .. ربما لأنهم يخافونه .. أو ربما لأن الوصف صادف هوى لدى المستمع .. يعني إتكيفوا و جعلوه يَعَدٍي من الرقابة ...

وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَابُ عَنْـهَا وَكَشْحَاً قَدْ جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَا

أها .. نفس الأبواب الضيقة كالتي عندنا كانت عندهم ..
باب ضلفة واحدة و النسوان الماكنات الواحدة تدخل بجنبة واحدة محشورة حشرا ..
يا إما إنشرط التوب يا إما الباب إنفدس من النص خاصة لو كان زنكي أو أبلكاش.. يعني أي واحد عندو واحدة سمينة يقول ليها بعد كدة ( يا مأكمة ) ..
بدل ما يقول ليها يا دبة أو يا ( بارْجُغُل يا شحمانة ) ..
( مأكمتي جات .. مأكمتي راحت .. مأكمتي بعافية شوية ) ...

تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّا رَأَيْتُ حُمُولَهَا أُصُلاً حُدِينَا

و يبدو أن شاعرنا كان في فريقه هو و أقرانه يلعبون مع الفتيات دون حرج بعفوية أهل القرى و نقاءهم ..( أيام الحنجلة و شدت و نط الحبل ) فتذكر أيام زمان و تذكر أن للفتاة معدن جيد لا يصدأ .. فعاوده الحنين ..

أَبَا هِنْدٍ فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْنَا وَأَنْظِرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِينَـا

هنا الكلام دخل الحوش ..
و البدوي الجاهلي إن رمى عنه عباءة المجون و إلْتَََفَتَ إلى الفخر و السيف و الجواد .. فإن لعينيه وهج الشرار و بريق الشر.
فهاهو يقول لأبي هند : ( رَوِق المنقة ) و أنتظر لنخبرك الحقيقة ..

بِأَنَّا نُوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيضَـاً وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْرَاً قَدْ رَوِينَا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِـوَالٍ عَصَيْنَا المَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا
وَسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَـدْ تَوَّجُـوهُ بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا
تَرَكْنَا الْخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ مُقَلَّـدَةً أَعِنَّـتَهَا صُفُونَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوتَ بِذِي طُلُوحٍ إِلَى الشَامَاتِ تَنْفِي المُوعِدِينَا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّا وَشَذَّبْنَا قَتَادَةَ مَنْ يَلِيـنَا

كل هذه الأبيات هي قرْع لطبول الحرب و التخطيط لتوفير الدعم اللوجستي و الحرب النفسية التي تسبق الحرب و تشجيع لأركان حربه ..

مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا يَكُونُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِينَا

أنظروا لهذ البلاغة الجزلة ..
فقد شبه ميدان القتال برحى الطاحونة التي تدور فتطحن الحَب و تسحقه و شبًه أعداءه بالدقيق الذي يتناثر تحت وطأة الرحى ( و الرحى هي حجر الطاحونة ذلك الثقيل الوزن الذي يدور .. و في القرى يستعملون حجرا بالأسفل و حجرا بالأعلى مع وضع الحب في الوسط و تحريك الحجر الأعلى في شكل دائري بعصا مغروزة في فتحة بالحجر الأعلى .. في قرانا إسمها الرَحًاية أو المرحاة ) ..

يَكُونُ ثِفَالُهَا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ وَلُهْوَتُهَا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِينَا

و يكمل بلاغته هنا بأن إحدى الحجرين في شرق ( نجد ) و الأخرى عند مضارب قبيلة قضاعة . يعني إنتشار مثل إنتشار قوات الأطلسي و حلف الناتو ..

نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا فَأَعْجَلْنَا الْقِرَى أَنْ تَشْتِمُونَا

البلوة يكافوها بالبليلة ( كما يقول أهلنا ) .. فهاهو يسارع بإكرام ضيفه قبل أن يشتمه . و يبدو أن ضيفه من النوع ( الشناف ) ..

ذكرني هذا بأحد معارفي في الرياض ..
يتغدى هنا ثم يغسل يديه و يشنِف ( أكل فلانة الممحوق الماهو طاعم ) ..
ثم يذهب منزلا آخر و يشنف أكل التي تغدى عندها بالأمس و شكًرَ لها أكلها ..
و هكذا حتى إشتهر ( بالتشنيف ) ..
و صار في شهرة قناة الجزيرة ..
و صارت النساء يخافن من ( تشنيفه ) فيتسابقن لعمل ما لذ و طاب كل ما سمعن أنه قادم إلى منزلهن ..
سامحه الله .. فقد كبرتْ جضيماته من شغلة التشنيف حتى توردتْ و صارت في لون القريب فروت ..

قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُونَا

و لا أدري ما الذي يجعل هذا الضيف يقوم من نومه قبل الصبح فيسارع المضيف بإكرامه في ذلك الوقت مع العلم أنه لا توجد في تلك الأيام ثلاجة بها أكل جاهز يسخنوه ولا بوتوجاز ينجز عملية التسخين سريعا .. اللهم إلا إن كان هذا الضيف الفجعان سيأكل قليلا من العجوة التي جففها هجير الصحراء .. أو شوية دقيق عليه سمن ( و محل ما يسري يـ .... ) ..

أَلاَ لاَ يَجْهَلَنْ أَحَـدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

هذه كقصة الرجل الإنجليزي أيام الإستعمار بالسودان ..
سأل عمدة إحدى قرى الجعليين :
لا أدري لماذا يقولون أن بكم حماقة زائدة .. فكيف ذلك ؟
فقال له العمدة : سأشرح لك عمليا
فنادى العمدة على أحد المارة و قال له : يا فلان .. إنعل أبوك ..
فرد عليه الرجل : إنعل أبوك إنت يا العمدة و أبو الخواجة القاعد جنبك دة و أبو أبوه ..
ثم إلتفت العمدة و قال للخواجة : هل سمعت و إقتنعت ؟؟ لقد جهل فوق جهلي مرة و نصف .. و لو زدناه جهلا ( إلا يمرقنك كرعيك ) ..

بِأَيِّ مَشِيئَةٍ عَمْرَو بْنَ هِنْـدٍ تُطِيْعُ بِنَا الوُشَاةَ وَتَزْدَرِينَا
تَهَـدَّدْنَا وَأَوْعِـدْنَا رُوَيْـدَاً مَتَى كُنَّا لأُمِّكَ مَقْتَوِينَـا
فَإِنَّ قَنَاتَـنَا يَا عَمْرُو أَعْيَتْ عَلَى الأَعْدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِينَا

هنا التهديد بالتدخل العسكري صار واضحا ..
فالرجل يسأل و هو يعرف الإجابة سلفا ..
فيقول كيف تزدرينا و تستمع لكلام الوشاة و تصدقهم ؟
و كيف تهددنا و تتوعدنا و أنت تعرف بأن سيوفنا لا تلين من معاركنا التي كانت مع أعداءنا قبلك و بعدك ؟
و النتيجة معروفة بأن الحرب لا محالة واقعة ..

وَنَحْنُ الحَاكِمُونَ إِذَا أُطِعْـنَا وَنَحْنُ العَازِمُونَ إِذَا عُصِينَا

ألم يكن هذا شعار كل الحكومات الشمولية لدينا ؟؟

بِأَنَّا المُطْعِمُـونَ إِذَا قَدَرْنَـا وَأَنَّا المُهْلِكُونَ إِذَا ابْتُلِينَـا

ألم نكن يوما أكبر بلد في العالم يضم لاجئين من كل دول الجوار في كل تخومه ؟
ألم تشهد الأمم المتحدة بذلك رغم عدم تقديم مساعدات بالقدر الكافي لنا من المجتمع الدولي ؟

وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً وَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِرَاً وَطِيـنَا

هذه الجملة قالها واحد من (عندينا) لواحد مصري ..
فقال له : موية النيل بتجيكم من عندنا بعد أن نعمل فيها العمايل و نبهدلها بهدلة العدو و إنتو تشربو ..
فبُهِتَ الذي شرب و لا زال يشرب و سيشرب..

إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفَاً أَبَيْنَا أَنْ نُقِرَّ الذُّلَّ فِينَـا

لا يحب هو وقومه الظلم و الذل ..
و أظنه هو من مبتدعي الإنقلابات من على ظهور الخيل ..
و لكنه كان يقود إنقلاباته في وضح النهار و وجها لوجه ..

مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا وَمَاءَ البَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيـنَا

كيف عرف هذا الشاعر الجاهلي في ذلك الزمان بأن أناسا في بلد إسمه السودان سيتناثر أبناؤه قسرا و طوعا برا و بحرا ؟
ألم نتفرق بين قبائل العالم في كل أرجاءه ؟
لقد نافسْنا ملح الأرض في إنتشاره فصرنا على موائد الكرام و اللئام معا نجعل لحياتهم طعما و مذاقا و نكهة ..
و أحيانا ننبهل بلا موائد ..
و ألم نزاحم السفن في شق عباب البحار و الأنهار و الخلجان؟ ..
أصدقكم القول بأنني وجدت سودانيا في الثمانينات يعمل جرسونا في فندق يعج بصالات القمار و الميسر في جزر البهامز في قلب المحيط ..
يعمل في صمت و إبتسامة مريرة ترقد على جانب فمه ..
لا يعرف أخبار أسرته في قريته النائية منذ أكثر من سنتين ..
عندما رآني .. ترك طلبية الزبون التي في يده و عانقني طويلا دونما كلمة ..
و أحسست أن جسده يهتز إنفعالا .. ملعون أبو اللي كان السبب ..

إِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِرُ سَاجِدِينَـا

بمجرد أن نفطم الشافع يخر له جبابرة العالم ساجدين ( و العجب لو طهرناه ) ..
أما في هذا الوصف يا عمرو فمعك كل الحق ..
فلو وجد الطفل السوداني الرعاية الصحية الكاملة و التعليم المجاني ..و التغذية الشاملة .. و بيئة أسرية سليمة ..
و نما و ترعرع في وطن ينعم بالسلام و العدل و المساواة .. فيا دنيا (جاكِ بَلا)
حتما ستمتليء موسوعة غينيس بأرقام سودانية ..
.. نحن أناس لا نعرف قدر أنفسنا .. يعرفنا الغير لذا يعملون على تفتيتنا ..
بس كدة أدونا فَرَقَة ..

ود كلتوم .. خواطرك وصلتنا ..



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2007, 08:01 PM   #[2]
haneena
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية haneena
 
افتراضي

اقتباس:
تَجُورُ بِذِي اللُّبَانَةِ عَنْ هَوَاهُ إِذَا مَا ذَاقَهَا حَتَّى يَلِيـنَا

و كعادة النساء قديما و حديثا ..
فإن المرأة إن بدأتْ في ( لَكْ اللبان بأنواعه ) فإنها لا تعير أحدا أي إهتمام يُذكَر .. تنشغل بهذا الطري الذي بين أسنانها ..
تقلبه بين ميسرة الفك و ميمنته ..
و تنفخه هواءا و تطرقعه ..
و تسْبَح في عالم يصوغه هذا (الملكوك)
فيُضَخِم لها أمورا صغيرة و يستصغر لها أمورا ذات بال و أهمية قصوى ..
ثم ترغب في إخراجه لتعود مرة أخرى و تعدل عن الفكرة لسبب مجهول و هي لاهية تماما عن هوى و غزل الحبيب ( الملطوع بقربها يراقب عضلات صدغيها و فكيها ) و لكن ما أن تعطيه قطعة من هذا اللبان حتى ينهمك هو الآخر في اللك و الطق حتى تلين اللبانة و تلتصق باللثة و بالأسنان و عندها يفيقان من غمرة ما كانا فيه فتلصقها هي في الجانب الداخلي ( لكراع العنقريب ) و يلفظها هو فرحا لخلو الجو له ..
ضحكت حتى بانت نواجزي يا أباجهينة

نعم..توارد الخواطر
بعيدآ عن الشعر و الشعراء
و السكَر و السكارَى
و الزمن القديم و الحديث

شئ عجيب هذا التوارد...يحدث لي كثيرآ
أحيانآ أتذكر إنسان لم أسمع منه طويلآ
فجأة يرن الهاتف و يكون هو

لا أعلم ما التفسير العلمي لذلك

لكن تكفيني الإبتسامة في هذا البوست


مودتي



التوقيع: Life is all about choices
haneena غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2007, 09:30 AM   #[3]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

أختي العزيزة حنينة

سلام و مودة

اقتباس:
شئ عجيب هذا التوارد...يحدث لي كثيرآ
أحيانآ أتذكر إنسان لم أسمع منه طويلآ
فجأة يرن الهاتف و يكون هو

لا أعلم ما التفسير العلمي لذلك
هناك تفسير ديني .. و هو ما قاله النبي الكريم بأن الأرواح جنود مجندة .. و ما تعارف منها إئتلف و ما تنافر منها إختلف.
و قد فسر العلماء هذا الحديث النبوي الكريم بعد مئات السنين بأن توارد الخواطر تحكمه أشياء عديدة يدخل فيها علم الجينات DNA و أشياء كثيرة سآتيك بها في مقال مفصل.

اقتباس:
لكن تكفيني الإبتسامة في هذا البوست
إن شاء دايما مبتسمة و سعيدة

دمت



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-06-2007, 04:51 PM   #[4]
أحمد يوسف حمد النيل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أحمد يوسف حمد النيل
 
افتراضي العزيز ابو جهينة


سلامات و تحيات

الظاهر ود كلتوم دا جعلي و عيونه حُمُر من الشراب من جعليين (عطبرة)
قضيت فيها ايام لن انساها جميلة عام 1993 أحياء (السودنة) , (الحصاية) , (خليوة)
ودعنا أهل عطبرة في محطة القطار بالطبول , ما زلت أذكر كرمهم الفياض في رمضان , كانت تجينا العربات محملة ببراميل العصاير (الكركدي) (الليمون) (اللوبيا الفك) نسميها عندنا في الجزيرة (لوبا عفن) .
ذاكرة تلك الأيام العطبراوية أشبه بذاكرة أيام عمر بن كلثوم في المرحلة الثانوية و نحن نحاول ترجمة ابياته و نحفظها أول بأول مع المدرس لسهولة صياغتها و تآلفها و تشابها مع واقعنا في الجزيرة . ترى بعض الهائمين مثل بن كلثوم في حب الخمرة بأنواعها , (المريسة) و (البقنية) و (العسلية) و (الكوجوموروه) و المارد (العرقي) كل واحد شايل (باقته) و مدخلها في (مخلاته) .
و من الطرائف أذكر أن المساعد الطبي كان يذهب الى الكمبو باكرا ً يحمل شنطته الدبلوماسية القديمة و فيها (عدته) ليطعن اصحاب (الكَنَابِي) جمع (كَمبُو) من المرضى فيعود محملا ً بروائح الكنابي المسكرة.
و ما أشبه الليلة بالبارحة , و ما أشبهنا بالأمس و نحن نشرح معلقة بن كلثوم و ترسخ في خواطرنا (رأس الشيطان) و (الحلة الجديدة) أماكن في مدينة واد مدني تشتهر بالسكر,

ملحوظة :
ابو جهينة ما تفهمني غلط انا ما من السكيرين العربيدين و لكن هذه ثقافة البلد ,,,
و رحم الله بن كلثوم و أصحاب الكنابي ,,

تحياتي ,,, ابوسارة



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد يوسف حمد النيل ; 12-06-2007 الساعة 04:53 PM.
أحمد يوسف حمد النيل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-06-2007, 07:41 AM   #[5]
أبوجهينة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوجهينة
 
افتراضي

عزيزي أبو سارة

تحياتي العطرة

اقتباس:
الظاهر ود كلتوم دا جعلي و عيونه حُمُر من الشراب من جعليين (عطبرة)
قضيت فيها ايام لن انساها جميلة عام 1993 أحياء (السودنة) , (الحصاية) , (خليوة)
رحم الله أيام عطبرة
رأيت النور في حي القيقر ..
لعبنا الدافوري في ميادين الأميرية
سبحنا في الأتبراوي
ليالي الرعب أيام أبوجنزير
الكتاحة
الزونيا

هيجت الذكريات يا أبو سارة

اقتباس:
لسهولة صياغتها و تآلفها و تشابها مع واقعنا في الجزيرة . ترى بعض الهائمين مثل بن كلثوم في حب الخمرة بأنواعها , (المريسة) و (البقنية) و (العسلية) و (الكوجوموروه) و المارد (العرقي) كل واحد شايل (باقته) و مدخلها في (مخلاته) .
و من الطرائف أذكر أن المساعد الطبي كان يذهب الى الكمبو باكرا ً يحمل شنطته الدبلوماسية القديمة و فيها (عدته) ليطعن اصحاب (الكَنَابِي) جمع (كَمبُو) من المرضى فيعود محملا ً بروائح الكنابي المسكرة.
نسيبي البطحاني حلف ما يشرب منكر بعد أن سكر و دور شكلة لي رب السما.
بعدها يبدو أنه ندم و قام عليهو المرض القديم
يمشي يعد في طرف الترعة مقابل الكمبو
يقول للناس الماشة تشتري و تشرب : هوووووي .. ما تشتري من فلانة إشتري من فلانة حقها نضيف و سمح

اقتباس:
ملحوظة :
ابو جهينة ما تفهمني غلط انا ما من السكيرين العربيدين و لكن هذه ثقافة البلد ,,,
و رحم الله بن كلثوم و أصحاب الكنابي ,,
لا عليك أبو سارة ...
دمت



التوقيع: [align=center]أن تكُوُن نفسك في هذا الزمن الصعب هو كمحاولة ترويض جواد بري جامح ..
أو كإرجاع العسل إلى بطن النحلة ..
معادلة مربكة .. متشابكة العناصر ..
جلال الدين داود
( أبوجهينة)[/align]



[align=center]مقالات أخري ل : أبوجهينة[/align]
أبوجهينة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 06:57 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.