نعي أليم - فيصل سعد في ذمة الله !!! عكــود

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > مكتبات > جمال محمد إبراهيم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-10-2005, 11:39 AM   #[1]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي ماريو أنطون : بكائية علَىَ دبلوماسيّ ٍ مِن المَسَالمة





ماريو أنطون : بكائية علَىَ دبلوماسيّ ٍ مِن المَسَالمة

جمال محمد إبراهيم*

(1)
تلك هي " أم درمان" . . الكيان الجامع للإثنيات المتنوعة ، مصهرة الألسن المتعددة ، تلاقي العقائد المتآلفة ، و ازدهارالسحنات في تدرّجها المدهش ، بين بياض ٍ ٍ و سواد ، و سمرة ٍ ، ثم سمرة داكنة صرفة . يقبلون اللون الأسود ، فيقولون عنه تحبباً، "أخضر " ، وهو السواد الصريح . تلك هي أمدرمان تجمع كل ذلك في كنفها . يحبها الأديب الرّاحل علي المك ، و يغاضبها الشاعر الأكاديمي محمد الواثق ، لكن كلاهما يحبّانها حبّاً ، يأخذ لونه ، مما في الأنفس من تجاريب ُتصقل ، ومعاناة ُتنعش ، و مصادمة ُتهلك . أم درمان تحتضن حيّاً رئيساً فيها ، إسمه "حيّ المسالمة" . الإسم يوحي لك بالكثير ، عزيزي القاريء ، إذ الكلمة هي إلى كلمة المسامحة أقرب ، معنىً و مبنى . حي" المسالمة" ، يقع في قلب المدينة ، ليس بعيداً عن سوقها ، و لم يكن حيَاً مهمشاً . "المسالمة" هم المسيحيون و بينهم الأقباط الذين كانوا في السودان منذ الحكم التركي في أربعينات القرن التاسع عشر، وربما قبل ذلك . . أبقتهم دولة المهدية ، بل استهدفتهم في مشروع "أسلمة" فطير الرؤى ، ما تعمق نظرهم في التسامح تكون قيمته أسمى ، و بقائه في الوجدان أدعى . بعد المهدية ، نشأ الحيّ على هدي تسامح ٍ فطري ّ ، لا قسر فيه ، برغم سنوات العسر في دولة المهدية ، فتجاور المسيحي مع المسلم ، في سكنه ،و في تجارته و في ملاهيه . فيهم أسرٌ مسيحية ، من الشام ، و أسرٌ أخرى ، من أقباط مصر ، وآخرين من أصول ٍأرمنية . . و ليس بعيداً عن حيّ "المسالمة" ، تقيم أسرٌ من أصقاع الهند البعيدة . ليس في أم درمان وحدها ، بل هم في الخرطوم و في الخرطوم بحري ، الضلعين الآخرين للعاصمة المثلثة : الخرطوم الكبرى . يعرف الناس الآن نادي المكتبة القبطية ، و لكن لا يعرفون جيداً أنه في يوم ٍ ، كان في الخرطوم مثلاً ، أسقفية للروم الأرثوذكس ، كان رئيسها في سنوات الخمسينات أسقفاً إسمه إف. إكس. بيني . هذا مما وجدته في النسخة الإنجليزية ل 1952 SUDAN ALMANAC , ، المطبوع لحكومة السودان في مطبعة ما كوركوديل . . فتأمل ّ!
جاء الجميع بتقاليدهم المميزة ، و لكن أيضاً ، بكنيسهم و معابدهم . . و كلهم الآن ، سودانيون ، أباً عن جد . في حيّ " المسالمة" ، تنظر حولك الآن ، ترى الكنيسة تقاسم المسجد ، شارعاً واحداً ، و يخرج الناس لصلاة عيد الفطر أو عيد الأضحى أو عيد الميلاد المجيد ، أو رأس السنة ، فيهم مسيحيون وفيهم مسلمون ، بملابس ٍ زاهية ٍ ، و ببشرٍ العيد يلوح في الوجوه . تختلط في تشكيل فسيفسائي رائع ، حتى أسماء ساكني الحيّ : "آل جورج" . . " آل زكي " . . "آل عبد السيد" . . "آل اسكندريان " ، " آل أندراوس " وغيرهم . يستوقفك مثلاُ ، إسمٌ سودانيّ له وقع ٌ شاميّ : "معلوف" ، و هم أسرة كبيرة ، لكنهم تفرّقوا الآن بعيداً ، لأسباب شتىَ . يستوقفك أيضاً ، إسمٌ لمسيحيّ مشرقي : "جورج مشرقي " ، صاحب المحل التجاريّ الشهير في ناصية السوق ، قريباً من مسجد أمدرمان العتيق . . مات قبل نحو شهرينٍ من كتابتي هذي ، وعمره ربما تجاوز الثمانين عاماُ ، و يُحسب من كبار أعيان مدينة "أم درمان" ، بل هو سادن ٌ من سدنة تقاليدها السمحة المرعية . أمً جنازته جميع أهل المدينة ، شيبهم و شبابهم ، و كاد السوق في وسط أم درمان ، أن يغلق أبوابه جميعها ، حداداً عليه ، زارت قبره شآبيب الرحمة و نفحات الغفران . في هذا الحيّ ، عاش و ترعرع صديقي "ماريو". .

(2)
تستوقفك لو استعرضت لك ، عزيزي القاريء، أسماء أسر ٍ مسيحية كثيرة ، راسخة المقام في أم درمان ، يتداخلون مع جيرانهم ، و يقاسمونهم كافة أسباب الحياة ، هم في الأفراح ، مثلما هم في الأتراح . أسرة : "أوتو أنطون " ، هي أسرة مميزة و عريقة في "المسالمة" ، جاء منها صديقي "ماريو" . أسرة جليلة ، بعضهم رجال أعمال ٍ في سوق المدينة ، كما بينهم مثقفون ، تبوأوا مناصب في الدولة . الراحل "جورج أنطون" ، يقرب لماريو ، كان قد تدرّج في السلك الدبلوماسيّ السودانيّ ، و وصل فيه إلى مرتبة الوزير المفوض ، وهي تعادل منصب نائب سفير . ذلك رجل سودانيّ أصيل ، تحفظ له وزارة الخارجية سهماً في نشاطها الدبلوماسي ، في الستينات و السبعينات ، من القرن الذي مضى ، يرحمه الله .
من هذه الأسرة ، جاء صديقي الدبلوماسيّ المستشار الرّاحل "ماريو أوتو أنطون". عرفته في جامعة الخرطوم ، سنوات السبعينات من القرن الذي مضى ، زميلاً ودوداً خفيض الصوت ، يبتسم ابتسامته الآسرة ، وقد رسمتها الفطرة في قسمات وجهه الأسمر ، فلا يسعك إلا أن تحبّه . كنت أعرف أنه من "المسالمة " . دبلوماسيّ سوداني ، و صديق ٌ ، حللنا معاً في سنوات السبعينات في وزارة خارجية السودان . كنا قد عملنا معاً ، في سفارتنا في الصين . هو أعزب و أنا مع أسرتي الصغيرة ، لم نكن نفترق إلا للنوم . كنا نكتشف العاصمة الصينية المستغلقة علينا ، بسيارتي . نتجوّل في شوارع بكين ، الواسعة بلا سيارات ، المحتشدة بملايين الدراجات الهوائية : شيء من لزوم ما لا يلزم في النظام الشيوعي ، وربما رآه البعض تقشفاً إقتضته تصاريف الأوضاع في الصين ، لكنّا شهدنا و نحن هناك ، كيف مازج زعيمهم "تشياو بينج " بين تزمّت العقيدة السياسية و مرونة التطبيق ، فرأينا بأمّ أعيننا ، أول مواطن ٍصينيّ يمتلك سيارة خاصة ، و كانت إمرأة جريئة في أوسط العمر ، صورتها تصدرت صفحات الصحف الصينية كلها ذلك اليوم . كانت تجربتنا في الصين فريدة و ممتعة . في أيام العطلات ، نهرب إلى الأطراف ، نتسلق أسوار المدينة القديمة ، و أجزاء من سور الصين العظيم . . يدهشنا مسجد في الحيّ الشرقي ، ليس بعيداً عن "المدينة المحرمة" ، هكذا يسمّون الجزء الإمبراطوري القديم من بكين . يغرم الصينيون بمسميات تفوح من بين صرامة الشيوعية فيها ، شاعرية الشرق : " الجبل العطري " ، في الطرف الشمالي ، كنا نتنسم عبيره ، أنا وصديقي المستشار ماريو و الجنرال عربي، أو " نوراني " ، الملحق العسكري في سفارتنا هناك . " المعبد السماوي" في وسط المدينة ، هو مكان نتسكع فيه أيام الأحد ، و ليس فيه ثمة عبادة ! نبتاع فيه غرائب التحف اليدوية الصينية . ثم نذهب بعيداً إلى الأنحاء الغربية ، فنكتشف أنا و ماريو ، كنيسة ً نائية ً مهملة ً ، في أطراف بكين . يحزن كثيراً هو . أذكر أنّي أخذته إليها بسيارتي ذات أحد . عاد إليّ بحكايات و قصص عن المسيحيين الصينيين ، يجدون عنتاًَ في إقامة شعائر الدين ، و للماركسية الحمراء ، عزيزي القاريء ، عرس ٌ مقيم ٌ في ميدان " تيان آن مِن" . . ! لا يهمهم الصينيون حتى الهمهمة الخفيضة ، في مثل هذه الحالات . يرثى لحالهم ، أخي "ماريو" ن و يقول لي : حسرتي إذ افتقد "المسالمة" . .

(3)
في "المسالمة" كان يقيم شاعر يكتب الشعر الشعبي ، إسمه صالح عبد السيد( أبو صلاح) ، هو من أميز شعراء هذا الفن الشعري الذي يتغنى به مغنون ، و اشتهر باسم " غناء الحقيبة " والإسم يقصد به مجازاً الصندوق يحتوي الشيء الثمين ، و لقد كان ذلك الغناء ، يحمل في طياته بذرة التشارك في اللغة و اللسان و التطريب و العادات ، لأناس جمعتهم مصهرة أم درمان ، من أصقاعهم البعيدة ، فتآلفوا في هذه المدينة ، مسلمين و مسيحيين ، و أشتات من أبناء و أحفاد رجال سود من قبائل جنوب السودان ، و آخرين من شرقه و غربه . ليس من وصف ٍ أصدق من أن تسّميه ِ التسامح ، يسمو في نفوس ساكني أم درمان ، مدينتي التي أحب .
من "المسالمة " ، كان لجدّي والد أبي ، صديق ٌ يحبهُ ، و يكاد ينزله مرتبة الأخ الشقيق ، "إسمه خورين إسكندريان "، و هو مسيحيّ من أصولٍ أرمنية ، كما يوحي أوضح إيحاء ، إسم عائلته . أستحضر هيئته ، و أنا وقتها في سنّ السادسة أو السابعة ، حينما يدلف إلى بيتنا ، بسحنته البيضاء و جسمه الممتليء و بنطلونه الخاكي القصير ، و على رأسه قبعة قماش إنجليزية ، من النّوع الذي يميّز الصيادين في أحراش أفريقيا . يسامر جدّي لساعات و بينهما أباريق القهوة و الشاي ، لايملاّن يصبّان منها أكواباً متتالية . ربما كانت بينهما أمور كثيرة يتقاسمان اهتماماً بها ، لكن كان واضحاً لي أنّ "خورين" ليس من أتباع ديننا ، وأن هذه الحقيقة عن شخصه ، لم تكن ذات بال كما لم تكن مما يضعف تقدير جدّي و معزّته لِ ِ"خورين " .
لم يكن غريباً على النفس أن تصطفي "ماريو" ، صديقاً و أخاً شقيقا ، فمن المسالمة في أم درمان ، كانت تشعَ شمس التسامح . . وأنا أسمّي حيَ "المسالمة" ، حيّ " المسامحة " ، و ما أصدقه من إسم . . !

(4)
في أوائل التسعينات ، أهلك المرض صديقي "ماريو أنطون " . فقد وزنه كله . حين لاقيته قبل أن يسافر إلى مصر مستشفياً ، حبست ُ دمعتي ، إذ كدت أن لا أتعرّف عليه مما فعلتْ به اللوكيميا . أخذته ُ في أحضاني ، فكنت ُ أحتوي بذراعي ، هيكلاً تتداعى أعضاؤه ، ضعفاً وهزالا . أخفيت دمعة ً لا أريد لها أن تشوّه جمال ابتسامته الثابتة الجسورة التي عهدتها ترتسم في وجهه ، ملمحاً ثابتاً و أصيلاً من ملامح "ماريو" . لم تهزم بشاشته ولا روحه السمحة ، غزوات اللوكيميا ، تفتك بخلاياه ، خليّة إثر خليّة . لم يكسره المرض أبداً . كان يبتسم و هو يقول لي : علَّه اللقاء الأخير لي معكم ، فأنا مغادر إلى القاهرة ، و ظنّي أنه وداعيَ الأخير لكم . .
إنهار تماسكي ، و هربت ُ بدمعي من ابتسامته ، من قوة روح صديقي "ماريو" وهي تسكن أضعف جسم . غادر إلى القاهرة ، فكانت رحلته الأخيرة . .

(5)
في ذكراه تفيض دموعي عليه ، فقد كان في روحه الكثير من روح مدينتي التي أحببت : أم درمان . لسانه العربي ّ من لسان أم درمان . سحنته السمراء ، هي من تلاقي السحنات و اختلاط الأعراق فيها . ثباته و خلقه ، هو من ثبات عقيدته ، و من سموّ إيمانه في مدينة ، مفتاح شخصيتها ، إنفتاح و تفاعل و انصهار . حين تمعّنت في قسمات "ماريو أنطون" ، وهو يودّعني الوداع الأخير ، كنت أرىَ "المسالمة" ، بأُسَرِها الممّيزة ، تخالط ملامحه : رأيت آل "أوتو أنطون " كلهم . رأيت "خورين إسكندريان" ، صديق جدّي . رأيت "أبا صلاح" . رأيتُ "جورج مشرقي" . . رأيتُ المسامحة تطفر من قسماته . في ذكراه تفيض دموعي عليه ، ما تزال . .

*كاتب و دبلوماسي سوداني
الخرطوم 20 أكتوبر 2005


تم نشر المقال في صحيفة سودانايل الإلكترونية و للأستاذ طارق الجزولي شكري و تقديري



التعديل الأخير تم بواسطة جمال محمدإبراهيم ; 21-10-2005 الساعة 11:42 AM.
جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-10-2006, 11:27 PM   #[2]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

عزيزنا جمال
إنها قطعة في المحبة والتعايش الذي يفتقده العصر .
كان لي صديق لم أزل أذكره ، مسيحي يوناني الأصل ،
وبالطبع هاجر بعد غلو المُلتحفين رداء الدين :
كان اسمه : فليب بنيوتي مماكس .
كان رفيقاً لنا في المدرسة الشمالية الوسطى ،
....ياه : كانت لنا أيام !

لم تزل لدي صورة أرشيفية معه ونحن جميعاً نرتدي
الجلباب والعُمامة !!



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 01:54 AM   #[3]
د.سيد عبدالقادر قنات
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

كان السودانيين كلهم جميعا يعيشون

في وئام وحب مسلمهم ومسيحهم ويهود ومن له كريم المعتقدات

يستظلون بسماء واحدة ويتقاسمون أرضا واحدة

وفق قانون عادل يتساوون جميعا تحت مظلته

دون حجر علي أختلاف اللغات واللهجات والثقافات والعادات


ولكن الطامة الكبري وتسونامي المتسربلين بمسوح الغش ومرهم النفاق


قلبوا نهار السودان ألي ليل حالك السواد

زالت الطمانينة عن الجميع

دب الخوف والهلع

وأنتشرت الموبقات من

المرض والفقر والجهل

وعم الفساد

وزاد النفاق والمحسوبية والتدليس

ووضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب

وساد قانون الغاب

وتم تجذير المجتمع ألي معنا وضدنا

وهم الطابور الخامس والمرتزقة وهلمجرا

وناس حالم زين مصنع مصنعين

وناس بالأيجار ما لاقين جحر


وفتحت المدافع لهيبها علي أجزاء من الوطن كانت آمنة ومسالمة

وعمت الحرب المليون ميل

وكانت النتيجة

الهجرة من أتون المعركة ألي العاصمة

ومن ثم الهجرة ألي خارج أرض الوطن

ألي حيث يكرم الأنسان الذي كرمه ألله

نعم خيرة شباب وكفاءآت الوطن أجبرت علي الهجرة

الوطن طارد

من بقي صار ينعت بالطابور الخامس والخونة وغيرها


ولنا أن نسأل

هل يحارب المسيحي أو اليهودي ضمن جيش المسلمين ؟

هل يمكن أن يدفعوا الجزية ؟؟

الحكاية جاطوها ولخبتوها

ولهذا وصلنا ألي ::

1950و 1951و 1953 و 1706 وقبلها قرارات كثر


وغدا نسمع قرارات جديدة


وهجرة جديدة

وتفريغ الوطن من أهله وكفاآته


ولكن ألي متي


يديكم العافية



د.سيد عبدالقادر قنات غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 08:33 AM   #[4]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

هذه من المقالات التي أحزن كثيرا ساعة أعود إليها ..
أشكر أخي بيكاسو و صديقي د. سيد ، فقد نقبا في مقالاتي لعام 2005ر واخرجا ما كتبت عن الراحل صديقي ماريو أنطون ..
وأستثارا حزني على صديقي من جديد .. و الحزن القديم جذوة لا تذوي و لا تضمحل ..

. في ذكراه تفيض دموعي عليه ، ما تزال . .



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 10:32 AM   #[5]
Garcia
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Garcia
 
افتراضي

العزيز الفاضل / جمال
انها لوحة معبرة جدا وبالرغم انها بكائية لفقد صديقك ماريو أنطون ,
إلا انها بكائية لوطن بأكمله فقد هذه الروح الجميلة من التآلف والمحبة ,
بين الناس لا شك ان السنين الغابرة الاخيرة غيرت كثير من ملامح الشخصية ,
السودانية رأسا على عقب وتحتاج لدراسة عميقة من ذوى الاختصاص ..
اسم ( معلوف ) الذى اشرت له ربما يكون له صلة بأسرة الكاتب والروائى اللبنانى ,
الشهير امين معلوف .. فقد ذكر فى كتابه الاخير ( الاصول ) ان له عدد من اقاربه
مقيمين فى السودان منذ القرن الماضى ...
ولك كل الشكر لهذه المقالة الرصينة ودمت بخير ..



التوقيع: لو انى اكتشفت سر الحياة ... لعلمت حكمة الموت ( رباعيات عمر الخيام )
Garcia غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 02:28 PM   #[6]
رأفت ميلاد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية رأفت ميلاد
 
افتراضي

سعاة السـفير جمال

لك كل الود

وأنت تحمل هذا الحب والوفاء .

المرحوم ماريو أوتو عندما مات بكت عليه كل المسـالمة . لقد كان من أميز الشـباب وأنصعهم قلبآ. لا زلت أزكره دائمآ أمام منزله يحمل كوب القهوة ويداعب كل المارة وهو صديق للجميع.

لم أعرفه عن قرب كثيرآ وكان يجمعنى به أبناء عمى المرحوم سـعد سليمان تادرس وكان قريب منهم جدآ من نشـأة الطفولة . وبالطبع زميلنا بالبورد الأخ جورج بنيوتى متزوج من السـيده لوزيت أوتو شـقيقة المرحوم ماريو .


حى المسـالمة حى متفرد ولا تكفى مداخلة أن تعطيه حقه . سـأحاول يومآ أن أكتب فيه مأسـتطيع

والشـكر كله لسـعادة السـفير على فتح الحوار فى هذا الحى الفريد وما يحمله قلبه بكل هذا الوفاء

أصدق التحايا



التوقيع: رأفت ميلاد

سـنمضى فى هذا الدرب مهما كان الثمن

الشـهيد سـليمان ميلاد
رأفت ميلاد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-10-2006, 03:21 PM   #[7]
جورج
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

الفاضل/ جمال..

كما قال أخي رأفت : أنا زوج أخته وصديقه.

أعدتني وهي معي إلى مزامير البكاء - على ماريو / وعلى كل ما أغفلته الشمس حين زاغ بصرها لحين لفتة

توغلت فيها جيوش الظلام مختلسة أروع ما كان ومبدلة إياه بأ بخس ما يشترى.

المسالمة : هي زهرة في بستان السودان الذي كان وغيرها زهرات ماثلات آنذاك في الأربعة الإتجاهات.

بعض الحلاوة لم يزل باقٍ .

وإلى أخي عبد الله الشقليني : فيليب بنيوتي .. شقيقي / إبن أبي وأمي : قضى حوالي الخمسة عشرة عاما مغتربا

في اليمن وقد عاد إلى الخرطوم بحري وانا راجع قريب بي إذن الله : لم يهاجر سوى شقيقنا الأصغر إذ لم يحظى

من الأمر سوى با لسجن ( نميري ) والقلقلة ( زمان هؤلاء..)

نحنا لصقة وراجعين.

شكرا كثيرا سعادة السفير أدام الله عليك وأسرتك موفور صحته ورضاه

ورحم ماريو وغفر له ولنا أجمعين .



جورج غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2006, 07:58 AM   #[8]
محمد ابراهيم قرض
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الأخوان جمال ، رأفت و جورج ..
يكفي السودان فخرا أن التسامح فيه فطرة تلقائية
من غير زيف أو إدعاء .... و هنا أنسب الفضل أيضا
لأهلنا المسيحيين ، فهم كغيرهم من السودانيين قد
طغت عليهم قيم معينة يحسدنا العالم الآخر عليها ...
و من ثم كان من السهل أن يتعايش السودان مسلمه
و مسيحه بتلكم الغلالة الحضارية من الإلفة و التسامح ..

أجزم لكم أن المسيحيين في السودان يختلفون بصورة
قاطعة عن كافة المسيحيين الآخرين في شتى بقاع
العالم ، بما فيه العالم العربي و الاسلامي .... و هذا
مرده أيضا لتلكم القيم التي ميزتنا جميعنا كسودانيين ..

نستغرب حينما نرى في بعض الدول أن (نوعية) إسمك
هي التي تحدد كيفية التعامل معك ، بل كيفية حصولك
على حقوقك المشروعة بحكم المواطنة ...

حفظ الله لنا مسيحيوننا الذين شاركوننا حتى في (الدخان)
مما خلق لنا أزمة في عيدان الطلح و الكليت و الشاف ...

بس ما تنسى التوب السويسري يا رأفت ..



محمد ابراهيم قرض غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2006, 07:57 PM   #[9]
عصمت العالم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عصمت العالم
 
افتراضي



سعادة السفير الشاعر الفنان جمال محمد ابراهيم...


لعل ما ذكرته فيه صدق الوفاء وعمق التجربه وتلك السماحه والتطابق والالفه.. من واقع احساس الناس اللصيق بما عليهم تجاه انفسهم وتجاه الاخرين فى مراعة كافة الحقوق...ولعل السودان قد عاش زمنا من مفهوم التسامح الدينى العميق ..وحقو ق المواطنين..وتلك المساواه والعداله فى نظر القانون...كل ييعيش على سجية ايمانه وقناعاته وتعامله وعلاقاته الاجتماعيه...والكل يسعى فى حب وسعاده ورباط تجاه الاخر..بكل صدق وايمان...

مما اعطى الوطن كل ذلك الكم الهائل من الوفاء والاخلاص والحب والانتماء..من ابنائه..مسلسمه ومسيحييه

كل السودان فى كل اطرافه واقاليمه وابعاده يعيش بهذا التكافل الانسانى الرفيع..الذى يعطى الانسان قيمة قدره..
ونحن على معرفه بالاخوه الاعزاء الاقباط ولقد ربطتنا علاقة حميميه ولصيقه واجتماعيه فريده ونافذه ومتعمقه...كانوا يشاركونا ونشاركهم افراحهم واتراحهم ويشاركوننا افراحنا واتراحنا وتربطنا علائق قوية وممتازه... ولى شقيقه الحاجه كلتوم العالم عبد الرحمن تزوجت من الحاج مصطفى العوض عريبى .وسكنت المسالمه طيلة فترة اربعين عاما..وتربى اولادها مع اهلنا الاقباط وتداخلوا معهم ..وعشنا معهم عمر زمن واحد..ولما توفاها الله ..خرجت المسالمه ...واستاذن قس الكنيسه من الاهل فىمشاركة تشيع الجثمان الى مثواه الاخرين..واستجاب الاهل لرغبتهم و شاركوا فى التشييع..وهذه دلاله قويه عن عمق الروابط وتجنزر الرباط..

ودرست انا الثانوى فى مدرسة التجاره الامريكيه العليا بامدرمان..وتزاملنا مع الكثيرين منهم وربطتنا العلائق القويه...

كل تلك الظواهر التى انتجت نسيج الوحده الوطنيه ودعمت صموده..وحين اتى الصابىء جعفر نميرى..وفى اهوية تفكيره المضطرب واضطرابه النفسى والعقلى استحدث ما استحدث .. وعرج بالبلاد والعباد الى منعرج خطير اودى بكل شىء الى الحضيض...
لكن لا تزال مشاعر الاحباء السودانيين بجمعهم اقباطهم و مسلميهم فى ذلك الانسجام...وكم من مرات فى قطار الانفاق التقينا باحباء اقباط يسالوننا ونسالهن وتنهمر الدموع وهى تتذكر الماضى وتتحسر على الضياع..ولكنهم كلهم مصرون على العوده الى ارض الوطن.. وهذا رباط اديم الارض..

سعادة السفير...
والشفيف بيكاسو.والاحباب..
رافت ..والشاعر الملهم جورج

واستاذنا دكتور سيد..
والعزيز محمد ابراهيم قرض..
والاديب جارسيا..


ملمح الوفاء الذى ذكره سعاد السفير فى استدعائه للسيره العطره لهذا الديبلوماسى الفذ..ماريو رحمه الله..فيها تلك الاشارات القويه.لعطاء انسان خدم بلاده بكل ذلك الصدق..واخذته ايادى القدر هكذا...وظلت سيرته عطر تعبق بمسك شذاها...وهى تلح على تذكرها...وكتب عنها سعادة السفير من موقع ذلك الوفاء الجم...واحتوت كل التفاصيل الطواف على كل تلك المظارات الطهر...وقدسية المسالمه..ومن فيها وبما فيها..


وهذا استلهام مفيد لنا..مذكرا لنا بايام خالدات لن تنمحى ومبصره اجيال اليوم بمزامير غناء الامس الشجى...

التقدير لكم..سعادة السفير..
ولكل الاحبه...
والعزاء لكم مرات ..ومرات ..ايها العزيز جورج الشاعر الجمال..

كل الحب



عصمت العالم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-10-2006, 10:08 PM   #[10]
3mk-Tango
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية 3mk-Tango
 
افتراضي

اقتباس:
يستوقفك أيضاً ، إسمٌ لمسيحيّ مشرقي : "جورج مشرقي " ، صاحب المحل التجاريّ الشهير في ناصية السوق ، قريباً من مسجد أمدرمان العتيق . . مات قبل نحو شهرينٍ من كتابتي هذي ، وعمره ربما تجاوز الثمانين عاماُ ، و يُحسب من كبار أعيان مدينة "أم درمان" ، بل هو سادن ٌ من سدنة تقاليدها السمحة المرعية . أمً جنازته جميع أهل المدينة ، شيبهم و شبابهم ، و كاد السوق في وسط أم درمان ، أن يغلق أبوابه جميعها ، حداداً عليه ، زارت قبره شآبيب الرحمة و نفحات الغفران


جورج مشرقي

اقتباس:
في "المسالمة" كان يقيم شاعر يكتب الشعر الشعبي ، إسمه صالح عبد السيد( أبو صلاح) ، هو من أميز شعراء هذا الفن الشعري الذي يتغنى به مغنون ،


صالح عبد السيد ابو صلاح

عندما تاتي سيرة امدرمان واشخاص امدر لا استيطع ان اتحدث .. تخنقني العبرة
وكان كل الشخصيات هذه من افراد عائلتي ..

آه ه يا ام در



التوقيع: كلما اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة ..

..الامام النفري ....
3mk-Tango غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2006, 12:12 PM   #[11]
جمال محمدإبراهيم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية جمال محمدإبراهيم
 
افتراضي

أخي جورج . .
كم سعدت بتعليقك على مقالي و ما حكيت عن الأسرة . .
و يا للمصادفات التي جاءت بتعليق ٍ منك على موضوع أطلعت عليه أصدقاء المنتدى - وظني أنك ورأفت لم تكونا وقتئذ عضوين فيه - قبل نحو عام كامل (أنظر تاريخ المقال )، رجع إليه أخي عبد الله الشقليني قبيل أيام ، فاستثار حزني و حزنك و حزن شقيقة الراحل صديقي العزيز ماريو ، ومعنا رأفت ميلاد . "الخواجة"، كما كنا نناديه وقتها ، كان حبيبنا و نجم دفعتنا في وزارة الخارجية . أكثر ما كان ينطق باللقب يناكفه به ، هو الصديق العزيز عبد الإله بعشر . لكن دعني أقف عند المصادفات . يتعرف أخي و شقيقي عبد الله محمد إبراهيم الشقليني على فيليب في سنوات الدراسة الأولى ، ثم ألاقي أنا ماريو في سنوات السبعينات في جامعة الخرطوم ،ثم وزارة الخارجية ، فنكون صديقين دون أن يعرف بنيوتي صديق شقيقي ! ثم أسمع أنا عن جورج وأتابع الموسيقى التي تنساب من قلمه الرشيق في المنتديات ، و تفاجئني الأقدار لتقول لي أنه زوج شقيقة الراحل العزيز ماريو . يدهشني أني و شقيقي تخذنا صديقين من أسرة واحدة ، وهما لا يعرفان أن جمال و عبد الله أيضاً هما من أسرة واحدة . مقالي عن الراحل المقيم ماريو و الإضاءة في ذكراه ، فتحت صفحة بهية تشابكت فيها العلاقات وسمت إلى حواف التآخي الودود ، و تجاوزت قزحية مفتعلة من لون وجنس و عقيدة ، فاكتشفنا أننا الراحل ماريو و جورج و فيليب و رأفت و عبد الله شقليني وأنا ، إخوة وأكثر من أصدقاء ، بل نحن ننتمي لأسرة واحدة بلا شك .
أذكر أن الأستاذ بدرالدين حسن علي كتب من كندا مداخلة حفزه مقالي لكتابتها و وصف كيف أنه غالب دمعه وهو يقرأ عن المسالمة و الخور الذي يفصلها عن حي العمدة ، ووصف التداخل القوي من فطرة راسخة بين مسجد و كنيسة في الجوار . نفرح جميعنا بعيد الفطر بمثلما نفرح بعيد ميلاد السيد المسيح . ولا تسعفني الذاكرة لأورد لك إسم الشاعر .... بطرس من ابناء المسالمة الذي كتب قصيدة عصماء عن هجرة الرسول محمد (صلعم) مستحثاً أهل أمدرمان للتبرع لبناء مسجد أم درمان الكبير في ثلاثينات القرن العشرين . .
جورج .. ليت ابناء هذا الجيل يستذكرون أميز وزراء فترة مايو أول سنيها : وديع حبشي وزير الزراعة ، و موريس سدرة وزير الصحة !
الكثير الذي يمكن أن يقال ، وأنت أدرى مني بشعاب المسالمة ، زهرة التسامح في بستان السودان .. ..
لك محبتي ..
جمال



جمال محمدإبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-10-2006, 05:08 PM   #[12]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
Lightbulb

[align=center]
من لا يعشق الزمن الجميل .. وهو يذرف أدمُع الحُزن [/align]


الأحباء :
رأفت
جورج
جمال
محمد
غارسيا
عصمت
د. سيد
تنقو


على صفحة الأقدار تتقلب الدنيا ، كرة تلتهب . تتقلب الدنيا تُسامر أبناءها . لم يكن في العلم ولم يكن في الخاطر ، أن يلتقي الطبق النفيس بثمار العُمر . تأتلق وتلتقي عند جمار الحُزن ، كإله قديم نهض على هضبة ، وأطلَّ على المُصلين .

لم يكن الوطن في كل تاريخه إلا جميلاً . تاريخه ، وشخوصه بنداوة مشاعرهم كأس مذاقها من طيوب المشارب . عيونهم السود أو عسلية اللون أو أخضره ، نضَّاحة بالهوى ، خفاقة كالبرق على وسائد السُحب ،يخطُف القلوب بما حوت .

منْ يكتُب سيناريو لهذه الورود وقد تناثرت من كل بقاع الدنيا على ذكرى ( ماريو ) ، عادت متآلفة !! . لعلها غشاوة انجلت سُحبها ، وقالت لنا : الكون قرية تجمع المُحبين على مرقد المجد عند ذكر الرحيل . تمجد الراحل على صحائف النعمة مع الآب والابن وقُدس الأقداس . فبوابات النعمة والخير لن توصد في أجساد القلوب العاشقة ، وقد كان المولى ( محبة ) اسماً ومعنى وسيظل ، خير مُطلق لا أول لرحمته ولا آخر .

قلبت صفحة من ماضي سودانيات ، ووقفت عند قصف الحُزن عند المقال ، وتسلقت النص بالمشاهدة . نهضت شمعة في ذكرى مُحزنة ، فقلت لنفسي يستحق هذا الحُزن أن يُعانق العيون التي تقرأ ، كيف كان الوطن ، وكيف هو المصير : على سفح الدُنيا !!

عزيزنا ميلاد :

أثرت المحبة في مكامن الوجع .. تحية لحبيبنا فيليب ، وعلى ( الماسينجر )
نُحيي الوصال وعناوين الدروب التي توصل ...


كانت لنا أيام ..في القلب ذكراها ،
يا ليتنا عُدنا أو عادت الأيام .

عبد الله الشقليني
5/10/2006 م



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-10-2006, 10:52 AM   #[13]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

سعادة السفير،

نقف بإجلال أمام هذه البكائية التمجيدية لعلاقة إنسانية سامية صادقة غير قابلة للتلوّن أو الفساد.
ليس غريباً أن تجمع مثل هذه العلاقة رجلين من ديانتين مختلفتين. الغريب أن لا توجد مثل هذه العلاقة.
لمن يعيش في وطن مختلط الديانات والطوائف (17 طائفة) فإن التعايش متى وُجد كان مصدر رقي وحضارة، والعكس صحيح.
فالحرب بكل أشكالها الدموية وبغض النظر عن أسبابها الداخلية والخارجية تجعلك تكتشف جوانب إنسانية كانت غامضة إن لم أقل غير مكتشَفة بعد. لكن الثمن باهظ- الثمن الذي تدفعه الإنسانية على حساب الدين.
في طفولتي عشنا معاً في المدرسة، مسيحيون (وإن كانوا أكثرية بحسب المنطقة والمدرسة) ومسلمون ودروز. لم يكن من فرق. لم يشعر أحد بالفرق. كبرنا فاكتشفنا الهجرة داخل الوطن. وفُرزت المناطق: بيروت الغربية وبيروت الشرقية.. ثم هناك بلدات من اسمها تعرف إن كانت مسيحية أو مسلمة. هناك من يستفيد من هذا الفرز بلا أدنى شك. الفرز والتقسيم داخل الوطن يخلق كيانات منغلقة ضعيفة، تنتظر اللحظة المناسبة لتنقلب على بعضها وتتقاتل او تتخاصم بحسب ما تسمح ظروفها. وإن كان المستفيد هو "الخارج" القريب او البعيد، فإن الأدوات داخلية. هناك يا سعادة السفير سنوات غابرة من تاريخ بلدكم الجميل تحدثت عنها في "باليه الشاعر" وأفضت حولها في الرد على العزيز خالد الحاج، حيث تحول الرد الى مقال مهم رأيناه في سودانايل قبل أيام. تلك كانت سنوات مشرقة يتذكرها اللبنانيون بفرح واعتزاز.
وفي بلدي يا سعادة السفير سنوات غابرة لست أهلاً انا لأتحدث عنها لأني لم أعايشها، لكني قرأت عنها وسمعت عنها وفرحت وحزنت. الفرح أن العلاقات الانسانية لم تكن تحتاج لهوية. لم يكن مهماً انت ما دينك او جذورك. اليوم هناك جهل مستفحل، جهل تزيد العولمة من وطأته. يا لسخرية القدر.. أن تكون العولمة مصدر جهل للبعض. وفي وسط كل هذا يقف "الخارج" المستفيد ساخراً، يسيل لعابه بانتظار الانقضاض على طريدته.. أليس هذا ما حصل في الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان؟ ألم يراهن الاسرائيلي ومعه الأمريكي على فتنة لبنانية داخلية واقتتال داخلي؟ ألم نسمع منذ يومين أحد التصريحات الأمريكية التي تقول إن الأمريكان في حال نجاح مخططهم التقسيمي في العراق سيعممون التجربة على بلدان أخرى، ضمن "الشرق الأوسط الكبير"؟
أراك يا سعادة السفير تبكي أخاً لك من أمدرمان، التي جعلتموني جميعاً أعشقها دون أن أعرفها. له نطلب الرحمة. "وليكن ذكره مؤبداً".



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 07:19 AM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.